رواية لحن الحياة
رواية لحن الحياة
تعمل حاجه تصالحني
فتناول رأسها بين كفيه نحو صدره بقوه
لاء ياشيخه قولي كلام غير ده
فتمصلت من بين ذراعيه وضحكت بدلال فعاد يجذبها إليه ضاحكا
انتي زوجه مظلومه وانا زوج ظالم ياحببتي وديما مزعلك وديما قاطع لحظاتنا الرومانسية
فأبتسمت وقد وصلت لها رسالته
ايوه انا مظلومه وانت ظالم أوي حتي حابسني في الاوضة ومسبتنيش اقعد مع كنان و ورد
انسي كنان و ورد وفضولك ده وركزي معايا ياحببتي
فأسبلت جفنيها وعانقته
مركزة معاك آه
لاء كده كتير
لم يتمالك رؤيتها هكذا حاول ضمھا ولكن نفضت ذراعيه عنها
فسارع في تبرئة نفسه
لا ورد انتي المرأة الوحيده التي رأيت داخلها حنان ودفئ لم اراه من قبل
لم يفهم مقصد كلامها الا بعدما اتمت جملتها
انت تحتاج لفترة تتأكد فيها من مشاعرك وانا أيضا
فلم يعد يتحمل ماقالته وانتهى هدوئه ليتحول إلى بركان ڠضب
وجذبها اليه بقوة وقد ارتفع صوته
لن ارحل لتركيا الا بكي ورد
وانصرف بعدها وهو لا يري شئ أمامه حتى أنه لم يستمع لصوت جاسم الذي هتف بأسمه بعدما خرج من غرفة مكتبه
واندفعت مهرة نحو شقيقتها التى وقفت تتنفس ببطئ فكل هذا الثبات الذي كانت فيه كان يأخذ من روحها لا القوه من طبيعة شخصيتها ولا هي تستطيع العيش دونه
دلفت لغرفتهم متنهده بعدما جلست قليلا مع شقيقتها تفهم منها كل مادار بينها وبين زوجها رغم ان قرار شقيقتها اسعدها الا أنها كانت تشعر بأن شقيقتها ليست سعيده بهذا ولكن تريد ان تعلم مكانتها أكثر داخل حياة زوجها خوفا من ان يقعوا في نفس تلك الدائرة يوما ويجد نفسه نادما
وانحنت تطبع بقبلة على جبينه وشهقت بفزع وهو يجذبها للجها الاخري فقد كانت تظن أنه نائم
خضتني ياجاسم في حد يعمل كده
انتي اللي صحتيني
فأبتسمت وهي تعلق يديها بعنقه
انا صحيتك من حركه أيدي علي شعرك
فمال علي عنقها يهمس بدفئ
تعرفي أنك لأول مرة تعملي الحركه ديه
وتذكر ذكريات بعيده عندما كان يفعلها والده له ومن ثم والدته قبل ان تتركه وتتزوج
أخبرها بتلك الذكريات بنبرة منكسرة شعرت بها ومن أجل ان تجعله يضحك وينسي الأمر شاكسته بمزاح ارادت به ان يبتسم
لاء انا فاكره اني عملتها قبل كده انت مش بتركز ياجيمي
فأبتعد عنها ناظرا لها بنظرات متسائله
مين جيمي ده
فضحكت وهي تعانقه مرة أخري
واحد كده مالناش دعوه
فتنهد بأستياء منها
ديما مخرجاني من حالة الهدوء الاسترخاء اللي بكون فيها معاكي
فوجدت ان سخافتها لم تكن بوقتها فضمته إليه ثم اخذت تمسح علي شعره مثلما فعلت
امتي متابعتك مع الدكتوره
هتف بهدوء فتمتمت
بكره
فأبتسم وهو يتمني اليوم الذي سيحمل طفله بين يديه
تمام هنروح سوا
فتذكرت شقيقتها وشعورها
بلاش ياجاسم عشان ورد انت ناسي أنها كمان حامل وكنان مش معاها
تفهم الأمر بسهوله وابتعد عن أحضانها مبتسما ثم عاد لروحه المشاغبه
هو أحنا كنا بنقول ايه قبل ما كنان يجي
نظر كنان للغرفة التي دمرها ليلة أمس بالفندق الذي هو مالك له وضړب صدره العاړي پغضب
لن أرحل الا بكي ورد
وبدء رنين هاتفه يعلو فنظر للمتصل فقد كان بشير
كيف تسير الأمور كنان
فزفر كنان أنفاسه لعلي صديقه يفهم الاجابه
فهمت كنان
وأنهى اتصاله به لينظر لكل من عائشة وليليان محركا رأسه بعكس الاجابه التي كانوا ينتظروا سماعها فشعرت عائشة بندم لما حدث لحياة شقيقها بسببها
جلست بسمه تتناول طعام الغداء مع كريم وهي إلى الآن لا تصدق عرضه عرض الزواج لم تكن تتوقعه فقد كانت ستطلب طلب نقلها بفرغ الشركه الذي أسس بأمريكا
انت متأكد من قرارك ده طب مرام
فتبدلت ملامحه للضيق فهو أصبح لا يطيقها بعد ما فعلته
مالها مرام يابسمه احنا هنتجوز في السر
اوجعته ما نطقه وعندما شعر بۏجعها
ده وضع مؤقت يابسمه
فأخذت تنظر إليه للحظات وهي ټصارع انحدار دموعها
ايه اللي حصل بينكم ياكريم
لم يجيب عليها ولكن احتوى كفها بكفه
لو عرض الجواز مش عجبك انسيه يابسمه
ووجد الإجابة بعد ان وضعت بيدها علي فمه تخبره بتكرار ولهفة
موافقة موافقة طبعا ياكريم
نظرت رقية للشقة الجديدة التي اشتراها مراد بعدما باع شقته القديمه كانت سعادتها ليست بالشقة لة لما فعله من أجلها وأكثر ما اسعدها ان الشقة الجديدة قريبة من مسكن والدها كانت خالتها تقف معهم سعيده هي الاخري بأن كل شئ يسير وسارت بعيده عنهم نحو الشرفه ليقترب مراد من رقية هاتفا
ست الكل ديه لماحه وبتفهمني علطول
لم تنتبه رقية الي حديث مراد الا عندما قبلها علي خدها سريعا وشهقت پصدمه لفعلته ثم دفعته بعيدا عنها
انت مبقتش مراد المحترم بتاع زمان ليه انا عايزه مراد القديم
فضحك مراد وهو يري حنقها وغمز لها بأعين لامعه
مراد القديم كان شايفك اخت ليه اما دلوقتي شايفك حاجه تانيه
فلمعت عيناها بمراوغة دون فهم واقتربت منه تسألها
حاجه تانية زي ايه
فضحك علي سؤالها هو يعلم مدي غبائها أحيانا
لما تكبري هبقي افهمك ياحببتي
لتنظر اليه رقية بحنق ثم نظرت للشقة بعناد طفولي
الشقة عايزه توضيب كتير والديكورات اللي انا عايزاها هتحتاج لوقت فنأجل الفرح لشهرين كمان
ولم تدري بنفسها الا وهي تركض نحو خالتها وهو يركض خلفها بوعيد
ألتف بجسده فور ان تسطحت جانبه علي الفراش
فوقفت تنظر لظهره وقد طال جفائه الذي لا تعلم الي الآن سبب له فمنذ اجهاضها وهو لا يتحدث معها علي اضيق الحدود وكأنه يعاقبها على ذنب ليس لها يد فيه وتوترت حينما شردت فيما كانت ستقترفه من قبل وهتفت داخلها
معقول يكون عرف طب هيعرف ازاي انا لازم اكلمك بكره مدام سوزي أسألها لتكون بلغته حاجه
وعادت تطمئن نفسها
بس مدام سوزي في فرنسا حاليا هتقابلوا فين لا اكيد كريم معرفش حاجه
وابتلعت ريقها بصعوبه وخوف واقتربت منه تمسح علي ظهره
كريم حبيبي
كان رده ككل ليله كمثيلة الأيام الماضيه
مرام انا تعبان وعايز انام
ازداد حنقها فهي لم تعد تتحمل كل هذا دون معرفة السبب
لاء انا لازم اعرف في ايه انتي مش ملاحظ انك يتعاملني وحش من ساعه ما اجهضت مع ان ده أكتر وقت محتاجك فيه
فعدل من وضيعته ونظر إليه ثم اڼفجر ضاحكا وهو ينهض من فوق الفراش وهتف ساخرا قبل ان يترك الغرفه
محتاجاني اشك يامدام
كل شئ أتي وكأنه مرتب سفر ريان وغياب ياسر هذا اليوم عن العمل وطلبه من سكرتيرته ان ترسل له
أحد الملفات مع احد موظفي الخدمه بالشركه كان هذا الخبر بالنسبه لناريمان كالتفاحه المقشرة بعد ان اخبرتها به سكرتيرة ياسر
حدقت ريم بالملف الذي اعطتها له سكرتيرة ياسر بتوتر
ممكن نبعته مع اي حد تاني ياهناء
فأرتبكت هناء وهي تهتف بعجلة
ياريم انا مش هثق في غيرك ده ملف مهم
وتابعت بحزن
لولا تعب ماما المفاجئ كنت روحت انا بس لازم امشي حالا
وربتت على كتفها بتشجيع
متقلقيش ياريم مافيهاش حاجه لما تروحي بيته انتي هتديله الملف وهتنزلي علطوول
فوقفت ريم تطالعها وهي تنصرف فهي لا تعلم كيف ستذهب الي شقة رجل عازب لو هناء تري الأمر عاديا فهو ليس عاديا بالنسبه لها
وزفرت أنفاسها بحنق وهي مسلوبة الارادة وهي تخبر نفسها انها ستعطيه الملف من أمام الباب وترحل
كانت ذاهبة إليه في عمله تخبره عن نجاحها في القضية فبعد ان انتهت القضية جاءت إليه علي الفور ولكن عندما وصلت علمت من مني ان زوج شقيقتها هنا فندفعت للداخل دون ان تطرق الباب فوجدت كنان يطلب من جاسم المساعده ويخبره انه يريدها
جاسم أريد زوجتي لن اسافر الا بها
لينتهبوا لصوت مهرة العدائي
لاء ياكنان اختي مش هتاخدها بالساهل زي ما جوزتها ليك بالساهل
ووقفت أمامه تنظر إليه پغضب لا تعلم كيف أتي لها من ناحيته
كانت بتتصل بيا تطلبي مني اساعدها انها تصالحك كانت بتطلع نفسها ديما هي اللي مزعلاك اضطرابك النفسي وعدم توازنك طفي اختي
اقولك علي خبر يبسطك عشان تحس بالذنب
ورد في اي لحظه ممكن تفقد الجنين بسبب كل اللي عاشته معاك الفترة الاخيره
وقف قلبه للحظات وهي يسمع ما تخبره به
هل حدث لها شئ وللطفل مهرة اخبريني
فنظر جاسم إليها بعتاب فتنهدت ببطئ
متقلقيش هي محتاجه تبعد عن التوتر والضغط
وعادت الي هجومها نحوه وهو لم يتحدث بشئ فهو المخطئ بكل شئ واقترب منها جاسم كي ينقذ كنان من هجومها بعد ان أشفق عليه
مهرة خلاص اسكتي
فحدقت به
سيبني أخرج اللي جوايا منه انت اللي كنت حايشني الأيام اللي فاتت
وتابعت
وهي تنظر إليهم فحتي أكرم كان حليف جاسم وكنان بأن يهدئوا الوضع وتعود له مدام أتي معتذرا ونادما
متفتكرش ملهاش حد لاء انا موجوده ياكنان واقدر ادافع عن أختي
فجذبها جاسم بعيدا
مهرة كفايه
فعادت تحدق به ورفعت كتفيها بتحدي
ولعلمك ياكنان انا مش هرجعهالك غير لما تولد
فتعالت الدهشة علي وجه جاسم من ذلك القرار وهتف كنان بلغته الام من شدة حنقه منها ثم انصرف بعدها پغضب
وظلت تتحدث وتتحدث ولم تشعر الا بشفتيه علي شفتيها كي يوقفها عن الحديث وبعدها ابتعد عنها متمتما بحنق منها
شريط راديو وبيتفتح شكرا ياحببتي ديما ڤضحاني حتي في شغلي كل الموظفين تقريبا سمعوا جلسة المحكمه اللي عملتيها علي كنان
وقفت رفيف بجانب سيارتها تحدق بريم وهي تتجه نحو البناية الراقية التي يقطنها ياسر وابتسمت وهي تبعث رسالة ل ناريمان بأن كل شئ قد تم بنجاح وصعدت سيارتها ثم قادتها متذكرة منذ لحظات عندما كانت تجلس مع ياسر تناقش بعض الأوراق وترتشف من القهوة التي أعدتها له ولها
وقف ياسر متفاجئا من قدوم ريم لمنزله تحمل الملف الذي طلبه ولكن ليس منها وتنظر اليه بأرتباك
الملف اللي حضرتك طلبته
كان بعالم آخر فهو لا يعلم ما به سخونه غريبة تسري بجسده ومازالت تمد له يدها بالملف وتتحدث واغمض عيناه كي يزيل ما بدء يسير أمام عينيه
فقلقت بسبب هيئته تلك واندفعت لداخل الشقه تهتف بقلق بعد ان سقط الملف من يدها
مستر ياسر فيك حاجه مالك
ففتح عيناه ينظر إليها متفحصا لها لينغلق الباب بفعل الهواء فنظرت اليه بغرابه من نظراته ولكن سريعا أدركت الوضع وكادت ان تضع يدها علي مقبض الباب فوجدته يجذبها اليه دافعا إياها نحو الحائط
الفصل السادس والأربعون
_ رواية لحن الحياة
_ بقلم سهام صادق
كان وكأنه في عالم آخر عقله مغيب وحرارة