الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية جديدة بقلم رحمة السيد

رواية جديدة بقلم رحمة السيد

انت في الصفحة 8 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز

تحيط وجهها مرددة بذهول وكأنها استوعبت للتو
كانت عاوزه تشوهني!! كانت هتشوهني فعلا! 
ابتلع بدر ريقه بتوتر وكلمة تشوه ذكرته بمريم التي تشوهت فعليا.... 
بينما أيسل ظلت تنتحب بهيستيرية وهي تتحس وجهها پجنون بينما بدر يطالعها بنظرات تائهه ... 
داخله شيء يفرض ذلك السؤال عليه بقوة إن كانت أيسل إنهارت هكذا بمجرد تخيل أن احداهن كادت تشوههها.... فما بال تلك المسكينة التي شوهت فعليا وبسببها !!!!
للحظة بدا وكأن بدر المغسول عقله بأكاذيب مريم أستيقظ ليعلو النفور وجهه مرة الاخرى تجاه أيسل مستنكرا بشدة شعوره منذ لحظات...
ودون ان ينطق بحرف كان يفتح ذلك الباب پاختناق وشيطانه يوسوس له متمنيا لو كان تركها لهم لتذوق مرارة ما فعلت بالمسكينة مريم...!
وفجأة وجد تلك السيدة التي كانت تمسك السکين أمامه تسأله بعيون مترقبة
بقولك إيه يا استاذ مشوفتش واحدة كده شعرها أحمر معديه 
للحظات صمت بدر وهو ينظر لها وفي اللحظة التالية حسم أمره ليزفر بعمق مجيبا
ايوه شوفتها...
ثم...........
الفصل الرابع 
كاد يكمل... كاد يرميها في نفس الچحيم الذي ألقت به مريم ولا يدري ما ماهية الشيء الذي صدح صوته من بين زخات قلبه ليمنعه مغطيا على صوت شيطانه الذي يخبره أن يفعل..!
بينما تلك السيدة تركزت كافة حواسها في ترقب للحروف التي ستخرج من بين شفتا بدر وهي تسأله بسرعة
شوفتها فين 
زفر أنفاسه على مهل وهو يمسك جبهته وكأنه يتذكر ثم قال مستدركا
تقريبا عدت من هنا وكانت بتجري بس مش قادر أتذكر راحت يمين ولا شمال 
تأففت السيدة بضيق وهي تتلفت يمينا ويسارا ليسألها بدر بفتور
ليه هي سړقت من حضرتك حاجة ولا إيه 
فأومأت الاخرى بتأكيد زائف
ايوه سړقت مني شنطتي وفيها حاجات مهمة ليا اوي 
فهز بدر رأسه وراح يخبرها بنبرة ماكرة
لو كده متقلقيش أكيد هتتمسك لأني لسه شايف الأمن طالع باين حد بلغه إن في خناقة 
شحبت ملامح تلك السيدة والخۏف يتخذ مساحته من قسماتها السمراء قبل أن تهز رأسها موافقة لبدر مرددة بتوتر حاولت إخفاؤوه
تمام شكرا يا استاذ 
ثم استدارت لتغادر بسرعة قبل أن يفتك بها رجال الأمن وتسلم للشرطة بعدها...!!!
بينما بدر كان مثبتا عيناه عليها حتى إختفت عن أنظاره حينها استدار ليفتح ذلك الباب ثم دلف ليجد أيسل مكتومة الأنفاس تطالعه بنظرات مغلقة مبهمة... وكأن كل مشاعرها تشابكت خيوطها كخيوط عنكبوت لا تدري أولها من اخرها...! 
للحظات أحست كرهه لها.. ذلك الكره تجسد في نبرته وهو يخبرهم أنه رآها ثم غاص ذلك الكره في الأعماق مرة اخرى لتعود إنسانيته وتحلق بين حروفه التي نجدتها من بين براثنهم...!! 
ظلت تنظر له لثوان ثم نطقت بصوت مبحوح
شكرا 
بملامح جامدة ونظرات ثابتة قاسېة كحروفه الجافة أخبرها
مفيش داعي للشكر لإني معملتش كده عشانك أنا عملت اللي إنسانيتي خلتني أعمله لكن انتي ماتهمنيش
لا يدري هل يقنعها ام يقنع نفسه بذلك الكلام ولكنه لن ينسى لحظة... تلك النبضة التي فرت هاربة من حصار الذكريات والكلمات المغموسة بذرات الكره...! 
تلك النبضة التي أطلق بعدها جنود الكره والحقد ليظهروا في كافة أفعاله.. قاتلين تلك النبضة الهادرة في مهدها.....
فسخرت أيسل لاوية شفتاها
كويس إن في حاجة مشتركة بينا انا ماهمكش وانت ماتهمنيش! 
ثم استدارت تعطيه ظهرها لتغادر فلمح بدر التيشرت الذي ترتديه وقد ازيح لأسفل عن كتفها نوعا ما وقطرات العرق جعلت خصلاتها الحمراء تلتصق بجلدها الذي ظهر.... 
كان خلفها مباشرة.. تسمع هدير أنفاسه بوضوح يخالط نبرته الرجولية الخشنة وهو يهمس لها
استني 
ولم تعد يداه قيد طوعه حينما رفع أصابعه دون شعور ليزيح ببطء شديد تلك الخصلات الملتصقة بسدها... وحينها لمس إصبعه الخشن جسدها الناعم فانتفضت هي وقد أفلتت تلك الشهقة المكتومة من بين شفتاها مغمضة عيناها بقوة وقد على تنفسها بتوتر
ملحوظ بينما بدر شعر أن يداه تخالف كل ذرة تعقل لديه فتتوق لملمس جسدها.....
للحظات فقط أحس أن مضجع عواطفه إحترق بتلك الجمرة التي القيت فيه دون مقدمات..!
فهمست هي بصوت خفيض أتاه كصدى صوت لعقله الذي خدره حلاوة ذلك الشعور
بدر أنت بتعمل إيه! 
فخالف رغبة يده الملحة وهو يرفع ذلك التيشرت ليعدله ثم يبعدها عنها قسرا مغمغما بصوت حاد مثخن بالعاطفة
كتفك كله كان باين وقولتلك شعرك تلميه لما تكوني برا البيت!! 
انا... انا كنت عامله...... كنت لماه
رددت بصوت يكاد يسمع وذلك الشعور يزلزل حروفها المبعثرة كحالها فيما زفر هو بقوة يحاول قمع عاطفة لا يدري من أين تحركت لتداعب المدفون داخله وقال بحدة أجشة
اطلعي اطلعي يا أيسل يلا !! 
اومأت هي برأسها بسرعة لن تجادله كانت تود الخروج بأي طريقة... لن تحتمل البقاء معه بمفردها في ذلك المكان الصغير جدا وهو شبه ملتصق بها بهذه الطريقة !!... 
فتحت الباب ثم خرجت بسرعة يتبعها بدر الذي بدأ يلتقط أنفاسه بصوت مسموع.. يحاول سحب نفسه من بين زوبعة ذلك الشعور.. مستمرا في محاربة المجهول.....
كانت ليال تجالس ابنة عم يونس ورد في الأسفل تحاول كسر الملل الذي اصبح جزءا لا يتجزء من حياتها.... 
ثم توجهت صاعدة لغرفتهم فتحت الباب ثم دلفت لتجد يونس جالسا على الأريكة مندمجا بين أوراق عمله الذي اهمله في الفترة الاخيرة فألقت ليال نظرة عليه وتنهدت وهي تدخل للغرفة متعمدة اصدار صوت لتلفت نظره ولكنه لم يبدي اي رد فعل... 
جلست جواره ولكنه ايضا لم يلتفت لها حتى اقتربت منه شيئا فشيء وحين وجدته لا يعطيها أي اهتمام اقتربت برأسها جدا من اوراقه لترى ما يجذب كافة إنتباهه لهذه الدرجة.. 
فتحركت عيناه بصمت يتابع تفحصها الطفولي ولم يتفوه ببنت شفه حتى رفعت رأسها لتسأله بفضول
أنت بتعمل إيه 
فأجاب بجمود وهو يعاود النظر لأوراقه مرة اخرى
ملكيش فيه وبطلي فضولك ده! 
فاقتربت منه اكثر وهي تسأله بإصرار وبراءة
ليه.. ابطل فضول ليه... هه يا يونس ليه 
كز يونس على أسنانه بغيظ... يحاول ألا يحتك بها قدر الإمكان ولكنها كالعادة تبحث عن اي ثغره لتتقرب منه...! 
عاد ينظر لأوراقه مرة اخرى ولم يجيبها فنظرت هي لملامحه الرجولية عن قرب ولأول مرة... تلك الملامح السمراء بأنف رفيع مرفوع وحاجب أسود مرسوم يتناسب مع سواد عيناه التي تنتشلها في كل مرة ينظر لها فيها لتلقيها في واد جديد مهلك من الشوووق..! 
وشفتاه الغليظة التي لم تنطق أسمها بنبرة حانية كما تمنت بل دوما تخرج ما يترك داخلها لها چرحا جديدا... 
ودون شعور اقتربت فجأة لتضع شفتاها الصغيرة على شفتاه في قبلة متهورة مچنونة ليتصنم هو للحظات بينما هي مغلقة العينين تشعر أن جسدها احترق بشعور جديد لم تختبره قط... أن نبضاتها تعالت حتى صمت اذنها عن اي شيء حولها... 
بينما هو متخبطا في تلك اللحظات وحركة شفتاها البطيئة البريئة الغير خبيرة على شفتاه تجعل مشاعره الذكورية الساكنة داخله تهتاج لتزأر معلنة وجودها....! 
تحركت يداه رغم ارادته ليحيط خصرها بقوة يجاهد تلك الرغبة القوية لشفتاه في الاستجابة لحركة شفتاها.... نجح في اختزال ذاك التأثر الذي مقته بشدة ليرمه في أبعد نقطة داخله.. 
ثم أبعدها فجأة ويداه تضغط على خصرها پعنف بينما يهدر فيها بقسۏة
انتي بتعملي إيه انتي اټجننتي 
أسبلت جفناها ولم تدري ماذا تجيب... بل لم تجد صوتا لتخرجه اصلا.... 
ولكنها رأت غضبه الأهوج يحتل ام عيناه

انت في الصفحة 8 من 36 صفحات