السبت 23 نوفمبر 2024

رواية لحن الحياة

رواية لحن الحياة

انت في الصفحة 10 من 97 صفحات

موقع أيام نيوز

تراها تمسك احدي قطع الشيكولاته تأكلها بمتعه كل يوم أصبحت تكتشف فيها شئ مختلف يذهلها لترفع مهرة عيناها نحوها تشير إليها إذا أرادت فأبتسمت مني وهي تعود لعملها 
انا عامله حمية غذائية 
ثم تسألت وهي تطالع بعض الملفات 
اللي يشوفك النهارده ميشوفكيش أمبارح 
فأبتسمت مهرة وهي تأكل أخر قطعه وأسترخت بعد ان انتهي مذاق طعمها في فمها 
هو ده حال الدنيا يوم نزعل ويوم نتبسط 
فضحكت مني علي تعبيرها لتضحك مهرة وهي تعلم حقيقة أنبساطها وتغير مزاجها 
وأنشغلت كل منهما بعملها الي ان دلف جاسم لداخل المكتب مطالعا مهرة بوجه محتقن
ثم نظر الي مني التي وقفت تحمل بعض الملفات كي تتبعه 
صباح الخير يامني 
لتجيب مني علي تحيته كالمعتاد 
وأختلست مهرة النظرات إليهم هاتفة داخلها
وانا ايه هوا مافيش صباح الخير 
وأندمجت في مطالعة الحاسوب تنقر بالموس علي اي شئ الي ان ينصرف 
وشعرت بأقتراب خطواته منها ورفعت عيناها خلسة نحوه لتجده يحدق بها بجمود 
وبدأت رائحة عطره تغزو رئتيها لتبتلع ريقها بتوتر وهي متيقنة انه علم بهوية الفاعل 
وأنحني نحوها لترتبك هي أكثر الي ان أعتدل في وقفته
كانت مني تتابعهم بعينيها دون فهم
عشاء العمل بتاع امبارح يامني يتخصم من مرتب الأنسه مهرة 
وتابع وهو يسير نحو غرفته 
اتصلي بشئون العاملين عرفيهم كلامي يتنفذ مفهوم
لتتسع عين مهرة وكذلك مني التي لم تفهم سبب هذا القرار العجيب 
فنهضت من فوق مقعدها متسائله 
وهيتخصم مني كام بقي 
فنظرت مني الي هيئتها ضاحكه وأخبرتها بجديه عن ثمن ذلك العشاء لتفتح مهرة عيناها على وسعهما 
ده تمن شهرين شغل 
وتابعت وهي تتجه نحو غرفته حانقه 
هو فاكر نفسه مين انا مش هشتغل ببلاش ومش هدفع حاجه 
ودلفت لغرفة مكتبه دون ان تطرق الباب لتجده واقف في منتصف الغرفة يعبث بهاتفه باحثا عن رقم ما 
وألتف نحوها پغضب 
انتي فاكره نفسك فين 
وتابع وهو يشير إليها نحو الباب 
بره ولا أعيد تاني 
ليحتقن وجهها وهي تتقدم منه 
الخصم هيتلغي وانا مش هدفع تمن عشا ضيوف جنابك 
لتتجمد ملامح جاسم وهو يطالعها بتفحص 
قراري هيتنفذ هتدفعي تمن اللي عملتيه أمبارح 
لاء وكمان هتقابلي المستثمرين وتفسحيهم في شوارع القاهره
وتابع بتهكم 
أصلهم عايزين يشوفوا حياتنا العاديه وانتي أنسب واحده للمهمه ديه بما أنك عايشه في السيدة زينب 
لتبتسم مهرة وهي تمرر له سخريته وطالعته كيف يقف بشموخ وأعتدلت في وقفتها كي تصبح مثله 
ومش خاېف أكسفك معاهم تاني
فلمعت عين جاسم بقسۏة وهو يرفع أصبعه بتحذير 
حذاري يامهرة تعملي تصرف ميعجبنيش
وتابع وهو ينظر لهاتفه الذي بدء يدق 
اللعب معايا فيه خسارة وانتي جربتي قبل كده 
وأبتسم بسخريه قبل ان يشير إليها بالأنصراف 
ياحضرت الأفوكاتو
أرتشفت ورد من كأس العصير الذي أمامها وهي تتأمل تفاصيل البهو الواسع الخاص بالفندق 
فمنذ وصولها من ساعه وهي تجلس تنتظر جواد الذي خرج في نزهة مع السيد كنان كما أخبرها معاذ 
واليوم علمت من معاذ صحة ماسمعته امس بأن كنان خال جواد وليس والده 
ونظرت في ساعة يدها ذات اللون الطفولي بتنهد الي ان وجدت صوت جواد يعلو ويمسك بيد خاله ويقفز بسعاده 
فأبتسمت لهيئة الصغير الحماسيه في كل شئ يفعله 
ووضعت كأس العصير علي المنضدة التي أمامها 
ووقفت تهندم فستانها البسيط منتظرة ان يلمحها جواد 
وبالفعل قد رأها الصغير وتقدم نحوها مهللا بحماس 
ورد 
وأشار لها بأصبعه أن تنحني نحوه لتفعل ورد ذلك بحب لتجده يهمس بأذنيها 
لقد أكلت فول اليوم 
لتضحك ورد علي كلماته التي لها متعة خاصه وهمست مثله 
وانا أيضا 
ليرفع جواد حاجبيه بطفوله 
هل صنعت لكي شقيقتك طعام مثل أمس 
لتحرك ورد رأسها بنعم لتتسع عين الصغير متسائلا 
ماذا صنعت 
كان كنان يقف يتابعهم بعينيه ولا يعلم بما يتهامسون فيه ولكنه شعر بالراحه لأندماج جواد مع ورد 
فأعماله ستبدء تتراكم ولن يصبح متفرغا للصغير 
وسمع ضحكات جواد وهو يمسك يد ورد 
هيا بنا لبيت الوسائد خاصتنا 
قالها بطفوله جعلت ورد تضحك من قلبها 
سنلعب لعبة السنافر 
وسارت ورد معه بعد ان ألتقت عيناها بعين كنان 
فأشاحت وجهها سريعا  
ليقترب معاذ من كنان متسائلا 
ما رأيك بها سيد كنان 
لتظل نظرات كنان علي ورد جامده 
مازالت تحت الأختبار معاذ
وأنصرف وطيف ضحكتها يقتحم مخيلته 
جلس أكرم بجانب والدته يخبرها عن واجب ذهابها لمهرة وشكرها عما فعلته لشقيقه كرم 
فأمتعض وجه والدته وهي ترتشف من كأس الشاي 
لاء وقولي كمان نعزمها ونجبلها هدية 
فنظر أكرم إليها 
وفيها ايه يا ماما من حقهم علينا حاجات اكتر من كده 
ليزداد حنق والدته والتي هتفت بعلو صوتها 
ياعزيز تعالا شوف أبنك عايز ايه
ومصمصت شفتيها بضيق وهي ټضرب فخذيها بكفوفها 
في ايه مالك ياسهير
واقترب من زوجته يجلس جانبها يطالع أبنه متسائلا 
زعلت امك في ايه ياأكرم 
ليزفر أكرم أنفاسه بقوه منتظرا رد والدته 
ابنك عايز يركبني جميله مع بنت زينب ويقولي أروح اشكرها 
وتابعت وهي تنظر لزوجها 
هو كرم ده مش أخوها ولا ايه ياحج
فنظر اليها عزيز بأرتباك ثم رفع عيناه على أكرم الذي نظر إليه بأسف فالكلمه الاخيره كالمعتاد وكما اعتادوا هم أيضا لوالدتهم 
اللي امك تشوفه ياأكرم أحنا هنعمله 
ليتهلل أسارير سهير وأرتشفت أخر رشفه من كأس الشاي وهي تنظر لأبنها 
عشان خاطرك أنت بس ياأكرم هروح انا وأبوك ليهم ثم تابعت بمكر 
لتفتكر ان أمك وحشه ياحبيبي 
وتمسكنت في جعل صوتها يبدو ضعيف 
طول عمري طيبه وقلبي حنين ولا انت ايه رأيك ياعزيز
لينظر اليها عزيز بخنوع ثم ينقل نظراته إلى أكرم الذي تمني داخله ان يرى والده يوما يخالف والدته الرأي ولكن الاجابه كانت كالعاده 
طبعا ياام الولاد 
لتبتسم سهير بزهو وهي تربت علي كتف زوجها 
ودعت ورد جواد
الذي بدء يتعلق بها ونظرت إلى ساعتها بأمل ان تجد مواصلة علي الطريق في ذلك الوقت 
وعندما وصلت لبهو الفندق هتف معاذ بأسمها 
أنسه ورد 
لتلتف اليه بأبتسامة هادئه فأقترب منها معاذ مبتسما 
في عربيه هتوصلك لداخل المدينه عند أقرب موقف للمواصلات 
فأتسعت عين ورد دون تصديق فأمر العوده قد حل وتنفست براحه 
شكرا يا أستاذ معاذ حضرتك متعرفش حلتلي مشكله الرجوع ازاي 
فأبتسم معاذ وهو يتذكر اوامر كنان صباحا بتوفير لها سيارة وسائق 
وقادها نحو الخارج لتجد السيارة تنتظرها وسائق بعمر والدها يقف أمام السيارة فزاد ذلك من راحتها اكثر
وصعدت داخل السيارة في المقعد الأمامي وتنهدت
ثم أسترخت في جلستها وصوت مذياع السياره يعلو بالقرآن الكريم 
وقفت تنظر إليه خلسة وهو يلاعب الصغيرين بسعاده ويدغدغهم بلحيته علي أوجههم والصغيران يبتسمان وكأنهم يشعران بحب والدهم 
فرفع كريم عيناه نحوها بصمت ثم عاد للهو مع صغيريه لتتذكر مرام آخر حديث دار بينها وبين مهرة منذ أيام 
لو بتحبيه يامرام كملي حياتك معاه وأتخطي الماضي مدام اتغير الغلطه كانت غلطتكم انتوا الأتنين 
وزفرت أنفاسها بآلم فكلما تذكرت تفاصيل زواجها منه وكيف أرغمته على زواجها تستيقظ چروحها 
عادت ورد من عملها تبتسم علي كل أفعالها مع جواد وألتقت عيناها بآخر شخص تتمني رؤيته 
أزيك ياورد
فنظرت إليه ورد طويلا إلي ان وجدت والدته تخرج من منزلها متأنقه 
يلا ياماجد يابني 
وحدقت بورد الواقفه أمام أبنها وأقتربت منها قائله بلؤم 
ازيك ياورد ياحببتي 
وأكملت وهي ترسم أبتسامة واسعة علي شفتيها 
مش تباركي لماجد 
وتابعت وهي تري نظرات ورد نحو أبنها الذي وقف يداعب شعره بيده التي تحمل دبلة زواجه 
مراته حامل 
فقټلت الكلمه أبتسامتها لتجد عين من كانت يوما أم خطيبها تتفرسها بملامح ثاقبه 
مبروك 
تعلثمت في نطق حروف كلمتها كما تعلثمت خطواتها وهي تسير مبتعده عنهم نحو بنايتها ثم ركضت لداخل شقتهم تداري آلامها ودموعها تتساقط 
لتجد مهرة أمامها تحدق بها بفزع ودون كلام فتحت لها ذراعيها 
دلفت مهرة لداخل الشركه وهي تعدل من الكاب الذي ترتديه لتنظر إليها مني ضاحكة 
انتي طالعه رحله ولا ايه يامهرة 
فطالعت مهرة غرفة مكتب جاسم حانقه 
حاجه زي كده 
لتبتسم مني ورن هاتف مكتبها وبعد ان أخذت الأوامر من جاسم أشارت لها بصمت ان تدخل له
فتقدمت مهرة من غرفة مكتبه ودخلت دون ان تطرق الباب 
ليرفع جاسم عيناه عن مطالعة الأوراق التي أمامه 
في حاجه أسمها أستأذن 
لتنظر مهرة حولها ببرود 
أظن أنك طلبتني فمش محتاجه أستأذن
ليحتقن وجه وهو يزفر أنفاسه بحنق 
العربية اللي هتوصلك الفندق جاهزة وهيكون معاكي مترجم واي تصرف يامهرة 
وقبل ان يكمل باقي عباراته 
مبحبش حد يسمعني الكلام مرتين المرة التالته بقي لو قولت تهديدك هعمل اللي أنت خاېف منه
ولمعت عيناها بتحدي ليهتف هو بجمود 
اتفضلي يلا وياريت الناس تتبسط 
فضحكت وهي تلتف بجسدها متجها نحو الخارج 
متقلقش ده انا هبهرك 
لتتسع عين جاسم من كلمتها الاخيره 
أبهرك ربنا يستر 
كانت تتجول وسطهم في شوارع القاهرة
وهي تخبرهم عن كل شئ وشعرت بتخدر قدميها وتمتمت 
هما مبيتعبوش زينا ليه 
ونظرت إلى أعينهم المتحمسه لكل شئ يسمعوه منها 
وجاء أحدهم يسألها عن أحد المساجد الاثرية وذلك بعد ان ترجم لها المترجم محتوي الكلمات فالشركاء الجدد كانوا أيطالين 
لتحدق مهرة بالرجل الذي ينتظر إجابتها ثم المترجم 
ماتقول اي معلومه يااستاذ معتز ولا انت ابيض
وكالعادة رد معتز منذ ان بدئوا الجوله 
الثقافه عندي بعافيه حبتين ياأستاذة مهرة 
لتحدق به مهرة بحنق 
لاء ديه مش بعافية بس ديه ماټت وأدفنت
لينظر إليها معتز متسائلا 
هي مين اللي ماټت 
وضحك وهو يجدها تبعده عن طريقها 
ثقافتك يا أستاذ معتز
وبدء الرجل يسأل مجددا هو ورفقائه الآخرين فقد كان عددهم ثلاثة
يا أستاذه مهرة قولي اي معلومه اكدبي ياستي في معلوماتك التاريخيه 
لتتسع عيناها وهي تفكر في بعض الحكايات التي أتت بها من حصيلتها التاريخيه  وبدأت تدمج المعلومات التي لا ترتبط ببعضها وسرحت فيما تقوله ليحدق بها معتز وهو يكاد ينفجر من الضحك 
واعين المستثمرين تلمع بذهول مما يسمعوه وكل ماكان ينطقوه
يالها من حضارة عظيمه 
وأخيرا إنتهت الجولة وكان في نهايتها لابد من حسن الضيافة وحسن الضيافة لا يكون الا بعشاء فاخر كما أخبرها معتز 
ووقف معتز مذهولا من المكان الذي أصطحبتهم اليه 
ايه ده ياأستاذة مهرة هنأكل الإيطالين كشړي 
لتتقدم مهرة من المكان بفخر 
وماله الكشري ياأستاذ معتز 
ونظرت الي المستثمرين وهم يحدقون بالمكان 
قولهم يجوا ورايا وأنت كمان
وحجزت طاولة لهم وهي تحذر صاحب المكان 
دول سياح اوعي تفضحنا يامعلم 
ليقف صاحب المحل مرحبا بهم 
أهلا أهلا لا ياأستاذة ده احنا عنينا لمصر والسياحة 
ونادي علي أحد عماله 
واد يازيكو أحلي كشړي ينزل علي طربيزة الأستاذة وأتوصي بالشطه
لتهتف مهرة بسرعه 
بلاش شطه 
وبدء المستثمرين يأكلون بتلذذ ويتسألون عن مكونات الطبق الذي أمامهم ومعتز يأكل ويجيب عليهم 
ومهرة مندمجة في طبقها 
ورن هاتفها فجأه لتخرجه من حقيبتها الصغيره المعلقه على أحد كتفيها
ونظرت لرقم المتصل الغير مسجل
لديها فتركت هاتفها على المنضدة وأكملت تناول طبقها 
ولكن هاتفها عاد لرنينه مجددا 
لينظر اليها معتز 
خير ياأنسة مهرة 
لتفتح مهرة الخط وهي تشير لمعتز بأن ينتظر لتري من يهاتفها
وأتسعت عيناها وهي تسمع صوت جاسم الغاضب 
انتي فين
ليهتز الهاتف من يدها هاتفه داخلها
حتى التليفون اتفزع من صوتك 
ونظرت أمامها على الطاوله وهي تحدق بالمستثمرين وهم يأكلون 
احنا بنتعشا 
فسألها جاسم بضيق 
وبتتعشوا في أنهي مطعم ياأستاذة
لترفع مهرة عيناها نحو يافتة المحل البسيط 
مطعم كده وخلاص
وتابعت قبل ان تغلق الهاتف بوجهه 
سلام ياجاسم بيه عشان مش فاضيه 
كان معتز يستمع الي المكالمه غير مصدقا بما تفوهت به مع صاحب الشركة 
ووجد معتز فجأه أحد المستثمرين يهتف بأسم مهرة يشكرها
10  11 

انت في الصفحة 10 من 97 صفحات