حياه سالم
حياه سالم
وليس التعب والإرهاق جسدي بل نفسي وهذا الصعب بذاته
رفع عينيه على مريم التي غفت على المقعد الجالسة عليه في ردهة المشفى قال سالم لها بصوت هامس
مريم مريم قومي قعدي مع حياه جوا
لحد مارجع
امأت له بالأيجاب ودلفت للغرفة التي تمكث بها حياة
بجد الحمدلله ياسالم وجايين امته كمان ساعة
توصلو بسلامه ياحبيبي الحمدلله اغلقت الخط راضية بوجه متهلل بسعادة ولسانها لا ينطق الى
نظرت لها ريهام قائلة بفضول
اي ياحني حياة بقت زينه
الحمدلله ياريهام جت سليمه شوية كدمات في رجليها وچرح اللي في دماغها اتخيط كام غرزه كده
واهيه الحمدلله بقت أحسن من الأول انا كده ارتحت هقوم اصلي ركعتين شكر لربنا
نظرت ريهام لها باقتضاب وهي ترحل من أمامها
هتصلي ركعتين شكر طيب الجايات اكتر
وانا مش هسيبك تتهني بيه يابنت الحړام وموتك
صدح هاتفها تناولته بين يدها وفتحت الخط
قائلة بضيق
نعم ياقوال عايز إيه
رد وليد من الناحية الآخره
اي قوال دي يابت ماتحترمي نفسك في اي عندكم ياريهام حاسس بحاجه غريبه بتحصل في بيت سالم
حركت شفتيها في زواية واحده قائلة بلؤم
مافيش حاجه كل الحكايه ان حبيبة القلب وقعت من على السلم وسالم خدها وراح المستشفى يطمن عليها ولسه عارفين انها بقت بخير ضحكة بتهكم وغل
وقعت من على السلم كده لوحدها
ااه تصور عبثت في خصلات شعرها باصابعها وهي ترد عليه بمكر
ريهام أنت اللي مدبره الموضوع ده صح
قالت بدهشه لئيمه
انااااا اخص عليك ياوليد دا انا حتى قلبي رهيف ولم بشوف حد متعور تعويره بسيطه جسمي بيقشعر
مط وليد شفتيه بتقزاز
تثابت بتصنع قائلة ببرود
ممم طيب تصبح على خير بقه عشان من كتر قلقي على حياة معرفتش انام كويس هكلمك لم اصحى سلام ياخويا اغلقت الخط
وزفرت بضيق وڠضب والحقد
يتربع وسط طيات روحها لن تتنازل عن حقها
في اخذ سالم لها للأبد عاجلا ام اجلا ستتخلص
حملها على ذراعيه خارج المشفى كانت تتطلع عليه بهيام تكاد
ټموت من مايحدث لها
سالم نزلني هتفت بحرج
نظر لها بطرف عيناه ثم ابتسم حين لمح خجلها الجالي عليها
مالك ياحياة في حاجه
ۏجعاك
ضلت الطريق في عمق عينيه السوداء المشټعلة دوما بشعاع غريب صعب ان
همست له ببلاها مش عارفه مالي
نظر لها بعدم فهم لكنه ابتسم امام عينيها بجاذبية أذأبت قلبها الهش أكثر وهو يسطرد حديثه بعبث
لا شكل الموضوع كبير نكمل كلمنا في بيتنا
وضعها في مقعد السيارة بجواره وصعدت مريم معهم في المقعد الخلفي
نظر لها باهتمام قال بخشونة
انا عارف انك لسه تعبانه وچرح دماغك لسه بيشد عليك فريحي شويه جسمك لحد مانوصل البيت
في اثناء حديثه كان يرجع المقعد الذي تجلس عليه للخلف كسرير لتريح جسدها عليه اكتر
هتفت بإعتراض وحرج من أفعاله وبالاخص امام مريم التي تطلع عليهم بابتسامة وحراج من
وجودها بينهم
سالم انا مش عايزه
انام انا كويسه مش لازم
حياة اسمعي الكلام لو مره واحده من غير متردي عليه تحدث بنفاذ صبر وهو يقود السيارة بإرهاق جالي على وجهه فساعة اصبحت السابعة صباحا وهو لم يتذوق طعم النوم من البارحة ليلا تنهدت وهي تغمض عينيها بدون كلمه اخرى عقلها يدور بل توقف وقلبها يفيض بمشاعر اشتياق غريبة لهذا الرجل الذي استحوذ على عقلها وقلبها لا يخفق بقوة وشوق الا بوجوده فاقت من شرودها وهي مغمضت العين على صوت سالم في الهاتف وهو يهاتف الجدة راضية
ايوا ياحنيي ااه جايين عايزك توصي حد من الخدم يعمل
أكل لحياه ويكون جاهز على ماجي
صمت لبرهة وهو يطلع على حياة المستلقية بجانبه
على المقعد ومغمضت العين زفر بتعب
لازم تتغذى كويس عشان الډم الى نزل منه ده تمام في حفظ الله
قفل الخط بهدوء صدح الهاتف مره اخره بين يديه فتح الخط قائلا بصوت اخشن قليلا
ايوا ياعماد اجتماع إيه وزفت إيه بس بقولك إيه بلاش توجع دماغي يستنو ياعماد خليه عالاسبوع الجاي واي يعني ياعماد كل حاجه تستنى انا مش هكلم حد اعتذر بنيابه عني
قفل الخط بضجر ثم تطلع عليها مره اخره ليرى هذا الشاش الطبي الأبيض الذي غمض عيناه بقوة وفتحهم مرة اخرى بضيق وشك يستحوذ على تفكيره
يترى فعلا وقعتي ڠصب عنك ولا حد كان قصد يعمل فيك كده صمت لبرهة وشك يزيد داخله اكثر فصورت ريهام لا تختفي من ذهنه بعد تلك الحاډثة نفض الافكار من راسه قال بنفي
مستحيل ريهام طب هتعمل كده ليه لا اكيد
أكيد مش هي
و ابتسمت راضية قائلة بحمد
حمدل على سلامتك يابتي يارب اللي كرهينك
ابتسمت لها حياة بحرج وعيناها تختلس النظر الى سالم الذي يقف خلف الجده راضية وينظر لها باهتمام عادت بعينيها الى راضية قائلة بخفوت
الله يسلمك ياماما
ماما ماما هتفت ورد وهي تركض الى الغرفة وترمي نفسها بقوة وعفوية داخل حياة انتفض على أثرها سالم في وقفته قليلا
براحه ياورد ماما لسه تعبانه
نظرت له راضية بابتسامة حانية بدأ قلب حياة بالانتفاض من اثار جملته
ح حاضر يابابا انا اسفه ياماما ردت الصغيرة وهي تمرر يدها على وجه امها بحنان حياة بقوة مستنشقه منها الحياة
ابتسم سالم قال بحنان
ولا يهمك ياروح بابا فداك حياة كلها قال اخر جمله مشاكسا بنيتان أهلكه قلبه من الخۏف
ابتسمت هي بخجل ولم تعقب بلا ظلت في ابنتها
قالت الجدة راضية لسالم
روح أنت ياسالم ارتاح في اوضه تانيه شكلك تعبان و انا هقضي اليوم مع حياه عشان متبقش لوحدها يمكن تحتاج حآجه
ومين قال انها هتبقى لوحدها انا معها وهعملها إللي هي عيزاه وبعدين انا كويس مش تعبان ولا في حاجه
يابني بطل مقوحه انت شكل جسمك تعبك من
قلة النوم من امبارح
انا كويس ياحني روحي أنت بس ارتاحي ومتقلقيش على حياة
هتفت هذه المرة حياة باعتراض قائلة
سالم روح ارتاح انا كويسه متقلقش عليه انت وماما راضية انا هعمل كل حاجه بنفسي و
لم يسمح لها بالمزيد من حديثها الابله قال بضيق واصرار
يعني اي هتعملي كل حاجه بنفسك أنت مش شايفه شكلك ياهانم ولا عايزه توقعي تاني وانا مش موجود جمبك عشان الحقك
هتفت باعتراض
يا سالم انا
بلا سالم بلا زفت هي كلمة واحده انا اللي هقعد معاك الايام الجايا لحد مأحس انك بقيت
كويسه
تسائلة راضية باستغراب من افعال حفيدها
طب ومصنعك وشغلك يابني
رد عليها بتلقائية
كل يتاجل اليومين دول وبعدين كلها كام يوم وهدي العمال اجازة العيد
اومأت له راضية بابتسامة تشع بسعادة من بداية
تغير حفيدها مع زوجته للأفضل وايقنت ان بريق عيناه الذي يزيد اشتعال ليس إلا لمعة حب متقد !!
نظرت حياة الى ورد وجدتها قد غفت ابتسمت وهي
نظرت راضية نحو حياة قائلة
الحمدلله انها نامت بليل معرفتش تنام غير ساعتين من قلقها عليك طلعه حنينه اوي زي
سالم وحس اختفت الكلمة بعد ان ادركت ماتتفوه به صمتت وغيرت مجرى الحديث بعد ان لمحة شرود حياة الحزين وڠضب سالم
الواضح وهو
ينظر الى شرود زوجته في أخيه المټوفي
هاتي ياحياة