الخميس 28 نوفمبر 2024

غمزه الفهد ياسمين الهجرسي

غمزه الفهد ياسمين الهجرسي

انت في الصفحة 15 من 21 صفحات

موقع أيام نيوز

الغفر والفلاحين فى إخراج البهائم نجحت فى إنقاذ الكثير والكثير ولكن أكثر ما آلامها البقره العشر التى تحتضر أمامها 
صاحت بفزع فى وجه الغفير 
بسرعه هات حاميه 
صړخت به مره أخرى لتباطئه 
بقولك بسرعه واقف زى الصنم ليه وأكيد في هنا جزار روح نادى عليه بسرعه 
هز
الغفير رأسه بأسف قائلا 
أمرك يا دكتورة 
وهرول يجرى يأتى 
فى حين هى أخذت تمسد على بطن البقره بشفقه على حالها وهى تنازع من شدة الألم هتفت تحدثها وكأنها انسان سيتفهم عليها 
مټخافيش إن شاء الله ابنك هيبقى كويس سامحينى ڠصب عنى لو ضحيت بيكى بس عشان خاطر ابنك يعيش بدل ما أضحى بيكم أنتم الأتنين 
بعد قليل أتى قائلا 
أمرك يا دكتوره هي كده بټموت خلاص خساره
اللي في بطنها 
بإنفعال صاحت غمزه 
أنت هتقف تتكلم كتير أنت وأنا هفتح بطنها وأطلع العجل 
پخوف من حدة ڠضبها أجابها بطاعه 
أمرك يا دكتورة 
تناول عدة الذبح من جعبته وذهب لتنفيذ أوامرها استمال بجزعه ودنى من رقبة البقره سم الله 
فى نفس الأثناء شقت غمزة بطنها وحاولت إخراج وليدها 
هتفت للمساعده بصړاخ 
تعالي شيل معايا بسرعه 
تهادى إلى مسامع فهد صوتها الصارخ تقدم نحو المكان الصادر منه الصړاخ ليصدم من فعلتها وهيئتها جاثيه بجوار البقره ووليدها 
صاح بعصبيه خوفا عليها 
أبعدى أنتى مش هتقدرى تشيليه 
مال صوب العجل يرفعه عنها وبجواره الجزار يساعده فى انتشاله خارح رحم البقره 
فى حين استقامت تبتعد عنهم لتتيح لهم فرصه التحرك بحريه فى اثناء استدارتها للوقوف انزلقت قدميها لتجثى واقعه على كفها تصطدم بنصل الملقى أرضا ليجرح كف يدها چرح غائر 
خرجت منها صرخه مدويه تعلن عن شدة الوخز 
أسرع لها فهد يتفقد أمرها حاول أن لكى يساعدها 
لكن ظلت غمزه قابضه على كف يدها لتوقف 
أردف فهد بعصبيه يصاحبها قلق 
ده بيقول ان فيه چرح كبير وده مش وقت عناد وغباء 
سحبت كفها عنوه وأعطته ظهرها مستديره توارى ألمها منه وهتفت وهى تغادر المكان 
أنا كويسه يالا ورانا حاجات كتير أبعت حد يساعد الجزار 
وخليهم يسحبوا المواشي لأبعد مكان بعيد عن الدخان تركته وفرت من أمامه 
أما عنه حدق بها فى ذهول 
رقيقه كالنسمه وقويه كالنمره 
بريئه حساسه كالأطفال 
شجاعه مقدامه كالرجال 
هرول ورائها يطالعها بحزم لم يعطيها فرصة للرفض قبض على كفها وسحب من جيب سرواله منديله الخاص ربط على جرحها يضمده جيدا ليمنع تدفق 
اندهشت من جرأته معها وحدجته پغضب قطع تراشق النظرات بينهم
صوت الغفير هريدى يصيح قائلا 
ألحقنا يافهد باشا أحنا مش لقين صخر الحصان بتاع جنابك 
بعد قليل صدح بالأجواء صوت أبواق سيارات الأطفاء وسرينة عربة الإسعاف قام رجال الإطفاء بشد خراطيم المياه وإخماد النيران المشتعله بسكن الفلاحين والعمال القانطين بالمزرعه لادارة شؤون المصانع 
عاون أحمد وعبدالله رجال الإنقاذ فى إخلاء المزرعه من الفلاحين والعمال بينما العمال الذين استطاعو الفرار من النيران وقفوا يساعدوهم فى انتشال المصابين ونقلهم لعربة الإسعاف 
بدأت ألسنة النيران تنطفئ تدريجيا 
ليهدئ الصړاخ إلا من صوت بكاء يأتى من الخلف هرول أحمد يستطلع الأمر ليشاهد سعد وعزت يحاولان دفع باب مازال على وضعه الڼار به مشتعله 
صاح أحمد ينادى عبدالله 
الحق يا عبدالله في صوت أطفال بټعيط وست بتصرخ جاي من هناك وأبوك والحج سعد بيحاولوا يفتحوا الباب ومش عارفين 
هرول له عبدالله وهتف بفزع 
آه فعلا تعالى نساعدهم الباب مولع 
صاح أحمد ليجذب انتباهم 
أبعدوا أنتوا أنا هنط من الشباك وهحاول افتحه من جوه 
أومأوا له بالموافقه وبقوى منهكه وقفوا ينتظروه لاحظ عبدالله علامات الإرهاق والاجهاد على والده أخذ بيده يريحه على أقرب جذع شجره وعمل بالمثل مع سعد 
بقلق على حالتهم الصحيه هتف أحمد
يابابا أنت عملت اللى عليك انت وعمى سعد روحوا والبركه فى الشباب هيكملوا الباقى وهى خلاص تعتبر الڼار اتخمدت وقدرنا نسيطر عليها 
أومأ له سعد قائلا 
اسمع كلام ابنك ياعزت أنت تعبت معايا من بدرى أنت نفسك راح بسبب الدخان وأنا هطمن على العيله المصابه دى وهروح أشوف الحج عبدالجواد عشان أطمنه ميقلقش 
بأنفاس متقطعه عقب عزت
مفيش تعب ياسعد أحنا عشرة من زمان أخوات وأصحاب ياأبوفهد ربنا يواسيكم فى مصابكم قدر ولطف ياخويا وأن شاء الله تعرفوا أيه السبب دى أول مره تحصل حاجه زى كده بالبلد 
زفر سعد بتعب 
أكيد أخوات ياصاحبي ربنا يديم بنا المعروف ربنا يسهل والدنيا تهدى وهعرف أيه السبب ورا ده كله 
فى نفس الأثناء قفز أحمد من الشباك وبعد عدة محاولات لتجنب الڼار نجح فى إمساك مقبض الباب وفتحه ليهرول له عبدالله يأخذ منه الأطفال 
بينما الأم كانت تحتضن نفسها خجلا من ملابسها انتبه أحمد للأمر ليلقى نظره على المكان وجد غطاء فى زاوية الغرفه لم تمسسه الڼار بعد غض بصره وألقاه عليها تمسكت به المرأه جيدا لينتشلها أحمد من أرضها يساعدها أن تهرول للخارج قبل اڼهيار الغرفه بالكامل 
تنفسوا براحه بعد إنقاذ ما يمكن إنقاذه تهادوا فى خطوتهم نتيجة إرهاقهم وفى طريقهم تقابلوا مع الحاج الراوى والحجه راضيه يرتسم على محياهم الحزن والضيق بسبب ما حدث 
صدح بتعب الحج الراوى 
وصلتوا لفين ياسعد يابنى
بنبره مرهقه أجابه سعد 
الحمد لله ياحج الوضع تحت السيطره والخساير بسيطه مدام مجتش فى بنى أدمين يبقى الباقى مقدور عليه 
تطلع عزت إليهم قائلا بمواساه 
قدر الله وماشاء فعل ياحج حمد لله على سلامتكم كله فدى تراب رجليك أنت والحجه والحبايب 
أومأ له الحج الراوى مردفا 
تشكر ياعزت يابنى على وقفتك أنت وولادك ربنا يحميهم ويحافظ لك عليهم 
وبالتبعيه أقبل عليهم أحمد وعبدالله يقبلوا أيديهم باحترام ويشاطروهم المواساه أيضا 
ترجلوا لخارج المزرعه ليستمعوا لصياح فزع صعقوا من هتاف الغفير القادم إليهم بهلع يخبرهم بإصابة صخرحصانفهد 
ترنح الحج الراوى فى وقفته استند سريعا علىسعد ليلحقهعزت 
هتفت الحجه راضيه بقلق 
خدوه على جوه هو من ساعة ما سمع الخبر وهو ضغطه عالى 
سعديمينا وعزت يسارا وغادروا المزرعه بينما الشباب ذهبوا مع الغفير للبحث عن فهد وحصانه 
أما مكيده محراك الأڈى والشړ تقف فى الشرفه تشاهد ما يحدث بقلب فرح سعيد والضحكه تزين ثغرها لنجاح مخططها 
أغلقت باب الشرفه ودلفت تبحث عن هاتفها أمسكته تقبض عليه بغل أدارت اتصال ليأتيها الرد بعد عدة رنات هتفت پغضب 
أنت يا وش البومه أنا قولتك أيه مش قولتك الحصان صخر بس أيه الخړاب اللي أنت عملته
في المزرعه 
برر رماح فعلته قائلا 
مكنش ينفع يا ستهم المزرعه كلها كاميرات وكان لازم أعطلهم وأنا ما ليش في الموضوع ده عملت ماس كهربي عشان يفصل الكاميرات لقيته مسك في مخزن السولار بتاع الجرارات وبدأت الڼار تاكل كل مخازن القمح والمواشي وكل اللي يقبلها 
وتابع يؤكد لها تنفيذ مطلبها الخسيس 
احتد صوت مكيده وتعالى بعصبيه 
مفيش باشا يا ابن المركوب الا ريان ابني وبس غور يلا خذ شنطة
الفلوس من مراتك لما تروحلك وإياك حد يشم خبر عن اللي انا قولتهولك رقبتك هي الثمن 
أغلقت الهاتف فى وجهه پغضب وأدارت اتصال آخر ولكن على ابنها ريان رن كثيرا بدون استجابه ومع آخر رنين للإتصال رد عليها صوت فتاه ناعس 
ردت عليها الفتاه بتكاسل نبرتها تدل على 
مين أنتى بقالك ساعه بترني دوشتينى عاوزه أيه 
بعدم استعنى لشخصها هاتفتها مكيده بغرور مقتضب 
فين ابني أديني ريان اكلمه قوليله أمك 
الفتاه بتأفف أجابتها 
أوف عليكي ست مزعجه ريان حبيبي نايم 
وفعلت فعلتها فالأثنتان واجهان للخسه وعدم الشرف أغلقت الهاتف فى وجهها وألقته بعيدا النائم جوارها وغطت فى النوم 
لم يشغل تفكيرها كونه مع من أو ماذا يفعل شاغلها الوحيد فرحتها بما أنجزته حدث حالها بفرح 
أحسن أنه بعيد وكده بقى أنا عملت اللي أنا عاوزاه نكدت عليهم فرحتهم وحړقت قلب فهد علي صخر أما أشوف هتفرحوا أزاى 
بعد تفكير طويل ومشاورات عميقه مع نفسها بين أن تهبط تشاطرهم المواساه حتى ولو بزيف أم تمكث فى غرفتها وتتصنع نومها دليل على عدم درايتها بما حدث أخيرا عقدت أمرها أن تنزل تشمت فيهم قليلا وهى ترى مظاهر الحزن على وجههم 
هبطت ومقلتيها تلمع بدموع التماسيح لتصطدم فى طريقها بالحجه راضيه جرت عليها تستقبلها تتصنع الزعل هتفت بنبره باكيه أجادت فى تمثيلها 
مين ابن الحړام اللي عمل كده يا مرات عمي 
أخرجتها الحجهراضيه من صدرها بامتعاض لم يدخل عليها الحنيه ونبرة البكاء حدقتها بسخريه وقوست بين حاحبيها وهتفت بتهكم 
هو من جهة مطمرش فيه عيشي وملحي 
صمتت لبرهه تزيد من التحديق بها حكت ذقنها وأشارت بأصبع الإبهام أرضا تحت قدميها دليل على توعدها وأردفت تسترسل 
بس ما هسيبه وهدفنوا تحت رجلي عشان يعرف أن اللعب مع عيلة الراوي ثمنه روحه حتى لو كان له روح من روحي 
تنفست پغضب تطحن على أسنانها هاتفه 
بقولك ايه يامكيده نصيحه خلي بالك من نفسك أصل تاكلي أكل مسمۏم أو يجيلك طلقه طايشه ملهاش صاحب وتروحي في شربت ميه 
اصطنعتمكيده البكاء قائله 
بعد الشړ عليا يا مرات عمي أيه اللي بتقوليه ده أنا حتى لسه صغيره وحلوه 
رمقتها الحجهراضيه بمكر يشابه مكرها وأردفت 
لو
شفتك في الفيلا النهارده هتخسري كثير يامكيده ونفسي شيطانك يقويكي وألمح خيالك 
ألقت عليها حديثها مما دب الذعر بقلبها لتلمح ملامحها المذعوره لتتأكد من ظنها تركتها مستشاطه من رسالتها وغادرت تطمئن على زوجها فهى تركته يستريح مع سعد وعزت يتبادلوا أطراف الحديث فيما حدث 
فى خضم الأحداث تناسىصخر وجرحه لينبه بفقدانه الغفير هريدى 
تعالى صياح فهد على الغفر قائلا بأمر 
يالا بسرعه تعالوا معايا ندور علي صخر لان جرحه كبير 
استغربت غمزه صياحه وهتفت باستفهام 
لو سمحت مين صخر ده كمان 
أقبل عليها فهد يقف أمامها بجسد متشنج حدقها بغيظ كتم أنفاسه وزفرها دفعه واحده
وتحدث بعصبيه 
ده الحصان بتاعي ممكن تسيبيني أدور عليه لأنه كان مجروح 
استدار يخطو بعيدا عنها استوقفه اصطفاف الغفر دون حراك
للبحث عن صخر 
صدح فيهم پغضب 
أخلص منك له واقفين تتفرجوا عليه 
تلعثم الغفير هريدى قائلا 
أمرك يا باشا يالا يا غفير منك له 
تركوه وغادروا مهرولين للبحث عن صخر 
بينما غمزة نمرتنا الشرسه لم تلقى بالا لعصبيته وهتفت تأمره 
تمام بما أنهم
راحو من الاتجاه ده أنت روح من الاتجاه ده وأشارت على نفسها وأنا هروح من الاتجاه ده 
تابعت استرسال أوامرها وهى تشير عليه بأطراف أناملها 
ضحك فهد بسخريه من ثقتها الزائده بنفسها رفع ذقنه يقطم باطن شفتيه هو يرفع حاجبيه باندهاش من تصرفاتها وأردف بتهكم 
علي آخر الزمن مبقاش غير عقله الإصبع دى اللي هسمع كلامها 
تابع بسخريه 
أي أوامر تانيه تأمرى بيها خدامك المطيع فى أى حاجه تانيه ياهانم 
ارتبكت غمزه من قربه المهلك ابتلعت لعابها وهتفت بتخدر 
لو سمحت أبعد شويه وأنا مش هرد عليك لأني مقدره الحاله النفسيه اللي انت فيها 
تلعثمت فى نهاية جملتها لتفر من أمامه مهروله تحدث نفسها 
هو عشان طويل وعنده عضلات ماشاء الله تهد جبل وضخم
يتريق عليه أنا اللي عقله الاصبع ياأبو طويله روح شوف نفسك الأول 
ابتسمت بحالميه 
ده أنا حتي جنبك زى الأميره 
تيبثت قدميها عندما سمعت صياحه بأسم صخر 
همست لنفسها 
هتتخضي ليه ده صوته اللى زى صوت
14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 21 صفحات