حياه سالم
حياه سالم
الحياة انكمشت ملامحها باستغراب من هذا الإسم الذي دوما كان يهمس به سالم لها أثناء ابحارهم في عالمهم الخاص كان الاسم ناعم راقي يحمل الكثير ولان معنى الإسم الملجأ وسكون وراحة اصبحت متيقنه ان هذا القب يعني
عجبتك همس لها وهو يراقب تغيرات وجهها وهي تطلع على العقد الذهبي ببنيتان مترقرقان بدموع
اومأت بايجاب وهي تقول بحرج
شكله غالي اوي
اخذ منها العقد بهدوء وانحنى عليها قليلا ملبسها
إياه
هو فعلا بقه غالي بس لم لبستيه
مبروك عليك ياملاذي
اغمضت عينيها وهي تعاني من خفقات قلبها المتسرعه مع طيف ذكرى لم يمر عليها إلا ساعة واحدة هذا هو سالم خبير في ارهاق قلبها دوما
قلبي ودقاته بتعملي طقوس جديده من ورايا
فتحت حياة عيناها وهتفت وهي تنهض بسعادة
أنت جيتي ياريم اتاخرتي ليه
نظرت لها ريم بشك قائلة بمكر
بت مالك وشك احمر وعنيك بتلمع كده ليه
اقتربت ريم منها اكثر قائلة
بصياح
لا وبشرتك بتلمع كمان دا نوع كريم جديد
ولا هرمونات
لي يد في اللي بيحصلك ده
ابتعدت عنها بخجل وهتفت بتوبيخ
ماتحترمي نفسك ياريم سالم ماله ومال
وشي
حركة ريم شفتيها في زواية واحده قائلة بمكر
طب اللهي ماشوف صاحب سالم الفسدق ده تاني
ان ماكان اللى في وشك ده هرمونات حب وسعادة
يابت اتلمي وخلينا في المهم ابوكي جه معاك فعلا
لا جيين كمان ساعتين المهم متوهيش وقوليلي
بقه اسم الكريم إيه
ضاحكة حياة قائلة بخبث
اسم الكريم صعب تلاقيه ياريم اصبري يمكن الفسدق بتاعك يرجع ويديك هو التركيبة بنفسه
ركضت ريم خلفها في زوايه الغرفة وصاحت پغضب زائف
أنت بتتريقي عشان انا مزلت سنجل بائس ياحياه بتتريقي
ركضت حياة قائلة وسط ضحكتها
انزعجة ريم من جملتها هاتفة بسخط
على إي على النحس والبأس بتحسدوني على ايه بس
وقفت في شرفة
غرفتها ترتدي عباءة فضفاضة وتلف حجابها بأتقان كانت جميلة في عيناه الذي
تفترس ملامحها في الخفئ بتأني وتفحص شديد
كان مسترخي مستندا على جذع شجرة قديمة في حوش المنزل وكان يراقب تطلعها وشرودها في ساحة الخضراء التي تحيط بالبيت الكبير
لم تحيد عينان سالم عنها ظل
يفترس جمالها
وحلاوة طلتها عليه
حركت هي عيناها بلا اهداف لتتلاقى سريعا بعيناه أزداد بريق عينيه وابتسامة شقت شفتاه القويتان والعابثتان بالفطرة بينما تزايد تسارع انفاسه
وقفت حياة مرتبكة محمرة الوجه تقبض بيداها
على حاجز الشرفة الصلب بتوتر ازاء نظراته القوية المتفجرة عليها والتي تفترسها بدون حياء منه
مسك الهاتف وعبث به وهو ېختلس النظر لها
نظرت حياة خلفها حيث الغرفة لتجد اهتزاز هاتفها على المنضدة الصغيرة اخذت الهاتف وفتحت الخط بصوت يخرج بصعوبة من حلقها الذي جف من تقابل عينيها بمهدد كيانها الو
رد عليها بكل سهولة ومزال في حوش البيت
مستند على جذع الشجرة
حياة اقفي في البلكونه عايزك
توترت قليلا ثم خرجت تسأله بحرج
في حاجه ياسالم
نظر اليها مره أخرى وهي تمسك الهاتف وتتحدث
معه بحرج جالي على وجهها الفاتن رد بفتور غريب لا يناسب كلماته
كنت عايز املي عيني منك قبل مانشغل عنك انهارده
فغرت شفتيها پصدمة من كلماته البسيطة لا ليست بسيطه هل ينوي قول شيء اقوى من هذا هو يشتاق لها هل هذا الحديث نطق على لسان سالم شاهين
ظل ناظرا لها بإهتمام وهو يرى قسمات وجهها المشدودة بذهول همس بهدوء
حياة مالك سرحتي في إيه
نظرت له بحرج وساد الصمت بينهم ثم همست
لها بعد برهة من آلصمت الثقيل جمعت ماتبقى من ثبات داخلها وقالت متسائله
سالم انت متاكد ان غيابي عن عينك
بيفرق معاك
اكيد بيفرق مش مراتي رد عليها بنفس الفتور المعتاد ولكن كلماته كاسهام تهدم انوثتها
الى شظايا صغيرة
مزالت تنظر الى عينيه بحرج وهو ينهال من ملامحها بوقاحة اعتادت عليها منه
ردت بصدق
أنت صعب ياسالم صعب اوي كانت تتمنى ان تهمس بها داخلها ولكن خرج صوتها اليه عبر الهاتف
رد وهو ومزال يحدق بها بفتور
وأنت اصعب بذاته ياملاذي تنهد بتعب واغلق الهاتف سريعا ورحل من الحوش الكبير الى سيارته حيث المصنع
أسرع إليه عمرو وصعد بجواره انطلقت سيارته
بعد إرتفاع صوت وقودها عاليا اختفى عن مرمى ابصارها تنهدت بتعب حقيقي لتهمس بصدق ضائعة
ناوي تعمل معايا إيه اكتر من كده ياسالم
دلفت الى داخل الغرفة متوجه للاسفل حيث
الجدة راضية وريم وورد ابنتها الغالية
وللاسف سترى الحاقدة ثقيلة الډم عديمة الإحساس ريهام بكر شاهين والتي لا تختلف عن شقيقها وليد الدنيء و والدها ذو الاقنعة الكثيرة
بكر شاهين فهم على الأغلب يشبهون بعضهم كثيرا في المصالح المشتركة !
انت لسه مصمم على روحتك عند بيت رافت
شاهين وسالم ابنه هتف وليد بإمتعاض وهو يرتشف الشاي مع والده
رد بكر بخشونة
المصالح فوق كل شيء ياوليد ومش هنعيدو الموضوع ده تاني لازم ارجع الود مابين سالم من جديد اذا كان على رافت اخويه فا انا عارف ان مش شايل مني مهما عملت لكن سالم هو اللي رضاه مهم
قال وليد باستحقار
بتقول رضاه ومن امته وإحنا بيفرق معانا رضا ابن زهيره
هتف لابنه بجشع
من يوم مابقى قاضي نجع العرب من يوم مابقى اغنى واحد في النجع واكتر واحد لي هيبه والعائلات الكبيرة اللي بينا لم بيعرفو
اسم عيلتنا بيتهز ليهم اكبر شنب بس عشان سالم ابن عمك وهيبته في نجع واحنا لازم نمشي مع طيار الهواء ياوليد تحت ضل الكبير نستخبى ونلبس الف وش عشان نوصل لاسمه وهيبته واملاكه لازم سالم يثق فيه وفيك ياوليد رجع الود وخفي السواد اللي جواك من ناحيته لحد ما تخلص مصالحنا
اتت خيرية عليهم التي سمعت معظم حديث زوجها وضعت المخبوذات الساخنة بالقرب منهم قائلة بتاكيد
اسمع كلام ابوك ياوليد مصالح ابوك هتمشي اكتر لم الناس تعرف ان سالم زين معاكم وكمان محصول ارض الفاكهة بتاعة ابوك بتخسر بسبب
البيع بالخسارة لكن لم الود
يرجع مع ابن زهيره ابوك هيعمل صفقه مع سالم ان يموله محصول الارض كلها عنده على مصنعه وشغل مابينهم يمشي ويمكن بعض كده ابوك يضغط عليه ويشاركه في المصنع الجديد اللي لسه هيعمله
راقب وليد حديث والدته قائلا بتوجس
مصنع إيه اللى هيعمله ابن زهيره تاني
رد والده هذه المره مجيبه إياه
مصنع كبير ناوي يبدأ بنى فيه على الارض اللي اشتراها جنب مصنعه وهتكون مواد غذائيه يعني هيوسع مجاله اكتر وأرضه لوحدها مش هتكون كفايه للخضار والفاكهة اللى هيحتاجهم للإنتاج عشان كده بقولك نرجع الود بين سالم لان بيكبر وهيكبر ولو مش هنبقى جمبه دلوقت هيبقى صعب نبقى جمبه بعدين
نظر وليد أمامه بشرود وعيناه غامت پحقد شيطاني تسأل بالامبالاة
ومين بقه هيتكلف بي دراسة مشروع المصنع ومقولته
مش هتصدق مين الى هيتكلف بمقولته اكبر شركه بيدرها اكبر عيلة في مصر كلها عيلة
الألفي
ابتسم وليد بسخرية قائلا بصوت خافض
واضح
ان مش بيضيع وقت وعايز يشتغل على نضيف بس انا لازم احط لمستي معاه ومع
اللي هيمسك مقولة المصنع الجديد اصبح البيت الكبير مزدحم جدا ببعض نساء البدو
أما في حوش البيت الكبير الازدحام اكبر فهناك بعض من البسطاء يجلسون في ساحة الخضراء يتناولون أشهى الطعام الذي