رواية جديدة بقلم رحمة السيد
رواية جديدة بقلم رحمة السيد
انا السبب انك ماتعرفيش تشوفيه!
إنطلقت تلك الاجابة من بين شفتاها قاصدة إختراق هالة الشك التي غلفت عقله كليا
ده واحد كان بيحبني من أيام ما كنت عايشة في منطقتنا ولسه لحد دلوقتي بيطاردني واضطريت أقوله كده علشان يسيبني في جالي!
كدابة
هدر بها يونس منفعلا بغير تصديق وهو يضغط على ذراعها بقبضته أكثر متعمدا إيلامها... وعقله يكاد يهلك من فرط الأفكار والتساؤلات التي تحيط به كالحلزون ويدور هو حولها بلا هوادة...!!!!
والله مش بكذب يا يونس لازم تصدقني المرادي
ترك ذراعها فجأة.. ليلتقط أنفاسه اللاهثة من فرط إنفعاله ثم قال بلهجة آمرة مشيرا للهاتف الذي تقبض عليه بيدها
إتصلي بيه دلوقتي قدامي عشان أصدق لأني معنديش ثقة فيكي ولو واحد في الميه!
فأجبرت على النطق محاولة الدفاع عن نفسها بحروف مبعثرة كحالها
فنفضها تاركا إياها بنفس القسۏة وهو يشير برأسه نحو الهاتف وكأنه لم يسمعها
إتصلي وافتحي الاسبيكر
ناشدت الله بكل الطرق التي تعرفها في سرها فقط لا يفضح أي شيء... لا تحترق من أي جانب يا الله....
وبالفعل إتصلت بذلك اللعېن ليأتيها صوته البارد قائلا بتسلية
فتمتمت ليال بصوت من المفترض أنه غاضب ولكنه خرج باهتا مړتعبا كما لم تكن يوما
قررت إيه يا متخلف أنت أخرج من حياتي بقا !!
زجرها يونس بعيناه بتحذير لتتعامل بهدوء وبتلقائية تناسب علاقتهم التي لا يدري ما ماهيتها...
ليسمع ذلك الحقېر يتابع بنفس البرود المستفز
فقاطعته ليال بسرعة مزمجرة بهلع خوفا من إكمال جملته
قولتلك متتصلش بيا تاني ابدا وأخرج من حياتي مش عايزه أعرفك تاني ابدا
فأكمل هو وكأنه لم يسمعها
لأن زعلي يعني يونس باشا يعرف كل حاجة حصلت وبالتالي زعله هو كمان وإنتي اكيد عرفتي إن زعله وحش اوي يا ليلو !!
ولكن الان وقد إتضح للأسف أنه محق وأنه لم يكن ثمل كما قالوا بل كان مخدر ولكنه حينما أتاه جمال ورآه لم يكن مخدر بالكامل...!
يوووه ما تردي يابت انتي
اخلصي!
أغلقت ليال الخط باندفاع قبل أن ترفع عيناها بترقب ليونس الذي لم يحرك ساكنا كان جامد المحيا... ملامحه لا تنطق بما يعبث بعقله!!..
لتهمس ليال مبتلعة ريقها بصوت مبحوح
يونس أنا آآ.....
فسألها يونس بصوت بارد خاوي من كل المشاعر الإنسانية
إنتي حبتيني فعلا في يوم من الأيام يا ليال
في البداية لم تستوعب ليال سؤاله ولكنه قد أحسن تقديم لوحة السؤال لها لترسم عليها الأجابة الوحيدة التي تتفن في رسمها والتعبير عنها فراحت تجيب دون تردد بنبرة مبحوحة
اكتر من اي حد واي حاجة في الدنيا دي والله العظيم
كدابة انتي كدابة اللي بيحب حد مستحيل يأذيه بالطريقة دي مستحيل يجبره على حاجة ويعمل حاجة هو عارف إنها هتوجعه جدا
ثم لمحت طيف حنين مشوب بالألم وهو يستطرد
مستحيل يحرمه من حاجة هو بيحبها ويوجع قلبه كده انتوا ليه عملتوا فيا كده ليه بتحقدوا عليا بالطريقة دي وانا عمري ما رضيت الأذية لحد بقصد او بغير قصد
ثم دفعها بعيدا عنه يرمقها بنظرات مزدردة وكأنها وباء
انتي واحدة أنانية متعرفش يعني إيه حب أصلا واحدة عملت كده لأسباب شخصية وتغاضت النظر عن أي حاجة تاني!
لم يستطع كبت تعجبه حينما إستكان صووت ليال المقارب للبكاء ليصبح ابتسامة غريبة لا حياة فيها ولا مرح...
ثم قولها الهادئ الساخر الذي ينافي ما تصرخ به عيناها المتحجرة بالدموع
بجد!! بعد كل الاستنتاجات العظيمة دي پتكرهني لا برافووو بجد
ثم صارت تصفق ببطء إلى أن توقفت وهي تحدق به لينقلب هدوئها لثوران وجنون تام وهي تمسكه من ياقة قميصه مزمجرة فيه پجنون
بعد كل حاجة عملتها عشان اوصل لقلبك پتكرهني بعد ما رميت حياتي ورا ضهري پتكرهني بعد ما استحملت كل الاھانة دي پتكرهني!!
مين قالك اني محاولتش أطلعك
من حياتي أنا حاولت أنتحر من اليأس حاولت اخنق نفسي وأموت وأخلص زي ما انت بتتمنى كل يوم وبتحاول تخنقني بس فشلت...
ثم أشارت لرسغها بهيستيرية وأردفت
حاولت أقطع شرايين ايدي وبرضو فشلت حتى المۏت فشلت فيه!!
ثم زمجرت فيه بصوت عالي مبحوح حتى شعرت أن حبالها الصوتية كادت تمزق
مكنتش لاقيه سبب إني أعيش بعد ۏفاة ماما ولما عملت اللي عملته فكرت إني بفتح باب اقدر اوصلك من خلاله وخاطرت بكل حاجة وبعد كل ده پتكرهني
اكرهني يا يونس اكرهني... اكرهني
فأمسك هو يداها بقوة يحاول إيقافها وهو يزجرها بحدة خفيفية
اهدي ليال اهدي... بقول اهدي
ولكنها لم تهدئ ابدا... كانت في حالة هيستيرية تماما.... ألم تكفيها قسۏة والدها وتصرفاته الغير إنسانيه ولا أبوية ابدا... ألا يكفيها ټهديد لعين بحياة والدها تتذكره كل ليلة قبل أن تنام... ليأتي هو ويكمل عليها.....!!!
فلم يفعل هو سوى ما أتى بعقله ليخرجها من تلك الحالة الهيستيرية فكبل يداها بيد واحدة خلف ظهرها وباليد الاخرى كان يثبت وجهها و... مضطربة المشاعر ومتأججة العاطفة...!
مطلقا الحرية لشعور ماكر كان متخفيا تحت ظلال الكره والاشمئزاز لينطلق مدغدغا أعماقه.. متناثرا داخله هنا وهناك... مسيطرا على جزء ملحوظ منه.....
بينما هي كانت مسلوبة الانفاس تحاول إستدراك ما يحدث... ولكنها لم تعي ابدا...
أبتعد يونس اخيرا حينما شعر بحاجتهما للهواء
هديتي وفوقتي ولا لسه عايزه تفوقي!
... ركضت نحو المرحاض لتدلف ثم تغلق الباب خلفها لتحبس نفسها به.... وتأخذ نفسا عميقا........
بينما يونس لم يختلف حاله كثيرا لا يدري لم فعل ذلك ولا كيف... لا يدري إن كان فعله ليخرجها من تلك الحالة ام استجاب لوسوسة عاطفية غريبة بإذنيه ولكنه يشعر بشيء غريب.. لا يشعر بالندم يمزقه إربا كالمرة السابقة... !!
إجتمع كل من بالمنزل على صوت طه الذي إقتحم القصر تتبعه زوبه وهو ېصرخ مناديا بصوت عالي همجي
أيسل إنتي فين تعالي يا شيطانة اظهري يا حجه فاطمة
اقتربت منه فاطمة بسرعة تردد بدهشة وتعجب
في إيه هو أنت داخل زريبة !!
ولكنه لم يرد عليها بل أشار نحو أيسل التي وقفت أمامهم بكل برود راسمة ابتسامة ثلجية مقصودة وزمجر
هي دي اللي ربتيها احسن تربية وعلمتيها أحسن تعليم علمتيها تبقى شيطانة وتقطع أكل عيش الناس
فضحكت أيسل دون مرح وهي تتشدق بازدراد
أكل عيش مقرف ومقزز زي كل حاجة في حياتكم!
بينما فاطمة تردد مدهوشة لا تستوعب شيء
تقطع اكل عيش إيه وشيطانة مين خليك دوغري وقول انت عايز ٱيه يا راجل أنت!
فاقترب طه
من أيسل وتابع بنفس الانفعال المغتاظ
فشهقت فاطمة وهي تستوعب التهمة التي يلقيها على أيسل فراحت تردد دون لحظة تردد واحدة
لأ طبعا أنت بتقول إيه أيسل هتعمل كده ازاي وليه أصلا !
فأشار طه نحو أيسل ساخرا بمرارة
اهي قدامك اهي اسأليها انا جاي عشان