السبت 23 نوفمبر 2024

الجزء الثاني رواية بقلم نونا المصري

الجزء الثاني رواية بقلم نونا المصري

انت في الصفحة 14 من 19 صفحات

موقع أيام نيوز


سحبها من يدها والشرار يتطاير من عيناه وبعدها افلت يدها وصعد قائلا اركبي 
فصعدت بجانبه دون تردد وسرعان ما انطلق بالسيارة بأقصى سرعة ممكنة مما جعلها تتشبث بالكرسي لأنه لم يعطيها مجال لكي تضع حزام الأمان فسألها دون ان ينظر انهي طريق 
فقالت اللي على اليمين 
أنحرف بالسيارة لدرجة انها كدات ان تنقلب بهما وبعدها سألها مجددا ودلوقتي اروح منين 

مريم افضل ماشي على طول وبعدها لف على جهة الشمال 
عودة إلى شركة خالد 
كان كمال يدور كالمچنون غير
مصدق الامر فقال ازاي حصل كل دا هو ادهم اتجوز مريم بجد وكمان عنده ابن منها طيب ليه محدش يعرف
فامسك خالد بذراعه وقال اهدا يا كمال وخلينا نلحقهم دلوقتي لان شكل ابن عمتك دا مچنون وجايز يأذي مريم في اي لحظة 
رد عليه كمال بعصبية ادهم مش مچنون يا خالد من فضلك متقولش عليه كدا 
فتنهد خالد وقال طيب مش مچنون يلا خلينا نمشي 
وبالفعل ذهب كل من كمال ومحمود برفقة خالد الى المستشفى بأحدى سيارات الشركة اما عند ادهم وريم فكانا قد وصلا إلى المشفى بالفعل فنزلا من السيارة وركضت هي الى قسم الطوارئ وخلفها ادهم وعندما وصلا كانت سونيا هناك هرعت مريم نحوها وسألتها بلهفة وهي تبكي ما الذي حدث لأبني يا سونيا واين هو الان !
أجابتها سونيا الشقراء ذات العيون الزرقاء والتي كانت ترتجف لقد لقد ادخلوه الى العملية منذ قليل ولحسن الحظ انهم تمكنوا من ايجاد كيس ډم في بنك الډم ولكن الطبيب قال ان كيسا واحدا لن يكفي 
هوت مريم على الارض بعد ان خارت قواها واخذت تبكي فكان على ادهم ان يتصرف لذا امسك بكتفيها وسألها زمرته ايه 
فنظرت إليه بعيونها الباكية وقالت A
ادهم زمرتي
A هتتوافق مع زمرته 
قال ذلك ونظر إلى سونيا ثم سألها اين استطيع التبرع پالدم 
اجابته اذهب من هذا الاتجاه نحو الغرفة التي في نهاية الرواق 
فركض نحو الغرفة التي ارشدته سوينا عليها ووجدت ممرضة تحضر اكياس ډم لاحد المرضى الاخرين فقال لها ارجو المعذرة ولكن اخبروني بأنني استطيع التبرع پالدم هنا 
فنظرت اليه وسألته ومن الشخص الذي ستتبرع له يا سيدي
ادهم انه ذلك الطفل الصغير الذي اصيب في الروضة 
الممرضة حسنا تفضل بالجلوس هنا من فضلك 
ادهم حسنا 
وبالفعل جلس وبدأت الممرضة تسحب منه الډم اما مريم فكانت جالسة امام غرفة العمليات وهي تبكي بشدة بينما كانت سونيا جالسة بجانبها و تهدئ من روعها وفي تلك الثناء وصل كل من خالد وكمال ومعهما محمود الذي لم يكن يفقه شيئا من كل ما حدث سوى ان ادهم تزوج من مريم وعندهما ابن 
ركضوا ثلاثتهم نحوها بسرعة اما هي فنهضت ورمت نفسها على خالد وهي تبكي قائلة شفت اللي حصل يا خالد هما دخلوه العملية 
فاخذ خالد يربت على كتفها قائلا شششش خلاص متعيطيش وان شاء الله كل حاجه هتبقى تمام 
اما كمال فسألها فين ادهم
يا مريم
اجابته وهي تشهق هو راح علشان يتبرع پالدم 
في تلك اللحظة عاد ادهم وهو يضع قطنه بيضاء على ذراعه الأيمن وعندما رأى مريم تسند رأسها على كتف خالد تجمعت الشياطين حوله فرمى القطنه على الارض وتوجه نحوهم كما لو انه تسونامي هائج وبلمح البصر سحبها من يدها لتستقر بجانبه وصاح بخالد قائلا متلمسهاش !
تنهد خالد بنفاذ صبر وقال اظن ان مش من حقك تعمل كدا بعد ما طلقتها 
فنظر ادهم الى مريم التي كانت بين نارين وامسك فكها وسألها بعصبية حكيتيله على الموضوع دا كمان 
فابعدته عنها وصړخت وهي تبكي كفايه انت مش شايف الحالة اللي احنا فيها دلوقتي ابني الصغير في العمليه دلوقتي ومعرفش ايه اللي هيحصله وانت جاي تحاسبني على موضوع عدى عليه اربع سنين !
وبسبب قولها ذاك ازدادت الحيرة عند كمال ومحمود اما ادهم فصاح بها قائلا لو كنت اعرف انك حامل مكنتش طلقتك و مكنش دا حصل اساسا بس انتي خدعتيني وكدبتي عليا لانك اكتر وحده انانية انا شفتها في حياتي ومش هسامحك لانك حرمتيني من ابني كل السنين اللي فاتت 
ازدادت مريم بالبكاء ولم تقل اي شيء اما خالد فقال كفايه بقى انت مش شايف انها تعبانه دلوقتي 
فنظر ادهم اليه بنظرة ثاقبة وقال بصوت اشبه لفحيح الافاعي انت بالذات ملكش دعوة دي امور عائلية علشان كدا خليك بعيد 
فابتسم خالد بسخرية واردف بما ان الموضع بقى عائلي يبقى انا مش هسمحلك تغلط في اختي اكتر من كدا 
استغرب ادهم وكمال من قول خالد وسأله الاخير اختك
فاحاط خالد كتف مريم بذراعه وقال بثقة ايوا مريم تبقى اختي الصغيرة وهكسر ايد كل واحد يأذيها 
وبعد قوله ذاك امسكه ادهم من ياقته وسأله بعصبية هتكسر ايد مين يلاه انت مش عارف انا مين 
فتدخل كمال ومحمود عندما تأزم الوضع بين خالد وادهم الذي اصبح كالاسد الهائج وابعداهما عن بعضهما وصاح كمال
بانزعاج كفايه لحد كدا انتوا مش عيال صغيرين علشان تعملوا مشكلة من ولا حاجة 
فقال خالد قول الكلام دا لأبن عمتك يا كمال مش ليا انا 
اما ادهم فسحب مريم من ذراعها وقال انتي هتقفي هنا ومش عايز اسمعلك صوت 
فانتزعت يدها من قبضته وزجرته بحدة متلمسنيش 
في تلك اللحظة خرج الطبيب من غرفة العمليات فهرع الجميع نحوه وسألته مريم بلهفة كيف حال ابني ايها الطبيب 
الطبيب لحسن الحظ اننا تمكنا من ايقاف الڼزيف بسرعة والا لكان الأمر سيزداد سوءا 
فتنفس الجميع الصعداء وسأله ادهم متى نستطيع ان نراه
الطبيب هل انت والده 
فنظر ادهم
الى مريم بنظرة يملؤها الڠضب ثم اجاب اجل انا والده 
الطبيب سنضعه في غرفة العناية لفترة قصيرة وبعدها سيتم نقله إلى غرفة خاصة عندها سوف تتمكنوا من رؤيته 
فقال خالد وهل حالته مستقرة اقصد لا يوجد خطړ على حياته الان اليس كذلك 
الطبيب لحسن الحظ ان الشريان في فخذه لم يقطع لذا لا يوجد اي خطړ على حياته الان ولكن يجب ان نراقبه جيدا فجسده صغير ومن المحتمل ان يدخل في صدمة ما بعد الحاډثة والان عن اذنكم 
ثم غادر الطبيب اما مريم فجلست على المقعد بجانب غرفة العمليات واخذت تحمد الله وهي تذرف الدموع لان الخطړ قد زال عن ابنها وانحنى خالد على مستواها وامسك يدها قائلا خلاص يا مريم متعيطيش اهو ابنك كويس والحمد لله وهيصحى قريب جدا 
ولكنها لم تتوقف عن البكاء ابدا واخذ الجميع يراقبها بصمت وخصوصا ادهم الذي انتابته رغبة كبيرة في معانقتها ولكنه لم يفعل ذلك لان غضبه منها كان اكبر من اشتياقه لها فسألها بصوت أجش اسمه ايه 
ألتفت الجميع اليه بمن فيهم مريم التي كانت تبكي فنهض خالد ثم نظر اليه واجابه بكلمة واحدة ادهم 
نظر ادهم الى مريم وضحك
كما لو كأنه فقد عقله ثم قال يا بجاحتك والله وكمان مسمياه على اسمي ! 
فنهضت مريم وقد ضاقت ذرعا به ثم ضړبته بقوة على صدره لدرجة انه عاد للخلف من قوة دفعتها وصاحت به قائلة امشي من هنا انا مش عايزه اشوفك ولا عايزه اعرفك ابدا كفايه اللي حصلي بسببك 
فأمسك بذراعها ولواه حتى اصبح خلف ظهرها و اراد خالد ان يتدخل ولكنه اوقفه بقوله خليك مكانك 
قال ذلك ثم سحب مريم بعيدا وذهبا الى درج الطوارئ وهناك افلت يدها ودفعها بقوة ثم قال عايزاني امشي عايزه تحرميني من ابني مره تانيه يا مريم
فجلست مريم تبكي على حافة الدرج وقالت ارجوك كفايه لحد كدا انا تعبت من كل حاجة ومبقتش قادره استحمل اكتر من كدا 
قالت ذلك واڼفجرت بالبكاء مجددا فذرف ادخم دمعة وقال بنبرة حزينة طيب وانا ازاي قدرتي تبعديني عن ابني 
نظرت إليه ولم تنبس بكلمة واحدة فتابع يعاتبها ازاي قدرتي تعملي فيا كدا يا مريم ليه قسيتي قلبك وبقيتي انانية وحرمتيني من ابني كل المدة دي
قال
ذلك ثم انحنى على مستواها وامسك بكتفيها واخذ يهزها قائلا قولي انك كدبتي وانك معملتيش كدا علشان تتجوزي ارجوك يا مريم ريحي قلبي وقولي انك مخبتيش عليا حملك علشان اطلقك وتتجوزي واحد تاني 
فنظرت إليه بعيونها التي تحولت إلى اللون الأحمر من كثرة البكاء وقالت بصوت يكاد يختفي انا انا متجوزتش يا ادهم انا مش متجوزه 
قالت ذلك ثم اغمضت عيناها وبكت اما هو فترك كتفيها ونهض وهو مصډوم وسألها يعني ايه انتي كدبتي عليا علشان اطلقك ! 
أومأت له برأسها دون ان تقول
اي شيء فصړخ بها قائلا ليه ليه عملتي كدا وډمرتي كل حاجة 
فقالت بصوتها المبحوح انا عملت كل حاجة علشان ابني مكنتش عايزاه يتربى بين اب وام اتجوزوا بسبب الفلوس 
فنزلت دموع ادهم مثل زخات المطر وقال پغضب ومين قلك اني اتجوزتك علشان الفلوس دا انا عملت كدا عشان 
قال ذلك ولم يكمل جملته اما هي فنهضت وقالت انا عملت كل حاجة علشان ابني ومكنتش عايزه اسبب لحضرتك المشاكل واخليك تحمل همنا وقررت اطلع من حياتك واعيش لوحدي انا وابني من غير ما نحملك مسؤوليتنا 
فامسك ادهم ذراعيها مجددا وضغط عليهما بكل قوة وصړخ بها قائلا ومين سمحلك تتخذي قرارات مهمة زي دي لوحدك مين اداكي الحق علشان تحرميني من ابني انطقي ! 
تألمت مريم من قبضته فقالت سيبني يا ادهم انت بتوجعني 
ادهم ۏجعتك امال اللي انتي عملتي فيا دا مش بيوجع ازاي قدرتي تخدعيني بالسهولة دي وانا علشان بحب 
قال ذلك والتزم صمت وهو ينظر اليها ثم دفعها بعيدا عنه واضاف بنبرة انكسار مش هسامحك يا مريم دلوقتي هوريكي ايه هو المعنى الحقيقي لڠضب ادهم عزام السيوفي وهخليكي ټندمي لانك حرمتيني من ابني 
قال ذلك ثم غادر بخطوات سريعة فلحقت به وهي تركض قائلة هتعمل ايه اوعى تفكر اني هسمحلك تبعدني عن ابني 
فالټفت اليها وقال هنشوف يا مريم 
فتسمرت في مكانها بينما تابع هو طريقه نحو غرفة العناية المركزة والڠضب الشديد اعمى بصيرته فنظر اليه كل
من كمال وخالد ومحمود ومعهما سونيا التي لم تفهم شيئا مما حدث ولكي يكتمل العرض اتت الهام راكضة فتوجهت نحو خالد دون ان تنتبه لاي شخص آخر وسألته پبكاء ايه اللي حصل لادهم يا خالد انا سمعت انه تعور اوي هو كويس 
امسك خالد يدها وقال اهدي يا الهام هو بقى كويس دلوقتي 
الهم مريم فين مريم ! 
قالت ذلك ثم التفتت حولها وعندما وجدت البقية يحدقون بها اتسعت عيناها پصدمة شديدة وخصوصا عندما رأت ادهم فوضعت يدها على فمها اما هو فقال اهي الحكاية وضحت بقى انتي كمان هنا يبقى
اكيد كنتي تعرفي كل حاجة وفضلتي ساكته ! 
فقالت الهام بتلعثم انا مكنتش 
فقاطعها ادهم بقوله مش عايز اسمع صوتك دلوقتي وهحاسبك بعدين 
نظر اليه خالد وقال مش شايف انك زودتها اوي الهام
 

13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 19 صفحات