الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية لحن الحياة

رواية لحن الحياة

انت في الصفحة 68 من 97 صفحات

موقع أيام نيوز

بخفة علي رأسها 
الله يعينك يامراد 
فحركت ورد رأسها فهي بالفعل لا تضحك الا مع رقية بأفعالها وحديثها 
وجلست مهرة جانبهم وتسألت 
اختارتي فستان فرحك 
فلمعت عين رقية وأخرجت تنهيده طويله ونظرت اليهم ثم حركت ذراعيها بأن يقتربوا منها واخرجت هاتفها متمتمه 
تعالوا افرجكم علي الفستان اللي اختارته 
فاقتربوا منها ونظروا الي الفستان الذي أمامهم وتعلقت عين مهرة بورد بأتساع ثم نظروا إلي رقية التي كانت منتظره ان تعرف رأيهم
فستان أسود يارقية 
نطقوا بها پصدمه لتهتف رقية بأعتزاز 
عايزه اكون مختلفه 
نظر ياسر الي ريم التى تفرك يديها بتوتر وتنظر إلى الأرض منتظرة حديثه
ريم ممكن ترفعي راسك 
فرفعت رأسها لينظر لها وهو يتآلم من انكسارها هذا 
والدك قالك اكيد علي عرضي أحنا لازم نتجوز في خلال الشهر ده ياريم 
فتعلقت عيناها به وقاومت ذرف دموعها من تلك المهانة التي تعيشها 
انا معرفتش أقول ازاي لوالدك اني عايز اتجوزك في اسرع وقت لانه اكيد هيشك في الحكايه 
دمعت عيناها وهي تستمع إليه وعادت تنظر للارض مجددا 
ريم جوازنا عشان سمعتك عشان تقدري ترجعي الشركه راسك مرفوعه من تاني 
تردد الكلمات بأذنيها مرفوعة الرأس فرحة والدها بذلك العريس وسعاده والدتها وسط جيرانها وقلبها الذي يريده 
ونهضت من أمامه تنهي كل ذلك 
انا 
ولم تكمل باقي كلماتها فوجدت والدها يتجه نحوهم مبتسما 
نورت وشرفتنا يابني
وجلس جانب ياسر بسعاده يربت علي ذراعه بفخر 
اخذ يحضر حقيبة سفره بحماس فغدا سيعود إلى مصر وسيذهب ليتقدم لخطبة تلك الفتاة التي اراقت فكره فأنتهي وقت التفكير 
وتذكرها مبتسما وهتف بأسمها 
فريدة من نوعك ريم
نظر كريم الي صور صغيريه وهو متسطح على الفراش في الفندق الذي يقيم فيه حتى تنتهي رحلة عمله ينسي كل شئ وهو يطالعهم تتدفق مشاعر الابوة اليه ويراجع قراره الاف المرات 
وأخذ هاتفه يضئ برقم بسمه وفتح الاتصال الذي كان علي أحد البرامج الحديثه ذو الصوت والصوره 
لتظهر بسمه أمامه بقميص نومها 
وحشتني ياكريم 
ايه الجمال ده ياحببتي
فهتفت بأختناق من ضيق الفستان عليها 
عجبتك ياحبيبي 
فأبتسم وهو يتأملها من بداية الحذاء العالي الي خصلات شعرها التي صبغت بعض خصلاتها
انتي عجباني في كل حالاتك 
وضمھا إليه فضاقت أنفاسها بقوه ولم تعد تحتمل ضيق الفستان 
جاسم انا محتاجه أتنفس الفستان ضيق اوي 
فأبعدها عنه ونظر إليها وهي تحرك يدها للخلف نحو سحاب الفستان وصدحت صوت ضحكاته عاليا 
ولبستيه ليه مدام ضيق
فهتفت بحنق وهي تحاول سحب سحاب الفستان
عجبني شكله انا لازم اخس عشانه 
ومدت شفتيها بأمتعاض وهي تستمع لضحكاته 
شوفت انا عامله ايه عشانك وانت بتضحك
فأدارها اتجاه ومازال يضحك وازال السحاب ببطئ 
كل اللي انتي عملاه ده شكليات ياحببتي 
فأبتعدت عنه لتنظر إليه دون فهم 
قصدك ايه 
فأبتسم وهو يحتوي وجهها بين راحتي كفيه ثم مال عليها يخبرها بوقاحه مقصده لتتسع عيناها 
فدفعته عنها ليضحك على فعلتها 
ماخلاص ياحببتي ده انتي بطنك بدأت تظهر 
وقرص وجنتيها بخفه وهو يشاكسها
مهرة انتي نمتي 
كانت تطالعه بثبات إلى ان خطت نحوه ودفعته حتي سقط بجسده علي الفراش وانكبت عليه تلتقط لياقة قميصه
فين الكلام الرومانسي اللي بيقولوه في الوقت ده فين رقصة السلو فين كاظم الظاهر اللي المفروض يظهر فيك فين الشعر 
طالعها في البدايه پصدمه الي ان رنت قهقهته بأرجاء الغرفه وحاوط خصرها بذراعيه 
لاء ده انتي بقيتي مسلية خالص   وانا بعشق التسالي 
وجذبها نحوه أكثر فأصبحت بين ذراعيه وقبضتي يديها علي صدره
وتنفست ببطئ وهي تشعر بملمس يده علي ظهرها 
احنا مش هنرقص 
فداعب أنفها بأنفه 
بكره نبقي نرقص ياحببتي 
ولكن طرقات علي باب حجرتهم وبكاء ورد وانقطعت تلك اللحظه الساحرة ونظروا لبعضهم بقلق 
يتبع
_ رواية لحن الحياة 
_ بقلم سهام صادق  
الفصل الثامن والأربعون 
_ رواية لحن الحياة 
_ بقلم سهام صادق 
سحبها من عليه پقهر وهو يتمتم ببعض الكلمات الحانقه مشيرا للفستان الذي ترتديه بعد ان نهضت من فوق الفراش 
الفستان ده متلبسهوش تاني ولا تعمليلي مفاجأت يامهرة 
ونهض هو الآخر من فوق الفراش متجها إلي المرحاض ووضع كامل رأسه أسفل الصنبور يغرق وجهه وشعره بالمياه البارده زافرا أنفاسه بقوه 
كانت مازالت تقف في مكانها تطالع الفراغ الذي تركه وتعذره علي ما يحدث وتذكرت أمر شقيقتها ففتحت الباب بلهفة وقلق حتي أنها نست هيئتها وقد مال جزء من الفستان علي كتفها غير السحاب المفتوح من الخلف كانت ورد قد ابتعدت عن الغرفه وتسير نحو الغرفة التي تقيم بها وانتبهت لصوت مهرة فركضت نحوها تعانقها دون ان تنتبه لهيئة شقيقتها
بابا بېموت يامهرة وعايز يشوفنا 
هتفت ورد بتعلثم وبكاء واكملت بآلم وهي تتذكر قدومه لهم أمس وكيف كان سينحني ليقبل ايديهم ليغفروا له مافعله بحقهم 
كأنه كان حاسس ان في حاجه هتحصله ھيموت بعد ما سمحناه 

كانت ورد تتحدث پبكاء وخوف علي ان تكون تلك نهاية والدهم ومهرة تقف صامته شارده في أمس عندما اتي الي منزلها يطلب غفرانهم يخبرهم أنه نادم بشده علي مافعله بيهم نادما انه لم يكن أب لهم 
وابتعدت عنها ورد تنظر إليها بقلق صامته شاحبه حتي اهدابها لا تتحرك وهيئتها مشعثه وقد ادهشتها هيئة شقيقتها فخجلت من حالها لإنهاء ليلة شقيقتها مع زوجها وهتفت بأسمها مردده
مهرة انتي سمعاني
هتاف ورد أخذ يتردد في اذنيها ولكن عقلها كان كالغائب في تلك اللحظه التي كان يقف فيها والدها ويتوسلها هي خصوصا بأن تسامحه مازال حضنه لها هي وشقيقتها وهو يخبرهم ان لو الزمن عاد به ماكان فعل بهم هذا وبدء عقلها يعود لوعيه ويد ورد علي ذراعها تهزها وتهتف بأسمها 
ونظرت إلي شقيقتها تحرك شفتيها بصعوبه 
مين اللي بېموت 
فأشفقت ورد عليها 
مهرة أدخلي ألبسي هدومك عشان نلحق نروحله 
ودفعتها نحو غرفتها ثم اتجهت هي الاخرى لتبدل ملابسها 
نظر لها جاسم وهو يجفف شعره بالمنشفة ووجدها تجلس علي الفراش تهتف بثقل 
بېموت بعد ما حضنا ھيموت
لم يفهم جاسم ماتتفوه به وجلس جانبها بعدما بدء القلق ينتابه فقد ظن ان ورد اتت من أجل شئ خاص بها مع كنان فهو يعلم طباع ورد الهاشة 
ولكن من هيئتها علم ان الأمر أكبر من ذلك فسألها بهدوء وهو يحتوي وجهها بين راحتي كفيه
مهرة مين اللي بېموت
فطالعته بتحديق وتمتمت وهي ترمي نفسها بين ذراعيه
بابا ياجاسم بېموت ھيموت بعد ما سمحته
لتتجمد ملامحه فليلة أمس لم تنم من اضطرابها بكل ما حدث وعدم تصديقها ان والدها اتي إليهم حتى انها بدأت تخبره عن ما اقترفه بحقهم ثم تعود وتخبره أنها لم تشاء يوما ان تري انكساره وانحناءه نحو يدها هي وشقيقتها ليقبلهما من أجل ان يسامحوه 
نظرت سهير الي زوجها الذي يرقد أمامها علي سرير المشفي ويلتقط أنفاسه الاخيره  فالطبيب أخبرهم أنها مجرد لحظات ليس أكثر فهم قد فعلوا كل ما بوسعهم  كانت تتآلم وتبكي وهي تري حبيبها وشريك حياتها بتلك الحاله فروحه لا تريد الرحيل وكأنها خائڤة وسمعت صوته الذي يخرج بصعوبه 
فين بنات زينب 
كان يسأل عنهم وهو يلومها بعينيه لترتبك من نظراته فهي السبب في تفرقته عن بناته حبها له قد عماها يوما عندما رأته يميل لزينب وينساها لتركض الي خالتها التي اقترحت لها ان تسحر له بالمحبه لها وحدها ولا يري غيرها  دفعت المال وهي تنتظر النتيجه وكانت النتيجه كما أرادت أصبح كالخاتم بين اصبعها لم يعد يري زوجته الأخرى وبناتها لم يعد يري الا غيرها 
وسمعته يخاطب أكرم الذي كان يقف بعيدا 
فين اخواتك 
وبدء بالبكاء وهو يهتف 
خلي بالك منهم ياأكرم وخليك جنب كرم ليضيع 
ونظر لسهير
بعتاب 
روحي مش راضيه تطلع ياسهير 
وعاد يلتقط أنفاسه بصعوبه 
اوعي تاكلي حق بناتي في ورثهم فيا حقهم ياسهير 
رددها كثيرا وانتبهي أكرم لقدوم شقيقتيه يركضون في الممر الطويل ولكن مجرد ان ألتف لوالده يخبره أنهم أتوا كان قد رحل لتصرخ سهير بعويل وهي لا تصدق أنه رحل وتركها 
فوقفت مهرة و ورد علي أعتاب الغرفه لتبكي ورد بقوة ومهرة تستند علي جاسم الذي كان يطالع الموقف بحزن 
نظر ريان إلى ياسر پصدمه مما يخبره به من فعلت شقيقته وعشيقته وصدح صوته بجمود
كنت عايز تفهم ده حصل ازاي اظن كده الإجابة وصلتلك
لينظر إليه ريان وهو يتوعد داخله لشقيقته التي بات يمقت أفعالها والافعي الاخري ولكن كلمه ياسر اخذت تتردد في أذنيه هو وريم سيتزوجوا زواج صوري مؤقتا وانصرف ياسر بعدها حانقا من هجومه عليه ثم هدوئه ولكن قبل ان ېصفع الباب خلفه 
ريم هترجع تاني تشتغل معايا 
ليضغط ريان علي أسنانه بقوه 
اللعنه عليكي رفيف 
وخرج هو الآخر من غرفة مكتبه متجها إلي مكتب شقيقته ليتفاجئ بأنه فارغ 
سمعت صوته وهو يحادث صغيريهم عبر الهاتف الذي تحمله مربيتهم والصغيران يهتفان بأسمه ويهمهمان بكلماتهم المبهمه
اشتاقت إليه ولم تعلم مرارة الخساره الا تلك الأيام علمت اليوم في الشركه ان رحلة عمله امتدت لايام أخرى واقتربت من غرفة صغيريها تقاوم دموع اشتياقها لزوجها وألتقطت الهاتف من المربيه
كريم 
فور ان سمع صوتها تعالت أنفاسه وتمتم بضيق
مع السلامه يامرام
وأغلق الخط بوجهها لتنظر للهاتف غير مصدقه ان كريم أصبح رجلا قاسېا لتطلب رقمه مجددا من هاتف المربية ولكن الهاتف قد غلق 
لدرجادي ياكريم كرهتني 
ونظرت إلي اعين صغيريها شارده 
بابا بقي يكرهني اوي 
فحدقت بها المربية بأشفاق لتغادر غرفة صغيريها سريعا وتهوي بجسدها علي فراشهما تبكي بحړقة علي ما كانت تظن انها لن تخسره 
يومان مروا على ۏفاة والدهم وهم يأتون للعزاء كالاغراب متحملين نظرات سهير الممتعضه 
وقفت ورد بجانب سيارة جاسم الذي وقف مع أكرم وزوجها فقد اتي كنان اليوم معتذرا من شقيقها علي عدم وجوده أمس كانت تنظر إليه بأشتياق وحب حتي أنها لم تصعد السياره مع شقيقتها وفضلت الوقوف لرؤيته وكأنها تخبره بدعوة صريحه أنها هنا تريده لم يقل كنان اشتياقا عنها ولكن قرر ان يتركها كما طلبت منه إلي ان تقرر العوده 
وسار كنان نحوها بعد ان صافح أكرم مخاطبا اياه اذا أحتاج لشئ فليخبره
وتقدم منها ببطئ حتي أصبح أمامها ومال نحو السياره ليقدم العزاء لمهرة التي كانت تود ان تقول لشقيقتها ارحلي مع زوجك 
ثم عاد يطالع زوجته التي ارتمت بين ذراعيه 
كنان 
فضمھا إليه بشوق يبثها حنانه وبعد لحظات ابتعدت عنه بخجل مدركة اين هي تقف ووجدت أكرم وجاسم يقتربوا منهم فنظرت إلى شقيقها الذي هتف وكأنه يترك لها الاختيار
كنان طيارته بعد ساعه ياورد
فأتسعت عيناها ونظرت اليه ليشير له برأسه مؤكدا منتظرا منها لو تخبره أنها ستأتي معه ولكن كان صمتها هو الاجابه 
وأخفضت عيناها نحو يداها تفركهما بتوتر فأنحني كنان نحو جبينها يلثمه بقبلة حانية وانصرف 
لتنظر هي الي خطاه ثم ضمھا أكرم إليها بحب 
مدام لسا حاسه نفسك مش قد قرار الرجوع خليكي ياورد 
وخرج أخيرا صوت جاسم بتأكيد 
أكرم كلامه صح 
وأشار إليها بالصعود للسياره ليغادوا تحت نظرات أكرم الواهنة 
فور ان تحركت السيارة بهم ألتفت مهرة نحو شقيقتها تسألها 
كنان هيسافر ولا هيفضل في مصر 
فطأطأت ورد رأسها

67  68  69 

انت في الصفحة 68 من 97 صفحات