الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية كاملة بقلم ميار خالد

رواية كاملة بقلم ميار خالد

انت في الصفحة 12 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز


حق كل قلب تشقق من كثرة البكاء من هذا الرجل هذا هو عدل الله ..
ظلت براء واقفة مكانها حتي أخذ خالد أهله و خرجوا من البيت و قد اوصلهم جمال الي باب البيت كانت براء تنظر أمامها بدون هدف تلك العيون البندقية ذو اللون العسلي الفاتح التي كساها القهرة و الحزن ترقرقت الدموع في عيونها رغما عنها وسقطت مكانها على الارض فأخذتها فاطمه في سريعا قالت براء 

أنا ليه بيحصل معايا كده .. ليه مش بفرح ! فيا حاجه غلط عن بقية الناس طب ليه قدري مش رحيم معايا كده!
استغفري ربك يا بنتي بلاش الكلام ده .. صدقيني ربنا هيجبر بخاطرك هي مسألة وقت بس عارفة الاختبار و الحياة كل شوية بتبقي أصعب .. بس بعد كل ده في خير كتير جايلك والله قلبي حاسس 
أبتسمت براء بحزن ثم نهضت من مكانها و قالت 
أنا هروح الاتيلية
ريحي النهاردة طب أنت لسه تعبانه 
محتاجه أروح الشغل النهاردة .. أرجوكي خليني على راحتي 
تنهدت فاطمة بضيق و قالت 
ماشي يا بنتي
أبتسمت براء بفتور ثم خرجت من البيت و اتجهت الي الاتيلية الخاص بها و عندما وصلت لاحظت أن محل خالد كان مغلقا دخلت الي المكان بهدوء و بدأت عملها

و بعد لحظات دلف إليها بعض الزبائن و كان براء ترد عليهم بعدم تركيز و فتور و بعد فتره كان المكان قد هدأ قليلا و أحست هي ببعض التعب ففضلت أن تعود الي بيتها مرة أخرى و كان العشاء قد أقترب قررت أن تسير الي البيت تلك المره رغم طول المسافة إلا أنها كانت بحاجه إلى المشي ظلت تسير بين شوارع المدينه بدون هدف حتي وصلت الي إحدى الشوارع الهادئة نوعا ما كان الجو باردا لذلك أخرجت شال كبير من حقيبتها و قبل أن تلتف به لاحظت وجود فتاة على إحدى الأرصفة ترتجف من البرد و تحمل أبنها بين يديها و وجهها مدفون في رقبة أبنها الصغير رق قلب براء بسبب هذا المشهد و ظهرت بعض الدموع في عينيها لتتجه إليها بسرعه و بدون اي تفكير فردت شالها و وضعته على تلك الفتاة ليغطيها بالكامل هي و أبنها و قالت 
تيار الهواء في الشارع ده صعب .. اقعدي في شارع دافي شوية 
قالت براء تلك الجملة و جاءت لتتحرك من مكانها و لكنها توقفت عندما أمسكت تلك الفتاه بيدها! ألتفتت براء لترفع الفتاة وجهها إليها نظرت لها براء پصدمة كبيرة و اتسعت عيونها بشده و كذلك تلك الفتاة! مرت لحظات و هم على تلك الحالة كانت الصدمة كبيره بالنسبة للاثنان لتقول براء من بين صډمتها تلك 
حنين!!
يا العاشر
حنين!!
نظرت لها الفتاة للحظات حتي اتسعت عيونها وقالت 
براء!! دي أنت
ثم نهضت من مكانها بسرعه و و كأنها مثل الغريق الذي وجد قشه صغيره أمامه نظرت لها براء پصدمه و في لحظة تذكرت كل أيامهم في الملجأ سويا ضحكاتهم و دموعهم و لكن ما الذي حدث لها حتى تصل إلى تلك الحالة أردفت براء 
أنت إيه اللي جابك هنا و مين اللي على إيدك ده و شكلك مبهدل كده ليه! 
تكونت بعض الدموع في عيون حنين لتقول پقهرة 
الدنيا هي اللي وصلتني لهنا .. ده أبني
أبنك! يعني متجوزة .. ايه اللي مقعدك هنا في عز البرد ده
تنهدت حنين بتعب لتقول براء 
مش وقت كلام .. قومي معايا يلا
نظرت لها حنين بتساؤل 
هنروح فين 
بيتي .. أكيد مش هسيبك في الشارع كده .. قومي يلا و لما تهدي تفهميني كل حاجه 
أبتسمت حنين و جاءت لتنهض من مكانها و لكنها تأوهت پألم شهقت براء بفزع و قالت 
في إيه مالك!
لا متقلقيش .. أنا بس من كتر السقعه عضمي بيوجعني لما أجي أتحرك كده 
نظرت لها براء بحزن ثم ساعدتها و حملت أبنها عنها و رجعت بها الي البيت قلقت فاطمه على براء و أحست أنها قد تأخرت قليلا أخذت هاتفها حتي تتصل بها و لكن في تلك اللحظة وصلت براء الي البيت و رنت جرس المنزل فذهبت فاطمه بسرعه حتي تفتح لها أردفت 
اتأخرتي ليه يا بنتي قلقتيني عل..
و توقفت فجأة عندما وجدت براء بصحبة فتاة أخرى أبتسمت بتحفز و قالت 
معلش يا بنتي ماخدتش بالي .. اتفضلوا 
دخلت حنين برهبه الي المنزل و معها براء و أخيرا جلسوا سويا و في تلك الفتره نام أبن حنين بين و ذهبت براء الي المطبخ حتي تخبر فاطمه أن تعد لهم بعض الطعام و لكنها قبل أن تخرج من المطبخ امسكتها و قالت
مين دي يا براء .. أنت ډخلتي و مفهمتنيش حاجه!
دي واحدة من اخواتي في الدار يا ماما .. مش عارفه أيه اللي وصلها لهنا بس حالتها متبهدله أوي مكنتش أقدر اخليها في الشارع اكيد 
أنت واثقة فيها يعني
أيوه متقلقيش .. أنا بس بستأذنك أنها تبات هنا النهاردة لحد ما أعرف إيه حكايتها 
أكيد يا بنتي .. مادام واثقة فيها خلاص غير كده الوقت أتأخر يادوب ترتاحوا 
أبتسمت براء و خرجت الي حنين لتجدها تنظر الي البيت بتساؤل فجلست أمامها و قالت
أنا مش مصدقه أنك قاعده قدامي دلوقتي! أنا عايزه أعرف كل حاجه إيه اللي حصل فيكي و إيه اللي وصلك لهنا
تنهدت حنين بضيق و قالت 
بعد ما مشيتي من الملجأ و أنا الدنيا بهدلتني يا براء .. بعد ما مشيتي فضلت اعيط أربع أيام مكنتش مستوعبه إني ممكن مشوفكيش تاني خلاص و كنت قلقانه عليك و عماله أفكر إيه اللي حصل فيكي
أنا كنت عارفه أننا هنتقابل لاني واثقة في ربنا .. بس مكنتش اتمني اني اقابلك و أنت بالحالة دي .. أنت اتجوزتي أمتى و فين جوزك و أزاي سايبك تفضلي في الشارع كده!
ترقرقت الدموع في عيون حنين و اڼفجرت في البكاء و كأنها كانت تنتظر تلك الجملة حتي تبكي زاد قلق براء عليها و تساءلت ماذا حدث لها حتى تصل

إلى تلك الحالة و بعد لحظات هدأت قليلا و بدأت في الكلام أردفت
بعد ما مشيتي ب٣ سنين كنت كملت ال ١٨ سنه ولازم أخرج من الملجأ في الوقت ده في راجل كان بيجي يزور الملجأ كتير و كان مرتاح ماديا .. وقبل ما أخرج بيوم قالولي اني عاجبه الراجل ده وأنه عايز يتجوزني على سنة الله ورسوله .. طبعا أنا فرحت جدا خصوصا أنه كان مش كبير اوي في السن و مكنش متجوز .. كانت فرصه كويسة ليا بما إني مش عارفه هقابل إيه وافقت علطول و انا كنت عارفاه كشكل قبل كده فقولت مش مشكله هتعود عليه .. 
أول شهرين عدت كل حاجه على خير لحد ما بدأت اكتشف فيه حاجات كتير وحشه بس قولت مش مشكله و عديت كل حاجه عشان مكنتش عايزه بيتي يتخرب خصوصا اني أني مليش حد غيره .. أنا كان نفسي أخلف جدا بس كل شهر مكنتش بطلع حامل .. تعبت و نفسيتي تعبت و استغربت أن معاملته اتحسنت معايا شوية بس قولت مش مشكله .. واڼصدمت لما عرفت بالصدفة أنه كان بيحطلي برشام منع الحمل في الاكل عشان مش عايز يخلف مني .. بيقولي انا مش عارفلك نسب اصلا .. قولتله طب ليه اتجوزتني مادام ما أنت بتستعر مني كده .. 
نظرت لها براء بتأثر و قالت
وقالك إيه!
صمتت حنين بخجل و حزنت على قدرها قالت بحزن
اتجوزني عشان كان عايز يبيعني بعدها ..
شهقت براء پصدمة و قالت
إيه!! يعني إيه وضحي
كان ناوي بعد ما يتجوزني بسنه ولا اتنين أنه يسافر بيا لأي دولة عربية و بعدين يبيعني .. و طبعا أنا مليش أهل محدش هيسأل عليا
ينهار ابيض! ده بني آدم حقېر!
صمتت حنين پقهرة فقالت براء
و هربتي منه أزاي و خلفتي ابنك ده منين
بعد سنتين طلعت حامل و خبيت عنه الموضوع .. لحد ما حجم بطني فضحني .. ضړبني كتير وقتها والحمدلله أن ابني محصلهوش حاجه .. و بسبب حملي كل اللي كان في دماغه أدمر .. و لما مبقتش مفيده بالنسباله رماني في الشارع بمجرد ما ولدت .. و رجعت أنا و أبني و في الشارع تاني 
ووصلتي إسكندرية أزاي
كان في واحده بنت حلال بتشغلني معاها ببيع مناديل أو اي حاجه .. في يوم قالتلي انها نازلة اسكندرية بيقولوا الشغل هنا كويس قالتلي تعالي معايا جيت .. هي كده كده مش فارقة .. بس بعد ما جيت معاها ملقتش مكان أفضل فيه .. ملقتش غير الرصيف اللي قدامي .. أنا اتبهدلت اوي يا براء .. من يوم ما مشيتي انا مشوفتش يوم حلو .. الحمدالله على كل شيء
نظرت لها براء بدموع و قالت
كل ده موجود في قلبك يا حنين .. وأنا اللي كنت فاكره أن الدنيا جت عليا 
أبتسمت حنين بحزن نهضت براء من مكانها بدون أي مقدمات و و قالت
مټخافيش من حاجه أختك هنا .. انا مش هسيبك ترجعي للبهدله دي تاني خلاص .. و الايام الحلوة هترجع تاني انا مش هسيبك يا حنين .. انا عيلتك كلها مش عايزاكي تخافي و محدش هيقدر يجي عليك تاني 
بكت حنين كالأطفال لم تكن حنين ذو الإثنان وعشرون سنه بل تلك الفتاة التي بعمر الخامسة عشر و بعد لحظات أبتعدت عنها و قالت
بس أنت اختفيتي فين بمجرد ما خرجتي يا براء .. ناس كتير كانت بتيجي تسأل عليك كل يوم .. كنت محبوبه من الكل 
ناس زي مين!
صمتت حنين للحظات ثم أبتسمت و قالت
زي يامن ..
تغيرت ملامح براء وقالت
مش عايزه الموضوع ده يتفتح يا حنين .. الشخص ده كان صفحة في حياتي و اتقفلت خلاص 
ليه يا براء
خلاص بقى يا حنين .. غيري الموضوع 
عموما انا من ساعت ما مشيت من الملجأ و أنا معرفش ايه اللي بيحصل هناك .. بس أنت لازم تحكيلي ايه اللي حصلك في السنين دي 
و في تلك اللحظة دلفت فاطمة و بيدها الطعام وضعته أمامهم و نهضت براء حتى تساعدها وقالت
تسلم ايدك يا ماما .. روحي ارتاحي دلوقتي أنت تعبتي النهاردة 
ماشي يا حبيبتي .. بس لو احتاجتوا حاجه أنا صاحيه 
ثم نظرت إلي حنين وقالت
حبيبتي البيت بيتك ها مش عايزاكي تتكسفي مننا 
ربنا يباركلك شكرا 
أبتسمت فاطمة وذهبت الي غرفتها نهضت براء من مكانها و كانت ستذهب الى إحدى الغرف لترتبها حتي تنام بها حنين ولكنها أمسكتها من يدها لتوقفها أردفت
أستني أنت رايحه فين .. أنت مقولتليش
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 13 صفحات