رواية عش العراب بقلم سعاد محمد سلامه
رواية عش العراب بقلم سعاد محمد سلامه
من رد سلسبيل بهذه الطريقه عليه لكن إبتلعها حين دخلت نهله برجفه ولهفه قائله
خير سلسبيل مالها واحده من الشغالات جالتلى إن قماح كان شايل سلسبيل ودخل بها لهنا
سخرت سلسبيل من طريقة حديث نهله بتلك اللهفه منذ متى هذه اللهفه لو كانت حقا تخاف عليها ما كانت وافقت على زواجها من قماح حتى أنها أحيانا تشعرها أن قماح تفضل عليها حين تزوج من إحدى بناتها
تحدث قماحتمام إطلعى شقتنا نامى وإرتاحى ومرات عمى هتسندك
تمددت سلسبيل على فراش جدتها وقالتلأ أنا عاوزه أنا هنا فى أوضة جدتى هحس براحه أكتر من أى مكان تانى
تحدثت هدايه
خلاص خلونا نطلع من المجعد ونسيب سلسبيل على راحتها تنام اهنه وهتصحى بأذن الله كويسه
إمتثل قماح لقول هدايه على مضض حتى نهله هى الآخرى شعرت بآلم بقلبها من طريقة معامله سلسبيل لها سلسبيل تعتقد أن نهله بداخلها ليست حزينه على رحيل همس وأنها ضحت بها حين غصبتها على الزواج من قماح لكن هذا ليس
سمع قماح ذالك شعر بغصه هو يجبر سلسبيل على النوم فى الظلام كما تعود
بينما
إمتثلت هدايه لذالك وتركت نور خاڤت بالغرفه وخرجت وأغلقت باب الغرفه خلفها
تدمعت عين سلسبيل تشعر بآلم فى قلبها حين تذكرت باقى الرؤيه التى راتها وهى غائبه عن الوعى همس كانت تبكى لما!
بينما قبل قليل
بعيادة الطبيبه النفسيه
تبسمت الطبيبه قائلهجاهزه تحكى أيه اللى حصل فى الماضى
تبسمت الطبيه قائلهتمام إتفضلى نامى عالشيزلونجوإسترخىوأى وقت حسيتى بأرهاقاو إنك مش قادره تكملى
حديث بلاش تضغطى على نفسك
أمائت همس برأسها وتمددت فوق الشيزلونجبداخلها ترتجفقاومت ضعفها وبدأت بسرد ما حدث لها ذالك اليوم التى تشعر أنها ماټت فيه
فلاشباك
بعد الظهر إنتهت همس من إحدى محاضراتها وألغيت المحاضره الآخرىإعتقدت أن ذالك من حظهاهى أعطت للسائق المسئول عن توصيلها الى الجامعه ميعاد خروجها بعد المحاضره التى ألغيتخرجت هى وإحدى زميلاتها تسيران أمام الجامعهلكن بدأ الطقس يتغير فجأهإختفت الشمس وظهرت بعض السحب السوداء
تحدثت زميلتها قائلهالدنيا شكلها هتمطرأنا هروح أشوف أى سيرڤيس وأروح قبل ما المطر ينزلوأنتى بلاش تفضلى كده شوفيلك تاكسى وروحىقبل ما تمطر
تبسمت همس لصديقتها وقالت لها ببساطهوماله ما تمطر المطر خير أنا بحب المطر
ردت زميلتهاطبعا بنت العراب لو مرضت هتلاقى كونسلتوا دكاتره تحت رجليهالكن أنا غلبانه يلا سلام بلاش عناد وشاورى لأى تاكسى وروحى بيتكم قبل الدنيا ما تمطر السحب فى السما ماشيه سوده شكلها ناويه على شتوايه جامده
رفعت همس بصرها تنظر للسماءبالفعل السحب سوداء وهنالك أسراب من الطيور تطير بالتأكيد تذهب الى أعشاشها قبل أن تمطر السماء عليهاذهبت صديقة همس وتركتها تسير وحدهاسارت همس على جانب الطريقبدأت السماء تمطر فى البدايه كان شبه قطرات ندى الصباح او رذاذكانت تمشى مستمتعه بتلك النقاط على وجهها لكن فجأه إزداد هطول الأمطار وأصبحت غزيرة للغايهكما ان الماره بالطريق أصبحوا قلائل هنالك من يقفون أسفل البنايات إحتمائا من هذا المطروأخرون يتسارعون بالطرق حتى يذهبوا لمنازلهمإبتلت ملابس همس عليهاشاورت لأحد التاكسيات فى الطريقسرعان ما توقف لها
إنحنت قالت لهفاضى يا أسطى
رد السائقوالله كنت رايح أجرچ التاكسىالجو كده شكله مينبأش بخيربس ممكن اوصلك لو المكان اللى رايحه له على طريقى
أملت له همس العنوان
تبسم قائلاإركبى يا أستاذه إنتى على سكتى اهو أسترزق بدل ما أروح ببلاش
تبسمت همس وصعدت الى السياره
تحدث لها السائق قائلاأيه اللى مخليكى طالعه فى الشتا ده
ردت همسأبدا أنا كنت فى الجامعه والمحاضره اتلغت
تحدث السائقخير
قال السائق هذا ومد يده بعلبة مناديل ورقيه قائلا
خدى نشفى وشك من المطر
ردت همس برفضشكرا ليك معايا فى شنطتى مناديلتسلم
عاد السائق علبة المناديلبينما فتحت همس حقيبتها كى تخرج علبة مناديلتوقف السائق فجآه
إنتبهت همس لذالك وقالت بخضهفى أيه وقفت العربيه ليه
إستدار لها السائق وقام برش رذاذ فى وجهها جعل عقلها فقط يغيب عن الوعى لكن عينيها مفتوحه ترى كل شى أمامها وجسدها كآنه شل عن الحركه
بعد قليل دخل التاكسى الى أحد الاماكن تبدوا مثل مخزن قديم نزل السائق من السياره فتح الباب الخلفى ومد يده لها قائلا وصلنا يا عروسه يلا إنزلى
أخرج أحدهم مبلغ مالى كبير وأعطاه للسائق قائلا
ظلت همس جالسه تائهة العقلرغم ذالك عقلها مستوعب ما
حدث الى ان بدأ يزول مفعول ذالك المخدر عن عقلها وبدأت تشعر بجسدها مره أخرى شعرت بآلم قاټل لها ليس جسديا فقط بل روحيا تحاملت على ذالك الآلم لا تعلم كيف ذهبت الى أحد المواقف العامه وركبت إحدى السيارات وعادت الى بلدتها منها الى منزل العراب
دخلت الى المنزل تشعر بتوعك جسدى بالكاد تستطيع السير ربما من سوء حظها أنها كل من بالمنزل منشغل بشئ صعدت الى شقة والداها منها الى غرفتها إرتمت بجسدها على الفراش كادت تصرخ لكن وضعت يديها على فمها تكتم شهقات بكائها المرير لا تعلم متى سحبها النوم إستيقظت على يد نهله التى أفاقتها قائله پتعنيف
طبعا مشيتى فى الشارع تحت المطر وإنبسطتى ودلوقتيوشك احمر و شكلك داخله على دور برد معندكيش عقل مش عارفه أمتى هتكبرى ويكبر عقلك يلا جومى إدخلى للحمام غيرى هدومك دى وأنا هجيبلك غيار تانى وهجيبلك مجموعة ادويه للبرد خديها وأدفى وبعدها هتبجى كويسه بس دى آخر مره تمشى تحت المطر بعد كده هيبجى فى عقاپ عاجبك حالك ولا منظر هدومك وزمانك كمان بليتى السرير مايه هغير الفرش على ما تطلعى من الحمام بالفعل دخلت الى حمام غرفتها نزلت أسفل مياه الصنبور وقفت تقطع نفسها تريد أن تختنق وټموت الآنلكن سمعت صوت والداتها من خلف باب الحمامإنتبهت لوعييها وأغلقت الصنبور وإرتدت معطف قطنى طويل وفتحت باب الحمام وخرحت
تحدثت لها نهله قائله بحنان تعالى انا أنشفلك شعرك غيرت فرش السرير وكمان طلعت ليكى غيار وخدى مجموعة الأدوية دى واشربي الليسون ده هيدفيكى وبعدها ونامى وهتصحى كويسه
بالفعل نشفت نهله شعر همس بمنشفه أخرىثم اعطتها الأدوية ولكن فى ذالك الوقت آتت إحدى الخادمات بالمنزل تطلب منها أن تنزل للانتهاء من بعض اعمال المنزلبالفعل تركت نهله همس لكن قبلها قالت لها
غيرى الروب ده والبسى الهدوم اللى عالسرير وخدى العلاج واشربى الليسونهنزل وهرجعلك تانى بسرعهامائت همس لها براسها
وضعت همس مجموعة الادويه بفمها وشربت بعض قطرات الماء من ثم إرتمت بجسدها لم تدرى بحالها الأ فى صباح اليوم التالى على إيقاظ هدى لهاكانت تحسنت قليلالكن أصبح لديها رهبه جديده عليهاأصبحت بعدها تميل للوحده والإنعزال وإبتعدت حتى عن أختيهاوحين كانتا تسألنها كانت تتحجج لهن أنها تريد أن تذاكر لقرب الإمتحاناتالى أن شكت بحالها أنها حاملوتأكدت بذالك الأختبار
هنا توقفت همس عن الحديثلدقائق
قطعت همس حديث الطبيبه وقالت بحدهلأ كانوا لابسين قناع على وشوشهمزى ايس كاب كده بس كان ملفوف حوالين رقابيهم يخفى وشهمحتى أصواتهم مقدرتش أفسرها
ردت الطبيبه بسؤال
طب والسواق تقدرى تعرفي عليه
ردت همسبرضوا لأ لانه كان زيهم كده لابس زى كوفيه مغطيه ملامح وشه كان الجو برد وقتها
قالت همس هذا ونهضت جالسه تشعر بمراره كآنها تعيش نفس الآلم مره أخرىتبكى بدموع تسيل تحفر مكانها لهب على وجنتيها مدت الطبيبه يدها
بعلبة محارم ورقيه
نظرت همس ليد الطبيبهتذكرت نفس فعلة ذالك الوغد سائق التاكسينهضت واقفه ترتجف
شعرت الطبيبه بذالك ونهضت هى الأخرى قائلهأنا بقول كفايه كلام لحد كده النهارده والجالسه الجايه نكمل
أمائت همس لها بموافقه
تبسمت الطبيبه قائلههكتبلك على علاج مهدى وده مالوش أى تآثير جانبىبالعكس هيحسسك براحه
أمائت همس رأسها بموافقهوأخذت من الطبيبه تلك الروشته وذهبت نحو باب الغرفه وفتحته وخرجت من الغرفه الى بهو العيادهتفاجئت بوجود كارم الذى نهض واقفا يبتسم حين رأى همس تخرج من الغرفه
بتلقائيه من همس رغم انها تخفى وجهها لكن تبسمت لا تعرف سبب لتلك الراحه التى شعرت بها حين رأت كارم بالعياده تبسمت حين أقتربت منه قائله
عرفت منين مكان العياده وأنى هنا
تبسم كارم يقولعندى الحاسه السادسه زى سلسبيل كده
تبسمت همس وقالتفعلا سلسبيل عندها الحاسه السادسه بس دى پتكره تقول على حاجه بتشوفها الحاجه الوحيده اللى قالت عليها لما بشرت جدتى برجوع قماح من اليونانبعد كده كانت بتشوف حاجات وتخاف تقول عليها لا تحصلبس لما كانت تحصل كنا بنحس أنها زى ما تكون كانت عارفه أنها هتحصل أو شافتها قبل كدهكانت بس بتذكر الحاجات الحلوهزى نجاحنا كده
تبسم كارم ومد يده يشير لهمس قائلاخلينا نمشى من العياده عازمك عالغدا فى الكافيه بتاعنا
بتاعنا تلك الكلمه نغزت قلب همسكارم قالها بتلقائيه دون قصد شئلكن دخلت لقلب
همس شعرت أن هناك شئ يجمعهماربما لن يكون هنالك غيرهحقا وافق كارم على طلب عمها له أن يتزوج من همس ويتشارك معها الحياهلكن ربما وافق كارم وقتها إحتراما لطلب والدهوربما كانا زهوة أنه عرف ان همس مازالت تعيشلكن حتى إن وافق وتم ذالك الزواجكيف ستكون حياتهمهمس لديها رهاب أن يتقرب منها أحد اصبح لديها عدم ثقه بأى أحدمن الأفضل لهما أن يظل كل ما يجمع بينهم هو شراكتهما بهذا الكافيه
بأسفل بناية الطبيبه فتح كارم لهمس باب السيارهصعدتوتوجه هو