الإثنين 25 نوفمبر 2024

سجن العصفور بقلم داليا الكومى

سجن العصفور بقلم داليا الكومى

انت في الصفحة 14 من 20 صفحات

موقع أيام نيوز

واحد بعدما ازيلت كل الحواجز من بينهم
فكرت مع نفسها بحسرة ياه يا هبه خسرتى تانى لحظات سعادتك كانت محددودة جدا الامان والحماية هيختفوا اي سعادة عرفتها هتختفى مع الطلاق قربها من ادهم جعلها تتمرد سوف تعود لشقتها الباردة وحيدة منبوذة لكن ادهم قال عندما نعود مما يعنى انه مازالت لديها فرصة لاصلاح الوضع لكن ادهم يبدوانه نادم ولا يريدها في حياته مهمتها مستحيلة كرامتها لن تسمح لها بالتوسل ولكن وجودها بقربه اهم من كرامتها اهم من أي شيء
يااارب يااارب 
اغلب الظن انه سوف يواصل معاملتها كزوجته حتى يوم سفرهم حفاظا علي المظاهر فقط اذا كان زمن المعجزات لم ينتهى اذن فهى بحاجه الي معجزة ادهم لسنوات لم يزكر الطلاق وهى بعيدة عنه اذن فلماذا اختاره عندما اصبحت زوجته الحقيقة ضړبتها بالتأكيد هو يخشي ان اطالبه بحقوقي اذا ظننت انى زوجتة الحقيقة ادهم اراد ان يضعها في مكانها الحقيقي حتى لا تتأمل المستحيل مجرد زوجة اشتراها لغرض في رأسه بالتأكيد ليلتهم امس اصابته بخيبة الامل 
مر يومان وادهم كان يتجنبها فيهم تماما لكن في اوقات الوجبات كان يتعمد النزول معها للطابق السفلي مما اكد شكوكها بانه لا يرغب الا في الحفاظ علي المظاهر وربما انه لم يكن يرغب في فتح باب التساؤلات

بخلاف ذلك فعليا لم تكن تراه حاډثة الكلاب لم تمرعلي خير كما توعد ادهم قام بطرد كل طاقم الحراسة واستبدل الغفر 
عبير اخبرتها بحزن واضح ادهم بيه ڠضب بشدة عشان كنتى من غير حراسة طردهم كلهم وبدل الغفر هبه شعرت بتأنيب الضميرفهى السبب في قطع ارزاقهم
عبيراستعطفتها يعنى لو ممكن تدخلي ليهم عنده وتخليه يديهم فرصة
هبه استشفت من لهجة عبيرانها تترجاها بصفة شخصية فسألتها بفضول لانه كان لديها بعض الشكوك حول اهتمام وليد حارس ادهم الشخصى بعبير 
يهمك حد معين فيهم 
عبير ارتبكت بشدة هو يعنى فيه حاجة لكن لسه في اولها وليد الحارس الشخصى لادهم بيه معجب بيه ومكذبش عليكى انا كمان معجبه بيه والشغل مع ادهم بيه مميز لانه انسان محترم وخلوق بيحترم العاملين معاه ورواتبه اضعاف اضعاف اي مكان تانى لكن لو وليد ساب الشغل طبعا ارتباطنا هيتأخر كتير 
هبه طمئنتها خلاص ان شاء الله هكلمه
عبير ضحكت بفرح شكرا ليكى كتير يا مدام اكيد ادهم بيه مش هيقدر يرفض طلبك واضح اوى هو بيحبك اد ايه
هبه فعلا شعرت بالذنب فهى السبب لانها تهورت ونزلت بمفردها بدون تفكير والان شباب بريء سوف يدفع الثمن احست بالاختناق من فكرة انها السبب في قطع ارزاقهم لابد لها وان تتحدث مع ادهم لكن كيف ستفعل ذلك والعلاقات شبه مقطوعة بينهم عبير تتوقع منها التدخل لصالح وليد ولكنها لا تعرف انها نفسها بحاجه الي من يتوسط لها عنده
قررت ان تتحدث معه اليوم في الليل بعد العشاء فهى الفرصة الوحيدة التى سوف تحصل عليها قبل ان يختفي كعادته 
مر العشاء بهدوء مثل المعتاد تمت مناقشة موضوعات عامة اغلبيتها كانت تتعلق بكيفية ادارة ادهم لاعمال العائلة حنان نجيه
الواضح اثارها بشدة فأكثر ما سوف يؤلمها عندما يحين وقت الرحيل هو انها سوف تفقد الام التى اخيرا حظيت بها حتى سليم نفسه تأكدت ان جموده مجرد قناع مضطر لوضعه بسبب مكانته لكن في حقيقته هو قلب حنون 
شوكتها سقطت من يدها في صحنها عندما قالت نجيه فجأه بلهجة خبيثة انتى متغيره يا بنيتى بجالك يومين ساكتة بزيادة وهادية اكتر من طبعك بس بسم الله ما شاء الله احلويتى كمان وكمان الله يعينك علي جمالها يا ادهم اكيد مدوخك يا ولدى
للحظات تلاقت عيونهم لكنها عادت وخفضتها عندما اجاب ادهم بجمود 
الجمال مش كل حاجه يا ست الكل المهم جمال الروح نجيه اجابته بحنان واكده كمان ما في زى جلب مرتك بعد انتهاء العشاء مباشرة ادهم اعتذر منهم وقررالانسحاب الي مكتبه بحجة العمل 
هبه لحقته عند باب المكتب وقالت بخفوت ادهم لو سمحت ممكن اتكلم معاك 
ادهم رفع احدى حاجبيه وركز نظراته عليها بدهشه لاول مرة هبه تطلب منه الحديث معه بنفسها دون واسطة بينهم 
ثبات هبه تحت نظراتة اجبره علي الاستسلام والموافقة علي طلبها اشار لها بالدخول قبله هبه دخلت بدون تردد وهو دخل خلفها واغلق الباب
هبه كانت تشعر بحيرة شديدة ممتزجه بالخجل انتظرت منه اخذ المبادرة واعفائها من الحرج الشديد فكلما تراه يتوقف قلبها من الخجل ولا تستطيع ترتيب الكلام ودائما ادهم يفهم خجلها بطريقة خاطئه يفهمه علي انه نفور وهو ابعد ما يكون عن النفور
ادهم شعر بحيرتها اشار لها بالجلوس علي اريكة سوداء جلدية تحتل جزء ضخم من مكتبه ثم جلس بجوارها 
ادهم ضغط علي جرس ام السيد دخلت فورا هبه تحبي تشربي ايه 
هبه اجابته بخجل شاي
ادهم وجه حديثه برفق لام السيد وقال لو سمحتى يا ام السيد شاي لهبه وقهوة عشانى
ام السيد كعادتها خرجت فورا بدون اي كلمه لولا ان هبه سمعتها تتحدث من قبل لبعض الخادمات لكانت اعتقدت انها خرساء 
ادهم قام بتشغيل موسيقي كلاسيكية مرة اخري كأنه يكرر مشهد المكتب الاخير 
ادهم علق باعجاب وهو ېلمس الفوونوجراف بلطف مهما اخترعوا من الالات الحديثة الاسطوانات من الفونوجراف صوتها مختلف تحبي تسمعى حاجه معينه 
هبه هزت راسها فهى متأكده من ذوقه العالي في الاختيار لا اللي انت تحبه
ادهم ابتسم بسخريه اللي انا احبه خلاص ماشى ثم اختار اسطوانة بحيرة البجع لتشايكوفسكي سألها بحدة شديدة ايه رأيك 
علي الرغم من الحدة الواضحة في صوته هبه اغمضت عينيها واستمتعت بالموسيقى روعه يا ادهم لما بسمعها بفتكر جناين قصرك في القاهرة معرفش ليه
ادهم نظراليها بدهشة شديدة وردد بعدم تصديق جناين قصرى انا 
هبه هزت رأسها وأكدت ايوه جناينك تحفه الجناين يا ادهم نفسي اقابل الفنان اللي صممها عشان اهنيه علي ذوقه وعبقريته 
اصبحت تستخدم اسمه بسهولة ادهشتها هى نفسها 
ادهم مازال يسألها بعد تصديق عجبتك الجناين فعلا طيب ده لسه هيكون رأيك لوعرفتى ان انا اللي صممتها بنفسي 
هبه هزت رأسها وقالت طبعا ده انا كمان بقيت منبهره اكتر انت فنان طيب انت عارف وانا بسمع الموسيقى دلوقتى

تخيلت نفسي برقص في النافوره اللي في الجنينه زى البجعه في الباليه 
ادهم اجابها بسخرية مريرة بس للاسف انا مش الامير الشاب الوسيم الموجود في البالية 
هبه ردت بعند انا كمان مش اميرة زى البجعة انا بنت الفراش عم سلطان بس برده نفسي ارقص في النافورة
لدهشتها ادهم قال بنبرة غامضة انتى ملكة مش اميرة
قبل ان تتاح لها فرصة للرد ام السيد طرقت الباب ودخلت قدمت القهوة
لادهم والشاي لها وخرجت فورا 
هبه بدأت تشرب الشاي جو الموسيقي الهادىء ووجودهم بمفردهم اعاد لها الم معدتها البسيط ادهم سألها فجأه 
قلتى عاوزه تتكلمى معايا في حاجه هبه شعرت بالخجل من نفسها فوجودها معه انساها سبب رغبتها الاساسية في مقابلته 
صفت صوتها بنحنحة خاڤتة وقالت ايوه بخصوص طقم الحراسة
ادهم سألها بدهشة بالغة مالهم طقم الحراسة 
هبه اخبرته بندم واضح حقيقي اللي حصل كان غلطتى هما مالهمش اي ذنب انا اتصرفت من دماغي والحمد لله مافيش اي ضرر حصل
ادهم ضحك بسخرية وسألها بنفس السخرية متأكده 
هبه احمروجهها بشده لانها فهمت الى ما يلمح بسؤاله الساخر
هبه تجاهلت تلميحه واكملت ارجوك يا ادهم اديهم فرصة تانية انا مش قادرة استحمل فكرة انى اكون مسؤله عن قطع رزقهم
ادهم اجابها بصوت هامس في العالم بتاعى ياهبه فيه حاجات مافيهاش تهاون او تقصير بس انا للاسف مقدرش ارفض ليكى اي طلب حاضر يا ستى تحت امرك هيفضلوا 
عيناها لمعت بالامتنان وتعلقت في ذراعه في حركة تدل علي السعاده شكرا
ادهم ضيق عينيه وركز نظراته علي يدها المتعلقه به معقول الموضوع ده كان مهم كده لدرجة انك اول مرة تشكرينى واول مرة تطلبي منى طلب ثم قبض علي يدها بقوة
واول مرة تلمسينى بارادتك
هبه هزت رأسها بسعادة بالغة ووضعت يدها الاخري علي يده التى تغطى يدها ايوه مهم جدا متتخيلش مهم ازاي
ادهم اجابها وحيرة واضحة تحتل كل ملامحه حقيقي بتحيرينى بقدملك الدنيا كلها ومستعد البي ليكى أي طلب ومافيش مرة واحدة شكرتينى علي أي حاجة عملتها عشانك وبتشكرينى وحاسس السعادة في عنيكى دلوقتى عشان وافقت علي طلب ميخصكيش اساسا 
هبه هزت رأسها بالموافقة 
ادهم قال لها بنفس الحيره ادفع نصف عمري وافهمك ثم امسك ذقنها بين اصابعه ورفع رأسها لمواجهته 
هبه اغمضت عينيها لمسته سببت لها الرعشة قربه منها اصبح عڈاب ولكن عڈاب من نوع اخر عڈاب لذيذ 
هبه خرج صوتها اجش الموضوع ابسط مما تتخيل مافيش اي صعوبه في فهمى بس يمكن بشكرك عشان ده الطلب الوحيد اللي انا طلبته بإرادتى ومتفرضش عليه 
ادهم اكمل كلامها بمرارة قصدك انى اجبرتك وحبستك مش كده انا عرفت اللي في قلبك يوم ما فتحتى القفص للعصفورة
هبه اخبرته پألم واضح متصدقش كل اللي تشوفه مش يمكن يومها انا ندمت بعد ما فتحت القفص
ادهم ردد بدهشة ندمتى
هبه هزت رأسها ايوه ندمت خفت عليها صحيح ادتها حريتها بس من غير حمايه وانا معرفش هى تقدر علي حماية نفسها ولا لا انا عرضتها لمخاطرالقفص كان مانعها عنها 
ادهم اقترب منها اكثر نفسه يحرك شعرها طيب انا هديكى حريتك وهأوفر ليكى الحماية كمان لاخر يوم في عمري هفضل احميكى حتى بعد انفصالنا 
هبه كتمت دموعها بداخل عيونها المغلقه ادهم الان يعرض عليها حريتها علي طبق من ذهب وليس فقط حريتها بل حريتها تحت حمايته كى لا تتعرض للمجهول مثل عصفورتها التى اطلقت سراحها بدون حمايه
لكنها لا ترغب في حريتها الان 
طرقات علي الباب منعتها من الرد عليه ورفض عرضه القاسې
ادهم رفع يديه عنها وقال مين
صوت رجالي من خلف الباب قال باحترام بفكر حضرتك بموعدك بعد نصف ساعة
ادهم امره خلاص روح انت يا وليد استنى في العربية وانا هاجى وراك
هبه استغلت فرصة انشغاله بالرد علي وليد وجففت دموعها
ادهم اعتذر منها انا عندى موعد مهم ولازم امشي دلوقتى هنكمل كلامنا بعدين 
هبه هزت رأسها بتفهم وخرجت من المكتب تحت نظراته الغامضه
هبه استيقظت لصلاة الفجر وهى تشعر براحة نفسية غريبة تصالح مع نفسها يغمرها هل من الممكن ان مقابلتها مع ادهم امس كانت السبب مقابلتهم امس كانت خطوة تقارب جيدة 
فعلي الاقل نعمت بلمسته ولو لثوان قليلة ووعده لها باكمال حديثهم المبتور
و ربما ايضا سبب سعادتها ان عبير ابلغتها قبل خلودها للنوم ان ادهم رتب لها جولة لمشاهدة اثار البلد الخلابة هبه صلت وارتدت الملابس التي جهزتها لها عبير عبيراخبرتها وهى توقظها هنخرج بدري قبل الحر زى ما ادهم بيه امر
ارتدت
13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 20 صفحات