رواية جديدة بقلم رحمة السيد
رواية جديدة بقلم رحمة السيد
قاسم اتزانه وهو يخبرها في هدوء مبتسما
طب يلا يابت يا شقية انتي اطلعي لجوزك زمانه خلص مع السباك ومحتاج ياخد دوش وحد يجهزله هدومه وفطار عشان يروح شغله
اومأت ليال برأسها بسرعة وهي تقف مقتربة برأسها منه قليلا
انت تؤمر يا قمر...
...................................................
وبالفعل صعدت ليال متوجهة لغرفتهم لتجد السباك يغادر مع معداته فابتسمت له وهي تقول ملوحة بيدها
ليبادلها ذلك الرجل المسن الابتسامة الصافية ثم غادر وهو يلقي التحية على يونس الذي بمجرد مغادرته اقترب من ليال ليمسك ملابسها م عند مؤخرة رأسها مغمغما باستنكار وهو يقلدها
مع السلامة يا عم محمود تعبناك ! هو انتي داخله القهوة ياختي وبتردي السلام على الزباين ولا إيه!! مفيش اي احترام لوجودي!
لا طبعا ليه بتقول كده ده عمو غلبان وطيب والله وانا زي بنته!
رمقها يونس بنظرات غاضبة من أعلاها لأسفلها ثم تركها لتسارع هي القول متابعة
طب أقولك حاجة بمناسبة سيرة عم محمود
فسألها يونس بهدوء متنهدا
حاجة إيه
فهتفت ليال بجدية مضحكة خالطتها الفكاهه
بمناسبة الكورونا اللي انتشرت في الصين وكده اللي عنده
ضحك يونس هذه المرة من قلبه ولم يحاول كتم ضحكاته لتشاركه ليال الضحك وهي تتذكر ذلك العجوز اللطيف الذي أحبته بصدق...!
ثم سرعان ما ثبتت نظرات يونس السوداء العميقة التي تعيث الفوضى داخلها على ليال واقترب منها ببطء لتعود هي للخلف.. وقعت نظراتها على أزرار قميصه المفتوح أولها منذ موقف الحصان فابتلعت ريقها وهي ترى يونس يقترب اكثر ثم همست بصوت مبحوح
ناوي بيا !!
فرفع يونس حاجبه الأيسر ورد باستنكار
آآ إيه يا عنيا بيكي إنتي ليه إتصيت في نظري!
اقترب يونس حتى لم يعد يفصلهما شيء...
في فار وراكي بيتمشي شوية بس اوعي تصرخ........
ولم يستطع إكمال جملته فصړخت ليال بفزع دون مقدمات وهي تتعلق به كالأطفال وتصرخ وهي تحاول رفع قدمها عن الارض والنظر خلفها
حاول يونس فك ذراعها الذي كبل حرفيا وهو يصيح فيها بحنق
انتي هبلة! أقوله يمشي إيه هو انا بقولك جايب واحد صحبي وهدخله اوضة النوم عليكي ده فار !!!
كادت ليال تبكي كالأطفال ترفض الابتعاد
والنبي مشيييه مش عايزه أشوفه انا بټرعب منهم
.... قرر التقرب منها حتى تسنح له الفرصة لمعرفة ما تخبأه عنه او معرفة مكان ذلك اللعېن جمال حتى ولم تكن توجد طريقة غير هذه..... او ربما هو اقنع نفسه بذلك..!
هو اصلا مشي بسبب صړيخ حضرتك اللي زمانه اتفزع منه ممكن تبعدي بقا !
ألقت ليال نظرة خاطفة للخلف حتى تتأكد من صدق كلامه ثم تركته على مضض مطأطأة رأسها ارضا بحرج فيما إلتقط هو أنفاسه المسلوبة...
شعر يونس بلهاث الڠضب يطغي على أنفاسه حتى كتمها... الڠضب من تلك العواطف التي تداهمه فجأة في قرب تلك الليال...
فسار نحو دولابه وهو يخرج ملابسه وتابع بصوت أجش وقد تنحت تلك المشاعر جانبا
اطلعي برا يا ليال
عقدت ليال ما بين حاجبيه بتأسف وصوت خاڤت
سوري لو ضايقتك بصړيخي بس آآ.....
فأكمل يونس بصوت اكثر حدة
اطلعي برا يا ليال
وبالفعل خرجت ليال وهي تتنهد بضيق من تغيراته المفاجئة ولكن حاولت ألا تعكر فرحتها بالتغيير الواضح نسبيا بينهما هذا اليوم....!
في يوم آخر....
كانت ليال تجوب غرفتها ذهابا وإيابا وهي ممسكة بهاتفها تحاول الاتصال واخيرا أجاب الطرف الاخر بنبرة غليظة
نعم بتتصلي ليه!
انتي مابترديش عليا ليه حضرتك بقالي كام يوم بحاول اتصل
فقالت ببرود
مش فضيالك
لتهتف ليال بغيظ واضح
مش فضيالي! امال حضرتك فاضيه بس تقولي لابويا على العنوان اللي انا فيه
نعم!! أقول لأبوكي بتاع إيه هو انا فضيالك انتي او ابوكي
عقدت ليال ما بين حاجبيها بعدم فهم
يعني مش انتي اللي ادتيه عنواني امال مين! محدش يعرف إني اتجوزت يونس ويعرف عنواني إلا انتي لما اتفقنا
معرفش حلي مشاكلك بعيد عني ومتتصليش بيا تاني
فأردفت ليال من بين أسنانها والغيظ يتدفق من حروفها
لو طلعتي أنتي اللي قولتي لبابا صدقيني هعرف يونس كل حاجة وتخيلي بقا هيعمل إيه لما يعرف إن حماته المصون هي اللي زقتني عليه عشان أبعده عن بنتها !!
اهتاجت فرائص الاخرى وهي تخبرها بټهديد مبطن
ومتنسيش أنا قولتلك إيه لما اتفقنا لو يونس عرف اي حاجة صدقيني مش هتشوفي وش باباكي تاني
لم تعلم ليال بمن كان يقف خلف ذلك الباب يستمع لها والصدمة تتشبع عيناه السوداء و.......
الفصل الحادي عشر
ودون مقدمات فتح الباب فجأة فشعرت ليال للحظة أن الحظ قد أحكم عقدتها ووضع نقطة النهاية في صفحتها قبل أن تستطع حل تلك العقدة التي تحط كالشبح على مضجع مشاعر يونس...!!
ثم أخذت شهيقا عاليا وكأن الروح عادت لها مرة اخرى ما إن رأت أن الذي دخل وبالتأكيد سمعها لم يكن سوى حماها العزيز قاسم...
اقترب منها بملامح متجهمه تحكي عن حنق وڠضب ذكرها پغضب آخر يشابهه ظاهريا ولكن الآخر يحمل في باطنه جمرات سوداء من شدة سعيرها وإحمرارها.. فسرعان ما قالت مبررة بتوتر
أقعد اسمعني الأول وبعدين أحكم يا عمو
جلس قاسم على الأريكة مستندا على عصاه وهو يتنهد مهمهما لها
اسمعيني أنتي الاول يا ليال
اومأت له ليال بطاعة وجلست جواره ليهتف هو بصوت مشدود وصلب
أنا كنت ببررلك اللي عملتيه وبقول بتحبه وفكرت إنك أنتي اللي عملتي كده لكن تورطي نفسك مع واحدة متعرفيش أصلها ولا فصلها واحدة خبيثة ومكارة زي التعلب ده يبقى غباء منك!
طأطأت ليال رأسها ارضا وكلامه يدور بعقلها ربما يكون كلامه صحيحا... ربما يكون ما فعلته غباء..ولكنه كان أقرب باب لأرض الأحلام التي تمنت أن تجمعها ويونس في جبعتها....!
رفعت رأسها بعدها لتقول مفكرة
هي
كده كده كانت هتعمل نفس اللي حصل لكن هتخلي واحدة غيري تعمله ساعتها كنت هفضل ندمانة طول عمري يا عمو
تسللت تلك الابتسامة المشفقة على ثغره المجعد وهو يخبرها بأسف
ولو بس الواحدة دي ماكنتش هتتعب زيك ولا كان يونس هيفرق معاها
ثم ركز نظراته على ليال ليسألها منتبها لما سمعه منذ دقائق
لما قولتيلها انا ممكن أقول ليونس قالتلك إيه
إبتلعت ليال ريقها محاولة إزاحة ذلك الحجر الثقيل عن لسانها حينما تذكرت ذلك الټهديد الذي اصبح من اضغاث أحلامها.. ثم هتفت بصوت واهن
قالتلي مش هشوف بابا تاني ابدا يعني بالمختصر المفيد ممكن تقتله !
إتسعت حدقتا قاسم ذهولا... لم يتوقع أن جبروت تلك المرأة يمكن أن يصل إلى حد القټل... القټل !!!!!
هل محى جبروتها الشعرة الفاصلة بينها وبين إنسانيتها بتلك السهولة !...
رفع أنظاره ل ليال التي تابعت بنبرة مخټنقة وكأنها تهدئ ڠضب تلك الطفلة داخلها التي لا تكره سوى ذلك القاسې المدعو بوالدها
أنا مبحهوش وبكره قسوته وجحوده اه لكن مقدرش أخليه ېموت وكمان بسببي! هو أخر حاجة متبقيالي في الدنيا دي يا عمو لو راحت ليال هتروح معاها خالص.. أحيانا بتكون باقيالك حاجة قديمة ومتهالكة بس بتفضل محتفظ بيها مبتقدرش ترميها... أنا