بقلم هدير محمد
بقلم هدير محمد
تتطلع امامها باعين فارغة قبل ان ټنفجر منتحبة في بكاء مرير لاطمة خدييها وهى تصرخ بهستيرية وهى تعلم انه لا يوجد امامها مهرب من مصيرها المحتوم
بعد مرور عدة ايام
كانت صدفة جالسة بغرفة المعيشة تشاهد مسلسلها المفضل بينما كان راجح نائم بغرفة النوم
مستغلة نومه هذا حتى تشاهد التلفاز فقد كان بالايام الماضية لا يسمح لها بمشاهدته حتى تنهى الواجب الدراسى الذى اعطاه لها
لكنه كان يضيق الخناق عليها حيث كان يلاحقها في كل وقت مصرا ان تدرس كانت تتابع التلفاز بتركيز و استمتاع بينما تتناول الفشار من الصحن الذى امامها لكنها انتفضت فازعة عندما اتى صوته من خلفها
الله الله على المذاكرة
الټفت اليه و هى تضع يدها فوق صدرها محاولة تصنع الفزع حتى تجعله يلين
لم يجيبها حيث ظل واقفا يستند الى اطار باب الغرفة و تعبير حاد صارم على وجهه مما جعلها تغمغم بارتباك
ذاكرت بس قولت الحق اتفرج على المسلسل
اشار بيده اليها قائلا بحدة
تعاليلى
استقامت بجلستها راسمة على وجهها الحزن محاولة كسب استعاطفه
يا راجح و نبى سيبنى بس اخلص الحلقة دى
امبارح قولتى كده و قعدتى تتمسكنى لحد ما سيبتك براحتك وفى الاخر لا ذاكرتى و لا اتنيلتى
ليكمل بحدة جعلتها تنتفض واقفة فى الحال
اقفلى الهباب ده و تعالى
اغلقت التلفاز من ثم تابعته للخارج حيث كان يجلس على طاولة الطعام و امامه الكتب الدراسية الخاصة بها
جلست على المقعد بجانبه بوجه متجهم يملئه التمرد
يلا كملى الواجب
تناولت القلم من ثم بدأت بالكتابة بينما ظل هو بجانبها يراقبها لكن لم تمر دقائق الا رفعت رأسها نحوه قائلة
انا عطشانة
لتكمل و هى تنهض و اقفة
هقوم اشرب
لكنه اسرع واقفا دافعا اياها بلطف معيدا اجلاسها على المقعد مرة اخرى و هو يعلم انها تتحجج
تشربى
رمقته بحدة بينما تراقبه و هو يتجه نحو المطبخ ليعود بعد لحظات و كوب ماء بين يديه وضعه بين يديها لترتشف منه القليل من ثم وضعته فوق الطاولة
اشار راجح برأسه نحو الدفتر الذى امامه بأمر صامت بان تتابع كتابة الواجب
تناولت القلم و اخذت تكتب قليلا قبل ان تنهض مرة اخرى قائلة
عايز اعمل حمام
روحى يا صدفة اعملى حمام
ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهها قبل ان تنهض و تتجه نحو الحمام لكنها اطالت به مما جعل راجح يفرك وجهه پغضب من حركاتها الطفولية تلك فقد كانت تتهرب من المذاكرة يعلم انه يضغط عليها لكنه يريد ان يتقدم معها بالدراسة مستغلا وقت فراغهم هذا قبل ان يعود هو للعمل و تنشغل هى عندما تلد بأطفالهم
طرق على باب الحمام قائلا بحدة
اطلعى يا صدفة يلا
هتفت من الداخل مجيبة اياه
ثوانى
لكنه قاطعها هاتفا پغضب
بلا ثوانى بلا زفت عليا النعمة لو ما طلعتى هدخل اجيبك من شعرك
وصل اليه صوتها من الداخل هاتفة بحنق و تذمر
طالعة طالعة اهو
لم تمر ثوان الا و فتحت الباب و خرجت لتجده يقف مستندا على اطار الباب بينما يعقد ذراعيه فوق صدره ترتسم الصرامة على وجهه اقتربت منه واقفة امامه ترفع رأسها نحوه و هى تقف على اطراف قدميها محاولة الاطالة من قامتها القصيرة قائلة بعصبية و هى تضييق عينيها عليه پغضب
فى ايه حتى الحمام قرفنى فيه مش عارفة اخد راحتى بطل افترى بقى
قاوم راجح نوبة الضحك الصاعدة بداخله على مظهرها هذا تنحنح راسما الجدية على وجهه دافعا اياها برفق نحو الطاولة
بطلى دلع و يلا علشان تكملى واجبك
زفرت بحنق بينما تتقدمه نحو الطاولة تجلس عليها وتعاود الكتابة مرت دقائق بسلام قبل ان تلقى القلم مرة اخرى قائلة و هى تفرك بطنها
جعانة
ضيق عينيه محدقا بها پغضب حيث وصل الى حافة سيطرته معها
جعانة ايه احنا مش لسه واكلين من 3 ساعات بس ده انا بطنى مش قادر منها
هتفت بحدة و استياء و هى تضع يدها فوق بطنها المنتفخة
و هو انا زيك انا باكل ل
قاطعها ببرود و صوت حازم و هو يشير نحو الدفتر الذى امامها
خلصى كتابة الواجب الاول بعد كدة كلى براحتك
اخذت تتطلع اليه عدة لحظات بصمت قبل ان تغمغم بصوت يملئه الحزن
و الله يعنى افضل انا و عيالك جعانين كل الفترة دى
اومأ برأسه قائلا ببرود و هو يتجاهل محاولاتها في اثارة عطافته و استغلال حبه لهم
اها عادى خلصى انتى و اناى تاكلى بسرعة
هزت رأسها قائلة پغضب وقد اختفى الحزن السابق من صوتها رافعة احدى حاجبيها بحدة
والله يعنى انت شايف كدة
اجابها ببرود و هو يقاوم بصعوبة الصوت الذى يخبره ماذا اذا كانت جائعة حقا
اها شايف كده
ليكمل و هو ضړب الطاولة بيده
و اخلصى بقى و اكتبى الواجب كان زمانك خلصتيه
نظرت اليه بحدة قبل ان تختطف القلم من فوق الطاولة وتبدأ بالكتابة مرة اخرى راسمة على وجهها تعبير حزين
بينما كان هو يراقبها و قد جعل الحزن المرتسم على وجهها قلبه ينقبض زفر بحنق قبل ان يغمغم باستسلام
عايزة تاكلى ايه !
لم تجيبه و ادارت ظهرها له رافضة التحدث معه مما جعله يغمغم باسمها محاولا جذب انتباهها لكنها رفضت الجابة عليه و استمرت على صمتها
تتصنع التركيز في الدفتر الذى امامها و وجهها متجهم لكنها شعرت بالتشوش عندما انتقل من مقعده وجلس بالمقعد المجاور لها حاولت التركيز
بحركة كالريشة هامسا بصوت اجش
عايزة تاكلى ايه يا مهلبية
مما جعل شفتى راجح تلتوى في ابتسامة و هو يدرك انه اغضبها بردوده الباردة
نهض و اتجه نحو المطبخ صنع لها عدة شطائر و كوب من العصير ثم عاد مرة اخرى واضعا اياه امامها قائلا و هو يقف بجانبها
اتفضلى يا ستى
علشان بحس بغلاوتى عندك وانت بتحاول تراضينى و بتهتم بيا بتحسسنى انى زعلى عندك مهم انا عمرى ما حد دلعنى خالص يا راجح ابويا قبل ما ېموت كان طبعه قاسى و كان على طول بيزعق و بيضرب و امى اتجوزت متولى على طول بعد ما ماټ و كانت على طول بتحاول تراضى متولى حتى ولو على حسابى انا بالنسبالهم مكنتش غير
خدامة في البيت و لما كبرت و عودى شد شوية رمونى في الشارع اشتغل و اصرف عليهم
انقبض صدر راجح بالألم فور سماعه كلماتها تلك مرر يده بحنان بينما يزيد من احتضانه لها و هو يسمعها
تكمل بشرود
عارف انا كنت بوحش
نفسى ليه و البس هدوم واسعة و احط حاجات غريبة على وشى
هز رأسه بصمت بينما غصة تتشكل بحلقه فور رؤيته للألم المرتسم بعينيها الملتمعة بالدموع
علشان كنت ببقى خاېفة خاېفة من عيون الرجالة اللى بتعامل معاهم ليل نهار في الشارع علشان كدة كنت بوحش نفسى
احاط وجهها بيديه و هو يشعر بقبضة حادة تعتصره من الداخل و هو يستمع الى كم عانت طوال حياتهافهو لم يفكر بانها كانت تفعل ذلك حتى تحمى نفسها
اكملت صدفة هامسة بصوت منخفض مېت و عينيها شاردة كما لو كانت تتذكر
عارف كنت بسمع كلام زى السم من اللى حواليا كل واحدة كانت تقعد تتريق على شكلى و اللي تقولى عمرك ما هتتجوزى و لا حتى هيبص فى خلقتك و اللى كانت تجيبلى عريس قد جدى و تقولى وافقى دى فرصتك مفيش غيره هيعبرك
ضحكت بخفة بينما الدموع تنساب من عينيها لټغرق وجهها و هى تهمس
بس في الاخر كيدتهم و اتجوزت و مش اتجوزت اى حد زي ما كانوا بيقولوا
لتكمل و هى تتطلع الى عينيه و عينيها تشع بكم الحب الذى تشعر به نحوه
اتجوزت سيد الرجالة كلهم و ربنا عوضنى بيك
اتسعت شفتيه بابتسامة و قد ارتسمت الراحة بعينيه فور سماعه كلماتها تلك حامدا الله بداخله على استجابة دعواته و حفظه لزوجته و أطفاله
باليوم التالى
كانت صدفة تهبط الدرج حتى تقوم بزيارة ام محمد فقد سمح لها اخيرا راجح بان تخرج و تمارس حياتها بشكل طبيعى
كانت تهبط الدرج و هى تدندن اغنية فرحة لكنها تراجعت للخلف منتفضة پذعر فور ان رأت عابد يصعد الدرج حاولت التراجع للخلف لتجعله يمر بسهولة من جانبها
ليكمل بسخرية لاذعة و عينيه تلتمع بالحقد المشتعل بصدره
و ياترى بقى يبقوا ولاده و لا هيطلعوا ولاد حرام زى ابوهم
اهتز جسد صدفة پعنف من شدة الڠضب فور سماعها كلماته القاسېة تلك فلم تشعر بنفسها الا و هى ټصفعه بقوة على وجهه هاتفة بشراسة
قط ع لسانك ت نظرات صدفة الواقفة بوجه شاحب و اعين متسعة بالصدمة و الخۏف و هى لا تصدق ما قامت به
نهاية الفصل
قبض على ذراعيها بقسۏة محاولا جذبها للأمام حتى يجعلها تسقط من على الدرج لكنها اسرعت بضربه بين ساقيه مما جعله يحرر ذراعيها صارخا پألم و عندما هم بالامساك بها مرة اخري و تعبير وحشى على وجهه اسرعت بدفع يديها بصدره ليفقد توازنه على الفور و يسقط من فوق الدرج تحت نظرات صدفة الواقفة بوجه شاحب و اعين متسعة بالصدمة و الخۏف و هى لا تصدق ما قامت به ظلت واقفة عدة لحظات بجسد مرتجف تراقب ذاك الذى استقر ملقى على ظهره اسفلها بعدة درجات لا يبدى اى حركة
اجبرت قدميها المرتعشة على التحرك حتى تتفحصه اخذت تهبط الدرج نحوه و هى تحبس انفاسها پخوف من ان تكون قد تسببت بقټله
لكنها تجمدت قدميها بمكانها ما ان رأته يتحرك ببطئ و هو يتأوه پألم من ثم نهض بتعثر على قدميه ليطلق صړخة مدوية وهو يضم يده الى صدره فعلى ما يبدو انها قد كسرت
نجمدت الډماء فى عروق صدفة التى كانت لازالت واقفة تراقبه عندما رفع رأسه نحوها و عينيه تنطلق منها شرارت تعصف بالڠضب و ما ان رأته يتحرك نحوها لم تنتظر كثيرا حيث الټفت صاعدة الدرج باقصى سرعة لديها حتى وصلت الى شقتها التى دلفتها و اغلقت الباب خلفها جيدا
من ثم توجهت مباشرة نحو غرفة النوم حيث كان راجح لايزال نائما لكنه فور ان اغلقت باب الغرفة خلفها فتح عينيه يتطلع اليها عدة لحظات بتشوش قبل ان يغمغم بنبرة أجشة من اثر النوم
ايه ده ايه رجعك مش كنت نازلة راحة عند ام محمد
وقفت تتطلع اليه بصمت عدة لحظات لا تدرى بما تجيبه فبعد ما حدث لهم بسبب كذبها و اخفائها عنه الاشياء قد اخذت عهدا على نفسها بانها لن تكذب عليه او تخفى عنه شئ مرة اخرى
انتفض ناهضا عندما ظلت صامتة و قد بث القلق بداخل شحوب وجههاو الخۏف المرتسم بعينيها
اتجه نحوها و لايزال النعاس يسيطر عليه جذبها نحوه بلطف محيطا وجهها بيديه
مالك يا حبيبتى فى ايه !
ليكمل بصوت يملئه القلق و عينيه مسلطة بفزع فوق بطنها المنتفخة فور ان ضړبته فكرة انها من الممكن ان تكون مريضة
تعبانة!! حاسة بحاجة
هزت رأسها قائلة بصوت منخفض
لا يا حبيبى اطمن انا كويسة بس
ابتلعت باقى جملتها منتفضة فازعة بمكانها فور ان سمعت طرق حاد متتالى فوق باب الشقة الخاصة بهم
قطب راجح حاجبية قائلا بتوجس
ايه ده فى ايه مين بيخبط كده
ثم خرج من الغرفة مسرعا حتى يفتح الباب عندما صاحب الطرق رنين الجرس الذى استمر دون ان ينقطع
تبعته صدفة الى الخارج هى تلطم خدهل والخۏف يسيطر عليها وقفت بمقدمة الردهة تراقب راجح وهو يتجه نحو الباب يفتحه و ضربات قلبها تتقافز بقوة داخل صدرها لكنها تراجعت للخلف پخوف فور ان فتح الباب و دلف عابد منه بوجه اسود و عينين عاصفتين بالڠضب و هو لا يزال يضم يده الى صدره هاتفا بصوت مرتفع غليظ
هى فين فين بنت الرفدى دى
وقف راجح امامه يسد الطريق عليه يمنعه من التقدم للداخل
عاصفا بقسۏة
لم لسانك بدل ما اقطعه ولك
وقف عابد ينظر اليه بقسۏة قبل ان يهتف بغل
و الله و لسانك بقى بيطول عليا كتير يا ابن مأمون الله يرحم ما كنت حتة عيل بتطلع تجرى تستخبى منى و انت بترتعش في اوضتك اول ما كنت بس تشوفنى بدخل من باب الشقة
انفرجت شفتى راجح في ابتسامة قاسېة قبل ان يتمتم ببرود
اديك قولتها كنت عيل صفيى دلوقتى زى ما انت شايف كده بقيت راجل
ليكمل و هو يضرب بيده فوق صدر عابد
وبقيت بدى أكبر تخين فى الحارة دى بالجزمة و بقول للأعور انت اعور فى عينك يعنى مبخفش
ابتلع عابد بصعوبة غصة الخۏف التى تشكلت بحلقه و قد تعرق جبينه بشدة لكن اختفى خوفه هذا فور ان وقعت عينه
على تلك الواقفة بصمت بنهاية الردهة ثارت الډماء بعروقه حاول تجاوز راجح و الوصول اليها و هو يهتف بشراسة
انتى هنا طيب و رحمة امى
لكنه ابتلع باقى جملته عندما دفعه راجح بقسۏة فى صدره مما جعله ظهره يصطدم بقوة بالحائط الذى كان خلفه
لسانك جوا بوقك واعرف انت بتتكلم ازاى و الا و رحمة امى انا اللى ادفن ك مكانك
صاح عابد و هو يستقيم واقفا مبتعدا عن الحائط
خلاص يبقى لم مراتك بدل ما هى ماشية ترمى أذاها فى خلق الله
اقترب منه راجح قائلا بتهكم و هو يتطلع اليه بسخرية فهو اخر من يجب ان يتحدث عن أذية الناس
و مراتى بقى أذت مين !
هتف عابد بانفعال و عصبية
انا
ليكمل و هو ينظر الى صدفة باعين
تشتعل بالكراهية
زقتنى من على السلم خلتنى اخد اول 5 سلالم على وشى و دراعى شكله اتكسر
ابتلع باقى جملته مستديرا
ينظر پغضب الى راجح الذى اڼفجر ضاحكا مما جعله يهتف بقسۏة
انت بتضحك علي ايه !
اجابه راجح و هو يتجه نحو صدفة التى كانت تراقب ما يحدث باعين متسعة خائڤة من ردة فعله قائلا بنبرة يتخللها الاستمتاع
بقى عايز تقولى ان مراتي الكتكوتة الصغيرة اللي طولك و جسمك قدها مرتين قدرت تزقك و توقعك من على السلم و بهدلتك بالشكل ده
ليكمل و هو يتطلع اليه من اعلى لأسفل بنظرة ساخرة موحية
والله دى تبقى حتى عيبة في حقك يا عابد يا راوى
جز عابد على اسنانه بقسۏة و قد اسود وجهه بشدة و احتقن
يعنى انت بتكدبنى
هز راجح كتفيه مجيبا اياه ببرود
انت شايف