الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية لحن الحياة

رواية لحن الحياة

انت في الصفحة 78 من 97 صفحات

موقع أيام نيوز

قبضتي يداها ثم عادت بخطواتها نحو غرفتها تهوى علي فراشها تمسح دموعها
ليلتف بجسده بعد أن اغمض عيناه بقوه هامسا لنفسه 
انت سجين لماضيك يا ياسر وهتفضل سجين لآخر العمر 
نظرت نرمين لغرفة جاسم الفارغه وكادت أن تغلق باب الغرفه فوجدت مني تدلف لحجرة مكتبها متمتمه بعملية تجيدها 
جاسم بيه مش جاي النهارده 
فطالعتها نرمين بتحديق ثم انصرفت بعدها بخطوات أشبه بالركض دون كلمه 
وقفت في بهو الشركه تنظر إليه وهو يسير مع إحداهن يتحدث معها ويبتسم وهي تبادله الحديث بكل هدوء عيناها كانت تحملق بهم بآلم كريم أتقن تجاهلها  ولمعت عيناها بالدموع وهي تود أن تركض إليه تخبره أن ما يفعله بها حقا مؤلم فهي تعشقه ولكن عشقها كان كالمياه الراقده أرادت من يحركها 
وها هي جاءت الحركه التي ادمت قلبها آلما 
ولمعت عيناها بأصرار هو لها وستعيد حبها لقلبه 
نظرت علياء لمكتبه الفخم بأنبهار رغم أنها أتت إليه من قبل ولكن تلك المره لم تكن ترى أمامها الا خلاص شقيقها ونجدته ووضعت لها سكرتيرته العصير الذي لم تطلبه من اساس فشعرت علياء بقيمتها فنظرت للسكرتيره ببطئ تتفحص ملابسها المنمقه 
نص ساعه وبشمهندس ريان يوصل 
هتفت كلماتها بضيق ثم خرجت لتلوي علياء شفتيها بضيق متسائله 
مالها ديه ولا كأني مرات ابوها 
وألتقطت كأس العصير ترتشفه ببطئ وتلذذ واسترخت في جلستها وهي تنظر حولها مستمتعه بكل ماتراه كطفله صغيره 
ووقفت تتفحص كل ما يقابلها بأعين متسعه الي أن انتبهت لاحدي اللوحات الموضوعة على طاولة عريضه فقد كانت إحدى لوحات مشروع ثم يتم إنشاء وحكت ذقنها بيدها مفكره 
شكله مهندس معماري 
وظلت هكذا إلى أن انفتح باب الغرفه فوجدته يدلف هو وسكرتيرته خلفه فأعتدلت في وقفتها بأرتباك تنظر إلى نظراته المصوبه نحوها 
انا كنت بتفرج على اللوحه لاء طلعت فنان بجد هو انت اللي راسمها ولا مقلدها 
فأتسعت عين سكرتيرته وهي تستمع لما تتفوه به تلك الفتاه وكأنها علي علاقه وطيدة برئيسها 
اتركينا الان هناء 
فطالعتهم سكرتيرته بصمت وانصرفت علي الفور مغلقه الباب خلفها ليحدق ريان بتلك التي تقف أمامها مبتسمه 
مرحبا علياء 
فأتسعت ابتسامة علياء أكثر وهتفت مازحه 
مرحبا كمان 
وتابعت بمداعبه 
مبحبش الرسميات فقولك ريان 
فصدحت قهقهة ريان بقوه لم يقابل بحياته مثلها وأشار إليها 
نحو احد المقاعد 
اجلسي علياء لنتحدث 
فأزداد حماسها فالأن ستعلم ماهي وظيفتها وجلست كما طلب منها فجلس أمامها يتفحص خلجات وجهها البشوش 
أخبريني عما تجيده علياء هل تجيدي لغة ما
فحركت رأسها بالنفي فهي لا لغه تجيدها هي الي الان لا تعلم إلى الآن ما الشئ الذي تجيده بحياتها 
فعاد يسألها عن أعمال السكرتارية 
انا مينفعش اشتغل دوام كامل انا محتاجه شغل كم ساعه بس بالكتير ٤ ساعات
وطأطأت رأسها أرضا 
عمار لو عرف مش هيوافق
ثم عادت ترفع رأسها ببرآة جعلت قلبه يخفق دون شعور 
لو ساعدتني هيبقى ده سر بينا بس لو هتخون السر خلاص متساعدنيش 
كلمات أصبحت تحركه كلمات باتت تجعله يريد أن يلتقي بها دوما يعلم
أن عقله قد جن ولكن هو سعيد سعاده لم بكر بها من قبل ووجد نفسه ينهض ويحملق بها 
هل تجيدي الطبخ 
فحركت له رأسها اجابا فهي اجادة الطبخ بعد ۏفاة والدتها فالظروف حكمت عليها أن تتحمل مسئولية كامل من أجلها وأجل شقيقتها رغم قديما كانت مدلله لوالديها بمشاغبتها ومرحها المحبب 
فأبتسم ريان فقد وجد العمل الذي سيجعله يلتقيها كل يوم تطهو له ثم تغادر
لمعت عين سهير بأعجاب وهي ترى العامل الجديد يقف وسط
الزبائن مرحبا بهم بأبتسامه متسعه زادته جمالا على جماله 
قلبها بدء يرسم لها أشياء ذكرتها بشبابها واخرجت المرآة من درج المكتب الخاص بها وأخذت تتأمل تجاعيد وجهها ثم تحملق بالعامل الذي لم يتجاوز عمره الثلاثون
ليقترب منها يخبرها عن طلب الزبائن للحديث معها
الزبون عايزك ياست الهوانم
فأبتسمت سهير ابتسامه لم تبتسمها من قبل ونهضت من فوق مقعدها بزيها الأسود وسارت خلفه تطالع حركته وجسده الشبابي
وقف مراد يزفر أنفاسه بحنق وهو يحدق برقية النائمه ناظرا إلى هاتفه متذكرا حديث والدته معه منذ دقائق عندما أخبرها أن رقيه نائمه لتطلق ضحكه صاخبه تخبره بعدها
براحه علي البنت يامراد بل وعادت تقرر الجمله وهي تضحك
وزفر أنفاسه بقوة وجلس جانبها على الفراش يمسح على خصلات شعرها
رقيه اصحى ميعاد طيارتنا بعد اربع ساعات وانتي لسا نايمه رقيه باباكي جاي بعد ساعه يطمن عليكي رقيه احنا داخلين على المغرب
حاډثها بصوت هادئ ودافئ ولكن هي وكأنها في غيبوبة ونفذ صبره منها فصړخ بقوة جعلها تنتفض فزعا 
رقية 
فنهضت تنظر حولها تغمض وتفتح عيناها 
انا فين انت بتعمل ايه هنا يامراد فين بابا 
ليلطم مراد وجهه براحتي كفيه 
انا غلطها مره وتوبة ليه لازم اقررها تاني مالها العزوبيه 
وعاد يستجمع صبره معها 
ركزي يااخرة بختي رقية احنا في شقتنا ياحببتي وفرحنا كان امبارح 
فحملقت به بوجوم ثم عادت تضع برأسها على الوساده متمتمه 
اه انا فاكره كل ده
وعادت تغفو ثانية إلى أن تآوهت بعد جذبها من ملابسها 
قومي ياكائن الوطواط لأحسن مافيش رحله شهر عسل ولا اقولك هسافر انا وخليكي انتي نايمه عقاپا ليكي 
وعندما تذكرت رحلتهم التي سيقضوها بتركيا نفضت الغطاء الذي عليها ونهضت من فوق الفراش راكضه لينظر مراد إليها 
الصبر من عندك يارب 
ايقظها بلمساته الحنونه على وجهها ففتحت عيناها بكسل تسأله وهي تفرض ذراعيها 
ما الأمر كنان  أريد أن انام حبيي
فضحك كنان وهو يتأملها وهي تغلق عيناها ثم فتحتهما على وسعهما وألتقطت الساعه المجاورة لفراشها ونهضت من فوقه 
انا لم اصلي العصر 
فحدق كنان بها مبتسما منذ أن تزوجها وهي دوما منضبطه في أداء فروضها ورد للأسف نقضيه لرجلا مثله قضى عمره مسلما بأسمه فقط غيرت به الكثير ولكن إلى الآن لم يعتاد على الإلتزام مثلها حتى أنه احيانا لا يجيب عليها حينما تسأله عن أدائه لفروضه وخلع سترته ليجد جواد يطرق باب الغرفه ويدلف بعدها ويحمل بيديه سجادة صلاة صغيره 
أين ورد خالو فقد تأخرت عليا 
ونظر الي ساعه يده الطفوليه يحسب الوقت المتبقي لاذان المغرب 
لم يتبقى الا ساعه 
جواد يصلي حقيقه لأول مره يكتشفها 
ليجد ورد تخرج من المرحاض تنشف يداها بالمنشفه وتنظر إليهم مازحه 
لما لم تيقظني جواد عقاپا لك اليوم لا يوجد حلوه 
فركض جواد اليها معتذرا 
داده عظيمه قالت لي انكي نائمه ورد سأحفظ عدد آيات أكثر ولكن الحلوى لا 
صلاه وحفظ وحلوي كلمات كان يرددها بعقله فأنتبهت ورد لشروده وقد تيقنت انها البدايه الصحيحه لزوجها كنان لا يأتي بالالحاح وإنما بالتلقائيه كالصغار تسحب يدهم وتخبرهم انك تريده معهم وبالفعل فور أن هتفت 
كنان هيا صلي بنا 
فتحمس الصغير أكثر راكضا نحو خاله 
هيا خالو هيا حتي نكون بالجنه معا 
ونظر إلى ورد لتؤكد حديثه 
أليس كذلك ورد سنكون معا 
لتتسع ابتسامتها وهي تحرك له رأسها 
نعم حبيبي 
ضحك ياسر من كل قلبه وهو يرتشف الشاي مع أهل ريم فقد احب تلك العائله الطيبه من قلبه عائله دفئها يذكره بوالديه 
حتى الحديث الذي يدور ملئ بالطيبه والصفاء ووجد ريم تنسحب خلف والدتها نحو المطبخ بعد أن أشارت لها 
مالك ياريم طول القاعده وانتي سرحانه ياحببتي
هتفت والدتها بقلق لتنظر لها بتوتر تضع بيدها على جبينها 
ده إرهاق مش اكتر ياماما متقلقيش عليا 
فربتت والدتها على ظهرها بحب 
ربنا يقويكي يابنتي طمنيني عليكي مع جوزك 
فدارت آلمها سريعا عنها 
الحمدلله ياسر مافيش احن منه
فرفعت والدتها يداها عاليا تحمد الله على سعادة ابنتها
لم تكن تعلم أن ياسر فتلك اللحظه كان متجها نحو المرحاض فأستمع إلى عبارتها المكسوره أي حنان يغمرها به هو
دلفت معه للمطعم الفخم وكل حديثهم دائر عن طفلهما الذي علمت جنسه اليوم في المتابعه السابقه لم تكن تريد أن تعلم 
أرادت أن يكون مفاجأة لهم ولكن اليوم شعرت بحماس جاسم ورغبته في معرفة جنسه وجاء ما تمنت هي فكانت تتمنى أن ترزق بذكرا كانت تسير تتباطأ بذراعه إلى أن جلسوا على الطاوله التي سبق وحجزها لتناول العشاء وقضاء أمسية ممتعه
انا مبسوطه اوي النهارده ياجاسم لاء خلاص انا سامحتك ياحبيبي
فضحك وهو يداعب خدها برفق
يارب ديما مبسوطه ياحببتي
ثم تابع مازحا
ومسمحاني كده علطول
ومر الوقت وهم يضحكون ويتناولون الطعام ويتحدثون بخطط عن طفلهم وعنهم لتقترب منهم إحداهن مرحبه
جاسم الشرقاوي مس معقول
فنهض جاسم يصافحها مبتسما
ازيك ياعايدة هانم
كانت مهره عيناها عالقه علي تلك السيده التي تعرف هويتها فمن لا يعرف عايدة الدميتري الاعلاميه المشهوره فهي معجبه ببرنامجها وتعشق شخصيتها
فأشار لها جاسم مخاطبا
مدام مهرة مراتي
فتفحصتها عايده ببطئ وصافحتها بأبتسامه هادئه لتتسع ابتسامه مهرة وهي تخبرها انها تعشقها ومعجبه بها
وجلست معهم عايده إلى أن تأتي
إحدى صديقاتها
عايده هانم يامهرة شقيقة نرمين
فأبتسمت عايده بزهو وهي تحرك يدها علي خصلات شعرها
نرمين ديما بتتكلم عنك بفخر ياجاسم واخدك قدوة ليها وتابعت وهي تحدق بمهرة التي بهتت ملامحها من محاصرة نرمين لها حتى في الأشخاص
رغم شركاتنا الا ان نرمين عايزه تطلع السلم من أوله وتتعلم أصول السوق
مدح لم تكفي به عايده عن شقيقتها وجاسم يبتسم مؤكدا أن نرمين ستكون مستقبلا سيدة أعمال ناجحه
إلى أن جاء اتصال لجاسم فنهض عنهم معتذرا
عن اذنكم
فنظرت نحوه مهره تتابع خطواته فوجدت عايدة تحدق بها بنظره متفحصه
تعرفي كان عندي فضول اشوف مرات جاسم علي الطبيعه واتكلم معاها
ومالت نحو الطاوله
أول مره يسئ اختياره مش معقول جاسم بذكائه يسيب كل بنات العائلات ويتجوزك انتي 
وعادت بجسدها تستند على ظهر مقعدها بترفع
سوري ياحببتي بس انا اتعودت ابقى صريحه
وقبل أن تهتف مهرة بشئ وجدت جاسم يعود إليهم يطالع شحوب زوجته اما عايده نهضت تخبره
اسيبكم انا بقى سهرة ممتعه
وانصرفت فتعجب جاسم من سكون زوجته وعاد يجلس جانبها يمسك كفيها بكفيه
مهره فيكي ايه
كانت جامده شاحبه وعيناها تحدق به 
الفصل الرابع والخمسون 
_ رواية لحن الحياة 
_ بقلم سهام صادق 
فتح عيناه وهو يفرد ذراعه نحوها ليجد الفراش جانبه خالي فأعتدل في رقدته ينظر للظلام الذي يحاوط الغرفه ويفرك عيناه كي يفيق ونهض بعدها من فوق الفراش هابطا لاسفل يبحث عنها فوجدها متكورة على نفسها تحاوط جسدها بشال ثقيل وتجلس على احد المقاعد المطله على ساحه الحديقه وترتشف مشروب ساخن  لايعلم إلى الآن ماذا حدث له منذ ذلك العشاء فبعدما أنهى مكالمته وعاد إليها كان الشحوب يحتل وجهها وصامته إلى أن عادوا للمنزل وهي علي نفس صمتها وسكونها
فقد بدء في الأوان الاخيره يشعر بأنطفاء روحها طبيعتها المشاكسه وتهورها بدأت شعلتها تنخمد وهذا ليس من شيم طباعها
واقترب منها بخطوات قلقه وعيناه لم تتحرك عنها إلى أن أصبح خلفها مباشرة
مهره ايه اللي مصحيكي 
وتابع وهو يسحب احد المقاعد الخشبيه ويجلس أمامها 
الجو ساقعه عليكي دلوقتي قومي ندخل جوه 
فأبتسمت وهي ترتشف من مشروبها 
متقلقش عليا انا كويسه والجو جميل 
فرفع كفيه يضم وجهها بدفئ يداعب بشرتها البارده 
لو مقلقتش عليكي هقلق على مين 
آلم جثم على قلبها خوف اهتمام قلق
77  78  79 

انت في الصفحة 78 من 97 صفحات