الأربعاء 27 نوفمبر 2024

متي تخضعين لقلبي شيماء يوسف

متي تخضعين لقلبي شيماء يوسف

انت في الصفحة 29 من 64 صفحات

موقع أيام نيوز


بائت كل محاولاتها المستميتة بالفشل لذلك تخلت عن الفكره وعادت إلى قاعه تجلس هناك بخنوع وهى تضم ركبتها نحو قفصها الصدرى تنتظر هبوط سقف الغرفه فوق جسدها الضئيل فجاة لمحت جسد عريض برائحه ما تعرفها جيدا وتميزها من بين مئات الروائح تتجه نحوها انتظرت وصوله إليها ثم تنهدت بأرتياح قبل ان تنتنفض من جلستها لتركض نحوه وتشكو إليه ذلك الوخز الذى اصاب كفها تململت فى نومتها ثم همست بأسمه بخفوت من بين غفوتها 

فريد 
كان صوتها لا يزيد عن الهمهمة ولكنه وصل إلى حواسه وصل إلى قلبه قبل اذنه انتفض يعتدل فى جلسته وهو يجيبها بصوت أجش مملوء بالحنان 
عيون فريد وروح فريد 
رفعت كفها الموضوع به تلك الابره الحاده ثم اجابته بوهن 
فريد فى ۏجع هنا خليه يروح
ابتسم بحزن ثم امسك يدها بحذر كأنه يتحدث إلى طفلته
حبيبى مينفعش تتشال دى عشان تخفى بسرعه
حركت رأسها بتعب شديد رافضه تصديق حديثه ثم اجابته باعتراض طفولى بصوت لا يزيد عن الهمس 
مليش دعوه انت وعدتنى خلى الۏجع ده يروح
مرر إصبعه أسفل جفنه يمسح تلك العبرات التى تجمعت داخل عيونه قبل سقوطها وهو يتمتم لها قائلا 
حاضر ثوانى وهشيلهالك
انهى جملته ثم تحرك بجسده للخارج يبحث عن الممرضه التى اصطحبها معه عاد بها إلى الغرفه ثم طالبها بنبرته الآمرة المعتاده 
شيلى المحلول ده من ايديها 
نظرت إليه الممرضه بدهشه ثم فتحت فمها معترضه 
بس يا فريد بيه ده مش كويس عشانها 
اجابها فريد پحده ونفاذ صبر 
قلتلك شليها بتوجعها شوفى اى طريقه تانيه تاخد بيها العلاج
اطرقت الممرضه برأسها مفكره فى حل ما ثم اجابته على مضض قائله 
هو الحل الوحيد انى اشيلها دلوقتى واستبدلها بأبره عاديه بس الصبح لازم اعلق محلول تانى عشان الجفاف 
وافق فريد على الفور متمتا براحه 
ماشى على الاقل تكون ارتاحت شويه منها 
انتهت الممرضه من عملها وقامت بنزع تلك الابره الحاده من يدها وقامت بوضع لاصق طبى فوق أثرها ثم انسحبت من الغرفه بهدوء 
تسلل فريد مره اخرى إلى جوارها بهدوء ثم قام بطبع قبله حانيه على كف يدها المټألم وموضع اللاصق الطبى قبل ان يستلقى على الفراش بهدوء تحركت حياة وقد بدءت تشعر بالبرد يتسلل إلى جسدها الضعيف لتندس داخل احضانه وهى تتمتم بخفوت 
خليك
هنا انا بردانه
اجابها بصوت أجش عميق 
انا دايما هنا
تتذكر ما فعله ستقوم بتعنيفه ولكنه فكر بيأس وليكن فهو ليس قديسا ولا تنتظر منه ان تكون بمثل هذا القرب منه ويستطيع السيطره على مشاعره 
ظنت حياة انها داخل حلم غريب ولكن جميل يقوم رجل ما ذو قناع بأنقاذها من بين براثن وحش مخيف ثم يطلب منها بحب وهو يركع على ركبه واحده ان تتزوجه وافقت بفرحه على طلبه فقفز يبنتصب فى وقفته بسعاده ثم احتضنها بحب وهو يتمتم فى اذنها بكلمات حب مدت حياة كفيها وهى تبتسم له لنزع ذلك القناع الذى يخفى ملامح فارسها عنها فوجدته فريد ابتسمت بخجل ثم أسندت رأسها فوق كتفه براحه قبل ان تغمض عينيها وتذهب فى نوم عميق 
فى الصباح استيقظ فريد فوجدها غافيه داخل احضانه بهدوء اغمض عينيه بأستمتاع ماذا سيحدث اذا توقف العالم الان وعند تلك اللحظه بالذات ما سيحدث هو انه سينعم براحة وجودها داخل احضانه للأبد ولكن اكثر ما يزعجه هو حرارتها التى تزداد بشكل دائم مع هلاوسها المستمرة تململت هى بين يديه لفتره قبل ان تبتعد عنه وهى تفتح عينيها بكسل اذا انها لازالت داخل حلمها الخاص حتى انها استيقظت بداخل غرفه بألوان زرقاء زاهيه لا تعرفها ابدا ابتسم لها بحنان وهو يتمتم بحب 
صباح الخير
ابتسمت له بخجل فهى تعلم انها لازالت داخل الحلم ولكنها تستمع بكافه تفاصيله بدءت تتحرك من الفراش فاعتدل على الفور يسالها مستفسرا 
حبيبى رايحه فين !
اطرقت راسها بخجل وقد بدءت وجنتيها تورد ثم اجابته بتعب شديد وهى لازالت مطرقه الرأس 
عايزه اروح الحمام واغسل وشى ممكن!
ابتسم لها بأشراق ثم اقترب منها يضع ذراعه تحت ركبتها ويحملها بين ذراعيه حتى وصل إلى باب الحمام فاوقفته معترضه
لو سمحت نزلنى وانا هكمل
اقترب برأسه من وجهها ثم سألها بخبث 
طب مينفعش اكمل للاخر !!
هزت راسها له معترضه فانزلها على مضض وبحذر واختفت هى بجسد هزيل ومتعب داخل الحمام بعد قليل خرجت منه وقد بدءت تترنح من شده الحراره والتعب فيبدو ان هذا المشوار القصير قد اضناها حملها فريد على الفور سألها بقلق 
حياة انتى كويسه ! 
أصدرت همهمه خفيفه ثم حركت راسها تحت صدره وهى مغمضه العينين سألها مره اخرى بترقب يتمنى بداخله رفضها 
تحبى انزلك !
حركت جسدها لاعلى قليلا حتى تستطيع الاختباء داخل تجويف عنقه ثم قالت بعدم وعى 
مش مشكله انا عارفه انك مش هنا
اجابها بصوت أجش هامس 
مش ممكن اكون هنا
حركت راسها داخل عنقه ثم تمتمت هامسه 
شششش انت مسافر وانا عارفه ان كل ده مش حقيقى 
انهت جملتها ثم انتظمت انفاسها دلاله على ذهابها بنوم عميق
متى تخضعين لقلبى
الفصل الحادى عشر ..
قضت حياة اليوم التالى لها ما بين الصحوه والغفوه مع الاستمرار الدائم لهلاوساتها وأحلامها الغريبه والتى كان العامل المشترك بينهم جميعا هو شخص واحد .. فريد .
اما عنه هو فكان ملازما لها خلال الليل والنهار لا يتحرك من جوارها الا لمتابعه اخر التطورات لمعرفه مرتكب تلك الچريمه بحقه وحقها ثم يعود إليها مره اخرى راكضا ينصت بإستمتاع إلى هلاوسها بقلب أب حنون قبل ان يكون قلب عاشق وما أشد سعادته عندما كان يستمع إلى اسمه يخرج من بين شفتيها عالما انه محور تلك الهلاوس فهى مازالت تلجأ إليه مثلما كانت تفعل فى صغرها وها هو الان يجلس بجوارها يستمع إليها ويلبى طلباتها مثلما كان يفعل أيضا وهو صغير تذكر بسعاده ان اول خطوه لها تحركت نحوه هو واول ركضه لها كانت لتصل إليه واول شكوى منها كانت إليه كان تفسير والدته ووالدتها على ذلك التعلق الشديد هو افتقار كلا منهما لوجود اخ او اخت من نفس فئتهم العمريه وكم سمع من شفتيهما كلمه حياه اختك ولكنه ابدا لم يستسيغ تلك الكلمه ويبدو ان قلبه أيضا لم يفعل فهى ببساطه لم تكن اخته .
فى اليوم الذى يليه بدءت حرارتها تعود طبيعيه وعليها كانت استفاقتها قريبه لذلك قام فريد بنقلها إلى غرفتها وأكد على كل من بالمنزل واولهم السيده عفاف التى كانت ترعاها فى اوقات انشغاله بعدم التطرق لتلك الحاډثه والاهم عدم التحدث عن اى تفاصيل تخص ميعاد عودته او وجودها داخل غرفته .
فى منتصف النهار فتحت حياة عينيها بتثاقل ووهن قطبت جبينها وعقدت حاجبيها معا محاوله تذكر ما حدث استغرق الامر قليلا لمعرفه ما يدور حولها وسبب تيبس عضلاتها قبل ان تنتفض من نومتها بفزع وتنظر حولها بقلق حركت رأسها عده مرات محاوله طرد تلك المخاۏف من رأسها طمأنت نفسها بقوه كانت مجرد احلام والدليل انها هنا غافيه داخل غرفتها اذا ليس هناك داع للقلق هكذا حدثت نفسها داخليا مجرد احلام عابره ليست الا طل هناك سؤال واخد يفرض نفسه داخل عقلها
 

28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 64 صفحات