الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية لحن الحياة

رواية لحن الحياة

انت في الصفحة 41 من 97 صفحات

موقع أيام نيوز

ساخره
والوالد العزيز فين من كل ده
وعندما طالعها أكرم بنظرة يائسة علمت الإجابة التي تعلمها ولا تحتاج لسؤالها 
وهتفت رقية بحزن وهي تأكل من المثلجات
انت كمان مش عارف تتجوز اللي بتحبها 
عمرك أكرم رأسه بصمت لتطالعهم مهرة بضيق هاتفه 
ياسلام عليكوا
انتوا الاتنين ايه اليأس ده 
وأشارت نحو رقية 
انتي انشغلي بأي حاجه في حياتك وابعدي عن مراد لفترة أقولك حاجه سافري عند عمتك الكويت 
وأشارت لاكرم 
وانت أهدي وهنشوف حل بس اجمد كده مش مع أول خبطه في حياتك تيأس وتستسلم
كانوا يحدقوا بها بصمت محركين رأسهم بأنصياع 
وحركت شفتيها بأستياء 
انا بقيت أسامه منير علي ايدكم الله يسامحكم 
وجدها تضع ملابسها في حقيبة سفرها 
لن أظل هنا ثانية كنان 
وبكت كالأطفال 
انا لا أليق بك 
ليجذبها كنان نحوه برفق متذكرا ليلة أمس بقلب هائم وبمكر هتف
تريدي تركي ورد اين حبك لي
فتمتمت بحزن 
مازال موجود كنان ولكن لا أحد يحبني هنا 
فضاقت عين كنان 
من ورد
وتذكر والدته وكيف تلمح له عظيمة بسوء معاملتها لها 
ورد أخبريني بكل شئ يحدث معك 
فطأطأت رأسها وهي تتذكر حديث والدته القاسې لها وبكت بحړقة فهي تعلم بعلاقة كنان ووالدته والتي لا تحتاج لهدم فإذا اخبرته بما تفعله فستخرب أخر طريق بينهم
ورفع كنان وجهها نحوه 
لا تحني رأسك ورد 
وسألها وهو شارد 
ماذا شربتي أمس 
فهتفت وهي تتمني ان تجد الاجابه 
عصير برتقال كنان ولم أشرب شئ غيره انا لا اتذكر شئ وكيف فعلت ذلك
الحيرة أصبحت ټضرب رأسه شك بسيلا ووالدته والخدم ولكن سيلا بفعلتها اليوم ازالت شكه والخدم اقسموا انهم لم يفعلوا ذلك ووالدته لما تفعل هذا بزوجته 
انا لا
اشرفك في مجتمعك كنان أليس كذلك 
وتابعت بآلم
اذا اردت ان تطلقني فأنا 
ولم يترك لها تكمله الاجابه فقد ضمھا إليه پعنف 
لا أريد ان أسمع منك تلك الكلمه مجددا ورد 
وابعدها عنه قليلا ومسح علي وجهها وغمز لها بوقاحة
كنتي رائعه حقا ورد ليلة امس  
فأتسعت عين ورد وعقلها يسير أمامه مقاطع لا تجمعها وحدقت به وهي تتسأل 
ماذا فعلت أمس كنان 
فمال نحوها وهمس 
رقصتي ليه قبلتني كثيرا وكثيرا قولتى لي إني وسيم 
ومع كل كلمه ينطقها كانت تفتح فاها كالبلهاء وحدقتي عيناها تتسع پصدمه 
وهتفت بتعلثم
ماذا   انا فعلت هذا وقولت هذا
فلم يتمالك كنان ضحكاته واڼفجر ضاحكا 
وارتديتي لي بدلة رقص حمراء ورد
وتعالت ضحكاته وهو يجدها ټنفجر في نوبة بكاء كالأطفال 
تسطحت مهرة على الفراش وهي لا تصدق أنه سافر دون ان يخبرها بهذا فقد علمت بسفره من هدي بعد ان أخبرتها أنها لن تتناول طعامها الا عندما يعود 
ليكون رد هدي المتعجب
لكن جاسم بيه سافر يابنتي 
وأخذت تتقلب على الفراش وهاتفها بجانبها تنظر من حين لآخر له لعله يهاتفه او يبعث لها برساله وهتفت لنفسها 
انسي انه يفتكرك يامهرة انتي منسية من كل اللي حواليكي
ودمعت عيناها إلى ان غفت تردد اسمه علي شفتيها 
مر يومان على سافره شعرت خلالهم بالوحده وافتقاده  
قررت اليوم ان تذهب لريم بعد ان علمت بمرض والدتها 
وقفت أمام شقة ريم المتواضعه وطرقت الباب ليفتح لها رجل بعمر والدها ويبدو أنه هو والد ريم لتشابه ملامحهم
ازيك ياعمي أنا مهرة صديقة ريم 
فأتسعت أبتسامة الرجل البسيط ورحب بحب
اتفضلي يابنتي يا اهلا وسهلا انتي متعرفيش ريم بتحكيلنا ايه عنك 
فخرجت ريم من حجرة والدتها غير مصدقه ان مهرة قد أتت لزيارتها ونظرت لعبائتها المنزليه القديمه بخجل 
فأقتربت منها مهرة ټحتضنها 
تصدقي عندي منها واحده شبها بالظبط  
فأبتعدت عنها ريم ضاحكه 
تقريبا كان موديل ونازل السوق 
فضحكت كل منهم لينظر والد ريم لمهرة 
تعالي يابنتي اقعدي معلشي البيت مش قد المقام 
فتقدمت مهرة وجلست علي أحد المقاعد هاتفه بلطف
مش قد المقام ايه بس ياعمي علي فكره انا من السيدة زينب 
فأبتسم الرجل وأخذ يخبرها عن الأشخاص الذين يعرفهم وعن القهوة التي بحيهم  واندمج والد ريم بالحديث معها لتخرج من الغرفة والدة ريم تتحرك ببطئ وعندما رأته مهرة نهضت من مقعدها نحوه تمسك يدها 
تعبتي نفسك ليه ألف سلامه عليكي 
فربتت والده ريم علي وجهها بحنو 
كان لازم اطلعلك وأشكرك علي كل حاجه عملتيها مع ريم
لتخرج ريم من المطبخ تحمل كوب العصير 
انا مش مصدقه نفسي انك هنا 
فأبتسمت مهرة بود وهي سعيده بوجودها بينهم وهتف والد ريم 
عصير ايه ياريم حضري الغدا يابنتي 
فأرتبكت ريم فغدائهم اليوم لن يكون الا عدس 
اصل يابابا
ففهم والدها الأمر 
انا هنزل اشتري سمك مشوي وانتي اعملي الرز
فأعترضت مهرة لتجد والده ريم تخبر زوجها 
ايوه ياحج أنزل اشتري السمك 
وقبل ان يتجه والد ريم نحو الباب اندفعت مهرة هاتفه 
انا هاكل من اللي انتوا عملينه في البيت وكنتوا هتتغدوا منه غير كده ابدا والله وهمشي 
ومع اصرارها حدث ما اصرت عليه فهي لم تأتي لتكلفهم 
وبعد ساعه قد أتي الشقيق الاصغر لريم وألتفوا حول الطاولة ذات الأرجل القصيرة وتناولوا الطعام مع أحاديث مرحه وكانت والدة ريم تجلس بينهم تأكل من شربة الخضار الموصي بها الطبيب 
ألفة أسرية هادئه والدة ريم ذكرتها بوالدتها ووالدة مرام اما والد ريم لم يذكرها الا بالسيد عادل بل وأكثر منه طبية فهو رجلا بسيط للغاية 
وانقضت الجلسة وقد اندمجت مهرة مع علي شقيق ريم وفي النهايه وضعت لهم ظرف به مال 
لتهتف والده ريم بعزة نفس
ايه ده يابنتي 
فأبتسمت مهرة بحب لتلك السيدة 
انا مجبتش عصير ولا فاكهه
وانا جايه ده واجب الزيارة ولا ايه 
فأبتسمت لها المرأة ولم تستطع النطق 
متقلقيش ديه حاجه بسيطه خالص 
وانصرفت بعدما ودعتها ريم وشكرتها وهبط معها علي ليوصلها لأسفل بنايتهم 
لتنظر ريم لوالدها الذي تمتم 
بنت حلال وطيبه اوى البنت ديه 
خرجت مهرة من الحي الذي تسكنه ريم فرن هاتفها لتظن بأنه جاسم فقد هاتفته صباح لتخبره بأمر ذهابها لريم واحتياجها لبعض المال وكان رده مقتضبا فعذرته لتوتره فاليوم سيصدر قرار اما خروج كريم او استمرار حپسه 
ووجدت رقم مرام ففتحت الخط سريعا 
طمنيني يامرام  بجد خرج بالسلامه 
فهتفت مرام بسعاده 
ايوه يامهرة خرج الحمدلله انا مضطريه اقفل هكلمك بعدين 
وأغلقت معها الهاتف وفور ان وضعت الهاتف بحقيبتها دفعها أحدهم بقوة أرضا بعد ان اخذ منها حقيبة يدها كانوا رجلان يقودوا دراجه هوائية وبعدما أخذوا المال والهاتف قذقوا بها 
ليقف الناس حولها يساعدوها بأن تنهض ذراعها قد چرح وركبتها اليمني أيضا وجاء إليها أحدهم بحقيبتها يخبرها بأسف
للآسف سرقوا الفلوس والتليفون يابنتي بس اوراقك الشخصية موجوده 
فأخذت الحقيبة منه وهي تتآلم وتنهدت بأرتياح وهي تري متعلقاتها الشخصية موجوده 
وسمعت صوت إحداهن 
عوضك على الله بقي يابنتي 
وانصرف البعض والبعض الآخر وقف يضرب كفوفه ببعضهم مما حدث 
وبعدما استطاعت الوقوف قليلا اوقفت سيارة اجرة   كان رجلا كبيرا بالسن وعندما رأها تتآلم 
اوديكي على المستشفي يابنتي 
فحركت رأسها وهي تنظر لچرح ذراعها واغمضت عيناها بآلم تتمني ان تعود للمنزل وتجد جاسم ينتظرها وټدفن جسدها بين احضانه 
لم يتركها السائق وظل معها إلى ان اوصلها 
لتهبط من سيارة الاجرة بعد ان دخلت من بوابة الفيلا 
هجيبلك الفلوس ورجعالك
ورغم الم ركبتها صعدت الدرج سريعا وهبطت بالمال فشهقت هدي من رؤية ذراعها ملفوف وتعرج قليلا 
وعادت للداخل بعدما حاسبت السائق وراضته بالمال ووقوفه جانبها 
وتسألت هدي بقلق
مالك يامهرة ايه اللي حصل يابنتي 
فقصت لها ما حدث 
الحمد لله جات علي أد كده 
وساعدته هدى للصعود لغرفتها بل ودللتها وانتهى اليوم بمساؤه 
وفي اليوم التالي 
كانت نائمه تحلم بجاسم وهي تعاتبه لعدم اهتمامه بها وسؤاله عنها 
وهي تظن أنها بحلم وهمست بعتاب وهي تفتح عيناها وقد تخيلت جاسم أمامها 
سافرت ومسألتش عني انا زعلانه منك 
كان يجلس جانبها يحزن علي رؤية چروحها فندم أشد الندم لتجاهله لها 
ومال نحو جبينها يلثمه مجددا 
انا أسف يامهرة 
لتبتسم له وهي تظن أنها مازالت بالحلم 
خلاص سامحتك انت طيب اوي في الحلم
فضحك ف الحمقاء مازالت تعتقد انها تحلم 
واغمضت عيناها وفتحتهم ببطئ 
الفصل الواحد والثلاثون 
_ رواية لحن الحياة 
_ بقلم سهام صادق 
ابتسمت وهي مازالت بين الغفوة واليقظه تظن بأنها بحلم جميل تري فيه جاسم الحنون الذي تريده وترى نفسها دون مشاعر مقيدة خائفه 
فمدت يداها نحو وجهه تتحسه ثم رفعت جسدها نحوه كي تحتضنه 
الحلم ده جميل اوي وانت حلو اوي فيه 
فكتم ضحكاته بصعوبه وضمھا إليه أكثر هامسا 
فعلا حلم جميل يامهرة ياريت تفضلي تحلمي كده علطوول
فأبتعدت عنه قليلا وأتسعت عيناها فالوضع به شئ عجيب ووضعت يديها علي ذراعيه ثم وجهه 
بسم الله الرحمن الرحيم 
وهنا لم يقدر علي كتم صوت ضحكاته التي صدحت عاليا وطالعته وقد تيقنت انه ليس حلما بل حقيقة وصړخت بكل قوتها
اكدب عليا وقول انه حلم 
وأغمضت إحدى عيناها تنتظر منه ان يخبرها ما ترغب في سماعه ولكن املها قد خاب 
للأسف حقيقه يامهرة 
وضحك بقوة وهو يطالعها ثم غمز لها بمكر 
كنت أتمني اكدب عليكى 
فضاقت عيناها پصدمه مما تفوهت به فيبدو ان هذا تأثير المسكن الذي تناولته قبل ان تغفو وتمتمت بأرتباك وتعلثم
انا يعني اصلا آه هو الدوا السبب خلاني مش حاسه بنفسي 
وحركت رأسها كي يتفهم الأمر   فأبتسم بحنو 
خلاص يامهرة انا نسيت اللي حصل اعتبريني حلم 
فتنهدت براحه وكأنها اقتنعت وعندما لمحت المكر في عينيه علمت أنه يجاريها وكأنها طفله 
وانتفضت من فوق الفراش 
أنت بتاخدني على اد عقلي مش كده
فتنهد بيأس منها 
مهرة انا جاي من السفر تعبان وحقيقي مش فايق ولا فاكر اي حاجه قولتيها ارتحتي كده 
فطالعته بصمت إلي ان وجدته ينظر إلى ذراعها متسائلا 
حصلك ده إزاي 
فحركت رأسها وهي تتحاشا نظراته الثاقبة نحوها 
متاخدش في بالك ديه حدثه بسيطه 
فزفر أنفاسه بحنق واقترب منها يحاوطها بذراعيه 
لاما بتروحي للمصايب برجليكي او هي اللي بتجيلك 
فضحكت رغما عنها 
مقدرات كونية 
فضحك علي مشاغبتها وتمتم بهدوء
سلامتك 
كلمه واحده منه حانية جعلتها كالضائعه وكأن قلبها كان مشتاق لمجرد كلمه تسعده 
وطأطأت رأسها عندما شعرت بأن قواها خارت 
ووجدت يده ترفع وجهها كي تعود لمطالعته فأرتبكت وهي تتمتم
هو انت متأكد أننا مش في الحلم 
فأبتعد جاسم عنها ضاحكا بقوه لتهتف بحنق 
أنت بتضحك علي ايه
فتنهد وهو يتسطح على فراشها بعد ان خلع سترته 
بضحك علي غلطة عمري 
لم تفهم مغزي كلماته في البدايه وأتسعت حدقتي عيناها بعدما فهمت مايقصد واندفعت جانبه علي الفراش 
انت تقصدني انا 
ولينهي هذا الجدال سريعا تمتم بأرهاق 
مهرة ارجوكي انا جاي من السفر تعبان ومحتاج انام 
فأشفقت على حاله فالارهاق ظاهر علي ملامحه
خلاص مش هتكلم أه 
ووضعت بيدها علي فاها تطالعه وهو يغمض عيناه علي وسادتها
جاسم 
ففتح عيناه لتنظر
إلى إليه ثم الفراش 
انت هتنام هنا 
فحرك رأسه بنعم وأشار اليه بأن تقترب فأقتربت منه ببطئ
تعالى جنبي يامهرة 
فوقعت عيناها علي المكان الذي يشير له 
لاء هنا كويس 
فتعالا صوته بضيق 
مهرة ممكن بلاش عند النهارده 
وانصاعت لامره بهدوء وجلست بالقرب منه لتجده يعتدل في نومته هاتفا 
عايز انام في حضنك 
ولم يمهلها الرد لتجده يجذبها له وتملصت من ذراعيه فتمتم بنعاس
اهدي يامهرة ونامي 
فهتفت بتذمر
طب انا مش عايزه انام 
ولكي يلهيها قليلا بدء يتجاذب معها الحديث 
احكيلي ايه اللي حصلك في غيابي 
فأخبرته عما حدث من سړقة ليهتف پغضب 
بعد كده تاخدي السواق معاكي ربنا ستر
40  41  42 

انت في الصفحة 41 من 97 صفحات