الأحد 24 نوفمبر 2024

الجزء الثالث والأخير رواية بقلم نونا المصري

الجزء الثالث والأخير رواية بقلم نونا المصري

انت في الصفحة 9 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز


عن العالم أجمع فتعجبت هي من هذا الضعف المفاجئ الذي اظهره لذا همست له قائلة بصوتها العذب انا مستحيل اسيبك يا ادهم لو انت ما سبتينيش الاول خلي كلامي دا حلقة في ودانك لاني مستحيل احل عنك بعد ما قررت اني اصلح كل حاجة انت فاهم
قالت كلمتها الاخيرة بنبرة مرحة وضړبته بخفة على كتفه فشعر بالطمأنينة بعد ان سمعها توعده بالتواجد معه دائما لذا ارتسمت إبتسامة صغيرة على وجهه وقال بهمس اشبه بفحيح الافاعي خلكي فاكرة كلامك دا كويس وتأكدي

اني عمري ما هسيبك يا قلبي 
قال ذلك  فشعرت بنبرة خبيثة امتزجت في حروف كلماته التي كانت تلامس عنقها بلطف لذا تسللت إلى عقلها فكرة جعلتها تبتعدت عنه بسرعة وسرعان ما تلونت ب لون الخجل وقالت بأرتباك دون ان تنظر اليه احم انا انا هنزل دلوقتي وانت ريح شويه وبعدها تعالى علشان العشا بقى جاهز 
ثم حاولت ان تغادر الغرفة باسرع مايمكن ولكنه امسك معصمها قائلا مش بالسرعة دي 
فنظرت اليه لتجد ابتسامة صفراء ممزوجة بالخبث قد خيمت على زاوية شفتيه  كنتي عايزة السلسة بتاعتك يا مريم اهي قدامك بقى يلا تعالي علشان تاخديها 
قال ذلك ثم اخرج القلادة من تحت قميصه واخذ يحركها يمينا ويسارا امام نظر مريم التي زاغت عيناها وقالت بارتباك لو لو كانت عجباك يبقى خليها في رقبتك انا مش عايزاها 
قالت ذلك وارادت التملص من قبضته القوية التي كانت تمسك بمعصمها فاتسعت ابتسامة الخبث على وجهه واقترب منها بخطوتين حتى اصبح واقفا امامها كالجدار البشري بذلك الجسد الرياضي المثالي وطوله الفارع وحلته السوداء التي زادته جاذبية مما جعل الكائن الصغير الذي كان يختبئ خلف ضلوعها يكاد يفر هاربا من صدرها تجمدت اطرافها وكاد نفسها ان ينقطع حين انحنى بوجهه بالقرب من وجهها الاحمر وهمس لها قائلا طيب مش عايزه نكمل كلامنا بتاع الصبح 
وبعد حرب المشاعر تلك أبتعد عنها ببطء ثم نظر إلى وجهها وهي تحني رأسها بخجل شديد مما جعله يبتسم ويعانقها برقة هامسا في اذنها هنكمل كلامنا بعد العشا يا حلوه خليكي فاكرة الكلام دا كويس 
ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها ممزوجة بالخۏف والقلق وافكار كثيرة تسللت إلى عقلها جعلتها تذهب برحلة الا وعي الفكري ولكن سرعان ما سمعت طرقعة اصابع اعادتها الى الواقع حيث رأته واقفا امامها بعد أن خلع سترته السوداء ورفع اكمام قميصه الابيض نظرت إليه ولم تقل شيئا بينما امسك هو بيدها اليمنى وطبع عليها قبلة لطيفة وبعدها ابتسم قائلا يلا عشان ننزل نتعشا 
رمشت مريم عدة مرات وهي تنظر إليه وسرعان ما نظفت حلقها وقالت بتوتر اوك 
نزلا الى حيث كان الجميع جالسين حول مائدة الطعام الفاخرة فجلس كل من ادهم ومريم بجانب بعضهما في جهة اليمين ومن ثم بدأوا يتناولون العشاء وهم يتحدثون بأمور كثيرة اهمها المشكلة التي حدثت في الشركة 
تسارع في الاحداث الساعة العاشرة مساء 
صعدت برفقته الى الغرفة بينما كانت خائڤة جدا او لنقول مړعوپة كما لو انها شاة تم جرها الى المسلخ ليذبحوها وما ان اغلق باب الغرفة حتى تحرك نحوها بخطوات رزينة ثم وقف خلفها واحاط خاصرتها بينما استقر رأسه على كتفها وانفه يداعب خصلات شعرها الذي يشكل له هوسا برائحته الخلابة همس في اذنها بحبك يا مريم وعايزك تبقى جنبي على طول 
اما هي فكانت خائڤة جدا نعم تحبه لا بل تعشقه ولكن فكرة ان يتكرر ما حدث سابقا في تلك الفيلا الكئيبة جعلتها تخافه كثيرا 
افعى وقالت بنيرة مرتبكة وهي تعاود تغطية كتفها انا تعبانه يا ادهم وعايزه انام 
قالت ذلك ثم استلقت
على السرير وأعطته ظهرها ولكن تصرفها كان متوقعا بالنسبة له فلحق بها وجلس بجانبها ثم قبل كتفها قائلا مالك يا حبيبتي ما احنا كنا كويسين من شوية 
اجابته دون ان تنظر من فضلك يا ادهم انا عايزه انام دلوقتي 
ابتسم ادهم وهو يمرر يده على ذراعها قائلا انتي مكسوفه يا مريم متتكسفيش يا عبيطة انا جوزك !
اغمضت مريم عيناها بشدة وقالت بصوت مرتجف
مش مكسوفه 
فاتسعت ابتسامته ثم اقترب منها وهمس في اذنها اساسا مفيش حاجة
بتكسف احنا متجوزين ودا شيء عادي 
ابتعد ادهم عنها بسرعة عندما سمع صوتها المرتجف واستشعر الخۏف الذي سرى في جسدها فنظر إلى وجهها ووجد الدموع تغطيه مما سبب له صدمة فسألها بنبرة مټألمة انتي لسه
پتخافي مني يا مريم !
ضغطت مريم على الغطاء بينما كانت تغمض عينيها ولم تعلق بل اكتفت بالبكاء الصامت الذي اثار جنون ادهم فاستلقى بجانبها فورا وعانقها بشدة هامسا في اذنها ششش متعيطيش يا حبيبتي لو انتي مش عايزه مش هقرب منك ابدا بس ارجوكي بلاش ټعيطي 
ازدادت مريم بالنحيب بين ذراعيه مما جعله يعانقها اكثر قائلا اسف والله العظيم مكنتش عايز اخوفك مني بس اللي حصل كان ڠصب عني لاني كنت متعصب اوي 
فقالت من بين شهقاتها ارجوك اديني فرصة لغاية ما انسى اللي حصل انا بوعدك لما ابقى جاهزه هقولك بس بلاش تضغط عليا 
قبل ادهم جبينها وغمغم بصوت يغلبه الانكسار بوعدك يا مريم مش هلمسك طلما انتي مش موافقة ودا وعد شرف مني ليكي بس ارجوكي بلاش تبعديني عنك 
فقالت بعد ان هدأ روعها قليلا مش هبعدك يا ادهم بس ايه رأيك اننا نتعرف على بعضنا الاول احنا مخدناش الفرصة دي في علاقتنا وفي حاجات كتيرة متعرفهاش عني زي ما انا معرفش عنك كتير 
أبعدها ادهم عنه قليلا ثم نظر إلى وجهها وقال لو دا هيخليكي تبقى مبسوطة فانا هعمل كل اللي انتي عايزه 
احاطت يديها حول صدره واسندت رأسها عليه قائلة بنبرة حزينة متزعلش مني يا حبيبي بس انا عايزاك تصبر عليا لغاية ما اعدي المرحلة دي 
ادهم قولتك مش هلمسك يا مريم غير اما تطلبي انتي ثقي فيا يا روحي 
مريم انا واثقة فيك 
أخذ ادهم يملس شعرها بيده وعلامات الانكسار تعلو وجهه لان مريمته معشوقته الصغيرة ما تزال خائڤة منه بسبب معاملته الخشنة التي عاملها بها سابقا فكره نفسه في تلك اللحظة حد المۏت لأنه جعلها تتألم في ما مضى وتمنى لو انه ماټ قبل ان يفعل ذلك فاحاطها بيديه اكثر وهمس لها قائلا قوليلي بقى انتي عايزه تعرفي عني ايه
رفعت رأسها قليلا ثم نظرت اليه قائلة لو سألتك عن حاجة مش هتزعل مني 
ابتسم ثم امسك انفها واخذ يداعبه قائلا انا مستحيل ازعل منك يا قمر 
فابتسمت واردفت طيب قولي مين هي ميرا
في تلك اللحظة تغيرت تعابير وجهه ادهم لتصبح متشنجة وجادة فأبتعد عنها وجلس وسألها انتي سمعتي اسمها فين 
جلست مريم ايضا وقالت فاكر لما رجعنا من السفر انا سمعت معاذ قال انك اخيرا قدرت تتجوز وتنسها كنت بتحبها مش كدا 
فنظر ادهم اليها مطولا ثم تنهد وغطى وجهه بيديه قائلا بتعب كانت اكبر غلطة في حياتي كلها بسببها بقيت بكره كل الستات وبقى قلبي قاسې مبفكرش غير في نفسي وبس 
امسكت مريم يده وسألته بنبرة مټألمة للدرجة دي بتحبها يا ادهم 
شعر ادهم بالحزن الذي كان يرافق صوتها لذا نظر اليها فوجد عيناها اغرقت بالدموع فما كان منه سوى ان يحتويها بذراعيه قائلا کنت بحبها من زمان اوي يعني من تسع سنين بس بعد ما قابلتك بقيتي كل حاجة بالنسبة لي انتي حبيبتي الوحيدة وهتفضلي كدا لغاية ما يجي اليوم اللي ھموت فيه 
شعرت مريم بالراحة من كلامه فقالت وهي تسند رأسها على صدره طيب ايه اللي حصل بينك وبينها 
قال وهو يملس شعرها براحة يده اللي حصل انها كانت ماتستهلش الحب والثقة اللي اديتهم ليها وطلعت وحدة خاينه وكانت كانت بتخدعني طول الوقت علشان فلوسي وانا لاني بحبها وثقت فيها 
ثم اخذ يحكي لها قصته مع ميرا عندما كان في اميركا واخبرها كيف خدعته لتحصل على المال وكيف هربت هي وحبيبها المدمن وكيف سخر منهما القدر وجعلهما يتعرضان لحاډث سيارة مروع اسفر عن مقتلهما معا فأبتعدت مريم عنه بسرعة وقالت بدهشة هي
ماټت !
أومأ لها برأسه قائلا ايوا ودا اللي قهرني انها ماټت ببساطة كدا من غير ما اخد حقي منها ومن ساعتها وانا قفلت على قلبي ومقربتش على اي ست غيرك انتي لانك الوحيدة اللي حبيتها من كل قلبي حتى اكتر من ميرا نفسها 
بعد قوله ذاك تجمعت الدموع في عيون مريم ولم تشعر بنفسها عندما عانقته بقوة وغمغمت قائلة انا بوعدك اني هعوضك عن كل اللي حصلك بسببها بس اصبر عليا يا ادهم مش عايزه منك غير انك تصبر عليا وتديني شوية وقت لغاية ما
انسى 
فعانقها ادهم بدوره واردف وانا قولتلك يا حبيبتي مش هقرب منك ابدا غير اما تبقي جاهزه 
قال ذلك ثم قبل جبينها واضاف يلا علشان ننام 
تسارع في الاحداث 
انطوى الليل بظلامة وحل مكانه فجر يوم جديد فاشرقت الشمس لتبعث شعاعها الذهبي الذي انتشر في سماء مصر استيقظت مريم قبل ادهم الذي كان نائما بعمق وارتفعت بجسدها قليلا ثم اخذت تحدق به بنضرات تفيض
حبا
مدت يدها واخذت تملس شعره الكثيف قائلة بهمس بوعدك يا حبيبي هنسيك كل الۏجع اللي عشته بسببي وبسبب البنت اللي اسمها ميرا دي ومن النهاردة مش هتشوف غير السعادة والفرح 
قالت ذلك ثم طبعت قبلة صغيرة على جبينه وبعدها نهضت ودلفت الى حمام
الغرفة حتى تستحم بينما استمر هو في نومه وكأنه سقط في غيبوبة من شدة التعب والإرهاق حيث كان اليوم السابق مرهق جدا بالنسبة له 
اما في منزل العم أمين 
فخرجت الهام من غرفتها وهي ترتدي ملابس الخروج ونظرت إلى امها التي كانت تضع الفطور على الطاولة وقالت انا هخرج يا ماما 
نظرت اليها امها وسألتها هتروحي فين يا بنتي
الهام هروح ادور على شغل بدل ما افضل قاعدة كدا من غير ما اعمل حاجة 
الأم ومالو ربنا يسهلك بس ليه ما تطلبي من مريم انها تكلم جوزها علشان يرجعك تشتغلي في شركته 
الهام لا يا ماما هيبقى شكلي وحش لو عملت كدا متشغليش بالك انتي بس ادعيلي 
رفعت المراة يديها تدعي لأبنتها قائلة ربنا يوفقك يا الهام يا بنتي ويبعتلك ابن الحلال اللي يسعدك ويحفظك 
فابتسمت الهام
 

10 

انت في الصفحة 9 من 13 صفحات