رواية لحن الحياة
رواية لحن الحياة
بخفة علي رأسها
الله يعينك يامراد
فحركت ورد رأسها فهي بالفعل لا تضحك الا مع رقية بأفعالها وحديثها
وجلست مهرة جانبهم وتسألت
اختارتي فستان فرحك
فلمعت عين رقية وأخرجت تنهيده طويله ونظرت اليهم ثم حركت ذراعيها بأن يقتربوا منها واخرجت هاتفها متمتمه
تعالوا افرجكم علي الفستان اللي اختارته
فستان أسود يارقية
نطقوا بها پصدمه لتهتف رقية بأعتزاز
عايزه اكون مختلفه
نظر ياسر الي ريم التى تفرك يديها بتوتر وتنظر إلى الأرض منتظرة حديثه
ريم ممكن ترفعي راسك
فرفعت رأسها لينظر لها وهو يتآلم من انكسارها هذا
فتعلقت عيناها به وقاومت ذرف دموعها من تلك المهانة التي تعيشها
انا معرفتش أقول ازاي لوالدك اني عايز اتجوزك في اسرع وقت لانه اكيد هيشك في الحكايه
دمعت عيناها وهي تستمع إليه وعادت تنظر للارض مجددا
ريم جوازنا عشان سمعتك عشان تقدري ترجعي الشركه راسك مرفوعه من تاني
ونهضت من أمامه تنهي كل ذلك
انا
ولم تكمل باقي كلماتها فوجدت والدها يتجه نحوهم مبتسما
نورت وشرفتنا يابني
وجلس جانب ياسر بسعاده يربت علي ذراعه بفخر
اخذ يحضر حقيبة سفره بحماس فغدا سيعود إلى مصر وسيذهب ليتقدم لخطبة تلك الفتاة التي اراقت فكره فأنتهي وقت التفكير
فريدة من نوعك ريم
نظر كريم الي صور صغيريه وهو متسطح على الفراش في الفندق الذي يقيم فيه حتى تنتهي رحلة عمله ينسي كل شئ وهو يطالعهم تتدفق مشاعر الابوة اليه ويراجع قراره الاف المرات
وأخذ هاتفه يضئ برقم بسمه وفتح الاتصال الذي كان علي أحد البرامج الحديثه ذو الصوت والصوره
وحشتني ياكريم
ايه الجمال ده ياحببتي
فهتفت بأختناق من ضيق الفستان عليها
عجبتك ياحبيبي
فأبتسم وهو يتأملها من بداية الحذاء العالي الي خصلات شعرها التي صبغت بعض خصلاتها
انتي عجباني في كل حالاتك
وضمھا إليه فضاقت أنفاسها بقوه ولم تعد تحتمل ضيق الفستان
فأبعدها عنه ونظر إليها وهي تحرك يدها للخلف نحو سحاب الفستان وصدحت صوت ضحكاته عاليا
ولبستيه ليه مدام ضيق
فهتفت بحنق وهي تحاول سحب سحاب الفستان
عجبني شكله انا لازم اخس عشانه
ومدت شفتيها بأمتعاض وهي تستمع لضحكاته
شوفت انا عامله ايه عشانك وانت بتضحك
فأدارها اتجاه ومازال يضحك وازال السحاب ببطئ
كل اللي انتي عملاه ده شكليات ياحببتي
فأبتعدت عنه لتنظر إليه دون فهم
قصدك ايه
فأبتسم وهو يحتوي وجهها بين راحتي كفيه ثم مال عليها يخبرها بوقاحه مقصده لتتسع عيناها
فدفعته عنها ليضحك على فعلتها
ماخلاص ياحببتي ده انتي بطنك بدأت تظهر
وقرص وجنتيها بخفه وهو يشاكسها
مهرة انتي نمتي
كانت تطالعه بثبات إلى ان خطت نحوه ودفعته حتي سقط بجسده علي الفراش وانكبت عليه تلتقط لياقة قميصه
فين الكلام الرومانسي اللي بيقولوه في الوقت ده فين رقصة السلو فين كاظم الظاهر اللي المفروض يظهر فيك فين الشعر
طالعها في البدايه پصدمه الي ان رنت قهقهته بأرجاء الغرفه وحاوط خصرها بذراعيه
لاء ده انتي بقيتي مسلية خالص وانا بعشق التسالي
وجذبها نحوه أكثر فأصبحت بين ذراعيه وقبضتي يديها علي صدره
وتنفست ببطئ وهي تشعر بملمس يده علي ظهرها
احنا مش هنرقص
فداعب أنفها بأنفه
بكره نبقي نرقص ياحببتي
ولكن طرقات علي باب حجرتهم وبكاء ورد وانقطعت تلك اللحظه الساحرة ونظروا لبعضهم بقلق
يتبع
_ رواية لحن الحياة
_ بقلم سهام صادق
الفصل الثامن والأربعون
_ رواية لحن الحياة
_ بقلم سهام صادق
سحبها من عليه پقهر وهو يتمتم ببعض الكلمات الحانقه مشيرا للفستان الذي ترتديه بعد ان نهضت من فوق الفراش
الفستان ده متلبسهوش تاني ولا تعمليلي مفاجأت يامهرة
ونهض هو الآخر من فوق الفراش متجها إلي المرحاض ووضع كامل رأسه أسفل الصنبور يغرق وجهه وشعره بالمياه البارده زافرا أنفاسه بقوه
كانت مازالت تقف في مكانها تطالع الفراغ الذي تركه وتعذره علي ما يحدث وتذكرت أمر شقيقتها ففتحت الباب بلهفة وقلق حتي أنها نست هيئتها وقد مال جزء من الفستان علي كتفها غير السحاب المفتوح من الخلف كانت ورد قد ابتعدت عن الغرفه وتسير نحو الغرفة التي تقيم بها وانتبهت لصوت مهرة فركضت نحوها تعانقها دون ان تنتبه لهيئة شقيقتها
بابا بېموت يامهرة وعايز يشوفنا
هتفت ورد بتعلثم وبكاء واكملت بآلم وهي تتذكر قدومه لهم أمس وكيف كان سينحني ليقبل ايديهم ليغفروا له مافعله بحقهم
كأنه كان حاسس ان في حاجه هتحصله ھيموت بعد ما سمحناه
كانت ورد تتحدث پبكاء وخوف علي ان تكون تلك نهاية والدهم ومهرة تقف صامته شارده في أمس عندما اتي الي منزلها يطلب غفرانهم يخبرهم أنه نادم بشده علي مافعله بيهم نادما انه لم يكن أب لهم
وابتعدت عنها ورد تنظر إليها بقلق صامته شاحبه حتي اهدابها لا تتحرك وهيئتها مشعثه وقد ادهشتها هيئة شقيقتها فخجلت من حالها لإنهاء ليلة شقيقتها مع زوجها وهتفت بأسمها مردده
مهرة انتي سمعاني
هتاف ورد أخذ يتردد في اذنيها ولكن عقلها كان كالغائب في تلك اللحظه التي كان يقف فيها والدها ويتوسلها هي خصوصا بأن تسامحه مازال حضنه لها هي وشقيقتها وهو يخبرهم ان لو الزمن عاد به ماكان فعل بهم هذا وبدء عقلها يعود لوعيه ويد ورد علي ذراعها تهزها وتهتف بأسمها
ونظرت إلي شقيقتها تحرك شفتيها بصعوبه
مين اللي بېموت
فأشفقت ورد عليها
مهرة أدخلي ألبسي هدومك عشان نلحق نروحله
ودفعتها نحو غرفتها ثم اتجهت هي الاخرى لتبدل ملابسها
نظر لها جاسم وهو يجفف شعره بالمنشفة ووجدها تجلس علي الفراش تهتف بثقل
بېموت بعد ما حضنا ھيموت
لم يفهم جاسم ماتتفوه به وجلس جانبها بعدما بدء القلق ينتابه فقد ظن ان ورد اتت من أجل شئ خاص بها مع كنان فهو يعلم طباع ورد الهاشة
ولكن من هيئتها علم ان الأمر أكبر من ذلك فسألها بهدوء وهو يحتوي وجهها بين راحتي كفيه
مهرة مين اللي بېموت
فطالعته بتحديق وتمتمت وهي ترمي نفسها بين ذراعيه
بابا ياجاسم بېموت ھيموت بعد ما سمحته
لتتجمد ملامحه فليلة أمس لم تنم من اضطرابها بكل ما حدث وعدم تصديقها ان والدها اتي إليهم حتى انها بدأت تخبره عن ما اقترفه بحقهم ثم تعود وتخبره أنها لم تشاء يوما ان تري انكساره وانحناءه نحو يدها هي وشقيقتها ليقبلهما من أجل ان يسامحوه
نظرت سهير الي زوجها الذي يرقد أمامها علي سرير المشفي ويلتقط أنفاسه الاخيره فالطبيب أخبرهم أنها مجرد لحظات ليس أكثر فهم قد فعلوا كل ما بوسعهم كانت تتآلم وتبكي وهي تري حبيبها وشريك حياتها بتلك الحاله فروحه لا تريد الرحيل وكأنها خائڤة وسمعت صوته الذي يخرج بصعوبه
فين بنات زينب
كان يسأل عنهم وهو يلومها بعينيه لترتبك من نظراته فهي السبب في تفرقته عن بناته حبها له قد عماها يوما عندما رأته يميل لزينب وينساها لتركض الي خالتها التي اقترحت لها ان تسحر له بالمحبه لها وحدها ولا يري غيرها دفعت المال وهي تنتظر النتيجه وكانت النتيجه كما أرادت أصبح كالخاتم بين اصبعها لم يعد يري زوجته الأخرى وبناتها لم يعد يري الا غيرها
وسمعته يخاطب أكرم الذي كان يقف بعيدا
فين اخواتك
وبدء بالبكاء وهو يهتف
خلي بالك منهم ياأكرم وخليك جنب كرم ليضيع
ونظر لسهير
بعتاب
روحي مش راضيه تطلع ياسهير
وعاد يلتقط أنفاسه بصعوبه
اوعي تاكلي حق بناتي في ورثهم فيا حقهم ياسهير
رددها كثيرا وانتبهي أكرم لقدوم شقيقتيه يركضون في الممر الطويل ولكن مجرد ان ألتف لوالده يخبره أنهم أتوا كان قد رحل لتصرخ سهير بعويل وهي لا تصدق أنه رحل وتركها
فوقفت مهرة و ورد علي أعتاب الغرفه لتبكي ورد بقوة ومهرة تستند علي جاسم الذي كان يطالع الموقف بحزن
نظر ريان إلى ياسر پصدمه مما يخبره به من فعلت شقيقته وعشيقته وصدح صوته بجمود
كنت عايز تفهم ده حصل ازاي اظن كده الإجابة وصلتلك
لينظر إليه ريان وهو يتوعد داخله لشقيقته التي بات يمقت أفعالها والافعي الاخري ولكن كلمه ياسر اخذت تتردد في أذنيه هو وريم سيتزوجوا زواج صوري مؤقتا وانصرف ياسر بعدها حانقا من هجومه عليه ثم هدوئه ولكن قبل ان ېصفع الباب خلفه
ريم هترجع تاني تشتغل معايا
ليضغط ريان علي أسنانه بقوه
اللعنه عليكي رفيف
وخرج هو الآخر من غرفة مكتبه متجها إلي مكتب شقيقته ليتفاجئ بأنه فارغ
سمعت صوته وهو يحادث صغيريهم عبر الهاتف الذي تحمله مربيتهم والصغيران يهتفان بأسمه ويهمهمان بكلماتهم المبهمه
اشتاقت إليه ولم تعلم مرارة الخساره الا تلك الأيام علمت اليوم في الشركه ان رحلة عمله امتدت لايام أخرى واقتربت من غرفة صغيريها تقاوم دموع اشتياقها لزوجها وألتقطت الهاتف من المربيه
كريم
فور ان سمع صوتها تعالت أنفاسه وتمتم بضيق
مع السلامه يامرام
وأغلق الخط بوجهها لتنظر للهاتف غير مصدقه ان كريم أصبح رجلا قاسېا لتطلب رقمه مجددا من هاتف المربية ولكن الهاتف قد غلق
لدرجادي ياكريم كرهتني
ونظرت إلي اعين صغيريها شارده
بابا بقي يكرهني اوي
فحدقت بها المربية بأشفاق لتغادر غرفة صغيريها سريعا وتهوي بجسدها علي فراشهما تبكي بحړقة علي ما كانت تظن انها لن تخسره
يومان مروا على ۏفاة والدهم وهم يأتون للعزاء كالاغراب متحملين نظرات سهير الممتعضه
وقفت ورد بجانب سيارة جاسم الذي وقف مع أكرم وزوجها فقد اتي كنان اليوم معتذرا من شقيقها علي عدم وجوده أمس كانت تنظر إليه بأشتياق وحب حتي أنها لم تصعد السياره مع شقيقتها وفضلت الوقوف لرؤيته وكأنها تخبره بدعوة صريحه أنها هنا تريده لم يقل كنان اشتياقا عنها ولكن قرر ان يتركها كما طلبت منه إلي ان تقرر العوده
وسار كنان نحوها بعد ان صافح أكرم مخاطبا اياه اذا أحتاج لشئ فليخبره
وتقدم منها ببطئ حتي أصبح أمامها ومال نحو السياره ليقدم العزاء لمهرة التي كانت تود ان تقول لشقيقتها ارحلي مع زوجك
ثم عاد يطالع زوجته التي ارتمت بين ذراعيه
كنان
فضمھا إليه بشوق يبثها حنانه وبعد لحظات ابتعدت عنه بخجل مدركة اين هي تقف ووجدت أكرم وجاسم يقتربوا منهم فنظرت إلى شقيقها الذي هتف وكأنه يترك لها الاختيار
كنان طيارته بعد ساعه ياورد
فأتسعت عيناها ونظرت اليه ليشير له برأسه مؤكدا منتظرا منها لو تخبره أنها ستأتي معه ولكن كان صمتها هو الاجابه
وأخفضت عيناها نحو يداها تفركهما بتوتر فأنحني كنان نحو جبينها يلثمه بقبلة حانية وانصرف
لتنظر هي الي خطاه ثم ضمھا أكرم إليها بحب
مدام لسا حاسه نفسك مش قد قرار الرجوع خليكي ياورد
وخرج أخيرا صوت جاسم بتأكيد
أكرم كلامه صح
وأشار إليها بالصعود للسياره ليغادوا تحت نظرات أكرم الواهنة
فور ان تحركت السيارة بهم ألتفت مهرة نحو شقيقتها تسألها
كنان هيسافر ولا هيفضل في مصر
فطأطأت ورد رأسها