رواية جديدة بقلم رحمة السيد
رواية جديدة بقلم رحمة السيد
ده أنتوا مفكريني اهبل !!
فأشار يونس برأسه نحو حامد مغمغما لحارس المنزل الذي ذهب ينادي لشخص يعاونه في إخراج حامد
طلعوه برا وميدخلش البيت ده تاني ابدا
ثم شمخ برأسه ليتابع بثبات وجمود مخيف
إلا لو چثة !
وبالفعل بدأ الحارسان يسحبان للخارج حامد الذي ازداد جنونه وهو يحاول التملص من بين يداهم بينما ليال تتنفس بصوت مسموع مغمضة عيناها وهي تضع يداها على صدرها واخيرا قد هدأت تلك العاصفة التي هبت بغبارها على صفو حياتها تنوي إقتلاع جذورها...!
بابا أنت آآ.....
فأشار له والده بيداه ثم هتف بصوت مرهق ولكنه حازم
مش عايز اسمع حاجة دلوقتي يا يونس
ثم نهض ممسكا بعصاه ليغادر المكان بخطى ثقيلة ظهر بها الوهن....
تبعته ليال التي دارت بعيناها حولها بلا هدف ثم تحركت لتصعد لغرفتها وقد زاد ذلك المړض اشتدادا بها... صحيح أن تلك العاصفة حلت بغبارها... ولكن خلفت بعدها تشققا لا بأس به لن يلتئم بسهولة...!
دلفت الغرفة مغلقة الباب خلفها بلامبالاة لتجلس على الأريكة واضعة رأسها بين يداها ليفتح يونس الباب ويدلف بملامح متجهمة فاستطردت ليال بصوت مبحوح قبل أن ينطق بأي شيء
بالله عليك يا يونس عشان خاطر ربنا سيبني في حالي دلوقتي أنا مفياش حيل لخناق معاك دلوقتي!
مش هسيبك إلا اما افهم كل حاجة مش ده ابوكي اللي مفروض مېت سبحان الله صحي من المۏت وجه هنا يعمل إيه
لم ترد ليال ولم تتحرك من مكانها صمتها لم يكن بخلا في إعطاء اجابة ولكن كان جهلا بتلك الاجابة التي ينهش التفكير في عقلها بحثا عنها...!
لما اكلمك تردي عليا مش هفضل زي الاطرش في الزفة وواحدة كدابة وخبيثة زيك بتلعب بيا
ثم ضغط على فكها اكثر وهو يهزها مغمغما وملامحه كلها تصرخ بالاشمئزاز
هو انتي إيه حياتك كلها مليان كدب وحوارات مابتزهقيش منها !
لتنهض ليال صاړخة فيه وهي تبعد يده عن فكها بكل قوتها الواهنة اصلا
للحظة صمت يونس يدرك صعوبة خروج تلك الكلمات ... يدرك أن تلك الكلمات لم تخرج إلا بڼزيف داخلي يراه يلطخ أعمق عيناها الان....!
ولكنه لم يستطع كتم كل تساؤلاته فأكمل
وجاي هنا ليه عرف بيتنا منين وعايز إيه اصلا
معرفش!
كدابة مستحيل يكون حلم بعنوانا فقرر يجي زيارة!
تمتم بها يونس بصوت منفخض ساخر ولكنه حاد كطرف شفرة قاسېة لترد ليال بانفعال واضح
قولتلك معرفش فعلا معرفش!!
كانت تعطيه ظهرها وهي تسير بخطى مهرولة هيستيرية ليجذبها يونس فجأة من ذراعاها يقبض عليهم بقوة وهو يسألها بعدها بنبرة نخرها الشك
انتي جايه هنا علشان حاجة تخص أمك صح انطقي بابا يعرف امك منين
ظلت ليال تعود للخلف محاولة التملص من قبضته ولكنه كان محكم قبضته عليها...
لأ قولتلك لأ.. لأ !
. عقلها غائب عن تلك المعادلة الغير
عادلة لم يكتفي بما جعل والدتها تعانيه وهي على قيد الحياه بل جاء ليشوه صورتها في مكان جديد امام اناس جديدة... بدلا من أن يصبح لها سندا في حياتها وحتى بعد مماتها ولم يكتفي بإرهاق ليال شخصيا طيلة السنوات التي عاشتها معه بعد ۏفاة والدتها... بل جاء ليدمر كل محاولاتها لبناء حياه جديدة مستقرة بعيدا عنه وعن جحوده....!
ألا يستطع أن يكون إنسانا طبيعيا... أب حنون ولو لمرة واحدة...!
..
ليال.... ليال اهدي وفوقي
لأول مرة ينطق أسمها مباشرة وبتلك النبرة التي رشقت بمنتصف قلبها تماما لتداعب شيء فيها وسط ظلمات شعورها الحالي.. فبدأت تهدأ نوعا ما ولكنها ظلت تهذي بصوت مبحوح
هو السبب إذا كان هو لسه بيطعن في شرفها هستنى إيه من الغريب!
رفع يونس وجهها ليوصل عيناه بعيناها الزائغة مثبتا عيناه على بنيتاها عله يستحضر تلك المشاعر المردومة بين طيات عيناها فقال بينما أصابعه تتحسس وجنتاها بحنان
خلاص أنا اسف.. انا عارف إن هو السبب في اسئلة في دماغي وكان لازم ألاقيلها اجابة وبس !
صمتت ليال وصمت هو...
نامي لو عاوزه تنامي شوية علشان دور البرد واتطمني هو مش هيجي هنا تاني
اومأت ليال دون رد وبالفعل راحت لتجلس على الفراش بضعف وهي تشعر بحرارة جسدها ترتفع من جديد.... فاقترب منها يونس خطوتان يحذرها من مدخل جديد يحاول الشيطان أن يتخذه سبيلا لعقله
بس لو طلع كلام ابوكي صح او دخولك حياتي له علاقة باللي حصل تحت ده يبقى متلوميش إلا نفسك لاني ساعتها قسۏة ابوكي مش هتيجي شبر في اللي هتشوفيه مني يا ليال !
بينما في القصر......
إنتهت أيسل من تجهيز حقيبة لملابسها وهبطت من غرفتها في صمت تام... ليرتعش جسدها في خضم الذكرى.... وقد ذابت كل خلاياها في حلاوة ذلك الشعور...!
وجدت بدر يقف جوار مريم التي لا تدري متى جاءت ولكنها لاحظت ذراع بدر الذي يحيط كتفاها... تبا له... ليس وكأنه كان منذ قليل وكأنه اخر شيء سيفعله في تلك الحياه !!....
تجهمت ملامحها التي كانت منعشة بذكرى قبلتهم الجامحة لتدير رأسها بعيدا عنهم وهي تقول موجهة حديثها لوالدها بجمود
انا جهزت
فتدخلت فاطمة بملامح معقودة ونبرة حملت حزنا واضحا في طياتها
برضو مصممة تبعدي عني يا أيسل
فاقتربت أيسل منها
مش هبعد عنك ابدا يا مامتي ثقي فيا !
فبادلتها فاطمة بحنان أكبر بينما بدر تشنج جسده پغضب وهو يضغط على كتفا مريم دون أن يشعر وقد قټلت أيسل اخر امل له كان يتعلق به حينما غادر غرفتها.....
وآآه من تلك الذكرى القريبة التي لا ترحمه فتعاد بعقله مرة بعد مرة ليشعر هو بداخله يتلظى بتلك العاطفة المهتاجة...
!
وبالفعل غادرت أيسل مع طه وزوبه اللذان ارتسمت على ابتسامة سعيدة منتصرة بينما طه يغمغم ببرود
بالاذن ياست الحجه! بالاذن يا جوز بنتي
ثم غادروا جميعهم لتتهاوى فاطمة جالسة على ذلك المقعد لا تستطع حمل جسدها ثم بدأت ټضرب على قدمها ببطء وهي تتساءل بحسرة وقلق
إيه اللي ناوية تعمليه بس يا ايسل ربنا يهديكي
..................................................
فيما غادر بدر متوجها للغرفة التي يقيم بها بالقصر.... لتلحق به مريم... دلفت مريم للغرفة ثم أغلقت الباب خلفها لتهتف دون مقدمات
جات الفرصة يا بدر
فسألها بدر بلامبالاة
فرصة إيه
لتجيب بثبات ليس بغريب عليها وهي تتحدث عن تلك الرغبة الاڼتقامية المچنونة
فرصة إنك تروح لها المكان اللي هي رايحاه وتقولها إنك عاوز تتكلم معاها وتاخدها معاك الشقة بتاعتك وهتديها مخدر يخليها حاسه بكل حاجة حواليها بس مش قادرة تعمل أي حاجة وبعدين هتسيبها مع الراجل اللي هبعتهولك وهنطلب البوليس يجي ياخدهم في قضية اداب!
ذلك التجمهر بالرفض على داخل بدر.. ليصمت لثوان ثم قال بصوت بارد
بس هي ماعملتش فيكي كده!!
رفعت مريم كتفاها ساخرة وهي تهز رأسها
فرقت كتير هي بس جات في الليلة المشؤومة اياها واخدت اختها من غير ما نعرف من الشقة المفروشة اللي كنا فيها وسابتني انا في داهية وهي عارفة إن البوليس