رواية لحن الحياة
رواية لحن الحياة
قبضتي يداها ثم عادت بخطواتها نحو غرفتها تهوى علي فراشها تمسح دموعها
ليلتف بجسده بعد أن اغمض عيناه بقوه هامسا لنفسه
انت سجين لماضيك يا ياسر وهتفضل سجين لآخر العمر
نظرت نرمين لغرفة جاسم الفارغه وكادت أن تغلق باب الغرفه فوجدت مني تدلف لحجرة مكتبها متمتمه بعملية تجيدها
جاسم بيه مش جاي النهارده
وقفت في بهو الشركه تنظر إليه وهو يسير مع إحداهن يتحدث معها ويبتسم وهي تبادله الحديث بكل هدوء عيناها كانت تحملق بهم بآلم كريم أتقن تجاهلها ولمعت عيناها بالدموع وهي تود أن تركض إليه تخبره أن ما يفعله بها حقا مؤلم فهي تعشقه ولكن عشقها كان كالمياه الراقده أرادت من يحركها
ولمعت عيناها بأصرار هو لها وستعيد حبها لقلبه
نظرت علياء لمكتبه الفخم بأنبهار رغم أنها أتت إليه من قبل ولكن تلك المره لم تكن ترى أمامها الا خلاص شقيقها ونجدته ووضعت لها سكرتيرته العصير الذي لم تطلبه من اساس فشعرت علياء بقيمتها فنظرت للسكرتيره ببطئ تتفحص ملابسها المنمقه
هتفت كلماتها بضيق ثم خرجت لتلوي علياء شفتيها بضيق متسائله
مالها ديه ولا كأني مرات ابوها
وألتقطت كأس العصير ترتشفه ببطئ وتلذذ واسترخت في جلستها وهي تنظر حولها مستمتعه بكل ماتراه كطفله صغيره
ووقفت تتفحص كل ما يقابلها بأعين متسعه الي أن انتبهت لاحدي اللوحات الموضوعة على طاولة عريضه فقد كانت إحدى لوحات مشروع ثم يتم إنشاء وحكت ذقنها بيدها مفكره
وظلت هكذا إلى أن انفتح باب الغرفه فوجدته يدلف هو وسكرتيرته خلفه فأعتدلت في وقفتها بأرتباك تنظر إلى نظراته المصوبه نحوها
انا كنت بتفرج على اللوحه لاء طلعت فنان بجد هو انت اللي راسمها ولا مقلدها
فأتسعت عين سكرتيرته وهي تستمع لما تتفوه به تلك الفتاه وكأنها علي علاقه وطيدة برئيسها
فطالعتهم سكرتيرته بصمت وانصرفت علي الفور مغلقه الباب خلفها ليحدق ريان بتلك التي تقف أمامها مبتسمه
مرحبا علياء
فأتسعت ابتسامة علياء أكثر وهتفت مازحه
مرحبا كمان
وتابعت بمداعبه
مبحبش الرسميات فقولك ريان
فصدحت قهقهة ريان بقوه لم يقابل بحياته مثلها وأشار إليها
اجلسي علياء لنتحدث
فأزداد حماسها فالأن ستعلم ماهي وظيفتها وجلست كما طلب منها فجلس أمامها يتفحص خلجات وجهها البشوش
أخبريني عما تجيده علياء هل تجيدي لغة ما
فحركت رأسها بالنفي فهي لا لغه تجيدها هي الي الان لا تعلم إلى الآن ما الشئ الذي تجيده بحياتها
فعاد يسألها عن أعمال السكرتارية
انا مينفعش اشتغل دوام كامل انا محتاجه شغل كم ساعه بس بالكتير ٤ ساعات
وطأطأت رأسها أرضا
عمار لو عرف مش هيوافق
ثم عادت ترفع رأسها ببرآة جعلت قلبه يخفق دون شعور
لو ساعدتني هيبقى ده سر بينا بس لو هتخون السر خلاص متساعدنيش
كلمات أصبحت تحركه كلمات باتت تجعله يريد أن يلتقي بها دوما يعلم
أن عقله قد جن ولكن هو سعيد سعاده لم بكر بها من قبل ووجد نفسه ينهض ويحملق بها
هل تجيدي الطبخ
فحركت له رأسها اجابا فهي اجادة الطبخ بعد ۏفاة والدتها فالظروف حكمت عليها أن تتحمل مسئولية كامل من أجلها وأجل شقيقتها رغم قديما كانت مدلله لوالديها بمشاغبتها ومرحها المحبب
فأبتسم ريان فقد وجد العمل الذي سيجعله يلتقيها كل يوم تطهو له ثم تغادر
لمعت عين سهير بأعجاب وهي ترى العامل الجديد يقف وسط
الزبائن مرحبا بهم بأبتسامه متسعه زادته جمالا على جماله
قلبها بدء يرسم لها أشياء ذكرتها بشبابها واخرجت المرآة من درج المكتب الخاص بها وأخذت تتأمل تجاعيد وجهها ثم تحملق بالعامل الذي لم يتجاوز عمره الثلاثون
ليقترب منها يخبرها عن طلب الزبائن للحديث معها
الزبون عايزك ياست الهوانم
فأبتسمت سهير ابتسامه لم تبتسمها من قبل ونهضت من فوق مقعدها بزيها الأسود وسارت خلفه تطالع حركته وجسده الشبابي
وقف مراد يزفر أنفاسه بحنق وهو يحدق برقية النائمه ناظرا إلى هاتفه متذكرا حديث والدته معه منذ دقائق عندما أخبرها أن رقيه نائمه لتطلق ضحكه صاخبه تخبره بعدها
براحه علي البنت يامراد بل وعادت تقرر الجمله وهي تضحك
وزفر أنفاسه بقوة وجلس جانبها على الفراش يمسح على خصلات شعرها
رقيه اصحى ميعاد طيارتنا بعد اربع ساعات وانتي لسا نايمه رقيه باباكي جاي بعد ساعه يطمن عليكي رقيه احنا داخلين على المغرب
حاډثها بصوت هادئ ودافئ ولكن هي وكأنها في غيبوبة ونفذ صبره منها فصړخ بقوة جعلها تنتفض فزعا
رقية
فنهضت تنظر حولها تغمض وتفتح عيناها
انا فين انت بتعمل ايه هنا يامراد فين بابا
ليلطم مراد وجهه براحتي كفيه
انا غلطها مره وتوبة ليه لازم اقررها تاني مالها العزوبيه
وعاد يستجمع صبره معها
ركزي يااخرة بختي رقية احنا في شقتنا ياحببتي وفرحنا كان امبارح
فحملقت به بوجوم ثم عادت تضع برأسها على الوساده متمتمه
اه انا فاكره كل ده
وعادت تغفو ثانية إلى أن تآوهت بعد جذبها من ملابسها
قومي ياكائن الوطواط لأحسن مافيش رحله شهر عسل ولا اقولك هسافر انا وخليكي انتي نايمه عقاپا ليكي
وعندما تذكرت رحلتهم التي سيقضوها بتركيا نفضت الغطاء الذي عليها ونهضت من فوق الفراش راكضه لينظر مراد إليها
الصبر من عندك يارب
ايقظها بلمساته الحنونه على وجهها ففتحت عيناها بكسل تسأله وهي تفرض ذراعيها
ما الأمر كنان أريد أن انام حبيي
فضحك كنان وهو يتأملها وهي تغلق عيناها ثم فتحتهما على وسعهما وألتقطت الساعه المجاورة لفراشها ونهضت من فوقه
انا لم اصلي العصر
فحدق كنان بها مبتسما منذ أن تزوجها وهي دوما منضبطه في أداء فروضها ورد للأسف نقضيه لرجلا مثله قضى عمره مسلما بأسمه فقط غيرت به الكثير ولكن إلى الآن لم يعتاد على الإلتزام مثلها حتى أنه احيانا لا يجيب عليها حينما تسأله عن أدائه لفروضه وخلع سترته ليجد جواد يطرق باب الغرفه ويدلف بعدها ويحمل بيديه سجادة صلاة صغيره
أين ورد خالو فقد تأخرت عليا
ونظر الي ساعه يده الطفوليه يحسب الوقت المتبقي لاذان المغرب
لم يتبقى الا ساعه
جواد يصلي حقيقه لأول مره يكتشفها
ليجد ورد تخرج من المرحاض تنشف يداها بالمنشفه وتنظر إليهم مازحه
لما لم تيقظني جواد عقاپا لك اليوم لا يوجد حلوه
فركض جواد اليها معتذرا
داده عظيمه قالت لي انكي نائمه ورد سأحفظ عدد آيات أكثر ولكن الحلوى لا
صلاه وحفظ وحلوي كلمات كان يرددها بعقله فأنتبهت ورد لشروده وقد تيقنت انها البدايه الصحيحه لزوجها كنان لا يأتي بالالحاح وإنما بالتلقائيه كالصغار تسحب يدهم وتخبرهم انك تريده معهم وبالفعل فور أن هتفت
كنان هيا صلي بنا
فتحمس الصغير أكثر راكضا نحو خاله
هيا خالو هيا حتي نكون بالجنه معا
ونظر إلى ورد لتؤكد حديثه
أليس كذلك ورد سنكون معا
لتتسع ابتسامتها وهي تحرك له رأسها
نعم حبيبي
ضحك ياسر من كل قلبه وهو يرتشف الشاي مع أهل ريم فقد احب تلك العائله الطيبه من قلبه عائله دفئها يذكره بوالديه
حتى الحديث الذي يدور ملئ بالطيبه والصفاء ووجد ريم تنسحب خلف والدتها نحو المطبخ بعد أن أشارت لها
مالك ياريم طول القاعده وانتي سرحانه ياحببتي
هتفت والدتها بقلق لتنظر لها بتوتر تضع بيدها على جبينها
ده إرهاق مش اكتر ياماما متقلقيش عليا
فربتت والدتها على ظهرها بحب
ربنا يقويكي يابنتي طمنيني عليكي مع جوزك
فدارت آلمها سريعا عنها
الحمدلله ياسر مافيش احن منه
فرفعت والدتها يداها عاليا تحمد الله على سعادة ابنتها
لم تكن تعلم أن ياسر فتلك اللحظه كان متجها نحو المرحاض فأستمع إلى عبارتها المكسوره أي حنان يغمرها به هو
دلفت معه للمطعم الفخم وكل حديثهم دائر عن طفلهما الذي علمت جنسه اليوم في المتابعه السابقه لم تكن تريد أن تعلم
أرادت أن يكون مفاجأة لهم ولكن اليوم شعرت بحماس جاسم ورغبته في معرفة جنسه وجاء ما تمنت هي فكانت تتمنى أن ترزق بذكرا كانت تسير تتباطأ بذراعه إلى أن جلسوا على الطاوله التي سبق وحجزها لتناول العشاء وقضاء أمسية ممتعه
انا مبسوطه اوي النهارده ياجاسم لاء خلاص انا سامحتك ياحبيبي
فضحك وهو يداعب خدها برفق
يارب ديما مبسوطه ياحببتي
ثم تابع مازحا
ومسمحاني كده علطول
ومر الوقت وهم يضحكون ويتناولون الطعام ويتحدثون بخطط عن طفلهم وعنهم لتقترب منهم إحداهن مرحبه
جاسم الشرقاوي مس معقول
فنهض جاسم يصافحها مبتسما
ازيك ياعايدة هانم
كانت مهره عيناها عالقه علي تلك السيده التي تعرف هويتها فمن لا يعرف عايدة الدميتري الاعلاميه المشهوره فهي معجبه ببرنامجها وتعشق شخصيتها
فأشار لها جاسم مخاطبا
مدام مهرة مراتي
فتفحصتها عايده ببطئ وصافحتها بأبتسامه هادئه لتتسع ابتسامه مهرة وهي تخبرها انها تعشقها ومعجبه بها
وجلست معهم عايده إلى أن تأتي
إحدى صديقاتها
عايده هانم يامهرة شقيقة نرمين
فأبتسمت عايده بزهو وهي تحرك يدها علي خصلات شعرها
نرمين ديما بتتكلم عنك بفخر ياجاسم واخدك قدوة ليها وتابعت وهي تحدق بمهرة التي بهتت ملامحها من محاصرة نرمين لها حتى في الأشخاص
رغم شركاتنا الا ان نرمين عايزه تطلع السلم من أوله وتتعلم أصول السوق
مدح لم تكفي به عايده عن شقيقتها وجاسم يبتسم مؤكدا أن نرمين ستكون مستقبلا سيدة أعمال ناجحه
إلى أن جاء اتصال لجاسم فنهض عنهم معتذرا
عن اذنكم
فنظرت نحوه مهره تتابع خطواته فوجدت عايدة تحدق بها بنظره متفحصه
تعرفي كان عندي فضول اشوف مرات جاسم علي الطبيعه واتكلم معاها
ومالت نحو الطاوله
أول مره يسئ اختياره مش معقول جاسم بذكائه يسيب كل بنات العائلات ويتجوزك انتي
وعادت بجسدها تستند على ظهر مقعدها بترفع
سوري ياحببتي بس انا اتعودت ابقى صريحه
وقبل أن تهتف مهرة بشئ وجدت جاسم يعود إليهم يطالع شحوب زوجته اما عايده نهضت تخبره
اسيبكم انا بقى سهرة ممتعه
وانصرفت فتعجب جاسم من سكون زوجته وعاد يجلس جانبها يمسك كفيها بكفيه
مهره فيكي ايه
كانت جامده شاحبه وعيناها تحدق به
الفصل الرابع والخمسون
_ رواية لحن الحياة
_ بقلم سهام صادق
فتح عيناه وهو يفرد ذراعه نحوها ليجد الفراش جانبه خالي فأعتدل في رقدته ينظر للظلام الذي يحاوط الغرفه ويفرك عيناه كي يفيق ونهض بعدها من فوق الفراش هابطا لاسفل يبحث عنها فوجدها متكورة على نفسها تحاوط جسدها بشال ثقيل وتجلس على احد المقاعد المطله على ساحه الحديقه وترتشف مشروب ساخن لايعلم إلى الآن ماذا حدث له منذ ذلك العشاء فبعدما أنهى مكالمته وعاد إليها كان الشحوب يحتل وجهها وصامته إلى أن عادوا للمنزل وهي علي نفس صمتها وسكونها
فقد بدء في الأوان الاخيره يشعر بأنطفاء روحها طبيعتها المشاكسه وتهورها بدأت شعلتها تنخمد وهذا ليس من شيم طباعها
واقترب منها بخطوات قلقه وعيناه لم تتحرك عنها إلى أن أصبح خلفها مباشرة
مهره ايه اللي مصحيكي
وتابع وهو يسحب احد المقاعد الخشبيه ويجلس أمامها
الجو ساقعه عليكي دلوقتي قومي ندخل جوه
فأبتسمت وهي ترتشف من مشروبها
متقلقش عليا انا كويسه والجو جميل
فرفع كفيه يضم وجهها بدفئ يداعب بشرتها البارده
لو مقلقتش عليكي هقلق على مين
آلم جثم على قلبها خوف اهتمام قلق