رواية لحن الحياة
رواية لحن الحياة
تيجي عندنا وتسأل
فتنهد لتعاتبه
ليه بطلت تسأل عني يامراد
فنظر إليها بأسف
الشغل بقي واخد كل وقتي يارقية
وتابع وهو يبتسم ويلطافها
ليكي عليا بعد امتحاناتك نسافر دبي عند مياده
فأتسعت أبتسامة رقيه كالأطفال مياده ابنة خالتها وشقيقة مراد
وابتسم وهو يطالعها وجاء النادل يأخذ طلباتهم وقامت هي بطلب ما تعرف أنه يحبه ثم غمزت للنادل الذي فهم غمزتها
ماشاء الله بقيتي حافظه كل حاجه بحبها
فرفعت كتفيها بغرور مصطنع
طبعا طبعا
فضحك وهو يعقد حاجبيه
وبتغمزي للجرسون وانا قاعد كمان
فأتسعت ابتسامتها فقد لاحظ الأمر وهتفت بأرتباك
ديه غمزه بريئه متاخدش بالك
فتمتم وهو يطالع ارتباكها
نعديها مدام غمزه بريئه
ديه هديتي أتمني تعجبك
وتابعت وهي تعطيه الهديه
كنت عايزه اقدمهالك بعد العشا بس عايزاكي تشوفها وتفتحها ومش قادره اصبر
فتفهم الأمر وهو يضحك وفتح الهدية ليجد صورته التي كانت ترسمها له وقد انقطع في الذهاب إليها ويبدو أنها أكملت اللوحه من خيالها
وأنتظرت رده فعله وظنت ان هديتها لم تعجبه فعبست بوجهها ليطالعها مراد وقلبه يخفق بقوه
لدرجاي انا جميل كده يارقيه
فحركت رأسها وعيناها تلمع بالحب وكانت هذه البداية
يومان مروا ونفذت مااخبرته به قدمت أستقالتها لمني دون ان تدخل له مكتبه
بتتحديني يامهرة
رفيف اتصلت بيا عايزه تكلمك بتقولي مبتردش علي اتصالاتها
وتسأل
هو في ايه مش فاهم
فحدق جاسم بالأوراق التي أمامه بجمود
انا ورفيف انفصالنا
وعندما رغب ياسر ان يعلم السبب
دلوقتي انا عايزك في موضوع
وأتسعت أعين ياسر وهو يستمع لكل مايخبره به
فتنهد جاسم بضيق
بمهرة يا ياسر وركز معايا
وتابع بجمود
في فرح كنان كمال الدين كان في مصور اخد ليها معايا صورة و احنا في الحفل
وأشار له بجديه
تجبلي الصورة ديه وتشوفي لو في صور تانيه جمعتني بيها في الحفل
وتذكر كيف كان قريب منها يومها وابتسم
زفر كنان أنفاسه بضيق بعد ان أعطي لسكرتيرته الأوراق التي وضع امضته عليها
لينظر
له بشير صديقه
ما الأمر كنان اهذا وجه أحد متزوج حديثا
وضحك وهو يتأمل صديقه
وانا الذي كنت افكر ان اتزوج مصرية مثلك لقد غيرت وجهة نظري
فنهض كنان من فوق مقعده يحك ذقنه بحنق
لا تمزح بشير
ليقف بشير خلفه يربت علي كتفه
سافر كنان مع زوجتك واقضوا يومان بمفردكم الم تخبرني ان السيدة فريدة تقيم معكم
فضاقت عين كنان وهو يتذكر والدته التي تعشق السفر من بلد لاخري وتحب ان تعيش بمفردها
ونظر لصديقه بعمق وهو يتذكر أمر الأعمال المتراكمه عليه حاليا
انتهي فقط مما انا فيه وسأبتعد بها قليلا
ترمقها فريدة بنظرات بارده لا تعرف لما تكرهها هكذا رغم انها حاولت التقرب منها
واشاحت وجهها بعيدا عن نظراتها لتندمج مع جواد في بيت الألعاب خاصته
وضعت سهير المجلة التي دوما تحب ان تقرأها وأبتسمت بتهكم لأكرم الجالس أمامها يراجع بعض حسابات المتجر خاصتهم
شوف الخبر ده
وضحكت بتهكم
وأحنا اللي فكرينها مالهاش في الحاجات ديه طلعت خبيثه ولافت علي الراجل وهو خاطب ومش خاطب اي حد ديه بنت ناس تقول للقمر قوم وانا أقعد مكانك
لم يفهم أكرم ماتتفوه به والدته
انتي بتتكلمي علي مين يا ماما
فألتقطت سهير المجله تفتحها أمامه
اختك ياحبيب امك
فتناول أكرم المجله منها وأتسعت عيناه وهو يري صورة مهرة بجانب جاسم في حفل زفاف ورد وخبر موعد زواجهم وبالطبع بعض الكلمات أسفل الصورة عن تعجبهم لفسخ جاسم الشرقاوي خطبته من خطيبته السابقه والتي وضعوا صورتها هي أيضا
مهرة مش معقول الخبر ده اكيد في حاجه
لتلوي سهير شفتيها بأستياء
انا زيك مصدقتش لما شوفت الخبر علي النت قولت لازم اتأكد قال مهرة ترتبط بواحد زي ده
وامتعضت وهي تنظر لأكرم الذي ظل محدقا بالمجله
واه الخبر في أغلب مجلات المشاهير
وتمتمت بضيق
بنات زينب بقوا من المشاهير يافرحتك بولادك ياسهير
ونظرت لاكرم وهي تتذكر الفتاه التي يرغب بخطبتها
اصرف نظر عن البنت اللي عايز تخطبها انا لازم اجوزك بنت حد مهم مش مجرد موظف علي قد حاله
لم يكن أكرم يستمع لها فقد كان عقله منشغل بشقيقته التي لم تخبره بشئ وتذكر آخر لقاء بينهم عندما اصطحبها اليه واصبح بعدها يطمئن عليها بالهاتف لأنشغاله في جلب بضاعه لمتاجرهم
وألتقط مفاتيح سيارته وركض خارج المتجر وصوت سهير يعلو بأسمه
ياأكرم
وجلست علي المقعد الذي كان يجلس عليه وأبتسمت بسخريه
اكيد حصل بينهم حاجه
ووضعت يدها علي ذقنها
عشان كده رفضت الحج صبحي
وتذكرت زوجها لتلتقط هاتفها وعيناها تلمع بخبث
لازم عزيز يعرف بفضايح بنته
رتبت مهرة البضاعة علي الأرفف ثم جلست علي المقعد بداخل المحل تبتسم براحه
الأيام عدت اهي ومقدرش يعمل حاجه كان فكرني بتهدد
وأتسعت عيناها وهي تتذكر أكثر نساء حيهم ثرثرة
النهارده هروح اقعد مع الست جملات رويتر الحارة وأقولها أن محصلش نصيب وهي ايه ماهتصدق تزيع الخبر
وزمت شفتيها بضيق
منك لله ياحسين فضحتني
وأرتشفت من كأس الشاي بحنق
مش عارفه هفضل اعمل شاي طعمه وحش لحد امتي
وتابعت بحزن
فينك ياورد
وانتفضت فزعا وهي تجد أكرم يردف لداخل المحل يقذف لها المجله
مالك ياأكرم
ليزفر أنفاسه بقوة وهو يمسح علي وجهه
افتحي المجله وهتعرفي
فوضعت كأس الشاي الذي كانت ترتشف منه جانبا ثم ألتقطت المجله لتفتح أول صفحاتها لتتجمد عيناها عما تقرأه
ورفعت عيناها نحو أكرم ثم عادت تحدق بالخبر
تباطأت مشيرة في خطواتها وهي تدخل لبهو الشركة التابعة لمجموعة الشرقاوي بكندا
ودلفت لغرفة السكرتيرة الخاصه بكريم فلم تجدها
فقررت ان تدخل اليه دون ان تنتظر وفتحت الباب لتجد كريم منحني نحو مرام يدلك لها رأسها من أثر الصداع ومرام تغمض عيناها
لتتجمد عينيها علي ذلك المشهد
هاتي الاسبرين والميه يامايا
كان يظنها سكرتيرته فألتف بعينيه نحو الباب ليجد مشيرة واقفه تنظر إليهم
مشيرة
ففتحت مرام عيناها علي الفور ونظرت نحو مشيرة الصامته وهتفت بآلم اصطنعته
راسي ۏجعاني أوي ياحبيبي
أبتسم جاسم بزهو عما قرئه رغم أنه عڼف من كتب تلك الأسطر فهو لم يكن يريد الا صورتهم ثلاثتهم وفسخ خطبته برفيف وموعد زواجه بمهرة
لينظر له ياسر بغرابه
اول مره أشوفك بتصرح بحاجه خاصه بحياتك طول عمرك بتبعد حياتك الشخصيه عن الصحافه
ليحدق جاسم بالفراغ الذي أمامه فهي من جعلته يفعل هذا فكلما تذكر كيف كانت نظرتها لحسين تشتعل النيران بداخله
شرحت لاكرم كل شئ ورغم غضبه بما فعلته بنفسها الا أنه أخبرها أنه معها دوما
ورن هاتف أكرم ليتعجب من اتصال والده ولكنه ادرك ان والدته بالتأكيد اخبرته بالخبر فقرر ان ينصرف بهدوء
مهرة انا ورايا دفع فواتير وحاجات هخلصها وارجعلك علي بليل نفكر مع بعض ماشي ياحببتي
ورغم مابها الا أنها ابتسمت له
ماشي ياأكرم هستناك بليل
وانصرف أكرم بعد ان مسح علي وجهها بحنان
لتقف تطالعه وهو يغادر بسيارته وعادت تجلس على المقعد وعيناها تطلق شررا تود أن تلكمه
وقبضت علي يديها بقوه لتجد حسين يردف إليها
هو الخبر ده صحيح يامهرة جوازكم فعلا اخر الشهر
فأبتلعت ريقها وتنفست ببطئ قبل ان ترفع عيناها نحوه وكادت ان تخبره بأن الخبر غير صحيح
ولكن سؤال ظل يلح على عقلها تريد ان تعرف اجابته حسين سعيد جدا بأمر خطبتها المزيفه وموعد زواجها
وكأن كلمة أحبك التي أخبرها به في جوابه وسط كلمات الوداع لا شئ وحدقت به للحظات تسأله
انت حبيت مريم ياحسين
فأجابها على الفور
اكيد حبيتها اومال اتجوزتها ليه
واجاب علي السؤال الذي كان على طرف شفتيها
تعرفي يامهرة أنا حبيت مريم لأني حسيتها شبهك
وابتسم وهو ينظر لها
مريم كان ليها موافق في هولندا معايا عجيبه ديما كنت الاقيها واقعه في مشكله
وضحك وهي يشرد في أحدي لقاءته بمريم
يوم ماحبيتها قولتلها انتي بتفكريني بأنسانه غاليه عليا
وتابع وهو ينظر لها مبتسما
كانت فكراني بتكلم عن حببتي بس فهمتها ان انتي زي هناء وهنيه اخواتي
وابتسم بحب لزوجته
حبنا بدء يكبر يوم بعد يوم لحد ماعرضت عليها الجواز
غصة مؤلمھ تحجرت في حلقها حبه لها كان كالشقيقه
دلفت لغرفة مكتبه تحت نظرات منى التي كانت عيناها تسألها أهذا الخبر صحيح ام لا
فمنذ وصولها للشركه والكل ينظر إليها بتعجب
جاسم الشرقاوي ترك خطيبته الحسناء ليرتبط بهذه
تعلم تماما ان هذا مايدور بخلدهم
وتجمدت
عيناها وهي تنظر اليه كيف يجلس ببرود يحتسي قهوته ومسترخي علي مقعده واغمضت عيناها كي تهدء قليلا
اكيد كنت عارف بموضوع الصوره قبل ماتتنشر في المجلات
فأبتسم جاسم وهو ينظر لها كان يعلم تماما أنها لن تقبل ان تدخل اللعبه دون قيد وها هو احكم القيد عليها وجعل الجميع يعلم بخبر زواجه منها ومع صوره تم ألتقطها لهم في عرس ورد أصبح كل شئ مهئ له
حد من معارفي حب يهاديني اقوله لاء
فضاقت عيناها بجمود وهي تنظر لبروده منذ تلك الليله التي أخبرته فيها انها استخدمته لرد كبريائها امام حسين وهو يتعامل معها هكذا واشاح بوجهه بعيدا عنها
وزي ما انتي رديتي كرامتك قدام جارك
وتابع ساخرا
حب الطفوله انا كمان برد كرامتي لخيانه رفيف
وألتقت عيناهم في صمت الي ان
لعبتها صح ياجاسم ياشرقاوي
فضحك جاسم ببرود قاټل
انا راجل أعمال ومينفعش خصمي يرمي ليا خيوط اللعبه ومستغلهاش
فألتمعت عيناها بجمود
نفس جاسم الشرقاوي اللي قبلته اول مره غرور أصحاب السلطه والفلوس
فظهرت ابتسامته وهو ينتظر ان تكمل سبها
هتستفاد ايه لما تتجوزني
فأرتسمت ابتسامه ساخره علي شفتيه ودني منها
قولتلك برد كرامتي زيك بالظبط
فخطت للخلف وهي تحدق به
وانا موافقه نلعب اللعبه ديه سوا
الفصل الثالث والعشرون
_ رواية لحن الحياة
_ بقلم سهام صادق
وقف جواد يأخذ أنفاسه بصعوبه وهو ينظر إلي كنان
ورد تبكي
وتابع بأعين خائفه
آنه فريده جعلتها تبكي
لينحني كنان نحو جواد بحب يضمه اليه
اين ورد جواد
فأشار له الصغير نحو الأعلي ليصعد كنان الدرج بخطوات مهرولة وفتح غرفتهما فوجدها ټدفن وجهها في الوساده
وأقترب منها يسألها
مابكي ورد
فأنتبهت لقدومه ورفعت عيناها نحوه بآلم وأخذت تطالعه بصمت صمت أصبح دائم منها ليهتف پغضب
اجيبي ورد لانى لن اتركك اليوم قبل ان أعرف سبب هجرك لي
حدقت به بآلم وحيرة ماذا ستقول له
هل ستقول ان والدته هي السبب ام تصمت
وعندما لم يجد أجابه تجمدت عيناه نحوها
جهزي اغراضك سنذهب لمصر
وتركها دون كلمه لتتجمد حركة يداها وهي تهتف بأنفاس ضائعه
كنان
طيلة رحلة سفرهم لا يتحدث معها دموعها تنساب دون توقف تظن أنه سيعود بها لوطنها ثم سيطلقها
فبالتأكيد قد أنطفئت رغبته بها عندما لم يجد منها نفع
أفكار وخيالات ټقتحم عقلها وكلما قررت ان تترجاه ان لا يتركها تجد ملامحه بارده فتعلم ان كل شئ قد انتهي سريعا
كان داخله يضحك علي فهمها الخاطئ لأمر ذهابها لمصر وكل لحظه واخري ېختلس إليها النظرات ويشعر أنه يريد ان يخبرها سبب ذهابهم
كانت جالسة تحدق بالحائط وعقلها يدور في زواجها من جاسم احكم القيد عليها من كل اتجاه
جعل الجميع ينتظر زيجتها
زوجة ابيها لا تصدق كيف شخص كجاسم يتزوجها وأهل حيها
الكل