رواية لحن الحياة
رواية لحن الحياة
نحو الثلاجه
وانا اللي كنت فاكره هتقولي حضريلي الفطار انتي لازمتك ايه هنا
وألتقطت بعض الاطعمه الخاصه بوجبة الافطار متمتمه
ظلمتك
جلست ورد علي فراشها تعبث بهاتفها ف الي الأن لم يأتي كنان ولم يرد علي هاتفه ففور ان وصلوا بالطائرة الخاصه ذهب كنان مع مدير أعماله لرؤية المستودع الذي حدث به حريق
فنهضت من علي الفراش واقتربت منه بقلق ثم رفعت قدماها تتحسس وجهه المرهق
لماذا لا ترد علي اتصالتي
فضمھا كنان اليه بحنان
يبدو انى نسيته علي وضع الصامت لا تقلقي ورد انا بخير
فكادت ان تسأله عن سبب الحريق الا ان هيئته المرهقه جعلتها تتراجع
أذهب لتستحم وانا سأهبط لاسفل لأحضر لك طعام تأكله ثم تنام حبيبي
لتذهب بعدها ورد من أمامها ودقات قلبها تخفف
وبعد نصف ساعه كانت تحمل صنية الطعام وتخرج من المطبخ متجها نحو الدرج فرمقتها فريدة بأستهزاء
كنت اتمنى الا تعودي مجددا من فتمتمت ورد بحزن
لما تكرهيني هكذا
لتضحك فريده وهي تدفعها بذراعها ثم تخطتها لتسير بغرور تتباطئ في خطواتها وتداعب خصلات شعرها المصفوفه بأناملها
وعندما وصلت الي غرفتهما تمتمت لنفسها
لا تبكي ورد كوني قويه
ودلفت لداخل الغرفه لتجد كنان غارق في النوم فوضعت صنية الطعام جانبا واقتربت منه
كنان استيقظ لتأكل ثم عود للنوم
ليفتح كنان عيناه بنعاس
اقتربي ورد
فاقتربت منه أكثر لتشهق وهي تجده يجذبها إليه يزيل حجابها عن رأسها غارقا في أحضانها
وتمتم بنعاس
داعبي شعري مثلما تفعلي لجواد
لتبتسم وهي تفعل له ما يريد
تعجب جاسم من الطعام الذي وضعته أمامه مهرة اليوم تبهره أعدت طعام الفطور له والآن طعام الغداء لتنظر له مهرة متسائله وهي تضع بطبق آخر علي المائدة في حجرة الطعام
بتبصلي كده ليه
فأبتسم جاسم وهو يتذوق ما أعدته
فنظرت مهرة الي الطعام وهي تضع بأصبعها على صدرها بغرور مصطنع
وانا روحت فين
وتابعت وهي تحدق به
مش معني أننا علي خلاف فأنا مش هقوم بدوري كضيفه
وضغطت علي كلمتها الاخيره لينظر لها جاسم بجمود
انا بقول بلاش تتكلمي كتير لانك كل مابتعدليها بتنيليها
انا بعمل كده مش انت اللي استمريت في اللعبه ديه واجبرتني على الجواز
فطالعها جاسم بجمود ونهض من فوق المقعد وكاد ان يتحرك ويترك لها المكان بأكمله ليقف مندهشا وهو ينظر ليدها التي تمسك ذراعه
انت مش هتاكل
فنظر لها وهو يزفر أنفاسه
نفسي اتسدت
وازاح يدها ليجدها تمسك ذراعه متمتمه بحرج
متزعلش خلاص
تجمدت عيناه عليها وهو يطالعها كيف تتحاشا النظرات اليه حتي لا يري ضعفها فتنهد بيأس من أفعالها وعاد يجلس علي مقعده وبدء يأكل بصمت وعقله شارد بحياته القادمه معها
في المساء خرج من غرفة مكتبه بعد ان اطلع على بعض الأوراق التي أتى بها كريم اليه
هتسافر بكره مش كده
فتمتم كريم بأسف
للاسف لازم ارجع كندا بأسرع وقت عشان الاوراق المتعطله امضتها كان نفسي اقعد اكتر من كده
كان صوتهم قد وصل إلى مرام ومهرة الجالسين علي أحد علي الارائك يداعبون الصغيران ويضحكان
ليبتسم كريم وهو ينظر لجاسم
مراتك شكلها بتحب الأطفال اوي
ووكظه برفق في ذراعه
لو جبتوا ولد هتسموه كريم علي أسم عمه
لينتبه جاسم لحديثه وعيناه علي مهرة التي ارتبكت من حديث كريم واشاحت وجهها بعيدا عن انظارهم بخجل لتنهض مرام متجها لكريم متسائله
احنا مسافرين بكره
فحرك كريم رأسه بأسف
عارف اني وعدتك هنقعد كمان أسبوع بس مضطر يامرام
لم تجد ماتقوله ففي النهايه هم حياتهم أصبحت هناك وانتبهوا لصوت جرس المنزل فنهضت مهرة بأمل بعد ان وضعت الصغيران في عربتهم
ده اكرم
وركضت صوب الباب بسعاده واول مافتحته أندفعت لحضنه فضمھا أكرم إليه هاتفا بمرح
لدرجادي وحشتك
فتشبثت به ولا تعلم لما بكت
ورد سافرت خۏفت أنت كمان متسألش عني
ليبعدها عنه أكرم وعيناه اتجهت نحو جاسم وكريم اللذان وقفوا يطالعوهم
حد ينسي برضوه اخته الكبيره ام لسان طويل
وعقب تلك الكلمه ابتعدت عنه ليضحك جاسم وهو يتقدم نحوهم مصافحا أكرم ونظر لمهرة التي تحدق بشقيقه بشړ
الحمدلله أنك اعترفت بالحقيقة اللي انا هضطر استحملها طول حياتي
لتتجه مهرة بنظراتها نحو جاسم ورفعت حاحبيه بضيق
بقي كده
ليجذبها أكرم له ويضمه بحب
بهزر معاكي
كان جاسم يشعر بالغيره من احتواء أكرم لها بهذا الشكل وانتبهوا علي صوت مرام
أحنا بقي مضطرين كمان نمشي عشان نلحق نجهز حاجتنا واقعد مع بابا وماما واشبع منه
ليومئ كريم رأسه مخاطبا اخاه
واه نكون خفاف ولذاذ برضوه
وبعد الوداع رحل كريم ومرام
ليجلس جاسم مع أكرم واتجهت مهرة للمطبخ لتعد له مشروب بارد وبعض الحلوى
وحملت ما أعدته لتقترب منهم فتسمع أكرم وهو يوصي جاسم علي مهرة مخبرا اياه أنها اطيب واحن شقيقه
سعاده لا توصف وهي تسمع عبارات المدح من
شقيقها الذي اكتسبته من بداية حكايتها مع جاسم وعملها في شركته تعويضا لما فعله شقيقها الأخر
حاوطها كنان بذراعيه وهو يري لمعت عيناها المتحمسه بعد ان اخبرها أن تتجهز وتنتظره وأنحني نحوها يقبل جبينها هامسا بشوق
سأخطفك يومان ورد فقد أشتقت اليكي
لتتسأل ورد عن المكان الذي سيذهبوا إليه
الي اين كنان
فداعب كنان أنفها بأصبعها
سنذهب ل أنطاليا
كانت والدته تتابعهم من شرفة حجرتها بوجه محتقن لا تصدق ان كنان عاشق لتلك الفتاه
وهي التي تعلم ان ابنها دوما كان يسير بعقله
رفعت مني عيناها نحو تلك التي وقفت أمامها تفرك يداها بتوتر
لتتذكرها مني فهي نفس الفتاه التي ساعدتها مهرة لتعمل هنا
ريم مش كده
فطالعتها ريم بخجل وهي تحرك رأسها
ممكن رقم مهرة اصل تليفوني ضاع
ففهمت مني علي الفور وامسكت ورقه ومن ثم دونت لها الرقم
لتعطيه لها ببتسامة لطيفة فأبتسمت ريم
شكرا
وغادرت الغرفه وهي تنظر للرقم ودون ان تنتبه لما أمامها
أصطدمت بجسد احدهم فأرتدت للخلف فزعا ورفعت عيناها التي دوما تخفضها خجلا
مش تحسبي
فرفعت عيناها التي تخفضهما خجلا فهي تعلم بهوية من يقف امامها ياسر الذراع الايمن لجاسم الشرقاوي
انا اسفه
ينظر لها ياسر سارحا في حزنها الذي يطغي علي ملامحها حتي صوتها
مرت بضعة أيام قضوها في المنزل رغم عرض جاسم عليها الخروج او السفر لمكان ما خلال تلك الأيام كل منهما اكتشفوا طباع وهويات بعضهم أكثر
جاسم يهوي القراءة ويعشق فن الحړق علي الخشب
ادهشها اتقانه لها بل وشغفه
اما هي لا هواية الا قراءة كتب القانون
وقفت تنظر من غرفتها عليه وهو يتجه بالغرفة التي بالحديقه حيث يمارس فيها هوايته لتتعلق بأنظارها عليه متنهده ثم عادت تلتف نحو فراشها تحدق بالملابس الكثيرة التي جلبها لها اليوم وتناسب حجابها
حاسه اني عايشه مع انسان مختلف غير اللي اتعملت معاه انت انهي شخص يابن الشرقاوي
في صباح
يوم جديد
جلس يحتسي فنجان قهوته الصباحي وهو يطالع الجريدة ليرفع عيناه نحوها فيجدها تأكل بسرعه
وترتشف من كأس الشاي
أسبوع مضي علي زواجهم وقد اكتشف من خلاله
عشقها للشاي
وحدق بها وهو يراها تمسح فمها بالمنديل
الحمدلله شبعت ام ألحق اروح شغلي
فطالعها جاسم وهو يلقي الجريده جانبا
شغل ايه اللي تروحيه ما انتي استقالتي من الشركه خلاص
لتقف تنظر اليه بعلياء
وتفتكر هفضل عوطليه انا عندي اشغالي زيك
فتمتم بنفاذ صبر
سؤال وسألته من غير جدال كتير شغل ايه اللي هتروحيه
فنظرت حولها قليلا ثم طالعته
شغلي في محل البقالة والمكتب بتاعي
لتتجمد ملامحه وهو يطالعها وقبض على يديه بقوة ومال نحوها لترتبك من تحديقه بها
انت بتبصلي كده ليه
فتمتم بهدوء
قوليلي تاني كده شغل ايه اللي عايزه تروحيه
فكررت ما أخبرته به وتلك المرة بثقة أكبر
هرجع لمكتبي ومحل البقالة بتاعي
واكملت وهي تشيح بوجهها بعيدا عنه
انا عندي أملاك بديرها زيك
فنهض جاسم من أمامها قبل ان يرتكب شئ يندم عليه وصدح صوته عاليا
هدي
لتأتي هدي على صوته ركضا
نعم يافندم
فحدق بمهرة التي وقفت متعجبه من أمره
الهانم متخرجش من البيت مفهوم
فأرتبكت هدي وحركت رأسها بتفهم
هنبه على الحرس بره مافيش ليها طلوع
لتضيق عيناها پقهر
لاء هخرج
وانصرف دون كلمه أخرى فأوامره ستنفذ
وغادر الفيلا بعد ان أخبر رجاله علي بوابة الفيلا ان يمنعوا خروجها
تعجبت هدي من الأمر ونظرت لمهرة التي وقفت ساكنه في مكانها وألتمعت عيناها وركضت للأعلي تأتي بحقيبتها
وعادت تهبط الدرج لتهتف هدي بأسمها وهي تغادر المنزل
يامهرة هانم تعالي بس البيه منبه أنك متخرجيش
ولكن مهرة لم تستمع لها وذهبت اتجاه البوابه تهتف پغضب
افتح البوابه
ليحرك الحارس رأسه بأحترام وقد كان نفس الحارس الذي دوما تتشاكل معه
ممنوع يافندم البيه أمر بعدم خروجك
لتظل واقفه في مكانها تفكر في أمر خروجها والتمرد علي قراره ويأست من الحارس الذي وقف ثابت أمامها هو والأخر
ووجدت أحد المقاعد التي يجلسوا عليها الحرس وجلست عليه هاتفه
انا قاعدلكم هنا لحد ما البيه بتاعكم يرجع
الفصل الخامس والعشرون
_ رواية لحن الحياة
_ بقلم سهام صادق
دقائق أتبعتها ساعه كاملة وهي تجلس هكذا وأعين الحارسان تخترقها بتعجب وأقترب منها الحارس بهدوء
يافندم اتفضلي جوه هتتعبي من قاعدك هنا وديه أوامر واحنا لازم ننفذها
فطالعته مهرة بضيق وهي تمسح وجهها المتعرق
افتح البوابه
ليحدق بها الحارس بيأس فأشعة الشمس اليوم حاړقة وهي مازالت على رأيها
كان الحارس الآخر يتابعهم بعينيه وهو جالس بغرفة المراقبة ليتجه اليه صديقه متمتما بملل
برضوه مصممه علي قعدتها ديه
لينظر لها الحارس الذي يدعي محروس
أتصل بالبيه قوله لانها لو فضلت قاعده كده هتاخد ضړبة شمس مش عايزين نروح في داهية
فحرك الأخر رأسه وأخرج هاتفه ليهاتف سيده
تنهد جاسم بسأم وهو يوقع علي بعض الأوراق لتحمل مني الأوراق من أمامه بتعجب فهل هذه هيئة شخص متزوج من بضعة أيام
وأنصرفت على الفور ليردف ياسر لداخل مكتبه
ناظرا له بتسأل
في حاجه حصلت
فرفع جاسم عيناه نحوه مشيرا له بأن يجلس
وكاد ان يتحدث ويخبره بأشياء تخص العمل فقطعه رنين هاتفه
ايوه ياجمال
وتجمدت عيناه وهو يستمع لما يخبره به الحارس
ادي الهانم التليفون
فتحرك الحارس نحو مهرة التي أخذت تتملل من جلستها بأرهاق فطاقتها تحت
اشعة الشمس قد خارت
ووجدت الحارس ينظر لها وهو يمد هاتفه نحوها ألتقطت الهاتف سريعا كي تخبره بأن يأمر رجاله بفتح بوابة المنزل لها ولكن تجمدت في جلستها وهي تسمع صوت جاسم الحازم
انتي مجنونه في عقلك كلمة واحده يامهرة ترجعي على الفيلا ولما ارجع لينا كلام تاني
وأغلق الهاتف بوجهها فمعها فهم لا محايلة لا جدال
وطالعت الهاتف پصدمه ونهضت من جلسها وهي تعطي الهاتف للحارس متمتمه بضيق
انا اصلا تعبت من القاعده هنا
وسارت بهدوء من أمام الحارس الذي وقف يطالعها بأعين متسعه فهي قد انصرفت بهدوء دون جدال
أتسعت أبتسامة ورد وهي تهبط من سيارة كنان تتأمل المنزل الذي أمامها ومايحيطه من إطلالة ساحرة
هذا منزل العائله ورد لقد قضيت طفولتي هنا
فألتفت نحوه ورد لتجد عيناه قد غامت بالحزن
هازان كانت تعشق هذا البيت بشده
وحدق بالفراغ الذي أمامه بصمت لتقترب