الجمعة 29 نوفمبر 2024

روايه شد عصب بقلم سعاد محمد

روايه شد عصب بقلم سعاد محمد

انت في الصفحة 19 من 120 صفحات

موقع أيام نيوز


مكنتش شارد فى حاجه غيرى وعالعموم ياشيخ الشباب عندى فقره الساعه عشره والساعه تسعه ولازم أنزل دلوقتي عشان أسخن قبل الفقره بقولك أيه مش هينفع نتقابل تانى الليله هنا فى الاوتيل ممكن الأمن يطلع يسأل سبب وجوده هنا فى الأوضه ويطلع عليا سمعه وأنا فنانه وليا صيت ومحبش يطلع عليا إشعات مغرضه 
إنى جايه الأقصر مش عشان فني 

زفر صالح نفسه
ونهض واقف يقول 
نتجابل فى الشقه اللى إهنه بعد ماتخلصي الفقره بتاعتك سبق وإتجابلنا فيها هنتظرك نكمل الليل سوا 
ضحكت الراقصه بخلاعه ولكن تعجبت من نهوضه ومغادرته للغرفه سريعا لكن لم تبالى هى تعلم ستحصل منه على ما تريد نهاية الليله 
بينما خرج صالح من الغرفه وسار بالرواق إقترب من تلك الغرفه التى دخلت لها شبيهة الماضى وقف أمامها للحظات كاد شيطانه أن يدفعه يطرق عليها باب الغرفه بالفعل رفع إحدى يديه لكن توقفت قبل أن تصل الى جرس الإنذار الخاص بالغرفه كور يديه بقوة جبروت حتى كاد عصب يده أن يسيل من بين المفاصل لكن عاد يتحكم الشيطان به وكاد يطرق الباب لولا أن رأى إقتراب أحد النزلاء ونظر لوقوفه هكذا أمام الغرفه شعر بالإحراج وغادر بخطوات سريعه  
 
ليلا
بغرفة جاويد
خلع القميص من فوق جذعه وألقاه على جانب الفراش ثم تسطح عليه يتثائب عدل إحدى الوسائد أسفل رأسه يشعر بشعور جميل أغمض عينيه للحظات سكنت فيها خياله تلك الأميره الرقيقه الآتيه من بين خرافات العرافه 
ملامح وجهها عينيها شفاها كل نظره ينظرها لها كأنها تعويذة سحر تترك بعدها طلسم على قلبه يصعب إزالته يتنحى عقله عن الأستوعاب لو حكى له أحدا عن ما يحدث معه لقال له أنت ساذج ليس لديك عقل ما تقوله ليس سوى خرافه ضحك وتذكر بقية حديثهم قبل قليل وهم يسيرون بأروقة الأقصر 
فلاشباك 
بعد أن قصت له أن والداتها من الأقصر 
إدعى التعجب قائلا بكهن 
يعنى إنت مامتك من إهنه من الأقصر نصك صعيدي يعنى 
ردت سلوان بضحكة سخريه مؤلمھ تؤكد 
أيوا مامتي من إهنه من الأقصر نصي صعيدي بس عمري ما جيت هنا غير مره واحده يوم ډفن ماما وبعدها محدش منهم سأل عني رغم إن ماما فى يوم قالتلى وحكتلى عن جزء من هنا حتى إنها إتقابلت مع بابا هنا كمان قد أيه باباها كان طيب وبيدلعها ومتأكده فى يوم هيرضى عنها وإن اليوم ده لو مجاش وهى عايشه أبقى أنا أفكره بيها وأنا من الاساس كنت جايه عشان أشوفه وأسأله ليه محققش أملها وهى عايشه رغم إني كنت بشوفها أوقات پتبكي وهى بتكتب له جوابات عندي إحساس كبير أنه مقراش الجوابات دي لو كان قراها كان حس بعذاب ماما أنا كنت طفله صغيره وقتها مش فاهمه ليه هى پتبكي وهى بتكتب الجوابات دى بس لما كبرت عرفت إنها كانت بتشتاق له وهو قاسې حتى يوم ډفنها هنا مبصش ليا كآنه كان بيدفنها عشان عشان 
مش عارفه أفسر عشان أيه بس اللى حسيته أنه زى ما يكون كان بيتخلص من شئ مالوش أهميه عنده عكس ماما اللى كانت تحكيه عليه وعلى طيبته وحنيته معاها بس ده قبل طبعا ما تختار بابا وتطلع عن طوعه ده اللى فهمته مع الوقت لما كبرت أنا مش جايه أسأله ليه عنىأو أفتح الماضي ولا أعاتبه أنا جايه عشان أزور قبر ماما وبس وأقول لها آنى منستاهاش زى البقيه لو أعرف طريق قپرها كنت روحت لوحدي ومقدرش أسأل أى من أهل البلد مفيش غير الحج مؤنس أو إبنه هما اللى يدلوني على قبر ماما 
سالت دموع سلوان التى تغص بقوه بقلب جاويد لكن لا يملك سوا كلمة مواساه من بعدها غير دفة الحديث حتى لا يرى تلك الدموع قائلا 
أيه رأيك قبل ما ترجعي للقاهره أنا بقول تودعي الأقصر من فوق 
فى البدايه للحظه نظرت سلوان بعدم فهم ثم فهمت قائله 
قصدك المنتطاد لاء كفايه مره 
ضحك جاويد قائلا
عشان جبانه وپتخافيبس أعتقد المفروض تزيل الرهبه بعد ما طلعنا رحلة المنتطاد خۏفك مالوش لازمهولا معندكيش ثقه فيا 
إبتسمت سلوان قائله
تعرف إنك الشخص الوحيد اللى وثقت فيه بعد بابا وده يعتبر شئ غريب لأنى صعب أثق فى أى شخص بسهوله يا جلال يمكن لآنى قابلت قبل كده أشخاص كنت صحيح مبقاش واثقه فيهم بس برضوا مش هقولك كنت بتصدم فى حقيقتهم المخادعه اللى بيحاولوا يجملوهالآن عندى يقين إن الطبع غلاب ومهما حاولوا يخفوا حقيقتهم هتظهر مع الوقت 
إبتسم جاويد قائلا بإطراء 
يمكن جمالك السبب فى عدم ثقتك بهم 
تهكمت سلوان بضحكه ساخره 
جمالي يمكن رقم
إتنين فى عدم ثقتى بالأشخاص 
إبتسم جاويد متسائلا 
وأيه السبب الأول 
ردت سلوان
بآسى 
أنهم عارفين إنى وحيده وسهل يستغلوا ويسهل خداعهم ليا وكمان مش بيقولوا على إن الجميلات بيبقى عندهم العقل ناقص شويه 
ضحك جاويد قائلا 
أعتبر ردك ده غرور إنك جميله 
شعرت سلوان بالخجل للحظات وأخفضت وجهها لكن عادت ورفعته تنظر ل جاويد بسؤال 
إنت شايف إنى مغروره يا جلال 
تأمل جاويد ملامحها مبتسم على إحمرار وجنتيها الظاهر والذى أعطاها وهج يشع جمالا قائلا 
حتى لو مغروره جدا يا سلوان جمالك يغفرلك 
شعرت سلوان بحياء وحادت بعينيها ورفعت وجهها الى السماء قائله بتتويه 
النجوم فى السما بتتحرك لما كنت صغيره ماما كانت تقولي النجوم بتمشي ومعاها أمنيات العشاق 
أغمض جاويد عينيه ثم فتحهما ونظر ل سلوان قائلا 
وأنا إتمنيت أمنيه 
إبتسمت سلوان قائله
دي تخاريف أكيدبس بنحبها وبنصدقها رغم إننا متأكدين إن كل شئ قدر ومكتوب كان مين يصدق 
بابا شركة التليفونات اللى كان بيشتغل فيها زمان تبعته هنا الاقصر عشان زرع عمدان إشاره تعزز وتقوي إشارة التليفونات ويقابل ماما صدفه ويقع فى غرامها وهى كمان نفس الشئ وتتخلى عن عادات وتقاليد هنا وترحل معاه عشان سبب واحد 
صمتت سلوان لكن كانت تبتسم تحير جاويد متسألا بفضول 
وأيه السبب الواحد ده 
تنهدت سلوان ببسمه ولمعة عين لكن ليست لمعة دموع بل لمعة ذالك الضوء الذى تسلط على عينيها من إحدى عمدان الإناره بالطريق قائله بإختصار
العشق 
توقف جاويد عن السير للدقيقه وتمم على كلمتها كأنه يسأل 
العشق! 
إبتسمت سلوان وتوقفت عن السير هى الأخرى تؤكد قولها
أيوه العشق اللى بيلغى كل الحسابات والعادات بيمقتها أو بمعنى أصح بيوئدها هنا بدأت قصص عشق خياليه كتير قبل كده وكمان قصة بابا وماما كانت خياليه فى البدايه بس إتحققت مع الوقت 
نظر جاويد لتلك اللمعه بعين سلوان وهى تتحدث عن والدايها ود أن يقول لها أنه لم يكن يؤمن سابقا بشئ غير الحسابات العقلانيه لكن تلك الحسابات إختفت منذ أن سمع إسمها من تلك العرافه بالمعبد 
إنتهت حسابات العقل وطغت حسابات أخرى ترسم علامات قويه بالقلب مثل تلك العلامات المحفوره فوق تلك الاعمده والتى لم تختفى منذ آلاف السنوات 
إبتسمت سلوان بحياء من نظرة عين جاويد لها وتهربت قائله معايا نمرة الحج مؤنس وبصراحه كده خاېفه أتصل عليه هقوله أنا مين 
رد جاويد 
رأيي تتصلي عليه ومش شرط تقولى له إنت مين ممكن تقولى له محتاجه له فى أمر خاص هتقولى له عليه لما تتقابلوا 
إبتسمت سلوان قاىله 
فعلا هو ده الحل الوحيد 
فتحت سلوان هاتفها وقامت بالإتصال على رقم هاتف مؤنسلكن أعطى لها الرد أن الهاتف مغلق أو غير متاح عاودت الإتصال لمرتين ثم نظرت ل جاويد قائله
بيقول مغلق او غير متاحيمكن فى مكان مفيش فيه شبكهعالعموم مبقاش قدامي وقت هتصل عليه الصبح وأشوف إذا كان رجع من سفرهأو حتى بفكر أروح تانى لبيته ولو ملقتوش أسأل الست اللى قابلتنى او بنتها عن قبر مامابس وقتها هيسألوني أنا مين وبسأل ليه 
زفرت سلوان نفسها تشعر بحيره 
لكن جاوب جاويد 
بلاش تفكري كتير والصبح إتصلى عالحج مؤنس يمكن يكون رجع ووقتها يبقى الحل سهل 
إبتسمت سلوان قائله
فعلا هنتظر لبكره الصبح واتصل عليهدلوقتي خلاص الوقت
قربنا عالساعه تمانيه ونص لازم أرجع للأوتيل عشان حاسه بشوية إرهاق 
إبتسم جاويد قائلا 
تمام والصبح هتلاقينى منتظرك قدام الاوتيل عشان أوصلك 
إبتسمت سلوان قائله 
إن شاء الله تصبح على خير 
عوده 
عاد جاويد متنهدا يشعر بإنشراح فى صدره أغمض عيناه وذهب الى ثبات فى لحظات  
لكن أثناء نومه رأى نور يأتى من قريب 
ويخرج منه طيف طفل بعمر الثانيه عشر إبتسم جاويد وقال بهمس 
جلال 
رد الطيف متسائلا 
ليه أخدت أسمي وقولت لها إن إسمك جلال مش جاويد 
شعر جاويد بندم قائلا 
معرفشي السبب فجأه لسانى نطق إسمك رغم السنين اللى فاتت بس لسه إسمك وشكلك معلق فى دماغي يا جلال مش قادر أنساك 
إبتسم جلال له قائلا 
إنسى يا جاويد وعيش حياتك أنا مجرد طيف عايش بس فى خيالك عيش يا جاويد وإنسى الماضي 
فجأه مثلما ظهر الطيف إختفى وإنطفئت هالة النور نظر جاويد حوله لكن سادت عتمه مظلمه 
نهض جاويد فجأه من نومه وشعر بتعرق كذالك عطش ليس شديدأشعل ضوء خاڤت بالغرفه ثم مد يده وأخذ دورق المياه وسكب منه مياه بكأس صغير وأحتساها برويهثم تذكر الحلم شعر بوخزات قويه
وضع يده على قلبه كآنه مازال يشعر بأن جلال يرافق قلبهلكن
تسأل لماذا آتى له جلال الآن بالحلم هذه أول مره يحلم به بعد مضي عشرون عاما 

بغرفة صلاح
كانت تسير برواق أحد المشافى بداخل قلبها أمل أن تكون تلك الخبريه أكذوبه وأن فتاها الأول مازال حياكل خطوه كانت تتلهف لتتيقن من ذالك الأمل الواهيالى ان دخلت الى إحدى غرف المشفىوجدت صلاح يقف جوار فراش يبكي عيناها نظرت نحو الفراش الفراش عليه دماء كثيره كذالك من يرقد عليه كان الغطاء يدثره من إخمص قدمه الى رأسهتلهفت سريعا نحو الفراش وجذب غطاء الفراش من فوق رأسه بأمل أن يخطئ الخبر لكن كل خبر يخطئ ما عدا خبر المۏتشعرت بفاجعه أول فتيانها ممدد أمامها وجهه به بعض الخدوش النازفه وجسده مدمىلم تستطع الوقوف مالت بجذعها عليه تحتضن جسده تقول بإستجداء ولوعه 
جلال إصحى يا حبيبي خلاص مش هزعجلك تاني عشان روحت تلعب فى الترعه من وراياجوم إمعاي 
بكى صلاح وإقترب منها وإنحنى يجذبها كى تترك جثمان جلال قائلا بمواساه
وحدي الله يا يسريه جلال طفل من الآبرار هيشفع لينا 
لكن فجأه شعرت يسريه كأن يدي جلال تختضنها تركت جسده على الفراش ونظرت ل صلاح بفرحه تمسح دموع عينيها بيديها قائله 
جلال عايش يا صلاح إيده حضنتني 
نظر لها صلاح باكيا يقول 
بلاش اللى بتقوليه ده يا يسريه أطلبي له الرحمه 
نظرت يسريه الى جلال
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 120 صفحات