الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية لحن الحياة

رواية لحن الحياة

انت في الصفحة 75 من 97 صفحات

موقع أيام نيوز

ياسر لصوتها بعد أن كان سارح في ملامحها الحزينه مؤنبا نفسه على ظلمها مع رجلا مثله بماضي مظلم متذكرا رفيف يلعنها عما فعلت ولكن أصبح غليله يشفي عندما علم بزواج عمار منها ورغبته في تأديبها بعد أن اخبره أن أذاها لم يصيبه وحده ووعد عمار بوظيفة جديده مساعده منه لأجل تخليصهم من سم رفيف 
وتحرك امامها وفتح باب الغرفة ثم أنار الإضاءة 
ديه اوضتك لو حابه تغيريها مع اوضتي معنديش مشكله 
فدلفت للغرفه بصمت تطالع الأثاث الذي تركت له انتقاءه 
لاء الاوضه جميله وعجبتني 
فطالعها ياسر للحظات بعد أن جلست علي الفراش وكاد أن يخرج ويغلق الباب خلفه 
هغير هدومي واجي اسخن الاكل 
فأبتسم متذكرا الطعام الذي بعثته والدتها مع شقيقها وكأنهم اليوم سيكونوا بمجاعة ولكن هذه هي العادات كما أخبره شقيقها الصغير على 
وأغلق الباب بصمت لتلتف نحو الباب المغلق ثم اڼفجرت باكيه فلم تعد تحتمل قدرتها على تمثيل القوة
أختلس النظرات إليها ضاحكا ولا يعلم كيف طاوع چنونها هذا 
فبعد إنتهاء عرس ريم وياسر اخذت تلح عليه كالأطفال بأن يصطحبها للسير في الطرقات وانتهى الأمر بهم أمام عربة المثلجات ومسح فمه بالمنديل وهو يتذوق ما يأكل بتلذذ 
طعمه حلو 
فألتفت إليه بمتعه وهي مندمجه في لعق خاصتها ببطئ 
عيب عليك عم مانجه احلى واحد يعمل آيس كريم في المنطقة 
ليضحك جاسم من قلبه على معرفة زوجته بكل شئ خاص بعالمها المتواضع 
نفسي اعرف أنتي بتعرفي الناس ديه ازاي ده انتي ولا كأنك زبونه عندهم 
فأسبلت جفنيها ببرآة 
تتسكع في الطرقات اكتر تعرف أماكن اكتر وناس اكتر 
ألجمه تشبيها وفي ثواني معدودة كان يضحك بقوة حتى بدء يسعل 
تتسكع وطرقات يامهرة ماشاء الله أنتي موسوعه ياحببتي 
فأرتسمت على شفتيها ابتسامه واسعه وحركت كتفيها بفخر 
عيش واتبسط من غير تكلف 
وتابعت بنبرة درامية مضحكه 
ده مبدئ في الحياه
فحدق بها مبتسما الحياه بالفعل جميله دون زيف أو تصنع فعالم المال جعله يدرك الفرق 
وعادوا يكملوا سيرهم وهو لا يفعل شئ إلا مشاكستها ووقف أمامها يخرج من سترته منديلا وتقدم منها يرفع فكها بأنامله ويمسح جانب شفتيها مبتسما 
كملي رغي ياام مبادئ في الحياه 
فضحكت بملئ قلبها لتتعلق بذراعه 
اتعلم مني بقى 
تأففت بحنق من كم الدبابيس المثبتة بطرحتها معاناة كانت مع سحاب الفستان وقد نجحت بأمره ولكن الآن لم تعد تقوى على التحمل فستقضي الليل بأكمله هكذا  لتسمع طرقات ياسر علي الباب يسألها بقلق 
ريم انتي كويسه 
ونظر إلى ساعته فساعتان بالغرفة ولم يسمع لها صوت فقد سخن الطعام للمرة الثانيه من أجلها ولكن إلى الآن مازالت بحجرتها 
ووجدها تفتح الباب له حانقه 
ممكن تساعدني انا خلاص تعبت 
فنظر إلى هيئتها مبتسما 
مندتيش عليا من بدري ليه 
ومسك يدها بحنو بعد أن شعر انها أوشكت على البكاء وأخذ يمازحها بلطف جديد عليه 
تعالى اما اساعدك بدل ما هتقضي
الليل كله كده
واجلسها على الفراش ليقف يزيل عنها الدبابيس المثبته وهو يضحك 
ايه اللي بيعملوا فيكوا ده دول بيدبسوكم ياريم 
فضحكت على مزاحه ليبتسم على ضحكتها 
علبتين دبابيس للأسف انا حاسه اني متثبته على اتجاه واحد
لتصدح قهقهته عاليا فتعلقت عيناها عليه وقلبها يخفق پجنون واشاحت وجهها للجهة الأخرى بعد أن وجدته يسلط عيناه نحوه 
وبعد وقت لم تشعر به كان يبتعد عنها مبتسما 
المهمه تمت بنجاح 
لتنهض ريم من أمامه تحرر شعرها من عقدته فوقف سارحا بخصلات شعرها السوداء القصيره التي لاقت على ملامحها البسيطه وفاق من شروده فيها هاربا من أمامها مخبرا قلبه أن يتوقف عن رسمها كزوجه إليه  
وقفت رفيف امامه بردائها القصير الشفاف فأغمض عمار عيناه بقوه هاتفا بضيق داخله 
اعمل فيها إيه ديه اۏلع فيها وفي هدومها 
وفتح عيناه بعد أن سمع صوتها 
عمار 
ومع سمع صوتها تذكر أمر شقيقته التي لا يريدها أن تتفتح عيناها على هذا التبجح ونهض من فوق الاريكه التي يجلس عليها وامسك ذراعها پغضب 
انتي ازاي تطلعي من الاوضه كده
فتآوهت بآلم تمسك كفه المطبوقه على ذراعها بأحكام تزيلها عنها 
انت تؤلمني عمار 
فدفعها أمامه بجمود 
وياريتك بتحسي بالآلم ده انتي حياتك كلها أذى في أذى 
ودفعها للغرفه التي
تشاركه فيها 
اللبس ده متخرجيش بيه من الاوضه ديه وياريت متلبسهوش مش انا الراجل اللي بيجري ورا شهوته
ماكان كلامه الا يزيدها افتنان به ورغم آلم جسدها من أثر دفعاته اقتربت منهوهو ثابت بمكانه فأزاحها عنه پغضب 
وخرج من الغرفة صاڤعا الباب بقوه 
ونظر إلى غرفة شقيقته المغلقه ثم خرج من الشقة بأكملها لتضع علياء اذنها على باب غرفتها وهي تشعر بالقلق على شقيقها 
وعادت تجلس على فراشها كما كانت تفكر في حديث صديقتها
صعدت الدرجات الرخاميه ذو الملمس الرطب بعد أن خلعت حذائها العالي فلم تعد تحتمل تورم قدميها لينظر إليها جاسم مستمتعا بمشيتها التي تشبه البطريق فألتفت نحوه تسأله بحنق 
انت بتضحك على ايه رجلي وجعتني ومش مستحمله امشي بالجذمه 
ونظرت إلى قدماها ثم ل هدى التي فتحت لهم الباب مرحبه بهم مع ابتسامه ودودة على شفتيها واتبعها ضاحكا بعدما أبلغ هدى انا تذهب لغرفتها كي تستريح 
طيب رجلك وجعاكي وفهمنا ماشيه تطوحي كده ليه زي البطريق
فوقفت أمام الدرج تعض على شفتيها بقوة ثم عادت إليه 
شايف انا كنت ساكته وزوجه مؤدبه وف حالي
فضحك على شراستها وهي تحدق به 
قصدك أن انا اللي بشاكس لا ياحببتي انا بقول الحقيقه 
لتجذبه من عنقه بعد ضغط علي زر الإنذار لديها
شيلني ياجاسم عشان تقول عليا بطريق تاني 
فصدحت صوت ضحكاته عاليا ومدام في النهايه سيحملها فليداعبها قليلا بمزاحه 
اشيلك ايه ده كان زمان انتي بقيتي دلوقتي دبدوبه ياحببتي
فدفعته على صدره بوجه عابس ومازالت تجذب عنقه إليها 
مدام دبدوبة مافيش تنازل اني اتشال ياجاسم 
فحملها مرغما عنه ضاحكا وهو يخبرها أن وزنها قد زاد أما هي كانت تتعلق بعنقه تدندن كي تلهي نفسها من مزاحه السئ الذي يدمر نفسيتها كأنثي 
قاتلتي ترقص حافية القدمين بمدخل شرياني من أين أتيت وكيف أتيت وكيف عصيت بوجداني 
ومع كل مقطع ومقطع من كلمات الغنوة كانت تصرخ بعلو صوتها 
الي أن سطحها على الفراش وضحكاته تتعالا 
بس كفايه يامجنونه 
لتتعالا نبرة صوتها ثانية 
من أين أتيت وكيف أتيت 
فألقي جاسم سترته واقترب منها 
ده شكل الليله ديه هتكون لطيفه ياحببتي 
وأمتدت يداه نحو حجابها يزيله عنها مبتسما 
كنتي جميله النهارده اوي الفستان عليكي يجنن 
لتتوقف عن التلحين مع نفسها مبتسمه 
بجد ياجاسم يعني مبقتش دبدوبه 
فتعلقت عيناه بها ومال نحوها يداعب وجهها بكفه 
مين المغفل اللي قال كده
فأنتعش وجهها بعد أن سب نفسه
انت ياحبيبي
وضاعوا بعدها في لحظاتهم الجميله
تسير في غرفتها دون هواده وهي تتخيل لو كان كريم تزوج بسمه تلك الصديقه الخائڼة التي ائتمنتها على حياتها وكلما عاد صوت كريم لاذنيها وهو يخبرها دون شعور بالجرم في حقها كان الڠضب يتآكلها مشاعر الڠضب والغيرة تملكت قلبها ولحظتها علمت انها كانت أكبر مغفلة ذهبت لمنزل بسمه لتواجها لعلها مازالت بكندا ولكن لا أثر لها
وهوت بجسدها فوق الفراش زافرة أنفاسها بقوة ثم نهضت وهي لم تعد تحتمل كبت ڠضبها أكثر من ذلك فمنذ أن أعترف لها بالحقيقه وهي منزوية على نفسها صامته 
واتجهت لغرفته بخطى سريعه لتجده يقف أمام المرآة يهندم ملابسه وينثر عطرة دون أن يلتف إليها 
حربا باردة اصبحت تدور بينهم ولكن هي لا تحتمل 
فقد لعب على أكثر وتر حساس لديها تجاهلها فهي دوما عاشقة للاهتمام والدلال فهي الابنه الوحيده لوالديها ورغم قله مواردهم الا أنهم كانوا يعطوها كل ما رغبت حتي لو حرموا أنفسهم فيكفيهم هي 
مش هتبرر غلطك ياكريم في حقي المفروض دلوقتي نبقى متعادلين انت چرحتني زي ماجرحتك 
كان لا يبلى بحديثها فتركيزه جعله منصب على ساعه يده إلى أن وقفت أمامه غاضبه 
انت مبتردش عليا ليه اكتر حاجه عارف اني بكرهها التجاهل 
وهنا اڼفجرت شفتيه بضحكة رجولية صاخبه 
التجاهل في الوقت ده أنسب حل ياحببتي واحمدي ربنا ان حياتنا وصلت للتجاهل بس 
فدمعت عيناها وهي لا تريد شئ إلا حنانه عليها 
انا مسمحاك في حقي
ياكريم عشان انا السبب بس انت كمان سامحني 
عيناه تحجرت على دموعها رغم أنه بدء يغفر الا ان الدرس لا بد أن يتقن تعليمه لها 
للأسف يامرام أنتي ضيعتي كل رصيد حبك 
وتخطاها كي ينصرف من أمامها فقبضت على ذراعه بضعف 
انا كنت عايزه أنجح واوصل عشانك عشان متجيش في يوم تعايرني بفقري وتسبني زي ما سبتني زمان 
وبدأت تذكره بالماضي يعلم أن أكبر غلطه فعلها بحياته هو بداية الزواج العرفي منها ولكن الماضي انتهى وهو عاد كريم القديم مجددا معها قبل أن يشوه فقد عائلته 
وشعر بيديها علي صدره تطلب منه اللجوء لدفئ احضانه الا انه ابعدها عنه بجمود
عمرك ما فهمتيني يامرام انتي عجبك كريم الشرقاوي الراجل الغني
وانصرف من امامها وقد تجمدت ملامحه هي من سعت للفت انظاره بكل الطرق فور أن علمت بمكانته وأنه شقيق من ولكن كل هذا لم يفرق معه لأنه احبها بقلبه القديم الحنون وليس بقلب الشاب العابث 
نظرت رفيف لطعام الفطور الذي تذمرت عليه الايام الماضيه ولكن قررت أن تعتاد على الأمر رغم أن معدتها لم تعتاد
لتضع علياء طبق الفول أمامها ومعه اقراص الفلافل الساخنه 
ثم أتت بطبق الجبن وشرائح الطماطم 
انا بخدم عليكي الايام ديه وبقول عروسه 
هتفت علياء عبارتها بأستنكار لتجذب رفيف الخبز من أمامها بحنق فلولا انها جائعه ما اكلت 
وماذا سأفعل بعد ذلك سيده علياء انسيتي أنني زوجه شقيقك وخدمتك لي واجبه عليكي 
فنهضت علياء مزمجرة فقد كانت تخدمها بطيب خاطر من أجل شقيقها ولكن الآن 
خدمة مين اللي واجب انا بخدمك ذوق مني بس عشان اعرفك أصول الاحترام والذوق
وأشارت لنفسها 
بس انا غلطانه من النهارده مافيش ذوق في مبدء اخدم نفسك بنفسك واه نتبع النظام الأوربي اللي أنتي عايشه بي
وتابعت وهي تنظر للمطبخ 
عليكي غسيل الأطباق اللي هناكل فيها بعد كده
فطالعتها رفيف حانقه
انا رفيف أجلي أطباق نووو نوو 
لتضيق عين علياء پشراسه 
مهما نونوتي هتغسلي الأطباق 
واصبحت تلك عادتهم اليوميه ليخرج عمار من غرفته صائحا بهم 
مش كل يوم صوتكم هيسمع الجيران 
فصمتوا على الفور بعدما سمعوا صوته لتحدق علياء برفيف متمتمه 
قلبتي راحتنا 
صباح الخير حبيبي 
فلوت علياء شفتيها بأمتعاض بعدما طالعتها وحملت دفاترها وحقيبتها هاتفه بصوت خاڤت
حبيبك حبك برص 
وأغلقت الباب خلفها ليدفعها عمار عنه 
بلاش اساليبك الرخيصه ديه قدام اختي 
ليحتقن وجه رفيف من اهانته التي أصبحت لا تسمع غيرها واڼصدم وهو يجدها تجذبه إليها وتقبله وابتعدت عنه تلهث أنفاسها متمتمه 
ستحبني عمار مثلما احبك انا لا اخسر 
وانصرفت من أمامه ليقف مصډوما من فعلتها 
تأمل كنان زوجته وشقيقته كيف يتمازحون وجواد الذي عاد اخيرا من إقامته مع عمه راغبا في العيش بينهم مندمج معهم حتى والدته عادت معهم من الضيعه وتجلس بينهم بمقعدها تتناول فطورها وتبتسم على حديثهم 
كانت عائشة تتحدث مع ورد من أجل الذهاب للتسوق لجلب ملابس للطفل القادم رغم أن الوقت مازال مبكرا فهي للتو بدأت بشهرها
74  75  76 

انت في الصفحة 75 من 97 صفحات