رواية لحن الحياة
رواية لحن الحياة
ياسر لصوتها بعد أن كان سارح في ملامحها الحزينه مؤنبا نفسه على ظلمها مع رجلا مثله بماضي مظلم متذكرا رفيف يلعنها عما فعلت ولكن أصبح غليله يشفي عندما علم بزواج عمار منها ورغبته في تأديبها بعد أن اخبره أن أذاها لم يصيبه وحده ووعد عمار بوظيفة جديده مساعده منه لأجل تخليصهم من سم رفيف
وتحرك امامها وفتح باب الغرفة ثم أنار الإضاءة
فدلفت للغرفه بصمت تطالع الأثاث الذي تركت له انتقاءه
لاء الاوضه جميله وعجبتني
فطالعها ياسر للحظات بعد أن جلست علي الفراش وكاد أن يخرج ويغلق الباب خلفه
هغير هدومي واجي اسخن الاكل
فأبتسم متذكرا الطعام الذي بعثته والدتها مع شقيقها وكأنهم اليوم سيكونوا بمجاعة ولكن هذه هي العادات كما أخبره شقيقها الصغير على
أختلس النظرات إليها ضاحكا ولا يعلم كيف طاوع چنونها هذا
فبعد إنتهاء عرس ريم وياسر اخذت تلح عليه كالأطفال بأن يصطحبها للسير في الطرقات وانتهى الأمر بهم أمام عربة المثلجات ومسح فمه بالمنديل وهو يتذوق ما يأكل بتلذذ
فألتفت إليه بمتعه وهي مندمجه في لعق خاصتها ببطئ
عيب عليك عم مانجه احلى واحد يعمل آيس كريم في المنطقة
ليضحك جاسم من قلبه على معرفة زوجته بكل شئ خاص بعالمها المتواضع
نفسي اعرف أنتي بتعرفي الناس ديه ازاي ده انتي ولا كأنك زبونه عندهم
فأسبلت جفنيها ببرآة
تتسكع في الطرقات اكتر تعرف أماكن اكتر وناس اكتر
تتسكع وطرقات يامهرة ماشاء الله أنتي موسوعه ياحببتي
فأرتسمت على شفتيها ابتسامه واسعه وحركت كتفيها بفخر
عيش واتبسط من غير تكلف
وتابعت بنبرة درامية مضحكه
ده مبدئ في الحياه
فحدق بها مبتسما الحياه بالفعل جميله دون زيف أو تصنع فعالم المال جعله يدرك الفرق
كملي رغي ياام مبادئ في الحياه
فضحكت بملئ قلبها لتتعلق بذراعه
اتعلم مني بقى
تأففت بحنق من كم الدبابيس المثبتة بطرحتها معاناة كانت مع سحاب الفستان وقد نجحت بأمره ولكن الآن لم تعد تقوى على التحمل فستقضي الليل بأكمله هكذا لتسمع طرقات ياسر علي الباب يسألها بقلق
ونظر إلى ساعته فساعتان بالغرفة ولم يسمع لها صوت فقد سخن الطعام للمرة الثانيه من أجلها ولكن إلى الآن مازالت بحجرتها
ووجدها تفتح الباب له حانقه
ممكن تساعدني انا خلاص تعبت
فنظر إلى هيئتها مبتسما
مندتيش عليا من بدري ليه
ومسك يدها بحنو بعد أن شعر انها أوشكت على البكاء وأخذ يمازحها بلطف جديد عليه
تعالى اما اساعدك بدل ما هتقضي
الليل كله كده
واجلسها على الفراش ليقف يزيل عنها الدبابيس المثبته وهو يضحك
ايه اللي بيعملوا فيكوا ده دول بيدبسوكم ياريم
فضحكت على مزاحه ليبتسم على ضحكتها
علبتين دبابيس للأسف انا حاسه اني متثبته على اتجاه واحد
لتصدح قهقهته عاليا فتعلقت عيناها عليه وقلبها يخفق پجنون واشاحت وجهها للجهة الأخرى بعد أن وجدته يسلط عيناه نحوه
وبعد وقت لم تشعر به كان يبتعد عنها مبتسما
المهمه تمت بنجاح
لتنهض ريم من أمامه تحرر شعرها من عقدته فوقف سارحا بخصلات شعرها السوداء القصيره التي لاقت على ملامحها البسيطه وفاق من شروده فيها هاربا من أمامها مخبرا قلبه أن يتوقف عن رسمها كزوجه إليه
وقفت رفيف امامه بردائها القصير الشفاف فأغمض عمار عيناه بقوه هاتفا بضيق داخله
اعمل فيها إيه ديه اۏلع فيها وفي هدومها
وفتح عيناه بعد أن سمع صوتها
عمار
ومع سمع صوتها تذكر أمر شقيقته التي لا يريدها أن تتفتح عيناها على هذا التبجح ونهض من فوق الاريكه التي يجلس عليها وامسك ذراعها پغضب
انتي ازاي تطلعي من الاوضه كده
فتآوهت بآلم تمسك كفه المطبوقه على ذراعها بأحكام تزيلها عنها
انت تؤلمني عمار
فدفعها أمامه بجمود
وياريتك بتحسي بالآلم ده انتي حياتك كلها أذى في أذى
ودفعها للغرفه التي
تشاركه فيها
اللبس ده متخرجيش بيه من الاوضه ديه وياريت متلبسهوش مش انا الراجل اللي بيجري ورا شهوته
ماكان كلامه الا يزيدها افتنان به ورغم آلم جسدها من أثر دفعاته اقتربت منهوهو ثابت بمكانه فأزاحها عنه پغضب
وخرج من الغرفة صاڤعا الباب بقوه
ونظر إلى غرفة شقيقته المغلقه ثم خرج من الشقة بأكملها لتضع علياء اذنها على باب غرفتها وهي تشعر بالقلق على شقيقها
وعادت تجلس على فراشها كما كانت تفكر في حديث صديقتها
صعدت الدرجات الرخاميه ذو الملمس الرطب بعد أن خلعت حذائها العالي فلم تعد تحتمل تورم قدميها لينظر إليها جاسم مستمتعا بمشيتها التي تشبه البطريق فألتفت نحوه تسأله بحنق
انت بتضحك على ايه رجلي وجعتني ومش مستحمله امشي بالجذمه
ونظرت إلى قدماها ثم ل هدى التي فتحت لهم الباب مرحبه بهم مع ابتسامه ودودة على شفتيها واتبعها ضاحكا بعدما أبلغ هدى انا تذهب لغرفتها كي تستريح
طيب رجلك وجعاكي وفهمنا ماشيه تطوحي كده ليه زي البطريق
فوقفت أمام الدرج تعض على شفتيها بقوة ثم عادت إليه
شايف انا كنت ساكته وزوجه مؤدبه وف حالي
فضحك على شراستها وهي تحدق به
قصدك أن انا اللي بشاكس لا ياحببتي انا بقول الحقيقه
لتجذبه من عنقه بعد ضغط علي زر الإنذار لديها
شيلني ياجاسم عشان تقول عليا بطريق تاني
فصدحت صوت ضحكاته عاليا ومدام في النهايه سيحملها فليداعبها قليلا بمزاحه
اشيلك ايه ده كان زمان انتي بقيتي دلوقتي دبدوبه ياحببتي
فدفعته على صدره بوجه عابس ومازالت تجذب عنقه إليها
مدام دبدوبة مافيش تنازل اني اتشال ياجاسم
فحملها مرغما عنه ضاحكا وهو يخبرها أن وزنها قد زاد أما هي كانت تتعلق بعنقه تدندن كي تلهي نفسها من مزاحه السئ الذي يدمر نفسيتها كأنثي
قاتلتي ترقص حافية القدمين بمدخل شرياني من أين أتيت وكيف أتيت وكيف عصيت بوجداني
ومع كل مقطع ومقطع من كلمات الغنوة كانت تصرخ بعلو صوتها
الي أن سطحها على الفراش وضحكاته تتعالا
بس كفايه يامجنونه
لتتعالا نبرة صوتها ثانية
من أين أتيت وكيف أتيت
فألقي جاسم سترته واقترب منها
ده شكل الليله ديه هتكون لطيفه ياحببتي
وأمتدت يداه نحو حجابها يزيله عنها مبتسما
كنتي جميله النهارده اوي الفستان عليكي يجنن
لتتوقف عن التلحين مع نفسها مبتسمه
بجد ياجاسم يعني مبقتش دبدوبه
فتعلقت عيناه بها ومال نحوها يداعب وجهها بكفه
مين المغفل اللي قال كده
فأنتعش وجهها بعد أن سب نفسه
انت ياحبيبي
وضاعوا بعدها في لحظاتهم الجميله
تسير في غرفتها دون هواده وهي تتخيل لو كان كريم تزوج بسمه تلك الصديقه الخائڼة التي ائتمنتها على حياتها وكلما عاد صوت كريم لاذنيها وهو يخبرها دون شعور بالجرم في حقها كان الڠضب يتآكلها مشاعر الڠضب والغيرة تملكت قلبها ولحظتها علمت انها كانت أكبر مغفلة ذهبت لمنزل بسمه لتواجها لعلها مازالت بكندا ولكن لا أثر لها
وهوت بجسدها فوق الفراش زافرة أنفاسها بقوة ثم نهضت وهي لم تعد تحتمل كبت ڠضبها أكثر من ذلك فمنذ أن أعترف لها بالحقيقه وهي منزوية على نفسها صامته
واتجهت لغرفته بخطى سريعه لتجده يقف أمام المرآة يهندم ملابسه وينثر عطرة دون أن يلتف إليها
حربا باردة اصبحت تدور بينهم ولكن هي لا تحتمل
فقد لعب على أكثر وتر حساس لديها تجاهلها فهي دوما عاشقة للاهتمام والدلال فهي الابنه الوحيده لوالديها ورغم قله مواردهم الا أنهم كانوا يعطوها كل ما رغبت حتي لو حرموا أنفسهم فيكفيهم هي
مش هتبرر غلطك ياكريم في حقي المفروض دلوقتي نبقى متعادلين انت چرحتني زي ماجرحتك
كان لا يبلى بحديثها فتركيزه جعله منصب على ساعه يده إلى أن وقفت أمامه غاضبه
انت مبتردش عليا ليه اكتر حاجه عارف اني بكرهها التجاهل
وهنا اڼفجرت شفتيه بضحكة رجولية صاخبه
التجاهل في الوقت ده أنسب حل ياحببتي واحمدي ربنا ان حياتنا وصلت للتجاهل بس
فدمعت عيناها وهي لا تريد شئ إلا حنانه عليها
انا مسمحاك في حقي
ياكريم عشان انا السبب بس انت كمان سامحني
عيناه تحجرت على دموعها رغم أنه بدء يغفر الا ان الدرس لا بد أن يتقن تعليمه لها
للأسف يامرام أنتي ضيعتي كل رصيد حبك
وتخطاها كي ينصرف من أمامها فقبضت على ذراعه بضعف
انا كنت عايزه أنجح واوصل عشانك عشان متجيش في يوم تعايرني بفقري وتسبني زي ما سبتني زمان
وبدأت تذكره بالماضي يعلم أن أكبر غلطه فعلها بحياته هو بداية الزواج العرفي منها ولكن الماضي انتهى وهو عاد كريم القديم مجددا معها قبل أن يشوه فقد عائلته
وشعر بيديها علي صدره تطلب منه اللجوء لدفئ احضانه الا انه ابعدها عنه بجمود
عمرك ما فهمتيني يامرام انتي عجبك كريم الشرقاوي الراجل الغني
وانصرف من امامها وقد تجمدت ملامحه هي من سعت للفت انظاره بكل الطرق فور أن علمت بمكانته وأنه شقيق من ولكن كل هذا لم يفرق معه لأنه احبها بقلبه القديم الحنون وليس بقلب الشاب العابث
نظرت رفيف لطعام الفطور الذي تذمرت عليه الايام الماضيه ولكن قررت أن تعتاد على الأمر رغم أن معدتها لم تعتاد
لتضع علياء طبق الفول أمامها ومعه اقراص الفلافل الساخنه
ثم أتت بطبق الجبن وشرائح الطماطم
انا بخدم عليكي الايام ديه وبقول عروسه
هتفت علياء عبارتها بأستنكار لتجذب رفيف الخبز من أمامها بحنق فلولا انها جائعه ما اكلت
وماذا سأفعل بعد ذلك سيده علياء انسيتي أنني زوجه شقيقك وخدمتك لي واجبه عليكي
فنهضت علياء مزمجرة فقد كانت تخدمها بطيب خاطر من أجل شقيقها ولكن الآن
خدمة مين اللي واجب انا بخدمك ذوق مني بس عشان اعرفك أصول الاحترام والذوق
وأشارت لنفسها
بس انا غلطانه من النهارده مافيش ذوق في مبدء اخدم نفسك بنفسك واه نتبع النظام الأوربي اللي أنتي عايشه بي
وتابعت وهي تنظر للمطبخ
عليكي غسيل الأطباق اللي هناكل فيها بعد كده
فطالعتها رفيف حانقه
انا رفيف أجلي أطباق نووو نوو
لتضيق عين علياء پشراسه
مهما نونوتي هتغسلي الأطباق
واصبحت تلك عادتهم اليوميه ليخرج عمار من غرفته صائحا بهم
مش كل يوم صوتكم هيسمع الجيران
فصمتوا على الفور بعدما سمعوا صوته لتحدق علياء برفيف متمتمه
قلبتي راحتنا
صباح الخير حبيبي
فلوت علياء شفتيها بأمتعاض بعدما طالعتها وحملت دفاترها وحقيبتها هاتفه بصوت خاڤت
حبيبك حبك برص
وأغلقت الباب خلفها ليدفعها عمار عنه
بلاش اساليبك الرخيصه ديه قدام اختي
ليحتقن وجه رفيف من اهانته التي أصبحت لا تسمع غيرها واڼصدم وهو يجدها تجذبه إليها وتقبله وابتعدت عنه تلهث أنفاسها متمتمه
ستحبني عمار مثلما احبك انا لا اخسر
وانصرفت من أمامه ليقف مصډوما من فعلتها
تأمل كنان زوجته وشقيقته كيف يتمازحون وجواد الذي عاد اخيرا من إقامته مع عمه راغبا في العيش بينهم مندمج معهم حتى والدته عادت معهم من الضيعه وتجلس بينهم بمقعدها تتناول فطورها وتبتسم على حديثهم
كانت عائشة تتحدث مع ورد من أجل الذهاب للتسوق لجلب ملابس للطفل القادم رغم أن الوقت مازال مبكرا فهي للتو بدأت بشهرها