رواية لحن الحياة
رواية لحن الحياة
من البيت وقابلتيني هجيب المأذون واتجوزك
لتنظر رقية للهاتف بأعين متسعة وابتسمت وفردت ذراعيها بتهلل واعين والدها عليها بسعاده فهو يتمنى لها مراد كي يطمئن عليها
دخل جاسم للمطبخ فور ان عادوا يطلب من هدي كأس من الحليب
البارد فلم يعد يحتمل ألم معدته
لتعطيه هدي الكأس متسائله
أحضر العشا ياجاسم بيه
لاء ياهدي احنا اتعشينا بره
وخرج من المطبخ متجها لمكتبه يطالع الملف الذي سيناقشه غدا مع ريان ومنه يتركها تحادث ورد
فورد هاتفتها وهم عائدون ولكن لم تعرف تتحدث معها فطلبت منها عندما تصل تهاتفها
نظرت مهرة لهاتفها بحنق فهاتف شقيقتها أصبح مشغول وجلست علي الفراش تبتسم بسعاده
وانتبهت لشرودها واتجهت بعدها نحو المرحاض تنعش جسدها ثم تهاتف ورد
وبعد خمسه عشر دقيقة كانت تخرج من المرحاض راكضا بثوب الاستحمام وهي تسمع رنين هاتفها يعلو وفتحت الخط سريعا وكان تلك المرة حديثهم صوتا فقط فورد لم ترغب في رؤية مهرة ملامحها الحزينة
فتنهدت مهرة براحه
صوتك مش عجبني مالك ياورد كنان مزعلك
فتمتمت وهي تزفر أنفاسها
بالعكس كنان بيعملي كل حاجه نفسي فيها بس انا تعبانه يامهرة عندي ديما احساس بالنقص في شكلي وجسمي
لتتسأل مهرة بقلق
حماتك السبب مش كده
فصمتت ورد لتتنهد مهرة بضيق
واسترخت مهرة علي الفراش ومدت ساقيها وقد نست انها بثوب الاستحمام واخذت تخبر ورد ببعض النصايح
خليكي ناصحه وواثقه من نفسك سامعه
فلمعت عين ورد بحنين وحب
حاضر
فأبتسمت مهرة وهي تلوي خصلات من شعرها على أصابعها
فڼهرتها ورد بخجل لتضحك مهرة على شقيقتها وأغلقت بعدها الهاتف
لتنسي نفسها وتتسطح على الوساده وغفت دون شعور
وبعد ساعه كان جاسم يردف للغرفة ووقعت عيناه عليها فأبتسم وابدل ملابسه ثم أندس جانبها واخذ يتأملها وهى غافية ليعبث بيده علي وجهها ثم مال عليها يقبل عنقها ويهمس بأسمها
ففتحت عيناها وطالعته ثم طالعت نفسها وشهقت پصدمه
انا نمت كده ازاي
وحاولت دفعه ولكنه كان يحاصرها بذراعيه وينظر إليها بنظره عابثة
الفصل السادس والثلاثون
_ رواية لحن الحياة
_ بقلم سهام صادق
يداه اخذت تتخلل شعرها الرطب ببطئ وانتقل من لمس شعرها للمس وجنتيها وهي مازالت ثابتة في وضعها تنظر لعيناه وكأنها كالمنومة مشاعر غريبة بدأت تسير داخلها لا تعلم لما تنسي نفسها وهي معه
جاسم وضع قوانين لعبته بهدوء وتمهل وفي النهايه انتصر ليصل لهدفه اضعف خاسر هو القلب
ومال نحوها أكثر حتي أصبحت أنفاسهم قريبة للغاية
ليصدح رنين هاتفها جانبها فأنتفضت من أسفله وألتقطت هاتفها سريعا لتنظر لأسم المتصل
ده أكرم
وفجأة وجد يداه انزلقت لينبطح علي الفراش داعيا عليها بحنق
ربنا يسامحك يامهرة
فنظرت إليه ثم للهاتف ضاحكة من هيئتة بعد ان انبطح علي الفراش عندما تملصت من قبضتي يديه وردت علي أكرم بقلق
مال صوتك ياأكرم انت فيك حاجه
ليهتف أكرم بحزن وهو ينظر حوله فقد كان يسير بأحد الطرق هائما فيما حدث له من والدته في الصباح
مهرة انا محتاجك
فشعرت بوجود خطبا ما حدث له وزاد قلقها عليه
قولي انت فين وانا اجيلك
فصدح صوت جاسم بحنق فقد كان يتابع الحوار بصمت إلي ان نطقت بعبارتها الأخيره
قولي لاكرم يجي خروج من البيت مافيش
فطالعته بضيق ووجدت أكرم يهتف
انا جاي ليكي ده لو مش هيضايق جاسم
فسريعا اجابت وهي تنظر لجاسم
اكيد لاء هستناك
وبعدما أغلقت الخط مع أكرم وقفت تطالع جاسم العاقد ساعديه امام صدره وقد تسطح علي ظهره فوق الفراش وقفزت جانبه بطريقة مضحكه بهيئتها التي أطاحت عقله
وفيها ايه لو خرجت
فنظر لها بضيق
أنتي مش واخده بالك الساعه كام دلوقتي
فهتفت بحنق ولامبالاة
عادي
فأستفزه حديثها ليجذبها من خصلات شعرها
عادي ده لما كنتي عايشه لوحدك اما دلوقتي انتي متجوزه الساعه 11 ياهانم
فتألمت من قبضت يده علي شعرها
اه سيب شعري
فأقترب منها بعد ان ترك شعرها وحرك خده علي خدها
لسانك ده حقيقي محتاج ضبط من اول وجديد
وضمھا إليه بدفئ
مهرة ياحببتي نعقل كلامنا قبل ما ننطقه واوعدك كل ماتسمعي الكلام ليكي هدية عندي
مشاعر الابوة كانت طاغية عليه في تلك اللحظه ورغم أنها هدأت عندما لمس جزء مفقود داخلها فهي لم تعرف تلك المشاعر من قبل وابتعدت عنه تنظر الي عيناه فأبتسم وهو يعلم أنها تعقل كلامه داخل عقلها بتمهل ومد كفه نحو عنقها يلامسه فأغمضت عيناها بأسترخاء ثم تذكرت أمر أكرم ف كالعاده لحظات السحر تنتهي
أكرم قرب يوصل
وابتعدت عنه وهبطت من فوق الفراش نحو غرفة الملابس لترتدي ملابسها
لينظر جاسم نحوها زافرا أنفاسه بقوة
لاء كده كتير
وهبط برأسه علي الوساده مغمض العينين كي يهدء قليلا متوعدا لها بعد ان ينصرف أكرم
جلس أكرم بأرهاق والحزن ظاهر علي ملامحه مما فعلته والدته معه كان دوما المطيع الهادئ لا يطلب منها شئ والشئ الوحيد الذي طلبه منها ان توافق علي خطبته من حبيبته ولكن الإجابة كانت طرده من عمله فضغطت عليه من أكثر الجوانب قسۏة
كان جاسم يجلس معهم بهدوء ويستمع إلي مايقصه أكرم وعندما شعر بحاجه أكرم الي شقيقته
نهض معتذرا
هسيبكم تتكلموا براحتكم
ونظر الي أكرم الذي وقف علي الفور
لاء انا همشي خلاص واسف أني ازعجتكم
ليقترب منه جاسم رابتا علي كتفه بأخوه
عيب تعتذر وانت في بيت اختك ياأكرم البيت بيتك وتيجي في اي وقت
فطالعته مهرة بهدوء وسعاده مما فعله مع شقيقها ونظرت إليه بأمتنان حقيقي وهتف قبل ان يصعد لاعلي
بات الليله ديه هنا وارتاح
وبعدما انصرف نظر نحوه أكرم بحب ثم نظر الي شقيقته
حقيقي كل يوم بحترم وبتعلم من جوزك يامهرة انا بعتبره أخويا الكبير
فأبتسمت ومدت ذراعيها لشقيقها كي تحتويه بحنو متمتمه
اوعي تزعل لو علي الشغل امره سهل
وهتفت بجمود
انا اسفه اللي هقولهولك في حق امك بس هتستني ايه من واحده خلت جوزها يرمي بناته ولما يفتكرهم
يجي يرمي ليهم ملاليم
فأبتعد عنها أكرم قليلا فحزن علي حقيقة ما فعلته والدته في حق شقيقتيه وشرد في الماضي فكانت والدتهم تخبرهم دوما ان زوجة ابيهم امرأه لعوب وبناتها مثليها ولكن ها هي الحقيقه تظهر وتربية المرأة اللعوب نتج عنها شقيقة حنونه مثل مهرة صادقة بحبها وشقيقة أخري عطوفه لا تقل عنها حنانا
عندك حق يامهرة ماما ظلمتك انتي و ورد اوي
وعاد يرمي نفسه بين أحضانها لتربت بيدها علي ظهره تطمئنه بأنها معه
اخذ النوم يداعب جفنيها ومازالت تنتظره فقد أعدت نفسها له وارتدت ثوب قصير يظهر مفاتن جسدها وتزينت كما أخبرتها مهرة ولكن ساعه جاءت ورائها اخري وأخري وكنان مازال بحجرة مكتبه
وقررت ان تذهب إليه فقد ملت من الانتظار وربطت روبها بأحكام وهبطت للاسفل ووقفت أمام غرفة مكتبه تأخذ أنفاسها بتوتر ثم طرقت الباب بطرقة خافته ودلفت بعدها لتجده ممدد علي الأريكة مغمض العينين فأقتربت منه وهي تهتف بأسمه
كنان
ففتح كنان عيناه وطالعها بتفحص وسط ضوء الغرفة الخاڤت ثم عاد يغمض عيناه
ما الأمر ورد
قالها ببرود أثلج قلبها فأقتربت منه
وچثت على ركبتيها أمامه ومسكت يده بحنو
انت ما الأمر كنان مابك حبيبي
ففتح عيناه ونظر لعينيها التي تعكس ما بداخلها فوجدها علي وشك البكاء فرفعها من الارض وفسح لها مكانا جانبه
تعالي جانبي
فأشرقت ملامحها وتمددت جانبه تمسح علي وجهه برفق
ما بك كنان أشعر بأنك بعيد عني هذه الأيام
فحدق بها كنان للحظات صامتا ثم ضمھا إليه
مشاكل بالعمل ليس أكثر ورد
وعاد يغمض عيناه متذكرا تلك الفتاه وعقله شارد لا تشبه شقيقته بالمثل ولكن الشبه بينهم كبير للغاية
فتحت الغرفة بنعاس لتجد جاسم مازال مستيقظا فأقتربت منه تتسطح فوق الفراش بجفون متثاقلة
نام أكرم
فتمتمت مهرة بثاوب
آه نام في اوضه كريم
فحرك جاسم رأسه ومال نحوها بعد ان اغلق الكتاب الذي كان بيده
انت منمتش ليه
فأبتسم بخبث وهو يجذبها اليه
مستنيكي ياحببتي
فطالعته ومازالت تتثاوب بكثرة
فكرني بكره أشكرك علي اللي عملته مع أكرم تصبح علي خير بقي
ومع نهايه تلك الجمله لا تعلم ما حدث سوا انه هتف
تصبح علي خير مين ياختي
وقفت تهندم حجابها بخجل من نظراته العابثه التي تحاوطها فكان يقف خلفها يمشط شعره الاسود وينثر عطره وحاوط خصرها ضاحكا
هتتظبط ازاي وانتي بالتوتر ده
وقرص وجنتيها بخفة فهتفت بحنق
ما انت طول ما بتبصيلي كده وبتغمزلي انا بتوتر
فضحك بمتعه على خجلها
حقيقي انتي تهبلي يامهرة
وقبلهاعلي احدي وجنتيها
شكرا علي السعاده اللي لقتها معاكي
وتركها وانصرف لتنظر لأثره بذهول من تصرفاته حتى بعد كل علاقه بينهم يقبلها علي جبينها يخبرها بسعادته وحبه لها
انا كده ھموت في ايدك يا ابن الشرقاوي
وضحكت على نفسها وقلبها الذي بات يدق سريعا بوجوده
وقفت ريم بأرتباك أمام ريان الذي كان منشغلا في مطالعة الأوراق التي أمامه
الملف اللي طلبته يافندم
فرفع ريان عيناه نحوها ببطئ متأملا خجلها وارتباكها الذي يحبه ومد يده إليها لتعطيه الملف وهي تتحاشا النظرات اليه
شكرا ياريم
وأبتسم لها فأنصرفت سريعا من أمامه ليسترخي ريان بمقعده
هذه من ابحث عنها فتاة ضعيفة هادئه انجب منها فقط
وفور ان خرجت ريم اتجهت نحو الممر الذي به مكينة القهوة لتجد ياسر يقترب منها بعد ان اعطي لأحدهم بعض الاوراق
مبسوطة في شغلك مع مستر ريان
فتنهدت ريم بعبوس وهتفت بصدق
مستر ريان لطيف اوي بس انا حابه أرجع اشتغل مع حضرتك
فأبتسم ياسر لها رغم مافعله بها تريد العمل معه
والله انتي عجيبه ياريم عايزه تسيبي مدير لطيف وتيجي عند مدير كشړي ورخم
فهتفت سريعا وبتلقائيه
لاء حضرتك مش رخم بس عصبي شويه
وأكملت وهي تحرك يدها
شويتين تلاته كده يعني
فصدحت ضحكات ياسر التي تعجبت منها وطأطات رأسها بخجل فيبدو انها تجاوزت بحماقة ولكن ياسر وقف يطالعها ولاول مره يكتشف انها رائعه ببساطتها حتي خجلها وارتباكها ولكن عاد ما بداخله يذكره ان قلبه قد ماټ منذ زمن
ضحك كريم من قلبه وهو يري صغيرته تلطخ وجه بسمه بطعامها فنظرت بسمه بعبوس مصطنع
كده ياشهد
ليعطيها كريم الصغير ويأخذ شهد معنفا لها بحنان
حببتي عيب كده
فمدت الصغيره يديها لبسمه تعانقها وتداعبها فلمعت عين بسمه بۏجع وهي تعلم أنها لن تكون اما يوما واغمضت عيناها وهي تكاد تبكي علي ذكرى كلما تذكرتها شعرت بكرهها للحياه
ووضعت الصغير علي مقعده المخصص له وابتعدت راكضه نحو الشرفه فوق يطالعها بحيرة من أمرها ونده علي المربية لتأتي اليه علي الفور ثم ذهب نحوها
ليجدها تضع وجهها بين كفوفها تبكي بحړقة
بسمه
وعندما هتف بأسمها ألتفت إليه تنظر له وعيناها غارقة بدموعها مرت