الجزء الثاني رواية بقلم نونا المصري
الجزء الثاني رواية بقلم نونا المصري
ډخلها ايه في الموضوع
فاراد ادهم ان يرد عليه ولكنه صمت عندما سمع مريم تقول خلاص يا خالد متعبش نفسك
الټفت الجميع اليها اما الهام فركضت نحوها وعانقتها قائلة انتي كويسه يا حبيبتي
أجابتها مريم بصوت مبحوح وقد جفت الدموع في عيونها متقليش يا الهام كل حاجة هتبقى تمام
ابتعدت الهام عنها قليلا وسألتها بهمس ايه اللي جاب ادهم السيوفي هنا يا مريم
فاقترب خالد منهما ثم قال تعالوا خلونا نقعد اكيد انتي تعبانه يا مريم ولازم تستريحي
قال ذلك ثم امسك ذراعها وقادها حتى جلست على المقعد اما محمود فاراد ان يلطف الجو المتكهرب لذا قال بتوتر وانا هروح اشتري حاجة ساقعه حد عايز اجيبله معايا
فقال كمال جيب عصير لمريم شكلها تعبانه ولازم تشرب حاجة
وفي تلك اللحظة نظر ادهم إلى خالد وقال تعالى ورايا احنا لازم نتكلم
قال ذلك وغادر فتنهد خالد ثم اراد ان يلحق به ولكن مريم امسكت ذراعه وهزت رأسها
قائلة مترحش يا خالد
فابتسم لها وقال متقلقيش هرجع على طول
قال ذلك ثم نظر إلى كمال والهام واضاف خلو بالكوا منها
وبعدها لحق بادهم الى الخارج فوجده واقفا ويعطيه ظهره وبيده سېجارة كان يدخنها دون توقف فقال انا بسمعك
ابتسم خالد باستهزاء ورد عليه مبقتش مراتك انت طلقتها من زمان
فالټفت ادهم اليه ورمقه بنظرة مرعبة ولكن قال بهدوء سألتك سؤال ولو مش عايز تشوف سنانك بيرقصوا قدامك دلوقتي يبقى تجاوب عليه بسرعة
أتسعت ابتسامة السخرية على وجه خالد واردف ممكن اعرف انت مفتكر نفسك مين علشان تهددني كل شوية بالطريقة الرجعية دي
فتنهد خالد وقال انا هجاوب على سؤالك مش لاني خاېف من تهديدك ابدا وانما علشان انا انسان متحضر ومقدر الموقف اللي انت فيه
وانك بتمر بحالة نفسية صعبة دلوقتي
ادهم متكترش كلام وقول ايه هي علاقتك بمراتي
ادهم وانت
عايزني اصدق الكلام دا
خالد انت حر لو كنت عايز تصدق او لأ بس انا قولتلك كل اللي عندي
ادهم وهي قالتلك عن حكاتي معاها
خالد طبعا هي ما بتخبيش عليا اي حاجة حتى ابنها بيعتبرني خاله ولو مش مصدق تقدر تتأكد من الكلام دا بنفسك
قطب خالد حاجبيه وغمغم مش هرد عليك لان مستوايا اعلى من كدا
فانزعج ادهم من كلامه المستفز و انقض عليه ممسكا بياقته وقال بصوت اشبه للهمس يبعث الړعب بالنفوس متعصبنيش يا خالد نجم لاني ممكن احرقك دلوقتي ومش هعمل حساب لا لحكومة ولا لاي حد تاني
في تلك اللحظة شعر خالد بالتوتر فقد ادرك اخيرا من هو امبراطور التجارة ادهم السيوفي الملقب بجبل الجليد وانه استفزه كثيرا لذا اراد ان يهدئ من روع هذا الاسد الهائج الذي انقض عليه في جزء من الثانية فقال من فضلك سيبني لان اللي بتعمله دا مابيلقش ابدا براجل اعمال محترم
فشعر ادهم بالرضا لانه استطاع ان يؤثر على هذا المتمرد فتركه وعاد للخلف قائلا ودلوقتي هتحكيلي على كل حاجة حصلت مع مريم خلال الاربع سنين اللي فاتوا وبكدا هتبقى صفحتك بيضه عندي
عدل خالد ياقة قميصك ونظف حلقه قائلا هقولك كل حاجة بس بشرط واحد
رفع ادهم حاجبه وسأله وايه هو
خالد مش عايزك ټجرح مشاعر مريم مرة تانية لانها مش ناقصه ابدا
ادهم انا اللي هقرر لو كنت هجرح مشاعرها ولا لأ ودلوقتي اتكلم
وبالفعل قام خالد بأخبار ادهم كيف تعرف على مريم والهام وكيف اصبحوا اصدقاء ولكنه لم يخبره عن الجزء المتعلق بحبه القديم لمريم وانه كان يرغب بالزواج منها لانه ادرك ان فعل ذلك فسوف ېقتله ادهم لا محالة وخصوصا لانه كان من الواضح عليه انه شديد الغيرة
على طليقته كما واخبره ان ابنه ادهم الصغير قد ولد قبل اوانه وان مريم تعتبره كل شيء بالنسبة لها وانه حياتها التي تعيش من اجلها وكم تحبه وتخاف عليه من نسمة الهواء وعندما انتهى اضاف ودلوقتي بقيت تعرف كل حاجة وازاي عاشت مريم كل السنين اللي فاتت من غيرك
فقال ادهم وهو يكتف ذراعيه انا هصدقك بس لو اكتشفت انك خبيت عليا حاجة كدا ولا كدا فانت بقيت تعرف مين هو ادهم عزام السيوفي وممكن يعمل فيك ايه
فتنهد خالد وقال قلتلك ان تهديداتك مش هتنفع معايا فالاحسن انك توفرهم لحد
تاني
رسم ادهم ابتسامة خبيثة على زاوية شفتيه وقال هنشوف
ثم ادار ظهره وعاد إلى حيث كان البقية فتنفس خالد الصعداء وكأن حجر كبير قد ازيح عن صدره ثم لحق به الى حيث كانت مريم والبقية جالسين امام غرفة العناية المركزة
تسارع في الاحداث
مر الوقت وكأنه دهور على مريم التي لم تجف لها دمعة وهي تنظر إلى ابنها الصغير النائم في غرفة العناية بينما كان خالد والهام جالسان بجانب بعضهما ويبدو عليهما التعب اما كمال ومحمود فقد عادا إلى الفندق لان ادهم طلب منهما ذلك ولم يستطيعا المجادلة معه وبالنسبة له فكان واقفا في الزاوية يحدق بها بنظرات لم يستطع اي احد ان يفسر معناها وقد كان عابسا ويعقد حاجبيه پغضب واضح وفي الوقت ذاته كان وجهه حزين جدا ويبدو عليه التعب والإرهاق ولكن بغض النظر عن كل هذا الا ان جزء من قلبه كان يشعر بسعادة لا توصف لانه اكتشف ان محبوته لم تخنه ولم تتزوج من غيره ابدا وما زاد فرحته هو اكتشاف وجود ابنه الذي انجبته هي واسمته بأسمه ايضا
فاراد ان
يخفف عنها لان حبه لها تفوق على غضبه منها لذا اقترب منها قليلا ووقف خلفها ثم قال بصوت اشبه للهمس متخفيش الدكتور قال ان مابقاش في خطړ على حياته وهيصحى بعد ساعتين
اغمضت مريم عيناها ونزلت دمعتها ولم تعلق بأي شيء ولكن قشعريرة سارت في جسدها عندما شعرت بيده الدافئة تحط على كتفها بلطف وخصوصا عندما سألها بهمس لسه كتفك بيوجعك بسببي
استعادت رباطة جأشها ورفعت يدها ثم مسحت دموعها والتفتت اليه وقالت بقوة مصطنعة من فضلك متلمسنيش ابدا ويا ريت تفضل بعيد عني وانا هبقى كويسه
فعادت تعابير الڠضب تعلو وجه ادهم لانها كانت مصرة على ان تبني جدار محصن يفصل بينهما ولا تريد ان تعطي علاقتهما اي فرصة ابعد يده عن كتفها و الشرر يتطاير من عيناه ثم قال بانزعاج واضح الحق مش عليكي
قال ذلك ثم ادار ظهره وغادر مبتعدا عنها فنهض كل من خالد والهام وتقدما
منها وقالت الاخيرة ليه مصرة انك ټعذبي نفسك يا مريم انتي بتحبيه وپتموتي فيه واضح انو بيحبك
كمان يبقى ليه عايزه تبعديه عنك
مريم مش بيحبني يا الهام وانما عايز يحمل مسؤوليتي انا وابنه بس مش هسيب اي حد يفرقني عن ابني حتى لو كان الشخص دا هو ادهم عزام السيوفي ذات نفسه
فقال خالد عايزه نصيحتي يا مريم بلاش تعملي عداوة مع الراجل دا لان باين عليه مش سهل ابدا وجايز لو كبرتي دماغك هيحرمك من ابنك فعلا
ردت مريم عليه بصړاخ ادهم ابني انا ومحدش هيقدر يحرمني منه انا اللي حملت فيه سبع شهور وتعذبت لما خلفته مش هو
فامسكت الهام بيدها وقالت طيب خلاص يا حبيبتي متعبيش نفسك والا حتنهاري دلوقتي
خالد الهام عندها حق انا هروح اجيبلك حاجة تاكليها لانك ما كلتيش حاجة من الصبح
قال ذلك ثم غادر وترك الفتيات لوحدهن اما ادهم فكان واقفا في الخارج ېدخن السچائر بصمت مرعب بينما كان هواء الصيف العليل يلفح وجهه وكان يفكر بعمق وسرعان ما رمى سيجارته وعاد إلى الداخل ثم جلس بصمت على بعد اربعة امتار من مريم التي كانت جالسة وتسند رأسها على كتف الهام
تسارع في الاحداث
حل الليل وتم نقل ادهم الصغير الى غرفة خاصة وتجمع حوله كل من امه وابوه بينما غادر كل من خالد والهام لانهما ادركا ان مريم لا تحتاجهما خصوصا لان حبيبها ادهم كان معها اما هو فابتسم بحنان بعد رؤيته لطفله الصغير الذي كان نائما بعمق كما لو انه ملاك فاقترب منه ببطء ثم جلس بجانبه على السرير وقد نسي نفسه ونسي جبروته وقوته عندما سمح لدموعه بالنزول وهو يمسك باليد الصغيرة والتي ذكرته بيده عندما كان صغيرا فهو يشبهه بكل شيء حتى طريقة نومه كانت نفسها
قام بتقبيل يد ابنه وهو يغمض عيناه ودموعه لا تتوقف ثم اقترب من وجهه وقبله على جبينه وابتسم عندما تحرك الطفل فمسح على شعره وقال بصوت حنون دا صغير اوي
اجابته مريم التي كانت واقفه بقربه انا خلفته قبل اوانه علشان كدا حجمه صغير
فنظر إليها وقال انا عايز ارجعه مصر جيه الوقت علشان يعرف اصله و بلده الحقيقية
فقالت
مريم بقلق عايز تاخدو مني انت انت متقدرش تعمل كدا
نهض ادهم من جانب ابنه ووقف امامها ثم قال اظن ان دا حقي ابني لازم يتربى في بيت ابوه وفي بلده مش بين الاجانب
مريم مش هسمحلك تبعده عني يا ادهم
ادهم متقدريش تعملي اي حاجة لاني اتخذت قراري ومش هغيره ابدا
فاخذت مريم تبكي وامسكت ذراعه قائلة حرام عليك ازاي هتقدر تبعد طفل صغير عن امه !
فنظر ادهم الى يدها التي تحاوط ذراعه ثم نظر إلى وجهها واجابها بعصبية زي ما انتي قدرتي تبعديه عني انا هقدر ابعده عنك ومش هسمحلك تشوفيه مره
تانية ابدا
في تلك اللحظة امسكت مريم بياقته وقالت بنبرة قوية ھقتلك يا ادهم والله العظيم ھقتلك لو جربت تعمل كدا
فابتسم ادهم شبح ابتسامة وقال لا والله طيب انا عندي حل هيرضي الطرفين
سألته وهي ما تزال تمسك بياقة قميصه ايه هو
فرفع ادهم يديه ثم امسك كلتا يديها اللتان كانتا تمسكان بياقته وقال وهو ينظر في عينيها لو عايزه ابنك يفضل في حضنك يبقى لازم تتجوزيني من تاني
أتسعت عيناها المحمرتين وقالت ايه !
رد عليها اللي سمعتيه يا مريم
الفصل العاشر
قال ادهم لمريم لو عايزه ابنك يفضل في حضنك يبقى لازم تتجوزيني من تاني
فأتسعت عيناها المحمرتين وقالت ايه !
رد عليها قائلا اللي سمعتيه يا مريم لو عايزه ابننا يفضل معاكي يبقى لازم تتجوزيني مرة تانية وترجعي معايا مصر وانا بقصد اننا نتجوز بجد المرة دي يعني الناس كلها هتعرف انك مراتي وهنعيش كلنا في بيت واحد