الأحد 01 ديسمبر 2024

حياه سالم

حياه سالم

انت في الصفحة 26 من 65 صفحات

موقع أيام نيوز


الحياة انكمشت ملامحها باستغراب من هذا الإسم الذي دوما كان يهمس به سالم لها أثناء ابحارهم في عالمهم الخاص كان الاسم ناعم راقي يحمل الكثير ولان معنى الإسم الملجأ وسكون وراحة اصبحت متيقنه ان هذا القب يعني
عجبتك همس لها وهو يراقب تغيرات وجهها وهي تطلع على العقد الذهبي ببنيتان مترقرقان بدموع 
اومأت بايجاب وهي تقول بحرج 

حلو اوي بس مكنش لي لزوم تكلف نفسك
شكله غالي اوي
اخذ منها العقد بهدوء وانحنى عليها قليلا ملبسها
إياه 
هو فعلا بقه غالي بس لم لبستيه
مبروك عليك ياملاذي
اغمضت عينيها وهي تعاني من خفقات قلبها المتسرعه مع طيف ذكرى لم يمر عليها إلا ساعة واحدة هذا هو سالم خبير في ارهاق قلبها دوما 
قلبي ودقاته بتعملي طقوس جديده من ورايا
هتفت ريم وهي تدلف الى غرفة حياة التي وجدتها مغمضت العينان وشاردة بنعومة غريبة 
فتحت حياة عيناها وهتفت وهي تنهض بسعادة
أنت جيتي ياريم اتاخرتي ليه
نظرت لها ريم بشك قائلة بمكر 
بت مالك وشك احمر وعنيك بتلمع كده ليه 
اقتربت ريم منها اكثر قائلة
بصياح
لا وبشرتك بتلمع كمان دا نوع كريم جديد 
ولا هرمونات
السعاده اشتغلت عندك وابن عمي
لي يد في اللي بيحصلك ده
ابتعدت عنها بخجل وهتفت بتوبيخ 
ماتحترمي نفسك ياريم سالم ماله ومال
وشي
حركة ريم شفتيها في زواية واحده قائلة بمكر 
طب اللهي ماشوف صاحب سالم الفسدق ده تاني
ان ماكان اللى في وشك ده هرمونات حب وسعادة 
يابت اتلمي وخلينا في المهم ابوكي جه معاك فعلا
ردت ريم عليها بتبرم 
لا جيين كمان ساعتين المهم متوهيش وقوليلي
بقه اسم الكريم إيه
ضاحكة حياة قائلة بخبث 
اسم الكريم صعب تلاقيه ياريم اصبري يمكن الفسدق بتاعك يرجع ويديك هو التركيبة بنفسه
ركضت ريم خلفها في زوايه الغرفة وصاحت پغضب زائف 
أنت بتتريقي عشان انا مزلت سنجل بائس ياحياه بتتريقي
ركضت حياة قائلة وسط ضحكتها
عيب عليك ياريم دا انا بحسدك
انزعجة ريم من جملتها هاتفة بسخط 
على إي على النحس والبأس بتحسدوني على ايه بس
وقفت في شرفة
غرفتها ترتدي عباءة فضفاضة وتلف حجابها بأتقان كانت جميلة في عيناه الذي
تفترس ملامحها في الخفئ بتأني وتفحص شديد 
كان مسترخي مستندا على جذع شجرة قديمة في حوش المنزل وكان يراقب تطلعها وشرودها في ساحة الخضراء التي تحيط بالبيت الكبير
تتامل الجو بنيتان غامتان بطريقه مبهمه 
لم تحيد عينان سالم عنها ظل
يفترس جمالها
وحلاوة طلتها عليه 
حركت هي عيناها بلا اهداف لتتلاقى سريعا بعيناه أزداد بريق عينيه وابتسامة شقت شفتاه القويتان والعابثتان بالفطرة بينما تزايد تسارع انفاسه 
وقفت حياة مرتبكة محمرة الوجه تقبض بيداها
على حاجز الشرفة الصلب بتوتر ازاء نظراته القوية المتفجرة عليها والتي تفترسها بدون حياء منه 
مسك الهاتف وعبث به وهو ېختلس النظر لها
نظرت حياة خلفها حيث الغرفة لتجد اهتزاز هاتفها على المنضدة الصغيرة اخذت الهاتف وفتحت الخط بصوت يخرج بصعوبة من حلقها الذي جف من تقابل عينيها بمهدد كيانها الو
رد عليها بكل سهولة ومزال في حوش البيت
مستند على جذع الشجرة 
حياة اقفي في البلكونه عايزك
توترت قليلا ثم خرجت تسأله بحرج
في حاجه ياسالم
نظر اليها مره أخرى وهي تمسك الهاتف وتتحدث
معه بحرج جالي على وجهها الفاتن رد بفتور غريب لا يناسب كلماته 
كنت عايز املي عيني منك قبل مانشغل عنك انهارده
فغرت شفتيها پصدمة من كلماته البسيطة لا ليست بسيطه هل ينوي قول شيء اقوى من هذا هو يشتاق لها هل هذا الحديث نطق على لسان سالم شاهين 
ظل ناظرا لها بإهتمام وهو يرى قسمات وجهها المشدودة بذهول همس بهدوء
حياة مالك سرحتي في إيه
نظرت له بحرج وساد الصمت بينهم ثم همست
لها بعد برهة من آلصمت الثقيل جمعت ماتبقى من ثبات داخلها وقالت متسائله
سالم انت متاكد ان غيابي عن عينك
بيفرق معاك
اكيد بيفرق مش مراتي رد عليها بنفس الفتور المعتاد ولكن كلماته كاسهام تهدم انوثتها
الى شظايا صغيرة 
مزالت تنظر الى عينيه بحرج وهو ينهال من ملامحها بوقاحة اعتادت عليها منه 
ردت بصدق 
أنت صعب ياسالم صعب اوي كانت تتمنى ان تهمس بها داخلها ولكن خرج صوتها اليه عبر الهاتف 
رد وهو ومزال يحدق بها بفتور 
وأنت اصعب بذاته ياملاذي تنهد بتعب واغلق الهاتف سريعا ورحل من الحوش الكبير الى سيارته حيث المصنع 
أسرع إليه عمرو وصعد بجواره انطلقت سيارته
بعد إرتفاع صوت وقودها عاليا اختفى عن مرمى ابصارها تنهدت بتعب حقيقي لتهمس بصدق ضائعة
ناوي تعمل معايا إيه اكتر من كده ياسالم 
دلفت الى داخل الغرفة متوجه للاسفل حيث
الجدة راضية وريم وورد ابنتها الغالية 
وللاسف سترى الحاقدة ثقيلة الډم عديمة الإحساس ريهام بكر شاهين والتي لا تختلف عن شقيقها وليد الدنيء و والدها ذو الاقنعة الكثيرة
بكر شاهين فهم على الأغلب يشبهون بعضهم كثيرا في المصالح المشتركة ! 
انت لسه مصمم على روحتك عند بيت رافت
شاهين وسالم ابنه هتف وليد بإمتعاض وهو يرتشف الشاي مع والده 
رد بكر بخشونة 
المصالح فوق كل شيء ياوليد ومش هنعيدو الموضوع ده تاني لازم ارجع الود مابين سالم من جديد اذا كان على رافت اخويه فا انا عارف ان مش شايل مني مهما عملت لكن سالم هو اللي رضاه مهم
قال وليد باستحقار 
بتقول رضاه ومن امته وإحنا بيفرق معانا رضا ابن زهيره
هتف لابنه بجشع 
من يوم مابقى قاضي نجع العرب من يوم مابقى اغنى واحد في النجع واكتر واحد لي هيبه والعائلات الكبيرة اللي بينا لم بيعرفو
اسم عيلتنا بيتهز ليهم اكبر شنب بس عشان سالم ابن عمك وهيبته في نجع واحنا لازم نمشي مع طيار الهواء ياوليد تحت ضل الكبير نستخبى ونلبس الف وش عشان نوصل لاسمه وهيبته واملاكه لازم سالم يثق فيه وفيك ياوليد رجع الود وخفي السواد اللي جواك من ناحيته لحد ما تخلص مصالحنا
اتت خيرية عليهم التي سمعت معظم حديث زوجها وضعت المخبوذات الساخنة بالقرب منهم قائلة بتاكيد
اسمع كلام ابوك ياوليد مصالح ابوك هتمشي اكتر لم الناس تعرف ان سالم زين معاكم وكمان محصول ارض الفاكهة بتاعة ابوك بتخسر بسبب
البيع بالخسارة لكن لم الود
يرجع مع ابن زهيره ابوك هيعمل صفقه مع سالم ان يموله محصول الارض كلها عنده على مصنعه وشغل مابينهم يمشي ويمكن بعض كده ابوك يضغط عليه ويشاركه في المصنع الجديد اللي لسه هيعمله
راقب وليد حديث والدته قائلا بتوجس
مصنع إيه اللى هيعمله ابن زهيره تاني
رد والده هذه المره مجيبه إياه 
مصنع كبير ناوي يبدأ بنى فيه على الارض اللي اشتراها جنب مصنعه وهتكون مواد غذائيه يعني هيوسع مجاله اكتر وأرضه لوحدها مش هتكون كفايه للخضار والفاكهة اللى هيحتاجهم للإنتاج عشان كده بقولك نرجع الود بين سالم لان بيكبر وهيكبر ولو مش هنبقى جمبه دلوقت هيبقى صعب نبقى جمبه بعدين
نظر وليد أمامه بشرود وعيناه غامت پحقد شيطاني تسأل بالامبالاة 
ومين بقه هيتكلف بي دراسة مشروع المصنع ومقولته
مش هتصدق مين الى هيتكلف بمقولته اكبر شركه بيدرها اكبر عيلة في مصر كلها عيلة
الألفي 
ابتسم وليد بسخرية قائلا بصوت خافض 
واضح
ان مش بيضيع وقت وعايز يشتغل على نضيف بس انا لازم احط لمستي معاه ومع
اللي هيمسك مقولة المصنع الجديد اصبح البيت الكبير مزدحم جدا ببعض نساء البدو
أما في حوش البيت الكبير الازدحام اكبر فهناك بعض من البسطاء يجلسون في ساحة الخضراء يتناولون أشهى الطعام الذي
 

25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 65 صفحات