رواية عش العراب بقلم سعاد محمد سلامه
رواية عش العراب بقلم سعاد محمد سلامه
بهذا الشكل تضارب بعقلها وقلبها الأحاسيس ماذا يعنى لها كارمهى إستردت ذاكراتها كلياجلست فى المقابل له الى أن نهض ودفع الحساب وغادر الكافيهعادت الى الشقهتبسمت لتلك الطفله الصغيره التى تفاجئت أن إسمها همس هى الآخرى وسمتها جدتها تذكرا لهمس التى أرضعتها ذات يوم مع إبنتهاكانت تحب الأسم وظل عالقا برأسهالكن همس الصغيره ولدت بلطف من
مر وقت آخرأثناء زيارة النبوى لها فى يوم أخبرها أن سلسبيل ستتزوج
فرحت بداخلها لكن سرعان ما غص قلبهاسلسبيل تتزوج بعد ۏفاتها بأشهر قليله أتكون نسيتهاجميعهم نسوهاتآلم قلبها المجروحلكن تعجبت حين علمت بمن ستتزوج سلسبيل قماح!
لم تظن أن سلسبيل جبرت على هذا الزواج فالأيام قادره على التغيير من المشاعروأكبر مثال على ذالك هىكيف تغيرت مشاعرها اليوم عن الأمس القريب التى رأت فيه كارمالتى كانت سابقا لاتراه أكثر من أخاليوم ليس كذالككما أن مشاعرها ناحية قماح إنكشفت حقيقتها أمامها اليوملم تنسى حزنها يوم أن تزوج ب هند كم شعرت بالتعاسه وقتهااليوم تبتسملكن كل ما يشغل بالها سلسبيل تمنت أن تراها عروسلكن كيف
بالفعل إتصلت على النبوى يوم عرس سلسبيل صباحاذهب إليها
جلست معه تقول
عمى أنا هحضر فرح سلسبيل
تبسم النبوى وقالبجد الفرح كده هيبجى فرحينفى جلبىسلسبيل أكتر واحده إتمنيتها تبجى من نصيب قماح وظهورك هيزود الفرحه فى جلوبنا كلنا
ردت همسأنا مش عاوزه أظهر يا عمى أناهحضر متنقبه زى ما بقيت بنزل للشارع بالنقابعمى أنا لسه مش قادره عالمواجههمش جاهزه ليهاوبعدين أفضلى تنسونى زى ما حصل كدهبعد موتى بكام شهر أهو فرح فى دار العراب
رغم تعجب همس لكن بدلت ملابسها وإرتدت نقاب على وجههاوذهبت مع عمهاتعجبت أكثر حين دخل بها الى المقاپر الخاصه بهمتركها وإبتعد عنها لكن قبل ذالك قائلاأكيد فاكره مكان قبر چدك الله يرحمهحتى لو مش فاكره المكان فى يافطه مكتوب عليها إسمه أنا هستناكى هناك فى العربيه لحد ما ترچعى
لكن فجأه شعرت بشى يلعق قدمهاإنخضت وخرج منها صوت مسموعأنتبه له كارمفنظر ناحية الصوت
بينما كارم دخل له شعور أن تلك التى كانت واقفه يعرفها جيدا
هربت همس بسيارة
النبوى تبكى ذالك العاشق لها كيف يوما كانت ترفض مشاعره التى كانت ظاهره لهاعاقبها الله على ذالك ببعدها عنه ليس عنه فقطبل عن جميع أحبائها
بالطريق توقف النبوى قائلا
إتأكدتى إننا نسيناكىلسه عند رأيك ليه يا همس مش عاوزه ترجعى خاېفه من أيهأنا وجدتك لغاية دلوقتي دافنين سر إنك عايشه بسبب طلبك
ردت همسمسيرى هرجع يا عمى بس لسه مش جاهزه للرجوعودلوقتي أنا هحضر فرح سلسبيل زيي زى أى حد مدعى للفرح بالفعل بعد وقت كانت تجلس بين النسوهولإنشغال الجميع بالفرح المصغر لم ينتبه أحد لوجودها حتى هدايه التى قالت فيما بعد للنبوى لو كان أخبرها أن همس بالمنزل ما كانت جعلتها تخرج منه وكانت أفشت سر انها مازالت على قيد الحياه لكن فات الآوان
بدات تمر أيام لاحظت همس مجئ كارم لذالك الكافيه كثيرا كانت تراقب الكافيه من شرفة الشقه وحين تراه كانت تنزل وتدخل للكافيهحتى ذالك اليوم التى إصطدمت به همس الصغيرهربما كان القدر يريد أن تظهر أمام كارميومها كانت تحدثه وهى ترتجف من داخلها
أخبرت عمها عن لقائها بكارموأنه يتردد كثيرا على ذالك الكافيهوتكررت لقائتها بكارم لأكثر من مره حتى أنه فى إحدى المرات حاول الحديث مع همس الصغيره لكن لم ترد عليه وردت بدل عنها هاميس
بحث عمها فى ذالك الآمر وأكتشف ان كارم عرض على مدير الكافيه شراؤهفكر النبوى وسبق
كارم وأشترى الكافيه هو وسجله بأسم همس بوقت قصير للغايه
وها هى أمامه الآن بعد أن أكتشف من تكون
عادت همس من التذكريديها ترتعش ليست يدها بل جسدها بالكامل كما انها تبكى
نهض كارم من مقعده وجلس بالمقعد المجاور لهمس ومد يده وأمسك يدها فى البدايه بتردد سرعان ما ضغط عليها بقوه وقال بشفقهكفايه يا همس بلاش تكملى الباقى دلوقتي
سحبت همس يدها من يد كارم سريعا پخوفوكادت تنهض
تعجب كارم من ذالك هو شعر برعشة يد همس حين وضع يده عليها
لكن قال لهاهمس لازم ترجعى معايا وتواجهى الجميع إنك عايشه
عادت همس تجلس قائلهلأ مش هرجع يا كارم أنا مش قد المواجهه مش هتحمل لا لوم ولا عتاب ولا إتهام الأفضل لهم يفضلوا فاكرين إن همس مبقتش موجوده أنا فرحت لما سلسبيل إتجوزت من قماح
رد كارم بمفاجأهيمكن سبب عدم رجوعك لدار العراب إنك مش قادره تتحملى إن قماح بقى جوز أختك سلسبيل
تفاجئت همس قائلهقصدك أيه
رد كارمأنا كنت عارف إن عندك مشاعر ناحية قماح يا همس أوقات كنت بكرههكان نفسى تبصلى بنفس النظره اللى كانت عينيكى بتلمع بيها لما كنتى بتشوفى قماح وكمان لما كنتى بتحاولى تلفتى نظره ليكىبس هو عمره ما شافك غير همس بنت عمه
تفاجئت همس وقالتمش هكدب يا كارم ولا هكذب كلامك دهبس هتصدقنى لو قولتلك إنى بلوم نفسى إنى فكرت فى يوم إنى كنت مش هقول بحب قماحكنت معجبه بيه مش أكتربس يوم زفافه هو وسلسبيل إتأكدت إنى كنت مراهقه عاجبها الشاب اللي له كلمه وسط الكباركان إعجاب مش أكتر من كدهموصلش لحب
رد كارمطب مفيش حد تانى وصل لقلبك
تبسمت همس دون رد
تبسم كارم هو الآخر وقالأفهم من سكوتك ده إنك موافقه على عرض باباإننا مش بس نتشارك فى الكافيه ونتشارك فى الحياه كلهاوأنا موافق يا همس إنك تفضلى بعيد عن العيلهبس متأكد فى يوم هتكملى لى سرد بقية اللى حصلووقتها هنرجع للعيله وإيدينا فى إيد بعض زى كده
أنهى كارم قوله وأمسك يد همس لكن همس إرتجفت وسحبت يدها من يده پخوف وتدمعت عينيها
غص قلب كارم يبدوا أن ما حدث بالماضى ترك أثرا على همس هى تخشى إقترابه او لمسه لها
يبدوا طريق عودة هاميس للحياه غير ممهد وعليه بالصبر والأحتواء
بالعوده لمنزل العراب
بالأتلييه الخاص بسلسبيل
أثناء تشكيل سلسبيل لأحدى المنحوتات بالأتلييه لا تعلم لما فجأه شعرت بدوخه بسيطه أغمضت عينيهالترى
طيف رداء أسود لإمرأه منقبه لا يظهر من وجهها سوى عينيها العسليهالتى تشبه عين همس
فتحت سلسبيل عينيها سريعا تفكر فى ذالك الخاطر التى رأته شرد عقلها همس فى الفتره الأخيره أصبحت تأتى بخاطرها كثيرا فى بداية مۏتها لم تكن تأتى بخاطرها أيكون مثلما قالت هدى قبل قليل همس تريد إخبارها بشئ قد يظهر برائتهايا ليت هذا يحدث وتظهر براءة همس وقتها سترفع رأسها أمام
ذالك القاسى قماح الذى يستغل سيرتها أحيانا كثيره من أجل أن تخضع لما يريده متقبله بصمت
فى ذالك الأثناء دخلت هدى عليها وجلست على أحد مقاعد الغرفه ونفجت أوداجها تقول
أنا حاسه بملل فظيعبقالى فتره طويله يمكن من بعد ما خلصت إمتحانات مخرجتش من البيتكنا فى الأول بنسلى بعضبس من يوم ما أتجوزتى من قماحوأنتى بقى معندكيش وقت لياكم ساعه بالنهارلكن لما قماح يبقى فى البيت بيبعدك مش بس عنىعن الكليظهر جدتى كان عندها وجة نظر وإن الواد قماح ده بيحبكبس بيدارى
سخرت سلسبيل وهمست لنفسها قائلههتقوليلىده بيعشقنى لدرجة متتصورهاشكله بالعڼف أو الڠصب أو المعايرهبس كله علشانك يا يهون
نهضت هدى تقولبقولك أيه يا سلسبيل مش معاكى رخصة قيادة سيارات
ردت سلسبيلأيوا بابا إستخرج ليا رخصه من فترهبس بتسألى ليه
ردت هدىأيه رأيك نخرج شويه فى عربيه بره فى الجنينه وأكيد السواق سايب المفاتيح فيها
تبسمت سلسبيل بموافقه وتفهمقصدك نهرب من البيت نتهوى شويه
تبسمت هدى وقالتونشم عوادم السيارات وريحة أكل المطاعم وناكل من الشارع ومش بعيد بابا يجى القسم يضمنازى اللى حصل قبل كده وهمس كانت
صمتت هدى تشعر بغصه قويه فى قلبهاكذالك شعرت سلسبيللكن قالتلأ مټخافيش المره دى معايا رخصة قياده وكمان نشغل Gps عالطريق يعرفنا الطرق المخالفهومنوقفش فى مكان الونش يشيل العربيه زى المره اللى
فاتت
تبسمت هدى قائلهطب أيه مش يلا بينا نتصرمح فى الشوارع شويه
تبسمت سلسبيل قائلهيلا بيناهطلع أغير هدومى دى
وأنتى رخصة القياده بتاعتى هتلاقيها فى أوضتى اللى فى شقة بابا فى درج التسريحه روحى هاتيها وتعالى ونتقابل عند العربيه
تبسمت هدى
بالفعل بعد دقائق كانتا الأثنتين بالسياره تبتسمان بمرح
آتى المساء
أصبحت الساعه فى حوالى التاسعه والنصف
دخل قماح برفقة ناصر الى غرفة هدايه
تحدث ناصرحرم يا أمى عجبال ما تصلى فى الحرم وأنا صحبه معاك
تبسمت هدايه ومدت يدها لقماح الذى ساعدها على النهوض من على الأرض وقالتالمره الجايه اللى هروح فيها الحرم النبوىهاخد قماح وسلسبيل معايا ويكون ربنا رزجهم بالذريه الصالحه اللى تجمع بينهم وتقر عيونهم
تبسم قماح بموده وآمن على دعائها قائلايارب إن شاء الله
بينما تبسم ناصر وقال أمال البنات فين يا أمى
صمتت هدايه تنظر لقماح
بينما تلك الحقود قدريه التى يمتلئ قلبها الغلول من محبة الجميع لقماح هى ليست فقط تكرهه هى تتمنى أن يختفى من الحياه مثلما أختفت أمه سابقا لما تعلم لما عاد لهنا مره أخرى يحصد حب وإعجاب الجميع لكن لا
لتدخل تشعل فتيل قد ينهى ذالك الحب الذى يحصده قماح من الجميع وذالك عن طريق تلك الحمقاء سلسبيل
قماح سبق أن طلق زوجته السابقه بسبب مخالفتها لأمره وخروجها دون إذن مسبق منه
يبدوا أن الحظ سيعود لها اليوم
من ملامح قماحيبدوا أنه لا يعرف الحمقاء سلسبيل خرجت من المنزل لتدخل وتضع أول شعله فى عقل ذالك الحقېر قماح
بالفعل دخلت بتلهف وإدعاء قائله حجه هدايه الساعه قربت على عشره والبنات مرجعوش للبيت أنا خاېفه يكون حصل لهم حاجه مش زينه
تعجب ناصر وقال بنات مين اللى مرجعوش
ردت قدريه بتمثيل أيه ده أنتم متعرفوش ياريتنى ما كنت أتكلمت
رد قماح ردى على سؤال عمى بنات مين
ردت قدريه