الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية لحن الحياة

رواية لحن الحياة

انت في الصفحة 38 من 97 صفحات

موقع أيام نيوز

ثم صعد الدرج وهو حانق من تمردها
فعندما عاد علم أنها لم تأتي للمنزل منذ خرجت معه
وطرق الباب عدت طرقات لفتح له بعد دقائق ناظرة له بضيق ثم تركته فتمتم جاسم بحنق وهو يغلق الباب خلفه 
المفروض ارجع من شغلي الاقي المدام مستنياني وتعتذر عن اللي عملته مش غضبانه وسيبه البيت 
لتلتف نحوه مهرة بضيق ولكن قررت الصمت وتقدم نحوها 
مبحبش الدلع كتير يامهرة يلا عشان تعبان ومرهق
كان مخزون هدوئه قد أنتهي
روح لوحدك انا هقعد هنا في بيتي 
ليقترب منها جاسم بهدوء 
غلطانه وبتعاندي 
فتقدمت منه هي الأخري پغضب 
انا مش غلطانه 
وتابعت بحنق وهي تتذكر حديث نادين معه 
ياجاسم بيه ياجنتل مان 
فأتسعت أبتسامة جاسم ولمعت عيناه بمكر
ټضربي البنت بجذمتك في وشها يامهرة 
فأشاحت وجهها بعيدا عنه 
مبحبش الظلم وانتوا ناس ظالمه بتفتروا علي اللي ملهوش ضهر 
وكاد ان يتحدث فأشارت له وقد ألتقت عيناهم
عملتوا نادين وكأنها ملكه 
فمال جاسم نحوها 
ديه علاقات يامهرة شوفتيني طردت ولا أهنت البنت التانيه
فلمعت عيناها پقسوه
كانت ممكن تعملها ولو انت مكنتش عملتها كان إي حد مسئول في الشركه عاملها ما هي البلد ديه ماشيه مع اللي ليه ضهر ومسنود بس 
أما الغلبان حقه ضايع 
فحاوط وجهها بين كفيه وابتسم
اهدي خلاص ياحاضرت الافوكاتو 
فنفضت يداه عنها 
جاسم سيبني عشان مش طيقاك
لتتسع عين جاسم پصدمه 
نعم ياختي
وجذب ذراعها بقوه
اعدلي حجابك وقدامي على البيت 
وصړخ بوجهها 
صبري ليه حدود يامهرة 
فوقفت تحدق به بقوة زادت حنقه 
انت ايه انسي بقي دور الراجل اللي عايشالي فيه انا مش متجوز واحد صاحبي 
ليجدها تدفع يده عنها وأتجهت نحو غرفتها القديمه 
طلقني ودور علي واحده غيري تبقي ست مش راجل 
وعلى سماع جملتها هذه أندفغ خلفها ولكن صوت من أسفل البناية أتي 
يامهرة تعالي يلا مستنينك انا والبنات فوق السطوح عشان نسهر 
ليركز جاسم بالصوت وتعلقت عيناه علي مهرة التي وقفت تطالعه بأرتباك 
ده صوت حسين مش كده
وأظلمت عيناه وهو يقترب منها فخطت للخلف إلى أن تعثرت قدماها وسقطت علي الفراش
نظرت مشيرة إلى المخدر الذي بيدها متسائله 
يعني ده هيخليه ليا وبس 
فأبتسم الرجل الذي أعطي المخدر لها 
كل ليلة هيكون عندك وتحت طوعك كمان
لتلمع عين مشيرة برغبة فصبرها قد نفذ ولا بأس ان تجعله مدمنا لهذا النوع وتعالجه فيما بعد 
ونهض الرجل بعد ان أخذ المال لتعدل من جلستها 
هتكون ليا ياكريم بأي تمن! 
الفصل التاسع والعشرون 
_ رواية لحن الحياة 
_ بقلم سهام صادق 
لم تدري بنفسها الا وهو تهبط الدرج خلفه ويقبض على يدها بقوة لا تعلم كيف انصاعت لامره بأن تتبعه في صمت وخرجوا سويا لتجد كلا من حسين وزوجته يقفان ينتظراها 
ليتفاجئ حسين من وجود جاسم واقترب منه مبتسما يصافحه
مكنتش أعرف بوجودك مهرة لما جات الحي كانت لوحدها 
فحرك جاسم رأسه ثم صافحه بهدوء وألتف نحو مهرة 
معلش هقطع سهرتكم اللي
كنتوا مرتبنها النهارده 
فأبتسم حسين وهو يجذب زوجته نحوه
كنا ناوين نسهر النهارده انا ومريم والبنات ونحتفل بالضيف الجديد اللي هيشرفنا
لم يفهم جاسم مغزي كلماته لترتبك مريم الواقفه في صمت اما مهرة كانت في عالم آخر وهي تنظر لحسين وهو يحتوي زوجته بعشق ويقفان بجانب بعضهم بسعاده  وهتف حسين والفرحه تلمع بعينيه
اصل مريم حامل 
لېختلس جاسم النظرات نحو مهرة التي تحركت شفتاها أخيرا لتتمتم 
مبروك ياحسين  مبروك يا مريم 
وأقتربت منها مريم ټحتضنها بحب تخبرها انها كانت تريد حقا ان يسهروا سويا وتشاركهم احتفالهم الصغير 
مبروك يااستاذ حسين 
هتف جاسم بهدوء لتهتف مريم بخجل بعد ان حدقت بمهرة مبتسمه بلطف
العقبي لكم سيد جاسم 
لتقع عين جاسم علي مهرة التي اتجهت نحو السياره بصمت فأتبعها بعد ان بارك لهم مجددا 
فور ان فتحت لهم
هدي الباب ورحبت بهم صعدت الدرج سريعا ودلفت غرفتها وسقطت بعدها علي الفراش تائهه في حياتها 
مازالت صورة حسين وزوجته والحب الذي في عينيهم يقتحم مخيلتها هي لا تحقد عليهم بالعكس أنها تشعر بالسعادة وهي تراهم أزواج سعداء 
ليعلو رنين هاتفها فألتقطت حقيبتها لتخرج هاتفها فوجدت رقم ورد وكالعادة اتصال ورد يكون بخاصية مكالمات الفيديو 
وابتسمت وهي تجد ورد تزداد جمالا كل يوم والسعاده واضحه علي ملامحه
وحشاني اوي يامهرة تعرفي اني حلمت بيكي امبارح 
فأتسعت ابتسامه ومهرة ونسيت كل مامرت به اليوم لتظهر أمامها مبتسمه
وحلمت ب ايه بقي اوعي يكون حلم وحش اډبحك
فتعالت ضحكات ورد وغمزت لها بشقاوة
حلمت أنك هنا في تركيا انتي وجاسم 
فضحكت مهرة وهي تعلم أنه ليس حلما وانما رغبة شقيقتها في لقائها 
واضح أوي انه حلم 
فتعالت ضحكات ورد 
تعالى بقي يامهرة انتي وجاسم وقضوا كام يوم هنا 
وهمست بخجل
كنان عنده مزرعة في انطاليا حلوه اوي هتتبسطي انتي وجاسم جدا 
وعندما ارتسمت الحالمية والهيام علي وجه ورد ابتسمت مهرة 
فين كنان ياسندريلا هانم 
وسمعت صوت كنان ويبدو أنه قد أتي للتو 
كيف حالك مهرة 
فتمتمت مهرة وهي تطالع زوج شقيقتها يحتضن شقيقتها ويقبل وجنتها بحب 
بخير كنان 
وضحكت وهي تستمع لتذمر ورد
ابتعد كنان 
فأشار كنان لمهرة 
اتري مهرة كيف تعاملني شقيقتك
فأبتسمت مهرة بسعاده وكيف لا تسعد وهي تري كيف يعامل كنان شقيقتها
ليتسأل كنان ويداه تحاوط خصر ورد الحانقه
كيف حال جاسم واين هو 
فأرتبكت وهي تنظر لشقيقتها عبر الهاتف 
صحيح يامهرة فين جاسم نفسي في مره اكلمكم سوا مع بعض 
فهتفت وهي تتحاشا نظراتهم 
في غرفة المكتب وراه شغل مهم 
وابتعد كنان بعد ان قبل ورد مجددا علي وجنتها 
سأهاتفه غدا ليصطحبك لهنا في عطله 
وفور ان أصبحت ورد بمفردها هتفت بلهفة 
أخبار جاسم معاكي ايه 
وتابعت ورد بأمتنان
تعرفي يامهرة ديما يتصل يسأل عني ويوصي كنان عليا بجد انا بعتبر جاسم زي أكرم اخويا 
ورفعت اصبعها بتحذير 
اوعي تزعليه سامعه هقف معاه ضدك
وضحكت بعدها لهتف مهرة بحنق
كده ياورد تبعيني
فأبتسمت ورد بمشاغبة
انتي اختي وانا عارفاكي 
وانتهى الحديث بعد ان وصتها ورد بنصائح لا تعلم من اين اكتسبتها شقيقتها فيبدو أن الحب له سحر خاص 
وعادت تستلقي علي الفراش بعد ان ازالت حجابها وأغمضت عيناها لتغفو بعدها دون شعور 
جلس في غرفة مكتبه شاردا متسائلا هل هي هذه الحياه التي تمناها يريد ان يعيش براحه زوجه تحبه ويحبها وأطفال ينجبهم ويعوضهم عما رأه هو بحياته  واغمض عيناه بأرهاق ليسمع طرقات علي باب غرفته فزفر أنفاسه هاتفا 
أدخل 
لتدلف هدي متسائله 
احضر العشا ياجاسم بيه
فأجاب جاسم وهو ينهض
لاء انا خارج ياهدي ابقي شوفي مهرة واطمني عليها 
وانصرف بعدها لتنظر هدي له متعجبه من هيئته المرهقة تلك
وجد والديه جالسان يرتشفان الشاي ويشاهدون احدي المسلسلات القديمه ومندمجان ثم تعالت ضحكاتهم
ليقترب أكرم منهم دون سلام وجلس علي الأريكة المقابة لهم
فتلوي سهير شفتيها بأمتعاض
الناس تقول سلام عليكم مساء الخير 
ليرفع أكرم عيناه ثم نظر الي والده المندمج في المسلسل 
انا هنقل لشقتنا القديمه 
فأنتبه عزيز له ثم حدق بزوجته التي لطمت على صدرها 
وتبعد عن امك حببتك يااكرم 
فتسأل عزيز 
ليه كده يابني مش كفايه أخوك مبنشفهوش غير علي النوم
لتنهض سهير متجها نحوه 
ياميلت بختك ياسهير في ولادك ربيتي وكبرتي وابنك عايز يسيبك 
وأخذت تولول علي حالها إلي ان سقطت مغشية عليها 
فصړخ عزيز وهو يري زوجته ساقطھ على الارض وانتفض أكرم بفزغ واقترب منها هاتفا
ماما فوقي 
ليدفعه عزيز 
اطلع شوف الدكتور اللي قصادنا امك هتروح مني 
حاوطها كنان بحب وهم يشاهدوا احدي المسلسلات التركيه والتي تحكي عن تراثهم وتاريخهم 
وكلما سألته ورد عن شئ أجاب بأعتزاز وحب لتاريخ وطنه لتشعر ورد بالحنين إلى وطنها هاتفه 
نحن أيضا لدينا تاريخ عظيم 
وابتعدت عنه قليلا ليصبح وجهها مقابل لوجهه 
مصر جميله جدا كنان 
فأبتسم كنان وهو يعلم شعورها 
اعلم حبيبتي
واحتوي وجهها بين راحتي كفيه 
واحببتها عندما تزوجت 
فعقدت ساعديها أمام صدرها وابتعدت عنه قليلا 
ماذا تقصد انت لم تكن تحب مصر
فضحك وهو يحرك رأسه ويجذبها له مجددا
صراحه لا انا احب الدول الأوربية أكثر لتحضر عقولهم 
لتدفعه عنها
ابتعد كنان كيف تخبرني بهذا 
ونهضت وهي تهتف بتذمر 
كيف لا تحب مصر وانا لا احب تركيا 
فضحك وهو ينهض نحوها 
قولت لم اكن أما الآن انا أعشقها واحبها ومغرم بها
مابكي اليوم ورد 
فأبتعدت عنه بحنق
اشتقت لوطني انا هنا اشعر بالغربة كنان لا أحد معي 
فضمھا كنان بحب 
سأعرفك على ليليان شقيقة بشير صديقي 
وتذكر أمر الحفل 
صحيح ورد اريد ان أخبرك بأمر ما
لتنتبه له ورد وقد نسيت كل شئ وهي سارحة في عينيه
ما هو الامر حبيبي 
لينسي كنان نفسه ويميل نحوها ليحملها 
غدا أخبرك حبيبتي فكما تقولون الصباح رباح 
استيقظت مهرة بفزع من نومها وهي تجد نفسها بنفس ملابسها التي خرجت بها بالصباح  وأخذت تحرك يدها على وجهها وهي تتذكر وجه والدتها الحزين وهي تخبرها أنها حزينه منها وعليها 
ليه زعلانه مني يا ماما 
وألتقطت هاتفها لتجد ان وقت اذان الفجر قد اقترب فنهضت من فوق الفراش بتكاسل وأتجهت نحو المرحاض لتنعش جسدها بالماء الفاتر وتبدل ملابسها ثم تتوضئ وتنتظر أذان الفجر 
هبطت الدرج وهي تشعر بالجوع فبعد ان صلت واستغفرت شعرت بالراحه وأيضا بالجوع فضحكت على حالها وهي تدبدب على بطنها 
لتتجه نحو المطبخ وتفتح الثلاجه لتبدء في تحضير وجبة خفيفة لها
وبالفعل أعدت طبقين وبدأت تأكل بنهم إلي ان شعرت بخطوات خلفها لتجد جاسم بملابس امس ويبدو أنه أتى للتو من الخارج 
واقترب منها لتتوقف عن الطعام
كملي اكلك يامهرة انا جاي اعمل لنفسي قهوة وهخرج 
لتنظر إليه بأشفاق فالأرهاق ظاهر علي ملامحه 
تعالا كل معايا الأول وبعدين اعملك قهوة 
وكاد ان يرفض ولكن عندما مدت يدها له بالخبز مع ابتسامة استعجبها منها قرر مشاركتها 
ايه كمية الطماطم اللي في الأكل ديه
فضحكت بمتعه وهي تأكل 
بيض بطماطم وجبنة بطماطم بس ايه رأيك 
فتناول جاسم لقمه 
من زمان اوي مأكلتش الأكل ده
فحركت رأسها وهي تأكل 
هتسيب الجبنه الرومي والكيري واللنشون والزيتون والبسطرمه وبيض الأومليت وتاكل ده يعني 
فضحك علي عباراتها 
انا باكل كل ده 
فتمتمت وهي تأكل 
اه نسيت القهوة اللي ليل نهار بتشربها 
فأبتسم وهو يمسح فمه بعدما قضم لقمتان 
نمتي ليه وانتي جعانه 
فرفعت عيناها نحوه
مكنش ليا نفس اكل  صحيت صليت وبعد كده نزلت أشوف حاجه اكلها 
وتسألت 
انت كنت فين 
فتنهد وهو يغمض عيناه
قبلت صديق ليا  
ولا تعلم لما أرادت ان تسأله ذلك السؤال 
انت بتصلي ياجاسم 
فضحك ساخرا 
هو انا مش مسلم 
فأشاحت وجهها عنه بخجل
مقصدش بس في ناس كتير مسلمين بالاسم بس 
فأبتسم وهو يميل نحوها 
بصلي من وانا طفل علي فكره والدي الله يرحمه من عمر الاربع سنين كان بيوديني المسجد احفظ قرآن وبعد ما ماټ استمريت علي كده
وابتسم وهو يشعر بالحنين نحو والده واغمض عيناه 
كان ديما يقولي ان المسلم الصح لازم يوازن بين دينه وعلمه  النجاح ميبقاش نجاح وانت جاهل دينك 
فتعجبت من ذلك الاب الذي رغم انه رحل وتركه وهو لم يتعدي الثانية عشر الا ان كل شئ مازال مترسخ في عقل ابنه بل ويتحدث عن والده بكل حب وفخر ماهذا الاب الذي ظلت ذكراه محفورة إلي اليوم
وشردت في والدها فأرتسمت الحسړة علي شفتيها
لتجد نفسها تسأله دون وعي 
وكنت هتتجوز رفيف ازاي وهي يعني 
فأبتسم وهو يعلم مغزي سؤالها
الدنيا بتاخد الواحد يامهرة ومن وقت للتاني بنحتاج اللي يقومنا ويمسك ايدينا 
ومال نحوها وهي
37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 97 صفحات