رواية لحن الحياة
رواية لحن الحياة
عندما رأتها تدلف من باب الشقة
اتأخرتي كده ليه يامهرة انا قلقت عليكي
فزفرت أنفاسها بضيق وهي تتذكر كل ما مرت به الليله كانت لا تريد أن تحكي ولكن
لاء انا لازم احكي يمكن أنسي
فأتسعت عين ورد متسائله بقلق
ايه اللي حصل
لتقص عليها مهرة كل ماحدث لټنفجر ورد ضاحكه
أوسكار انيل موقف ياكسفتك يامهرة
ماشي ياورد
وضړبت علي فخذيها بضيق
حتي انتي ياورد
وندبت حظها
اه ياكسفتك يامهرة قدام الأعداء
لتتابعها ورد علي أعتاب غرفتها ضاحكة
كل حلفائك خانوك ياريتشارد
وقبل ان يضرب الحذاء الآخر وجهها أغلقت باب حجرتها وصوت ضحكاتها يعلو
أمتي يامراد هتحس بمشاعري
وتذكرت زواجه منذ ثلاثة أعوام وانفصاله عن زوجته بعد أشهر يومها عاد الأمل يتدفق إليها من جديد
منديلا ورا آخر تلقي به في السلة الصغيره التي بجانب مكتبها وعطست بقوة
يرحمكم الله
وضحكت وهي تعد لها كم عطسة عطستها
ديه المره العشرين
فوضعت مهرة المنديل علي أنفها تجاهد ان تكتم العطسه الحاديه والعشرون كما تحسب مني
ولكن خرجت عطستها
وأستنشقت الهواء متبرمه متذكره ماحدث أمس
وعلي طيف ما تذكرته عطسة للمره التي تنسي عددها
فأتسعت عيناها وهي تجده أمامها مبتسما يطالعها غامزا بعينيه
سلامتك
أنشغل الصغير في لعبته الألكترونيه وخرجت ورد للشرفة التي تطل علي منظر ساحر تتأمل صفاء السماء والهواء يداعب وجهها
ولم تشعر بكنان الذي وقف خلفها يسمع تنهيداتها القويه التي تخترق صدره وتقدم منها ليقف جانبها
الجو رائع أليس كذلك
فتمتمت ورد ومازالت نظراتها مصوبه للامام
سيكون مكان جميل جدا جدا
فأبتسم وهو ينظر إليها
انتي أيضا جميله ورد
فأتسعت عين ورد وقد سكن جسدها من الحركه
فوجدته يميل نحوها
لماذا تخجلي من عبارات المدح ورد
فأبتعدت عنه پصدمه
فأتسعت أبتسامة كنان
انا رجلا لا يخفي مشاعره إذا رأي شئ جميل او أعجبه شئ ولا أخجل من ان أعبر عن ما يدور بعقلي
فأشتعلت وجنتي ورد حرجا
اعلم أنك منجذبه لي ورد
لتنظر اليه پصدمه فقد لاحظ نظراتها نحوه وفركت يداها بتوتر وهي تنظر لجواد المنشغل بلعبته ثم
أتجهت نحوه بخطوات سريعة
عن أذنك سيد كنان
صافح جاسم مراد بعد أن انتهي من امضاء عقد عمله فقد أصبح مدير المصنع بدل من السيد شوقي
وخرج من غرفة جاسم بعدما فهم منه اخطاء شوقي
ليقع عيناه علي مهرة وهي تعطي لمني بعض الأوراق المطبوعة فحين جاء لم يقابلها
أنسه مهرة
فألتفت مهرة نحو الصوت متذكرة مراد ووالده السيد عماد الرجل الضحوك
ازيك يا أستاذ مراد
فأبتسم مراد بحبور
كويس انك لسا فاكرة أسمي
فطالعته مهرة وهي تتسأل
حضرتك هتمسك المصنع مش كده
فحرك مراد رأسه بنعم
جاسم حكالي علي اللي انتي عملتيه وانك اكتشفتي الفساد اللي فيه
وتابع بفخر
انتي شخصيه تستحقي الأحترام يامهرة
فتوردت وجنتيها من اطرائه لتجد جاسم يخرج من مكتبه فيبدو أنه لديه إجتماع بالخارج
وتفاجئ من وقوف مراد معها متسائلا
انت لسا هنا يامراد
فنظر مراد نحو مهرة التي حاشت نظراتها عنهم
كنت بسلم علي مهرة
وسار مبتعدا بخطواته
يلا مع السلامه عشان ألحق اوصل المصنع
ووقف جاسم يطالع مهرة بأعين متفحصه فأبتسامتها كانت تنير وجهها مع مراد ولكن عندما جاء هو تلاشت وانصرف خارج المكتب بل الشركه بأكملها
أسند أكرم شقيقه كرم الذي يترنح من اثر الشرب
شقيقه يأتي كل يوم هكذا ووالديه في غفوتهم اما في محلاتهم التي يزداد عددها او نائمون لا يبحثون ورائهم
كانت الساعه الثالثة وهو يضع شقيقه علي فراشه
تاني ياكرم رجعت للشرب تاني والسهر في الكباريهات
فتمتم كرم وهو بعالم أخر
هش هضيع الكيف اللي متكيفه
لينظر أكرم لشقيقه بلوم
طب المره اللي فاتت مهرة نجدتك من السچن
ولكن كرم كان قد غفا دون ان يستمع لشئ
ليزفر أكرم أنفاسه بضيق
محدش ضيعك غير دلع ماما
موافق علي شغلك يامرام
فجففت دموعها فمنذ ساعات أخبرته أنها لن تتراجع عن قرارها وحدث شيجار بينهم وترك لها المنزل وها هو يعود يراضيها
وحشني حضنك اووي
تذكرت المرات العديدة التي منعته عنها برفض صريح فكلما اقتربوا من بعضهم ليله تستيقظ كارها لنفسها وله متذكرة زواجهم العرفي ومافعلته معه في الحړام
يشعر بالغيرة كلما رآها تقف مع معاذ يتحادثوا وتبتسم له
شعور الغيرة لم يجربه يوما مع سيلا أما ورد كل شئ معها مختلف
منذ لقائهم بالشرفه وهي تتحاشا نظراته وكأنها تخاف من شئ
تتحدث مع معاذ الذي يخبرها بسعاده عن خطبته لجارته الجميله التي يحبها رغم سعادتها بحديث معاذ عن خطيبته الا ان قلبها يوجعها وهي تتذكر ماجد من كان يوما خطيبها
واستأذن معاذ منها ليتابع عمله لتلتف حولها تبحث عن جواد فتجده بجانب كنان وتلاقت عيناهم
أنهي جاسم حديثه معها في الهاتف ولم يعد كما كان يشعر بالهفة في حديثهم وأخرج العلبة الأنيقة التي بها خاتم من الألماس ذو فص ازرق يليق بها وبعينيها الزرقاء رفيف هي الزوجه المناسبة له في كل شيء عائلة ومستوي وثقافة ولكن لما أصبح مترددا بعلاقتهما
وجائت صورة مهرة أمام عينيه بموقفها اليوم عندما أخبرها برحلتهم غدا مع المستثمرين الأيطالين وكان ردها
قولهم شكرهم وصل انا اديني اليوم ده اجازه وكده تبقي عملت معايا الواجب ياذوق
كانت تحادثه بتلقائية ولم تدرك آخر جملتها الا عندما سمعت صوته المتهكم
ياذوق انتي فاكره نفسك فين يامهرة
وعاد من شروده وأبتسم
وقفت أمام مرسي البواخر حانقة من تلك الرحلة التي قد دعوة إليها من قبل المستثمرين الايطالين
فهم أرادوا قبل رحيلهم ان يدعوها مع جاسم ك شكر لها عما فعلت معهم
ونظرت إلي فستانها الصيفي الطويل بمقت علي شقيقتها
فورد قد أصرت عليها بأرتدائه حتي نظارتها حاولت أخذها منها ولكن في النهايه نجحت بأن تخبئها في حقيبتها من أجل ان ترتديها ووضعت بيدها علي خصلات شعرها المعقودة وتمتمت بضيق
انا ماليش في الأجواء ديه لاء انا لازم امشي
وكادت ان تلتف فسمعت صوت جاسم وهو يهتف بأسمها ويبدو أنه قادم أتجهها
وتذكرت نظارتها التي تعطيها عمرا أكبر من عمرها
وفتحت حقيبتها سريعا لتخرجها ولكن أين النظاره
وظلت تبحث وتبحث ولكن دون فائده
وزفرت أنفاسها بقوه وهي تعلم هوية من فعل بها ذلك فبالتأكيد ورد هي من أخذتها
وألتفت بأرتباك لتجد جاسم يقترب منها ويخلع نظارته السوداء ويرتدي قميصا ابيض وبنطال من نفس اللون وحذاء رياضي
كان يسير وكأنه كعارض الأزياء فيبدو ان للمال مميزات كثيره منها ان تجعلك كالنجم اللامع
كويس أنك جيتي يامهرة
فأشاحت وجهها نحو البواخر المصفوفه بالمرسي
ورد السبب هي اللي اقنعتني مرفضش الدعوه
فأبتسم وهو يطالعها ولم ينتبه لفستانها ولا أنها اليوم لم ترتدي نظارتها
طب كويس ان في حد ليه تأثير عليكي
وأشار لها نحو الباخره التي سيصعدوا عليها
اعتبريه يوم ترفيهي
وسار أمامها لتتبعه في صمت الي ان صعد علي الباخره ليستقبله أحد المستثمرين مرحبا
ونظر إلي مهرة التي لم تصعد فمد لها يده كي يساعدها للصعود
لتنظر مهرة حولها وهواء البحر يداعب وجهها وأرادت ان ترفض مساعدته ولكن عندما رأت المسافه الصغيره الفارغه بينها وبين الباخرة جعلتها تمد يدها بأرتباك له
فأبتسم جاسم خلسة وقد فهم نظراتها ولم يعلق
وبدأت الباخرة تتحرك وأندهشت
بأن جاسم يجيد الايطاليه ببراعه كانت امرأه واحده غيرها معهم ويبدو أنها رفيقة أحدهم ولعدم فهمها للغتهم لم يتشاركوا الحديث
أخبرها جاسم بسعادتهم لقبولها الدعوة فهم الي الآن لم ينسوا ضيافتها لهم ولا طبق الكشري الذي اكلوه
ليندمج جاسم بعدها معهم فمشروعهم قد وضعت اساسياته وجاسم هو المسئول عنه هنا وهم سيعودوا لوطنهم
وأبتعدت عنهم الي ان يأتي موعد الغداء او العشاء
فالشمس قد قاربت علي الغروب
كان الجو مشحون بطاقة جميله جعلتها تنسي حنقها من تلك الرحله وتقدمت لحافة الباخرة وتركت لرئتيها حرية التنفس بأستنشاق الهواء وتمتمت براحه
الجو جميل بشكل ورد كان عندها حق
ونظرت حولها لتتأكد من خلو المكان الا بها في هبطت للجزء السفلي من الباخرة
وقررت ان تطلق لخصلات شعرها العنان
واخذت تفرد خصلاتها الطويله المموجه بأيديها
ولم تدرك بوجود جاسم الذي هبط من أعلي باحثا عنها فاليوم لأول مره يري خصلاتها الطويله ذات اللون البني
فهي دوما تعقد شعرها تخفي طوله عيناه اليوم كانت تري مهرة الأنثي
وفاق من شروده وهو يجدها تحني جذعها العلوي علي حافة الباخرة وتمد يدها نحو المياه الجارية
الفصل الرابع عشر
_ رواية لحن الحياة
_ بقلم سهام صادق
كانت علي وشك ان تصل كف يدها لملامسة المياه ولكن صوته جعلها تتراجع سريعا متذكرة خصلات شعرها التي قد تركتها حره
المرادي احنا في النيل مش في حمام السباحه
فأرتبكت وهي تلتف نحوه تجمع خصلاتها تطالعه بأعين متوتره
ليقترب منها جاسم متفحصا هيئتها
اول مره اشوفك لابسه فستان
ونظر لعينيها التي تشبه لون خصلاتها
فين النضاره
يبدو ان اليوم هو يوم رؤيتها وكأنها ليست هي
وعقدت شعرها برابطته ثم مسحت عليه ترتبه
مجرد تغير
وضيقت عيناها وهي تتذكر فعلة ورد بأمر نظارتها
اما موضوع النضاره نسيتها
فأبتسم جاسم وهو يطالعها
بس باين ان نظرك كويس ميستهلش انك علطوول لبساها
فأشاحت وجهها بعيدا عنه تنظر إلى مجري المياه
ممكن نسميها تعود
وابتسمت وهي تشعر بملمس الهواء يداعب وجنتيها
الجو جميل اوي
فخطي خطوه لجانبها متنهدا براحه
فعلا
وتابع وهو يطالع ما أمامه بأعين ثاقبه
الجو الجميل والراحه النفسيه بتجدد الطاقه
فزفرت مهرة أنفاسها ببطئ
حيث كده من واجب صاحب الشركه علي موظفينه رحله كل فتره عشان نجدد طاقتنا
وألتفت نحوه فوجدته يطالعها وهو يعقد حاجبيه متذكرا يوم ان سألها صديق والده في النادي الرياضي إذا كان ديكتاتورا في عمله ام لا
للاسف انا ديكتاتور
علمت من رده الساخر أنه يتذكر نعتها له بذلك فيما مضى
ياخسارة كلها أحلام موظف غلبان
فأتسعت أبتسامته وهو يحدق بها
انتي غلبانه يامهرة اي حد يقول الكلام ده غيرك
وتابع وهو يتذكر مواقفها
قوانين عمل وبتطبقي اللي يعجبك جدال وبتجادلي معايا انا شخصيا قرارات وأخدتيها
فكشرت بوجهها بطريقة مضحكه
هو قرار واحد اللي أخدته وكان صح
فطالعها جاسم بهدوء وهو يري أصبعها أمامه
كويس أنك كنتي بتشتغلي حرة نفسك
وتابع ضاحكا
انتي مديرة نفسك يامهرة دماغك ديه مينفعش معاها رئيس ومرؤوس
رغم أنها تعلم ان كلماته لم تكن مدح الا أنها شعرت بفخر
أوعدك بعد تجربتي العظيمه في شركتك مش هكرر تجربة الشغل مع مدير يؤمر وينفش ريشه عليا ولا كأنه
وأتسعت عيناها وهي تجد ان كلماتها قد فهمها عليه وحده فهي تتحدث بالمجمل وقد أخذت راحتها في الحديث معه كونهم الأن خارج العمل
احم هو انت كنت جاي ليه
ليزفر جاسم أنفاسه بحنق وهو يبتعد عنها صاعدا لأعلي
انتي لسانك ده محتاج تحجيم
وتابع دون ان يلتف إليها
ياريت تحصليني
لتنظر اليه وهو يصعد لاعلي متمتمه بحنق
الراجل كان لطيف معايا
وأتبعته وهي تحادث نفسها
بس ده طلع بيضحك ويبتسم وبيتعامل ببساطه
وقبل ان تكمل باقي حديثها مع نفسها وجدته يقف أمامها لا