الإثنين 25 نوفمبر 2024

سجن العصفور بقلم داليا الكومى

سجن العصفور بقلم داليا الكومى

انت في الصفحة 17 من 20 صفحات

موقع أيام نيوز

دراعه موضوع الاثار ده موضوع قديم واللي هيتجرأ ويفتحه يبقي بيحاربنى انا شخصيا 
وانت عارف كويس انا اقدر اعمل فيهم ايه هبه انسحبت للارجوحة مجددا تزكرت كلام سلطان عن مصدر ثروة عائلة ادهم في خلال علاقتهم القصيرة لم تشاهده من قبل بمثل ذلك الڠضب الهادر صوته كان يجمد الډم في عروق اشد الرجال فضلت اعطاؤه الخصوصية في مكالمته وعادت للجلوس علي الارجوحة ادهم هو صاحب الجلسة اذن لا داعى لانسحابها السريع 
ربما لو تلكعت قليلا فسوف يعود ويراها تناولت الكتاب المفتوح من علي الطاولة لاحظت انه كتاب للكاتب البرازيلي باولو كويلو الصفحة المفتوحة امامها اشار احدهم الي جملة فيها يحب المرء لأنه يحب فلا يوجد سبب للحب قلبها خفق پعنف احست بغيرة تمزقها اذن بالفعل ادهم يحب 
اشارته بالقلم علي تلك الجملة خصيصا دونا عن أي جملة اخري في الكتاب تدل علي ذلك اغمضت عيناها المليئة بالدموع بالم لماذا وضع القدر ذلك الرجل المميز في حياتها وفي نيته حرمانها منه بالفعل ادهم مميز رجولتة طاغية جاذبيته مدمرة وفوق ذلك هو مثقف قوى 
مسيطروكريم لاقصى درجة رجل من المستحيل ان تقابل مثله مرة اخري في حياتها القادمة رجل يستمع الي الموسيقي ويقرأ لباولو كويلو بالاضافة لنجاحه الساحق في عمله رجل يكاد يكون وجوده خيالي ولولا انها رأته بنفسها لما صدقت وجود شخص مثله هى ايضا تحب القراءة والموسيقى 
تزكرت اقتباس قرأته من قبل لكويلو زكرها بحالتها قبل ادهم وبعده بإمكان الكائن البشري أن يتحمل العطش اسبوعا والجوع أسبوعين بإمكانه أن يقضى سنوات دون سقف لكنه لا يستطيع تحمل الوحدة لأنها أسوأ أنواع العڈاب والألم هاهي ستعود لوحدتها قريبا ربما تحتملتها في الماضى لانها لم تعرف غيرها لكن الان بعد كل ما مرت به مع ادهم لن تستطيع الابتعاد عنه مجددا
جففت دموعها بسرعه وتركت الكتاب مكانه حينما شعرت بعودته ادهم تفاجأ تماما عندما وجدها تجلس في صومعته الخاصة عيناه بحثت عن مرافقيها وعندما اطمئن ان احدهم كان يراقبها من بعيد اعاد انظاره اليها ادهم تردد لحظات ثم جلس علي الارجوحة بجوارها الحارس المراقب لها من بعيد انسحب فوررؤيته لادهم يجلس بجوارها هبه تناولت فنجان القهوة من علي الطاولة في حركة دلال وقدمته له وهى تقول بدلع قهوتك بردت 
ادهم مد يده وتناول يدها الممسكة بالفنجان يداه احتوت يداها والفنجان للحظات ثم رفع يدها بالفنجان الراقص علي طبقه بسبب رعشتها الي فمه وارتشف بعض القهوة ببطء شديد هبه احست بفرح غامر من حركته التلقائيه ادهم ترك يدها الحاملة للفنجان والتقط علبة سجائرة واشعل سېجارة مكنتش احب ادخن وانتى موجوده بس حقيقي محتاج سېجارة دلوقتى هبه هزت رأسها بتفهم وعلقت بدهشة انا معرفش انك بدخن ادهم اجابها بسخرية واضحة تحمل نبرة هجومية 
بدخن احيانا مش دايما يعنى بس هو انتى فعليا تعرفي عنى ايه غالبا عرفتى اسمى بعد عمليتك مش كده قبل العملية نسيتى كل حاجه عنى لدرجة انى شكيت انك راجل ألي مش انسانه بتتنفس هبه ردت عليه في الم ادينى

بحاول اعرف بس انت مش مدينى فرصة ادهم ركزعيونه علي عيونها وسألها بۏحشية شديدة هبه انا تعبت انتى عاوزة ايه بالظبط 
فهمينى لانى مش فاهمك بحاول اريحك وانفذ ليكى رغباتك عاوزه منى ايه تانى 
هبه ردت عليه بيأس مش عاوزه حاجه يا أدهم
ثم غادرت صومعته وتركته بمفرده كلامة المها حتى النخاع سألها ماذا تريدىن منى حظها العثرجعله يعتقد دائما انها تريد منه اشياء مادية هى لا ترغب في نقوده ولا في شقته ولا في سيارته انما ترغب في حبه ولكن كيف ستطلب منة ذلك دموعها غطت علي مجال رؤيتها فتعثرت في طرف فستانها الطويل وسقطت ارضا وهى تتأوه پألم 
وليد انتبه الي سقطتها فهى كانت قد ابتعدت عن صومعة ادهم كثيرا وفي ثوانى قليلة كان بجوارها ومد يده اليها ليساعدها علي النهوض ولكن فجأه ادهم اقتحم المشهد پغضب وجه نظرات ڼارية الي وليد وقال له بټهديد اياك ټلمسها ثم حملها برقة بين يديه واعادها الي الارجوحة وجلس الي جوارها 
شهقات دموعها المتة فنظراليها وهم بالحديث لكن عندما تأكد من مدى عڈابها فضل الصمت وما كان سيقوله فقد للابد وضع ذراعه حول كتفها واراح رأسها علي كتفه سألها برقة شديدة في الم في رجلك 
هزت رأسها بالنفي كيف تشعر بالالم بعدما حملها بنفسه واحتواها بحنان امرها بلطف ابقي خدى بالك وخصوصا وانا مش موجود عارفه لو كان وليد لمسك وساعدك تقومى كنت دفنته هنا في الجنينة 
هبه
ضحكت علي الرغم من دموعها كان زمان عبير دفنت نفسها وراه دى بتحبه جدا ونفسهم يتجوزوا بقي ادهم ادارها اليه ونظر في عيونها وسألها مټألما هبه تعرفي ايه عن الحب هبه اجابته بحياء الحاجه الوحيده اللي اعرفها انه بيغيرالانسان وبيغير كل مفاهميه بيدخل من غيراذن وكمان من غير سبب 
ادهم سألها مجددا وحب عبير لوليد هو اللي علمك الحب 
ماذا ستخبره ليتها تتمتع بالجراءة الكافية للاعتراف له بحبها لكنها تعلم النتيجة فهى حتى وان اخبرته بحبها فستزيد وضعهم المحرج سوءا 
هبه فضلت الصمت فالصمت احيانا ابلغ من الكلام 
عندما لم يتلقى ادهم رد منها علي سؤاله اخبرها پألم عشان خاطرك هساعدهم يتجوزوا بعد ما نرجع هتكفل بكل مصاريف جوازهم 
هبة نظرت اليه نظرة عجز ادهم عن تفسيرها لكنه اخذها في حضنه بحنان عندما عادت دموعها للنزول مجددا لم يعلم انها كانت تحسد عبير علي سعادتها 
مراسبوعين اخريين وادهم لم يغيرمن نظام بقائه في المنزل حتى مشهد الحديقة الاخيرلم يحسن الوضع بينهم مزاجها المتعكربزيادة منذ يومين عرفت سببه دورتها الشهرية اختارت ان تنزل وتزيد من قلقها وتوترها
الم بطنها منعها من النزول من غرفتها علي الفطور مثل كل يوم عبير قدمت لها شراب النعناع الساخن واقراص مسكنه لتخفيف المها
تقريبا قضت اليوم كله في السرير قضته بين النوم والقراءة شهيتها للاكل معډومة من الالم 
اخيرا المها اصبح افضل قليلا ولكنه مازال موجود قررت اخذ حمام سريع كسلها طوال اليوم اعطاها رغبة في بعض الحركة ففضلت احضارغياراتها بنفسها دون اللجوء الى عبير بدون ان تنتبه لقميصها الشفاف دخلت الي غرفة الملابس لاحضارغيار بالصدفة وجدت ادهم هناك كان ايضا يحضرغيار لنفسه الصدمة جمدتهم سويا ادهم قررالانسحاب ويتركها بحريه لكن ربما الالم الواضح علي وجهها المتوهج والضعف البادى عليها نتيجة قلة اكلها اوقفوه 
ادهم سألها بقلق هبه انتى كويسه 
هبه افتقدته لدرجة مخيفة لم تكن تدرك انه من الممكن الاحتياج لشخص ما بمثل تلك الدرجة العڼيفة المسببة للالم الجسدى وليس فقط النفسي
هبه هزت راسها 
ادهم اقترب منها وسألها بشك وشك اصفر وشكلك تعبانه اطلبلك دكتور
هبه احمر وجهها من الخجل لا لا مافيش داعى حاجة عادية
ادهم سالها بقلق واضح حاجة عادية ازاي يعنى انتى علي طول تعبانة ومش بتقولى 
احراج هبه وصل لاقصى درجة فكيف ستفهمه طبيعة مرضها الحالي 
هبه ركزت نظرها علي الارض وقالت بخجل عادى ده تعب شهري عادى عند كل الستات
اخيرا ادهم فهم سبب مرضها لكن علي عكس ما كانت تتوقع الم شديد احتل ملامحه هبه توقعت ان يشعر بالارتياح لانه اطمئن عليها او حتى ان يستقبل الامر بلامبالاة اذا كان فقط يسال من باب الواجب لكن الالم الشديد الواضح عليه اربكها 
لمسته سببت لها ڼار في كل جسدها قربه منها جننها اخيرا بعد اسابيع احست به بالقرب منها مرة اخري 
هبه ردت بإرتباك ايوه طبعا
يده الممسكة بيدها هبطت بجواره علي الفور وقال في صوت امر 
خلاص اعملي حسابك هنسافر بكره مافيش لزوم لاستمرارنا هنا اكتر من كده 
هبه أهلت نفسها كثيرا للحظة الفراق لكن قدومها وتحويلها لواقع سببوا لها الم شديد لم تكن تتخيله لاول مرة تعرف ان الالم النفسي يسبب الم جسدى حقيقي 
بدون اضافة اي كلمة اخري ادهم دخل غرفته هبه تسمرت في مكانها لوقت طويل تفكر في الصړاخ والاڼهيار لا وربما افضل فكرت في الذهاب الية تترجاه كانت ممزقة بين التذلل له والحفاظ علي كرامتها لاول مرة تمتلك بيت حقيقي واسرة انا لا اريد العودة للقاهرة مجددا يارب ساعدنى اعمل ايه 
ربما مرت ساعات وهبه علي نفس وضعها في غرفة الغيار اول عوده لها للواقع كانت علي صوت عبير 
عبير سألتها بدهشة انتى هنا واحنا بندور عليكى 
هبه انتبهت بتدوروا عليه 
ايوه اختفيتى من فترة وقلقتينا واخر حاجة كنت اتوقعها انى الاقيكى هنا
هبه تشجعت وسألتها بامل ادهم بيدورعليه 
عبير اجابتها لا البيه خرج من بدري وقال انه هيبات في الفندق وطلب منى اجهز الشنط للسفر لكن انا ومامته دورنا عليكى الحاجة قلقانه عليكى وطلبتك في غرفتها 
هبه تفاجئت بشدة لاول مرة نجيه تطلبها في غرفتها فهى لم تدخل غرفتها من قبل عبير ساعدتها علي استبدال ملابسها واوصلتها لغرفة نجيه وتركتها عند الباب
ترددت كثيرا ثم دخلت الغرفة پخوف وقلق كانت متوترة بشدة وتسألت عن ماذا عساه حدث نجيه كانت مستلقية علي السرير هبه سمعت صوت تأوهات صادرة منها بصوت عالي هبه فعليا قلبها خلع من الفزع فهرعت اليها وهى مفزوعه وبدون ان تشعر مالت عليها وسألتها بهلع واضح ماما مالك خير 
تأوهات نجيه انقلبت لابتسامة خبيثة وهمست روحى سكري الباب وتعالي
هبه مازالت مړعوپة ولا
تفهم الوضع جيدا لكنها نفذت طلب نجيه التى اشارت لها ان تقترب اكثر منها واخذتها من يدها واجلستها بجوارها علي الفراش 
نجيه قالت بحنان انا حسيت بيكى كنتى تجصدي لما جلتى ليه امى بصحيح حاساها يا هبه 
هبه امسكت يدها وقالت پألم انتى الام الوحيدة اللي عرفتها في حياتى
نجيه ربتت علي يدها بحنان وانتى كمان يا بنيتى دخلتى جلبي البنت اللي اتمنتها وربنا مأردش جاتلي بعد صبرعشان اكده انا حاسة بيكى اسمعينى كويس صحيح ادهم ولدى بس انا مش غبية ولا غافلة عن تصرفاته ناحيتك جاوبينى بصراحة وانا هساعدك انتى بتحبي ولدى وباجيه عليه 
الامل جواها نمى وترعرع هبه ردت بلهفه ايوه بحبه
نجيه ضحكت بإنتصار خلاص اعتمدى علي الله وعليه صحيح يا بنتى انا مش متعلمة زيكم بس عاجلي صاحى وواعى ادهم شكله ملموم علي واحدة استغفر الله العظيم من اياهم وهامل مرته عشان اكده انا جلت لازمن اتصرف مش ادهم بس اللي ليه جواسيس انى كمان ليه 
انى شايفه انه كان مهتم بيكى اول ما جيتوا وبعدها من يوم ما العجربة دى جت وهو انشغل بيها عشان اكده انا مثلت انى بعافية شويتين عشان يفضل هنه وميسافرش انا يا
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 20 صفحات