رواية لحن الحياة
رواية لحن الحياة
باب المطعم وهي لا تصدق ما سمعت
وقفت مهرة بعيدا بعض الشئ عن الحفل التي تحضرها مع جاسم ترتشف العصير وتطالعه بصمت وهو يقف وسط
بعض الرجال ونرمين تقف معه تتحدث بلباقة وتلفت أنظار الرجال لها بجمالها
وتقدم نحوها ياسر غير مصدقا أنها أخيرا قررت الظهور مع جاسم واعتذر منها كي يحادث أحد الأشخاص ثم ظهرت رفيف التي كانت عيناها مركزه علي أحد الأشخاص ويبدو أنهم رجال صاحب الحفل
وسمعت صوت إحداهن الساخر
انتي
لتلتف نحوها مهرة وتذكرتها فقد كانت نفس المرأة التي اسكبت عليها العصير بعد ان اهانت شقيقتها في عرس مرام
عاد شريط الذكريات يمر أمامها والاخري تقف تحدق بها بمكر كل منهم أخذت تطالع الأخرى بضيق
وخطت مهرة خطوة للامام لتسقط بعدها أرضا والاخري تقف تبتسم بزهو
الفصل الأربعون
_ رواية لحن الحياة
_ بقلم سهام صادق
أول من وقعت عيناه علي ذلك المشهد كان ياسر الذي وقف يحدق بمهرة والسيدة أشكي التي اخذت تطالعها بعلياء وكأنها تخبرها ان هذا هو مكانها
كان المشهد بالنسبة للبعض شئ مثير للغاية والبعض الآخر كان مندمج بالحفل ولم يشاهد الأمر
شعر جاسم بأحساس عجيب جعله يلتف حوله يبحث عنها بعينيه وعندما لمحها هكذا وياسر يقف أمامها يمد لها كفه كي يساعدها على النهوض
اندفع من وسط من يحادثهم واتجها نحوها بخطوات سريعا وعين نرمين تطالعه بدهشة لرؤيته بهذا الاندفاع
ابتعدت عن ذلك الصخب حتي لا تفتعل اي مشاكل ولكن المشاكل اتت إليها بقدميها
لا تحب تلك السيدة التي لا تتذكر اسمها
ف لقاء واحد جمعهم علمت أنها ليست الا من هؤلاء الذين يخفون عيوب روحهم بأموالهم ومكانتهم الاجتماعيه كانت ستمد كفها وټصفعها الا ان اقتراب جاسم واحتوائه لها اضاع كل شئ
ووضع بيده علي بطنها بقلق ثم ضمھا أكثر إليه
لو فيكي حاجه قوليلي
وبدء يهدئها كأنها طفل صغير واعين ياسر والسيدة أشكي عليهم ولكن ياسر انتقل بنظراته لاشكي التي وقفت تطالع المشهد بغيظ
وعندما ألتف نحوها جاسم ونظر بنظرة تفهمها تماما ابتلعت ريقها بتوتر
مش عارفه وقعت ازاي
لازم تاخدي بالك بعد كده بلاش كعب عالي مدام مش مناسب ليكي
كانت مهرة تنظر إليها وداخلها يهتف
بتمثلي البراءة دلوقتي مكنتيش انتي اللي موقعاني بقصد
وكادت ان تهتف وترد عليها الا ان ياسر قام بالأمر
مدام أشكي انا شايفك بنفسي وانتي بتوقعيها بقصد يعني بلاش كدب من سيدة محترمه زيك
تلك كانت شخصية ياسر لا يحب الاصطناع واكثر شئ يكره الكذب ومع وجود جاسم أراد ان يوضح له كل الحقيقه
أتسعت عين أشكي پصدمه من صراحة ياسر
ونظرت لجاسم الذي أخذ يحدق بها للحظات بصمت
ثم اتجه بعينيه نحو مهرة فقبل جبينها بدفئ وهمس
يلا ياحببتي وحقك انا هعرف اخدهولك كويس
فحركت رأسها بأعتراض
لاء خدهولي هنا أو سيبني انا اخده
فأبتسم لها ثم نظر لاشكي التي اخذت تستدعي بنظراتها شقيقها والذي جاء نحوهم
عارف انك تقدري تاخدي حقك بس سبيني انا المرادي ارد اعتبارك
وفور ان وصل شقيق السيدة أشكي السيد اكرامي
خير ياجاسم مالها المدام
ليركز جاسم نظراته نحو السيدة أشكي
أسأل مدام أشكي وهي هتجاوبك
وسار بمهرة التي كانت تتملص من قبضته تخبره بضيق وتمرد
انا عايزه اخد حقي ياجاسم دلوقتي
ولكن جاسم لم يكن يسمع إليها لان حقها جدير ان يأخذه لها وهو جالس بمنزله فيكفي ان يسحب تموليه للمجلة التي تديرها اشكي غير مسانداته الأخرى
كان شقيق أشكي مازال ينتظر الإجابة ولكن ياسر رد بدلا عنها فهي أصبحت تقف بينهم مطأطأة الرأس بعد ان حسبت ابعاد الأمر الذي لم تفكر فيه
مدام أشكي اظاهر نسيت ان مدام مهرة زوجة جاسم الشرقاوي وأنها ضيفه في حفلتكم فحبت توريها مقامها بعد ما وقعتها علي الارض بس بلاش اقولها أنها لعبتها غلط وجاسم مش هيسكت علي الإهانة ديه
وانصرف ياسر حانقا من تفاهة ما فعلته أشكي بروعنتها ليحدق السيد إكرامي بشقيقته بضيق
ايه اللي انا سمعته ده انتي بعد طلاقك عقلك خاب عنده حق مصطفي يطلقك ويتجوز غيرك
وقبل ان ينصرف أشار لها بتحذير
بكره تروحي لجاسم تعتذري منه ومن مراته
ووقف علي صوتها المتعالي
انا اعتذر من البتاعه ديه جاسم اوك أعتذر منه اما ديه لاء
فنظر لها شقيقها ساخرا
البتاعه اللي بتتكلمي عنها مراته عارفه يعني ايه مراته وعلي العموم انتي حره بس متجيش تشتكيلي في الاخر لأن انا مش هخسر جاسم بسبب افعالك
وتركها واتجها نحو ضيوفه حانقا من افعال شقيقته فقد جن چنونها منذ ان طلقها زوجها
وقفت نرمين تحدق بما يحدث من بعيد لا تعلم لما رؤيتها احتضان جاسم لزوجته بتملك ولهفته عليها اثار شئ داخلها ونفضت رأسها من تلك الأفكار وانصرفت من الحفل فلم يعد لها وجود الان
تنهدت ليليان براحه بعد ان أقنعت ورد أخيرا ان ماسمعته من سيلا ماكان الا هراء ف سيلا كانت مخمورة ولا تعي ماتقوله لم تقتنع ورد بالأمر ولكن قررت ان تكون زوجه عاقله وفي الحقيقه كانت زوجه محبه لا تريد خړاب بيتها وضياع كنان منها فلن تستطيع تحمل صدمة كهذه وبدأت تخدر قبلها بحب كنان وكل مافعله من أجلها حتي يتزوجها
وشعرت بالحنين لتلك الأيام التي لا تعلم لما ضاعت ولما لم تعد تشعر بشغف كنان كما كان من قبل
ستجلس مع كنان جلسة مصراحه حين يعود لتعلم فيما أخطأت هي ولم تفكر ان تضعه في خانة انه هو المخطئ
ورد أين شرد عقلك
فأنتبهت ورد لصوت ليليان متنهده
اقنع نفسي ان كنان مازال يحبني ولن يخذلني
فحزنت ليليان عليها وداخلها حانق من كنان الذي يظن نفسه دوما ان مايفعله هو الصواب كنان هذا الرجل الذي لا تروق لها شخصيته وتوعدت داخلها اذا احزن تلك المسكينة ستقف هي أمامه وربتت على يد ورد بحنو
انتي طيبة القلب ورد كنان لن يجد زوجه جميله ورقيقه مثلك انتي جوهرة ورد
كانت تمدحها ليليان بلطف فأبتسمت لها ورد وهي لا تعرف كيف تشكرها ف ليليان الوحيدة من تشعرها انها ليست غريبة في هذا الوطن ولا تلك الطبقة التي لا تشعر بكيانها فيها
دفعته بقبضة يديها بقوة على صدره تهتف بأسمه
جاسم اصحي انت نمت وأنا سيبني ھموت من الغيظ
ففتح عيناه بنعاس ينظر لها
مهرة ياحببتي نامي وخليني انام
فطالعته پغضب ثم حملت الوساده التي جانبها وقضمتها پغضب
مش قادره انسى ياجاسم
ثم عادت تتذكر أنه السبب فلولا خۏفها علي مظهره لكانت أخذت حقها
انت السبب انت السبب
وتركت الوساده لتنحني نحو كتفه تقضمه فصړخ بصوت عالي
ياربي انا عملت ايه في حياتي عشان اتعاقب كده
كانت تخرج غيظها بكتفه فجذبها من شعرها برفق دافعا إياها علي الفراش وقبل ان تتعدل كان يحاصرها بذراعيه
اهدي واعقلي كده وياريت تنامي وبلاش التوحش اللي بيطلع عندك
فجأه وبيقلب عليا جامد
فزمت شفتيها بحنق وعبوس
أنت ليه مش حاسس بيا
وأخذت تبكي كالأطفال لتجعله يدللها فهي أصبحت تدرك نقاط ضعفه معها فعندما يشعر بضعفها لا يتحمل
اهدي ياحببتي قولتلك هاخدلك حاجه وانتي عارفه لما بوعد بنفذ
فتعالت صوت شهقاتها واشاحت عيناها بعيدا عنه
لاء انا كنت عايزة تاخدلي حقي في الحفله
فأبتسم بلين وهو يتنهد ومال نحوها يدفن وجهه بعنقها
هنعرف ناخد حقنا بالعقل ياحببتي ومش جوزك اللي ياخد حقه من ست بالدراع ولا اسيب مراتي يقولوا عليها ست همجية انا عارف هعمل معاها ايه كويس وهردلك اعتبارك متقلقيش طول ما انا عايش خليكي عارفه ومتأكده اني عمري ماهسمح لحد يهينك او يأذيكي
كان يخبرها بحنان وكأنه يخبر طفلته وشعرت بأنفاسه على صفحات وجهها
كل كلمه كان يقولها كانت تري صدقها في عينيه ومدي ضيقه مما حدث لها ولكن جاسم غيرها يعالج الأمور بحكمه وهدوء
وابتسمت وهي تشعر بملمس قبلته علي خديها
جاسم انا عايزه أخرج
فأبتعد عنها بعد ان كان سينتقل بشفتاه نحو شفتيها
مهرة انتي عارفه الساعه كام دلوقتي
فحركت رأسها بالإيجاب ثم عانقته بدلال وجذبته نحوها مجددا
عايزه اشم شوية هوا ياحبيبي
نظرة رجاء منها جعلت ملامحه تتحول فحرك رأسه
حاضر قومي ألبسي
فأتسعت ابتسامتها وقبلته على خده هاتفه بسعاده
حبيبي ياجاسومي
وفور أنت سمع دلعها له ازاح يداها عن عنقه
بعد جاسومي ديه مافيش خروج يامهرة
فجذبته سريعا من ملابسه
لاء خلاص
وظلت تحايله لدقائق الي ان نهض من فوق الفراش يضحك علي أفعالها
خلاص بدل ماتقلبي قرد
بعد ساعه كانت تجلس بالسيارة تأكل البيتزا بنهم وترتشف من مشروب الكولا الذي اعترض عليه ولكن معها لا يوجد اعتراض وفي النهايه حقق لها مطلبها لعلها تهدء فيبدو أنها ستكون ليلة طويله الي ان تنسي ماحدث بالحفل
طعمها جميل اووي البيتزا
هتفت والطعام بفمها وجاسم يجلس يحدق أمامه بأرهاق وسأم متوعدا لاشكي فبسببها دفع تمن تلك الليله التي كان يخطط لها بأمور أخرى
جاسم
فنظر لها متمنيا ان تكون انهت طعامها وارتاحت نفسيتها الغالية التي ستنهي حياته مبكرا
مش هتاخد تدوق
وقضمت قطعه بنهم وحركت لسانها علي شفتيها كالقطه بتلذذ فأبتسم متنهدا
مهرة مش كفايه كده فاضل ساعه علي الفجر وانا تعبت
فأستاءت مما يطلب واقتربت منه تدفع احدي القطع بفمه فزم شفتيه بحنق
مهرة بتعملي ايه
فضحكت بمتعه وهو يغلق شفتيه بقوة كي لا يأكل
بأكلك ياحبيبي
وأكل ما وضعته بفمه بملل
انتي مش بتأكليني انتي بتخنقيني يامهرة
فتعالت ضحكاتها وهي تأكل
براحتك هاكل انا بقولك ايه انا عايزه
وقبل ان تكمل طلبها وضع بكفه علي فمها
مسمعش ليكي صوت عض وعضتيني لحد ماكتفي ورم خروج وخرجتك نص الليل وانا عندي اجتماع الصبح اكل وجبتلك هوا وشميتي انا لو سمعت كلمه عايزه ديه في الليلة اللي مش طالع ليها صبح هرميكي في النيل وأخلص
وتآوه بآلم بعد ان قضمت باطن كفه
طب عايزه عايزه عايزه
لم يجد شئ يفعله الا أنه ألتزم الصمت زافرا أنفاسه بقوة وأخيرا سمع كلمه الافراج
عايزه أروح عشان تعبت وعايزه انام
فطالعها بجمود زافرا انفاسه تلك المرة براحه
جلس بشير في مكتبه متذكرا حديث شقيقته بالصباح والحاحها بأن تعرف هل كلام سيلا حقيقي ام لا ولكنه هرب من حصار اسألتها فهو لا يعلم كيف يفكر صديقه
ونظر لهاتفه فقرر ان يحادثه وانفتح الخط وانتظر سماع صوته ولكن سمع صوت ضحكات كنان مع عائشة التي تخبره بسعادتها فهي لم تعش مثل هذا من قبل
الخط انفتح دون قصد ولكن الرساله قد وصلت لبشير كنان يستمتع بوقته مع عائشة وهنا زوجته تنتظره وتلتمس له الأعذار وتعاني من بطش والدته
وهو يبحث عن شقيقته في تلك الفتاة
أشفق على ورد داخلها فالمسكينة من وطن آخر
تزوجت برجلا ليس من موطنها بعادات وتقاليد مختلفه وفي النهايه يكون هذا جزائها
وعاد يدق علي كنان